صلاة الحاجة هي صلاة يؤديها المسلم عندما تكون لديه حاجة أو مطلب من أحد الناس أو من الله تعالى، فيتوجه إلى الله تعالى بالصلاة والدعاء لينال طلبه من تيسير أمر، أو طلب رزق، أو جلاء همّ، أو حل مشكلة وما شابه ذلك.
وصلاة الحاجة كباقي الصلوات تحتاج إلى توافر شروط صحة الصلاة وأركانها الأساسية، مثل الوضوء والركوع والسجود وقراءة الفاتحة وغير ذلك.

فضل صلاة الحاجة
تعد صلاة الحاجة طريق المسلم ووسيلته للحصول على مراده ومطلبه من الله تعالى، فهي تيسر للعبد أمره، وتبلغه مبتغاه، وتهوّن عليه ما يجد ويحاذر، من خلال تضرع المسلم إلى ربه ومناجاته، فيقضي له الله أمره بإذنه تعالى ويعطيه حاجته. والدليل على فضلها وبركتها قول ابن عابدين نقلًا عن مشايخه قولهم: صلينا هذه الصلاة فقضيت حوائجنا.
وقت أداء صلاة الحاجة
لم تشر الأحاديث إلى وقت معين لصلاة الحاجة، أو تخصصها بفترة محددة من نهارٍ أو ليل، وإنما مرد ذلك إلى الوقت الذي يطلب فيه المسلم حاجة ويريد قضاؤها، أو تعترضه مشكلة أو ضيق أو كدر ويطلب زواله، عندها يقوم بصلاة الحاجة ويدعو دعاءها
حديث أنس عن صلاة الحاجة
ويؤيد ذلك حديث أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا علي: ألا أعلمك دعاء إذا أصابك غم أو هم تدعو به ربك فيستجاب لك بإذن الله ويفرج عنك: توضأ وصل ركعتين، واحمد الله واثن عليه وصل على نبيك واستغفر لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات ثم قل : اللهم أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون لا إله إلا الله العلي العظيم ، لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب السماوات السبع، ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين، اللهم كاشف الغم، مفرج الهم مجيب دعوة المضطرين إذا دعوك، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، فارحمني في حاجتي هذه بقضائها ونجاحها رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك).
أما الأوقات التي تكره فيها صلاة الحاجة فهي نفسها الأوقات المكروهة للصلاة عامة، وتكون من بعد الفجر وحتى شروق الشمس، والصلاة بعد العصر وحتى غروب الشمس.
كيفية صلاة الحاجة ودعاؤها
اختلف الأئمة في عدد ركعات صلاة الحاجة، وتنوعت صيغ الدعاء فيها تبعًا لتعدد الروايات، فهي عند المالكي والشافعي وابن حنبل ركعتان، وعند الحنفي أربع ركعات. والروايات التي تقول بأن صلاة الحاجة ركعتان هي:
عن عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ” من كانت له حاجة إلى الله أو إلى أحد من خلقه فليتوضأ وليصل ركعتين ثم ليقل لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم أسألك ألا تدع لي ذنبًا إلا غفرته ولا همًا إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها لي ثم يسأل الله من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يقدر”
وهناك رواية ذكرت أن صلاة الحاجة هي أربع ركعات وهي:
قال ابن عابدين: إن صلاة الحاجة أربع ركعات بعد العشاء، وأن في الحديث المرفوع: {يقرأ في الأولى الفاتحة مرة وآية الكرسي ثلاثًا، وفي كل من الثلاث الباقية يقرأ الفاتحة والإخلاص والمعوذتين مرة مرة كن له مثلهن من ليلة القدر}.
وتكون صلاة الحاجة بأن يؤدي المسلم الصلاة، وبعد أن يفرغ منها يحمد الله تعالى ويصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يتضرع ويتوجه إلى الله تعالى بالدعاء الوارد ويجتهد فيه فيسأل الله تعالى ما يشاء بما فيه خير له في دينه ودنياه.
حكم صلاة الحاجة
انقسم العلماء في حكم صلاة الحاجة إلى قسمين: القسم الأول يرى عدم الأخذ بهذا الحديث المتقدم لأن في سنده فائد بن عبد الرحمن الكوفيّ الراويّ، عن عبد الله بن أبي أوفى، وهو متروك عندهم.
والقسم الثاني قال بجواز العمل بالحديث ومشروعية صلاة الحاجة، لأنها تدخل في فضائل الأعمال، حيث يؤخذ بالحديث الضعيف عندما يعود إلى أصل ثابت، ولا يوجد حديث أصح منه يعارضه.
فالأرجح والله أعلم صحة صلاة الحاجة ومشروعية أدائها التجاءً بالله تعالى وتقربًا إليه، فقد تفتح للمسلم أبوابًا من الرزق والتوفيق والتيسير، وتزيل عنه ضيقًا، وتفرج عنه كربة، وتبعد عنه شرًا بأمر من الله تعالى فهو وحده القادر على كل شيء.