مرض النوم المفاجئ … عندما يتغلب عليك النعاس ويغلبك النوم بدون سابق إنذار

مرض النوم المفاجئ ... عندما يغلبك النعاس ويفوز بالفعل عليك وتغفو بدون سابق إنذار إنه مرض غير مميت ولكن يمكن أن يؤدي إلى حوادث خطيرة.

هل تشعر بالنعاس الشديد خلال النهار؟ هل تغط في النوم فجأة وبدون قدرة منك على السيطرة؟ هل سبق وعانيت من شلل النوم عند استيقاظك؟ هل تعاني من اضطرابات النوم خلال الليل؟ قد يكون مرض النوم المفاجئ أو الخدار هو السبب.

ما هو الخدار وماذا عن الأعراض التي ترافقه والعوامل التي ترفع من احتمال التعرض له؟ وكيف يمكن أن يتم تشخيصه؟ وما هي أسباب وعلاج النوم المفاجئ ؟ والكثير من المعلومات التي عليك معرفتها عنه.

مرض النوم المفاجئ

مرض النوم المفاجئ

مرض النوم المفاجئ أو الخدر هو عبارة عن اضطراب يصيب الجهاز العصبي ويترافق مع الشخص مدى الحياة، يتميز بالشعور الشديد بالنعاس والرغبة في النوم خلال النهار بالإضافة إلى الوقوع في نوبات نوم بشكل مفاجئ مع وجود صعوبة في البقاء مستيقظين أما النوم خلال الليل فيكون متقطع.

يوجد نوعين أساسين من الخدار (النوم المفاجئ): النوع الأول وهو الخدار المترافق مع الجمدة (الجمدة عبارة عن فقدان التوتر العضلي وفقدان السيطرة على العضلات بشكل مؤقت) وهو النوع الأكثر شيوعًا، والخدار من النوع الثاني والذي لا يترافق مع الجمدة، بالإضافة إلى نوع ثانوي وهو الخدار الذي ينتج عن تعرض المنقطة تحت المهاد إلى الإصابة (المنطقة تحت المهاد هي جزء الدماغ الذي يلعب دور مهم في النوم).

مرض النوم المفاجئ ليس بالمرض المميت ولا يتطور إلى حالات صحية أكثر تعقيدًا ولكنه يمكن أن يتسبب في حوادث قد تكون خطيرة جدًا تودي بحياة المريض والأشخاص المحيطين به، مثل النوم خلال قيادة السيارة أو خلال العمل على مهمات تحتاج للكثير من الانتباه والحذر وغيرها…

يعتبر هذا المرض نادر فهو يصيب شخص من بين كل 2000 شخص، وعادةً ما يظهر مرض الخدار بين عمر 10 وحتى 30 سنة ولكنه في كثير من الأحيان لا يتم اكتشافه وتشخيصه وبالتالي يعاني الشخص من الأعراض التي تملك تأثيرها الكبير على جودة حياة الشخص الاجتماعية والعملية والعاطفية.

على الرغم من أن النوم المفاجئ هو حالة مزمنة لا يوجد علاج نهائي لها، ولكن يمكن من خلال الاعتماد على الأدوية المناسبة بالإضافة إلى تغيير نمط الحياة أن يتم التحكم بالأعراض وضبطها إلى جانب الحصول على المساعدة والدعم من الأشخاص المقربين من الأهل والأصدقاء والزملاء…

قد يهمك: أسباب كثرة النوم ومعدل النوم الطبيعي

مراحل النوم و مرض النوم المفاجئ

مراحل النوم و مرض النوم المفاجئ

هل تعتقد أنه خلال النوم لا يحدث أي شيء فقط الغرفة مظلمة ومملة والجفون ثقيلة ومن ثم تغط في النوم؟ إذن إليك ما يحدث بالتفصيل فالنوم ليس ممل أبدًا! فهو يمر بـ 5 مراحل وفقط المراحل الـ 4 التي تلي الأولى تتكرر عدة مرات خلال النوم، ولكنها لا تكون 5 مراحل عند مرضى النوم المفاجئ.

مراحل النوم (المراحل الطبيعية)

  • المرحلة الأول (لا تتكرر): في هذه المرحلة يبدأ النعاس ويكون النوم خلالها خفيف إلا أنه من السهل الاستيقاظ وذلك عند وجود أي منبه.
  • المرحلة الثانية: بعد فترة قصيرة من المرحلة الأولى يدخل الشخص في المرحلة الثانية والتي يتم فيها إرسال إشارات للعضلات حتى تسترخي تمامًا وينبض القلب بمعدل أبطأ وتنخفض درجة حرارة الجسم بالإضافة إلى أن التنفس يصبح بوتيرة أخفض.
  • المرحلة الثالثة: مرحلة النوم العميق أو مرحلة النوم البطيء ففي هذه المرحلة ينخفض ضغط الدم ولا يكون الجسم حساس لتغيرات درجات الحرارة والاستيقاظ الآن يكون صعب.
  • المرحلة الرابعة: وهي مرحلة النوم الأعمق من بين مراحل النوم الخمسة ويكون الاستيقاظ ضمنها في غاية الصعوبة وفي حال استيقظ الشخص هنا فإنه سوف يشعر بالغرابة والارتباك.
  • المرحلة E.M: مرحلة حركة العين السريعة، فكل عضلات الجسم تكون في استرخاء تام إلا أن العيون تتحرك ذهابًا وإيابًا تحت جفونك المغلقة وبسرعة، أيضًا ضمن هذه المرحلة ينبض القلب بشكل أسرع وخلالها ترى الأحلام.

قد يهمك: عدم انتظام ضربات القلب أثناء النوم

مراحل النوم لدى مريض النوم المفاجئ

مراحل النوم تشكل دورة نوم واحدة وتحتاج إلى حوالي 90 دقيقة لتتم كلها، وتتكرر المراحل (الثانية – الثالثة – الرابعة – R.E.M) بشكل دوري خلال نومك، هذا ضمن نوم الشخص الطبيعي ولكن بالنسبة لمرضى النوم المفاجئ فإنه يصل مباشرة إلى مرحلة النوم R.E.M، وبالتالي فإنه يصل إلى حركة العين السريعة خلال مدة 15 دقيقة فقط بدلًا من 90 دقيقة، وفي بعض الأحيان تحدث المرحلة R.E.M خلال اليقظى وعندها يشاهد الشخص هلوسات وذلك لأن الدماغ يكون غير قادر على تنظيم مراحل وأنماط النوم والاستيقاظ كما يجب.

قد يهمك: عدد ساعات النوم الصحي حسب العمر


أعراض النوم المفاجئ

أعراض النوم المفاجئ

  • الشعور بالنعاس الشديد خلال النهار وهو من أهم الأعراض التي تظهر على المريض في بداية الحالة، ويتميز هذا النعاس بأنه شديد لا يمكن التعامل معه أو مقاومته ويحدث بغض النظر عن الظروف المحيطة بالشخص من ضوء أو ضجيج وغيرها.
  • نوبات النوم المفاجئة التي تحدث بدون سابق إنذار في أي وقت أو أي مكان، فيمكن أن ينام المريض خلال قيادة السيارة أو خلال التحدث إلى الأصدقاء أو في مقابلة عمل، وقد تستمر نوبة النوم من بضع دقائق حتى نصف ساعة.
  • المعاناة من الصعوبة في القيام بالأعمال والمهام اليومية والتركيز عليها وذلك نتيجة للشعور المفرط بالنعاس بالإضافة إلى إمكانية الغرق في نوبات نوم بشكل غير متوقع.
  • الجمدة (وهي تصيب الأشخاص الذين يعانون من النوم المفاجئ بالنوع الأول) وهذه الجمدة هي عبارة عن فقدان السيطرة على العضلات وارتخائها بشكل مفاجئ، وغالبًا ما يترافق النوم المفاجئ مع الحالات العاطفية الشديدة مثل الضحك أو التوتر أو الغضب أو الحماس، وبعض الأشخاص يمكن أن يصابون به عدة مرات في اليوم بينما البعض الآخر يمكن أن يعانون من هذه النوبات مرة أو مرتين خلال العام.
  • الهلوسات البصرية والسمعية، وهي ناتجة عن الوصول إلى المرحلة E.M من النوم ولكن خلال اليقظى عندها يختلط على الشخص أمر الأحلام التي يراها ويعتقد أنها حقيقة ولكنها مجرد صور لا أساس حقيقي لها.
  • شلل النوم وعدم القدرة على التحرك أو التحدث ويحدث ذلك خلال الدقائق الأولى من الاستيقاظ بحيث يكون الجسم في حالة الاسترخاء العضلي التي تحدث خلال مراحل النوم، ولكن هذا الشلل لا يؤثر على معدل ضربات القلب أو على التنفس أو حركة العين، وأيضًا يمكن أن يحدث لدى الأشخاص الذين لا يعانون من النوم المفاجئ، يمكن أن تكون هذه الحالة مخيفة وخاصةً بالنسبة للأشخاص الذين لا يعرفون أنهم يعانون من مرض النوم المفاجئ أو الذين لا يعرفون الأعراض بشكل دقيق.
  • انخفاض في القدرات الفكرية وتراجع في التركيز والذاكرة، وخاصةً في حال كان النوم المفاجئ ناتج عن تعرض الدماغ لإصابة معينة.
  • الوصول إلى مرحلة E.M خلال مدة 15 دقيقة بدلًا من المرور بمراحل النوم المنتظمة، أو الوصول إليها بعد الاستيقاظ مباشرة بالإضافة إلى إمكانية حدوثها في أوقات عديدة ومختلفة من اليوم.
  • يمكن أن يعاني بعض المرضى من السلوك التلقائي الذي يبدونه خلال نوبة النوم المفاجئ (نوبة الخدار)، فقد يكون الشخص يعمل على أمر معين كالكتابة أو قيادة السيارة على سبيل المثال، ومن ثم تحدث نوبة النوم ولكنه يستمر بما كان يقوم به، وبعد انتهاء النوبة لا يكون قادر على تذكر الأشياء التي قام بها خلال النوبة.
  • يمكن أن يترافق الخدار مع اضطرابات النوم الأخرى، مثل: متلازمة انقطاع التنفس خلال النوم – متلازمة تملل الساق خلال الليل – الأرق وعدم القدرة على النوم – النوم المتقطع أو الخفيف.

من المهم زيارة الطبيب والحصول على الفحوص اللازمة وذلك في حال كنت تعاني من النعاس خلال النهار بشكل يؤثر بالسلب على حياتك ويجعل من الصعب بالنسبة لك القيام بالأعمال اليومية والمهمات المعتادة.

قد يهمك: تأكد من الأعراض وتعامل مع الأسباب واتبع طرق علاج الخمول والتعب وكثرة النوم


ما هي أسباب النوم المفاجئ ؟

ما هي أسباب النوم المفاجئ ؟

إن السبب الدقيق خلف حالة النوم المفاجئ ما يزال غير معروف وغير محدد، ولكن بشكل عام يمكن أن يكون اضطراب مناعي ذو أسباب وراثية يؤدي إلى انخفاض كل من الهيبوكريتين والأوريكسين وهي عبارة عن مواد كيميائية تنظم دورة النوم ويحتاجها الدماغ حتى يبقى مستيقظ، ويمكن لهذه الحالة أن تسري عبر العائلة.

الهيبوكريتين عبارة عن ناقل عصبي يتحكم فيما إذا كان الشخص نائم أو مستيقظ وذلك من خلال تأثيره على مجموعة متنوعة من الخلايا والأنسجة العصبية الموجودة في المنطقة تحت المهاد، إن نقص هذه المادة عادةً يتمثل في النوم المفاجئ من النوع الأول في المقابل فإن مرضى الخدار من النوع الثاني لا يكون لديهم نقص في هذه المادة في أدمغتهم.

يعتقد العلماء أن السبب الأساسي في نقص الهيبوكريتين هو الاضطراب المناعي بحيث أن الجسم يقوم بمهاجمة خلاياه السليمة باعتقاد منه أنها خلايا ضارة خارجية، وتؤدي اضطرابات المناعة هذه إلى مجموعة من الحالات أهمها: التهاب المفاصل الروماتيدي – السكري من النوع الأول – مشاكل واضطرابات في الجهاز الهضمي.

أيضًا يُرجع العلماء السبب في بعض الحالات إلى إصابة الدماغ بحادث أو ورم وبشكل خاص في منطقة تحت المهاد التي تعتبر من مناطق الدماغ الأساسية التي تعمل على تنظيم النوم واليقظى.

عوامل الخطر

مرض النوم المفاجئ أو الخدار هو حالة نادرة ومن الصعب توقع الأشخاص الذين قد يعانون منها، ولكن هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمال التعرض له، وهي:

  • العمر: عادةَ ما يظهر المرض في سن المراهقة أو بين عمر 10 حتى 30 سنة.
  • يصيب النساء والرجال بالنسبة ذاتها، إلا أن العلماء يعتقدون أنه أكثر شيوعًا عند الرجال.
  • العوامل الوراثية تلعب دور مهم والتاريخ العائلي مع هذا المرض يرفع احتمال التعرض له حوالي 20% أو 40% في مقابل احتمال التعرض له بالنسبة للأشخاص الذين لا يمتلكون أقرباء من الدرجة الأولى يعانون منه.

تشخيص النوم المفاجئ \ الخدار

قد تتشابه بعض أعراض النوم المفاجئ مع أعراض لحالات ومشاكل صحية أخرى، لذا لا بد من التشخيص الدقيق واستبعاد مثل تلك الحالات، وبشكل عام يتم التشخيص من خلال:

  • الفحص السرير البدني.
  • مراجعة التاريخ الطبي للشخص والعائلة.
  • مراجعة عادات النوم لديك ومناقشة الأعراض التي تعاني منها.
  • فحص دورة النوم ويتم ذلك بمراقبة نشاط الدماغ خلال النوم وتسجيل القياسات التي تشير إلى المراحل التي يمر بها الشخص أثناء نومه وفيما إذا كان ينتقل بشكل مباشر إلى مرحلة E.M.
  • اختبار النوم المتعدد وذلك لفحص نشاط الدماغ خلال فترات نوم قصيرة ومتكررة.

علاج النوم المفاجئ

علاج النوم المفاجئ

لا يوجد علاج للخدار يمكن له التخلص بالكامل منه ولكن هناك مجموعة من العلاجات التي تساهم في ضبط الأعراض ومجموعة من الأمور التي يمكن لها أن تساعد المريض، وهي:

1 – الأدوية المنبهة للتعامل مع النعاس

يتم وصفها من قبل الطبيب وهي عبارة عن أدوية ذات فاعلية عالية في الحد من النعاس والبقاء في حالة يقظى، ولكنها يمكن أن تؤدي إلى أعراض جانبية تتمثل في القلق – الأرق – عدم القدرة على النوم بعمق – الصداع – الغثيان.

2 – تنظيم مستوى الهيبوكريتين

عن طريق الأدوية التي تثبط مرحلة النوم R.E.M وتنظم مستويات النواقل العصبية المسؤولة عن تنظيم النوم واليقظى، وقد تشتمل على آثار جانبية: جفاف الفم – عدم وضوح الرؤية – الإمساك – القلق والأرق خلال الليل…

3 – تغيير نمط الحياة

يمكن لبعض الأمور أن تساعد المريض على ضبط الأعراض والتحكم بها، وهي:

  • الحفاظ على مواعيد نوم واستيقاظ محددة وثابتة.
  • عدم الذهاب إلى السرير إلا إذا كنت تشعر بالنعاس.
  • في حال لم تتمكن من النوم خلال 20 دقيقة لا تبقى في السرير.
  • اجعل الغرفة هادئة ومريحة.
  • تجنب التعرض للكثير من الضوء خلال المساء.
  • تجنب تناول الكثير من الكافيين قبل النوم.
  • مارس التمارين الرياضية بانتظام.
  • تجنب القيام بالأعمال التي تحتاج إلى الكثير من التركيز والتي يمكن أن تعرضك والأشخاص الآخرين للخطر في حال حدوث نوبة نوم مفاجئة.

قد يهمك: نصائح للتمارين الرياضية … 15 نصيحة قادرة على دفعك للالتصاق بالرياضة


إن الأشخاص الذين يعانون من مرض النوم المفاجئ أو الخدار يواجهون الكثير من التحديات لعل أهمها الحصول على تشخيص الحالة، ولكن يمكن التحكم بالأعراض من خلال تغيير نمط الحياة والاعتماد على الأدوية التي يتم وصفها من قبل الطبيب.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله