آلام الرقبة والكتفين .. الأسباب وطرق الوقاية والعلاج

ما هي أسباب ألام الرقبة والكتفين وهل صحيحٌ أنها تزداد حين التعرض للضغوط النفسية والجسدية أو تغيرات الطقس؟ دعونا نجيب عن هذه الأسئلة بمزيدٍ من التفصيل.

من المعروف والشائع في عصرنا الحالي أن الكثيرين منا قد عانوا واشتكوا من آلام الرقبة في فترة ما من حياتهم، ويعرفون أن هذه الآلام التي تصيبهم قد تتراوح ما بين أن تكون بسيطة وعابرة أو شديدة قد تنغص حياتهم.

ولكن لكل مشكلةٍ صحيةٍ مسبباتٌ إذا عرفت وتم الاهتمام بها وتم تفاديها فإنها تعطي نتائج طيبة للإنسان، لذلك دعونا نتعرف على هذه المشكلة الشائعة بشكل مفصل، ونقوم بالبحث عن الأسباب الكامنة وراء ظهورها وعن أفضل الطرق الحديثة المستخدمة لعلاجها ولتفاديها.

ألام الرقبة والكتفين

مع تطور الحياة في عصرنا الحالي، انتشر استعمال أجهزة الكمبيوتر بشكلٍ كبيرٍ في كل الأمور اليومية، إضافةً إلى قضاء ساعاتٍ في مشاهدة التلفاز والتسلية لفترةٍ طويلةٍ بألعاب الفيديو.

فأجهزة الكمبيوتر أصبحت جزءًا أساسيًا في الحياة اليومية للكثير من الأشخاص. وقد ساهم استخدام الأجهزة هذه إلى ظهور الكثير من المشكلات التي تتعلق بالمدة التي يقضيها الأشخاص يوميًا والمشاكل في الرقبة التي انتشرت بشكلٍ كبيرٍ خلال السنوات الأخيرة.

وخاصة عند من يتطلب عملهم ذلك، كموظفي البنوك والوظائف التي تتطلب الكتابة لمدةٍ طويلة والمهندسون الذين يعملون لفترةٍ طويلةٍ على جهاز الكمبيوتر. كم أن هذه المشكلات ظهرت بشكلٍ ملحوظ كذلك انتشرت عند الطلاب وخاصةً في فترة الدراسة ما قبل الامتحانات.

أسباب ألام الرقبة والكتفين

كما ذكر سابقا فإن أكثر الأسباب الكامنة وراء هذه الآلام تكون نتيجةً للإجهاد الحاصل على مناطق الرقبة واسفل الرأس وأعلى الكتفين وهذا يحصل نتيجة للجلوس لفترات طويلة بشكل خاطئ وغير صحي أثناء الكتابة أو الدراسة أو عندما يستخدم جهاز الكمبيوتر.

ويزيد من المشكلة استخدام مرتبةٍ سيئةٍ للنوم أو وسادةٍ غير مريحة تحت الرأس مما يساهم أيضًا بشكل كبير في الشعور بآلامٍ في الرقبة. بالإضافة لذلك، فإن استخدام الهاتف المحمول لفترات طويلةٍ أو استخدام الهاتف العادي لفترةٍ طويلةٍ مع وضعية ثني الرقبة لناحية الكتف عند استخدام الهاتف، فهذا يضع الرقبة في حالة إجهادٍ غير طبيعي ويسبب لها الكثير من الآلام.

وفي حالات أخرى قد تكون الآلام ناتجة عن وجود التهاباتٍ عضليةٍ مزمنةٍ كتلك التي تحدث عند مرضى الفيبروميالجيا التي يمكن وصفها (بمتلازمة آلام العضلات المزمنة)، وفي بعض الحالات تكون الآلام هذه ناتجةٌ عن الخشونة في الفقرات التي تقع في منطقة الرقبة والتي تسمى طبيًا بالتهاب الفقرات المفصلية الرقبية.

وقد يكون السبب وراء هذه الآلام حصول انزلاقٍ غضروفي في الفقرات العنقية (Cervical Disc)، وهنا يمكن أن تمتد الآلام لتصل إلى منطقة الكتفين والذراعين والساعدين وصولًا الى أطراف الأصابع، ويمكن أن تكون الآلام هذه مصحوبة بخدر وتنميل.

ولكن من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى المعاناة من هذه الآلام هي التعرض للحوادث المرورية تتسبب بآلامٍ مفاجئةٍ وشديدةٍ في الرقبة خصوصًا عند تعرض سائق المركبة لارتطام مركبة أخرى به من الخلف، فهذا قد يتسبب بشدٍ عضلي يسبب حالة تعرف باسم الاصابة بالرقبة الناتجة عن الارتداد (Whip lash Injury).

الأعراض وطريقة التشخيص

تعتمد أعراض هذه المشكلة على السبب الكامن ورائها، فأغلب الأشخاص الذين يعانون من آلام الرقبة بسبب الإجهاد، تظهر الأعراض عليهم على شكل ألمٍ في أسفل الرأس يمتد إلى الجزء الخلفي من الرقبة والجزء العلوي من الكتفين، كما أن هذه الأعراض يمكن أن تزداد بشكل كبيرٍ عند التعرض للمزيد من الإجهاد وتزداد في حالات التوتر، كما أن علاجها يكون سهلًا عن طريق أخذ إجازةٍ أو عطلةٍ للراحة التي تساعد بشكلٍ كبيرٍ في تخفيف الأعراض.

يمكن أن تترافق هذه الأعراض مع الصداع الذي يصيب المنطقة الخلفية من الرأس، وهي تزداد بشكلٍ كبير عند التعرض للضغوط النفسية أو الجسدية أو حتى خلال تقلبات المناخ. وعند النساء تزداد الحدة مع دخول وقت الدورة الشهرية.

أما عند من يعانون من الضيق في القناة الشوكية والضغط على النخاع الشوكي في الفقرات أو الذين يعانون من الانزلاق الغضروفي في فقرات العنق، يكون الألم متركزًا في منطقة الرقبة وقد يمتد إلى الذراعين، وذلك تبعًا للأعصاب التي تقع تحت الضغط.

بالنسبة لتشخيص الحالة فعادةً ما تكون البداية عن طريق الفحص السريري من قبل الطبيب المعالج، وخلاله قد يتضح وجود نوع من التمدد في حركة فقرات العنق وملاحظة الشد والتقلص الحاصل في العضلات التي تحيط بالكتفين والرقبة، وقد يبين الفحص وجود ما يسمى النواقص العصبية في اليدين أو في القدمين مثل تغير في ردود بعض المنعكساتِ العصبية أو ضعف الشعور والإحساس في أصابع اليدين.

بعد ذلك يجب اخذ صور عن طريق الأشعة السينية والتي قد تظهر الشد في العضلات بمنطقة العنق أو خشونةٍ في الرقبة.

أما أفضل الطرق لتشخيص مشاكل الفقرات العنقية التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) التي تظهر بوضوح وجود تغيراتٍ رئويةٍ أو ملاحظة حصول أية انزلاقات غضروفية أو آثار الالتهابات أو الأورام في منطقة الفقرات بمنطقة الرقبة. وقد يحتاج الطبيب المعالج إلى القيام ببعض الفحوصات والتحاليل.

ويجب الانتباه إلى ضرورة تشخيص الحالات بشكلٍ دقيقٍ فقد ترد حالات مرضية تكون هنالك مشكلاتٌ في الكتفين، هذه المشكلات يمكن أن تؤثر على الرقبة، أو أن المشاكل في الرقبة تؤثر على الكتفين. لذلك فمن الضروري أن يقوم الطبيب المعالج بفحص مفصل الكتف لدى قيامه بفحص وتشخيص حالة هؤلاء المرضى.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله