هل توجد أغذية تتميز بالسعرات الحرارية السالبة 

هل تعلم أن فكرة وجود أغذية تضمن السعرات الحرارية السالبة تستحوذ على اهتمام عدد كبير من الذين لديهم هوس في إنقاص وزنهم؟ فأخذت في الانتشار بين الناس، انتشار النار في الهشيم، إن هذه الفكرة هي حل سحري للبدانة.

فيكفي أن تتناول من هذه الأطعمة وتأكل بلا حساب لأنك سوف تصرف سعرات حرارية على هضم هذه الأغذية أكثر مما سوف تعطيك، وبالتالي سوف تشعر بالشبع بدون أن تزداد وزنًا مهما أكلت، هناك ادعاءات كثيرة حول وجود مثل تلك الأغذية، ولكن سنرد عليها بالعلم والمنطق.

ادعاءات بالجملة وبأصوات مرتفعة

إليكم بعض الادعاءات التي تقول بوجود هذه الأغذية ذات السعرات الحرارية السالبة:

ادعاء أول

هل بإمكاننا تناول الكثير من هذه الأغذية ونتمكن من تخفيف وزننا بنفس الوقت؟ إن جواب هذا التساؤل يكمن بتناول الأغذية ذات السعرات السالبة، التي يتطلب هضمها سعرات أكثر من السعرات التي تقدمها للجسم، وهي تحتوي بالأساس على كميات قليلة من السعرات الحرارية الأمر الذي يمكننا من تناولها بشكل غير محدود ومع ذلك نخسر الوزن في آن معًا.

ادعاء ثاني

إن هذا الادعاء يقول أنّ بإمكان الشخص أن يتناول هذه الأغذية طوال اليوم وبمقادير كبيرة دون أن يزداد وزنه بل على العكس يخسر من وزنه بنفس الوقت، ذلك أنهم يعتقدون ويشيعون أن هذه الأنواع من الأغذية يتطلب امتصاصها من قبل الجسم طاقة أكبر من تلك التي تعطيها له.

ما هي معدلات الاستقلاب الأساسي في الجسم

معدلات الاستقلاب الأساسي قي الجسم

 في حال كانت تلك الادعاءات صحيحة نكون قد وقعنا على منجم من الأغذية السحرية، وطاقة القدر قد انفتحت لنا، وعشنا في الجنة في الدنيا قبل الآخرة، نحن سوف نضع هذه الادعاءات موضع الشك والريبة حتى نتثبت من الحقيقة، ونتفحّص الادعاءات تلك علّنا نصل إلى الحلم!

ومعدلات الاستقلاب ثلاثة أقسام هي:

1 -معدل الاستقلاب الأساسي (Basal metabolic rate)

وتعرف بأنها كمية الطاقة التي يحتاجها الجسم في اليوم الواحد للقيام بوظائفه الأساسية في حالة الراحة التامة وفي اليقظة وعندما لا يقوم بأي جهد لهضم أي شيء والحرارة العادية للغرفة، التي تساوي (38 درجة مئوية)، والمعدل يساوي عند الشخص البالغ بين (55 – 45 (Displaystyle بما معناه أنها تساوي (55 – 45) وات على كل متر مربع من سطح الجسم الخارجي W/M2، ويحسب من المعادلة:

للرجال:

P=(13.7516m/1Kg + 5.0033h/1Cm – 6.7550a/1year + 66.473) Kcal/day

للنساء:

P=(9.5634m/1Kg + 1.8496h/1Cm – 4.6756a/1year + 65.0955) Kcal/day

ومثال ذلك أنه للشخص الذي يبلغ وزنه 70 Kg ومساحة السطح الخارجي له تساوي 1,73 M2 فالمعدل الاستقلابي الأساسي له يساوي 88 وات وبالتحويل وحساب المعدل بالكيلو كالوري في اليوم نجد أنه يساوي 7603 كيلو جول في اليوم أي 1817 كيلو كالوري في اليوم.

وهذا يعني أن هذا الشخص ذو المواصفات السابقة هو بحاجة إلى 1817 كيلو كالوري في اليوم الواحد دون القيام بأي نشاط كان، وإذا ارتفعت حرارة الجسم بمقدار درجة واحدة زاد معدل الاستقلاب الأساسي بمقدار 14%.

أين يتم استهلاك الطاقة والجسم بحالة راحة تامة

    العضو المستهلك للطاقة

    نسبة استهلاك الطاقة

الكبد

27%

الدماغ

19%

القلب

7%

الكليتين

10%

العضلات

18%

بقية الأعضاء الأخرى

19%

2 – معدل الاستقلاب الأساسي الغير سوي

هو معدل الاستقلاب مرتفع كان أم منخفضًا (BMR) له أسباب متعددة منها فيسيولوجي (اختلال في وظائف الجسم الطبيعية)، أو أسباب مرضية ولها علاقة بما يصيب الجسم من أمراض مختلفة.

3 – معدل الاستقلاب الأساسي الاستراحي

إن المعدل الاستراحي للاستقلاب الأساسي (BMR) خلال فترة الراحة التامة يجب أن يتوافق مع الاتزان الفسيولوجي الداخلي والاتزان البيولوجي ويمكن أن يتغير قياسه وذلك بتغير المحددات والقرائن المتوافرة، لذلك إن معدل الاستقلاب الأساسي يعبر عن الحالة الثابتة للجسم، وبالتالي فإن قياس معدل الاستقلاب الاستراحي متاحًا أكثر وبسهولة أكبر.

الأثر الحراري للأغذية

الأثر الحراري للأغذية

من المهم أن نعي الأثر الحراري للأغذية وهو ما يعرف بارتفاع معدل الاستقلاب عند هضم الغذاء، وكل الكائنات الحية تتمتع بنشاط استقلابي في كل الحالات عند القيام بأي نشاط أو حتى وقت الراحة التامة.

وهو ما يفسر حاجة الشخص الذي أخذناه كمثال سابق إلى 1817 كيلو كالوري في اليوم، والآثار الحرارية تتباين بشكل واضح عند بذل الجهد في هضم الأغذية المختلفة، فمثلًا الشحوم وهي من المواد السهلة الهضم، وتحتوي على سعرات حرارية عالية، لذا فتناولها غير محبذ لمن يرغب بتخفيف وزنه.

مع ذلك فأثرها الحراري ليس كبيرًا وإنما هو منخفض، وبالعكس هناك أغذية بروتينية تتفكك أثناء الهضم إلى أحماض أمينية وهو أمر يتطلب استهلاك طاقة من الجسم لهضم البروتينات، والأطعمة السكرية مثلها مثل البروتينات فهي تحتاج لطاقة إضافية يقدمها الجسم لتفكيكها، وهي ذات أثر حراري مرتفع.

أثر مقاومة الأنسولين أو (المتلازمة الاستقلابية)

أثر مقاومة الأنسولين أو (المتلازمة الاستقلابية)

عندما يصبح الأنسولين في الجسم أقل قدر على حرق السكر، وذلك يكون مرافقًا للبدانة وزيادة الوزن، واحتمال الاصابة بأمراض القلب والداء السكري، وهذا يؤدي مع التقدم في العمر إلى الاختلاف بالأثر الحراري للأغذية بين الأشخاص المتماثلة من حيث الوزن والطول عندما يتناولان الوجبات الغذائية نفسها.

خلاصة القول مع السعرات الحرارية السالبة

خلاصة القول مع السعرات الحرارية السالبة

في الحقيقة لا يمكن القول عن أطعمة أنها سالبة السعرات الحرارية، ولكن هذه الأطعمة محصورة ضمن أضيق نطاق عند الأشخاص ذوو البنية النحيفة جدًا، وهؤلاء لديهم أصغر مقاومة للأنسولين، ويمكن أن نقول إن نبات الكرفس هو أهم الأغذية ذات السعرات الحرارية السلبية، فهو يحتوي على كميات كبيرة من الماء ويعطي سعرات حرارية منخفضة جدًا، وتناوله من قبل

 الأشخاص الذين يتمتعون بالنحافة الزائدة قد يؤدي الاقلال من كمية السعرات الحرارية لديهم، وهؤلاء الأشخاص أبعد الناس عن الحاجة لتخفيف الوزن لديهم، والحمضيات يمكن أن تعتبر أنها ذات سعرات حرارية سلبية وهو احتمال ضعيف جدًا، والجسم يستهلك ما نسبته 10% من الطاقة التي يحتاجها يوميًا للبقاء حيًا، وبالتالي فإن مصروف الطاقة بالهضم أقل بكثير من الطاقة التي يقدمها الغذاء أيًا كان وبالتالي تسقط مقولة وجود الأطعمة ذات السعرات الحرارية السالبة وبالتالي سقوط ذلك الوهم الذي نحلم به ألا وهو تناول ما نشتهي من الأطعمة  وبالكميات اللا محدودة، مع ذلك لا نصاب بالسمنة أو البدانة.

وفي الختام إليكم هذه النصيحة التي لا تتبدل أو تتغير مع مرور الوقت والزمان ألا وهي (اتبع النظام الغذائي المتوازن والصحي، ولا تفرط في الزيادة من تناول الأغذية، واحرص على ممارسة التمارين الرياضية المناسبة) فتلك النصيحة لا يمكن أن تعادلها أي ترهات وإشاعات عن وجود تلك الادعاءات التي تقول بوجود تلك الأغذية السالبة السعرات الحرارية.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله