ما هو الشيء الذي يحيا أول الشهر ويموت آخره؟

يعتبر اللغز بكل أشكاله من الأمور التي تجذب الآخرين وتحثهم على التفكير والتحليل لإيجاد حلٍ له، كما أنها تشجع الجانب الاجتماعي فهي بذلك ترفع روح التعاون والمشاركة بين الأهل والأصدقاء فيغدو الجميع متشوقًا لمعرفة حله، كما أنه يخلق جو من الألفة والمحبة والضحكة بين الحاضرين. لذا دعونا نتعرف على معنى كلمة اللغز لنتمكن من حل هذا اللغز المحير ألا وهو: ما هو الشيء الذي يحيا أول الشهر ويموت آخره؟

ما هو الشيء الذي يحيا أول الشهر ويموت آخره؟

التعريف بكلمة اللغز بلغتنا العربية الفصحى

حيث أنه في معجم المعاني الجامع للدكتور مروان العطية عرّف اللغز كما يلي:

اللغز في اللغة

هو (اسم)، وجمعه: ألغاز، وأما معناه: هو ما يُعمى به من الكلام أو هو عبارة عن سؤال أو عبارة تتطلب فهمًا أو إجابة.

وقدم الشخص ألغازًا، معناه قدم عبارات تطلبت تفكيرًا منطقيًا وعقليًا للوصول إلى حلها.

اللغز بشكل عام

فهو عبارة عن سؤال مبهم يصعب في العادة الوصول إلى إجابة له، وهو لا يحتاج إلى معلومات لحله إلا ما يتعلق بالألغاز الرياضية (عمليات حسابية وأرقام وأعداد) أو الألغاز البوليسية التي تحتاج إلى قدر من المعلومات تجمع لتتكون لدى الشخص معلومات كاملة ليتوصل إلى حلها وهذا ما يعرف بالألغاز الفكرية.

أنواع الألغاز

تقسم الألغاز إلى قسمين:

حزورات

أو ما يعرف بالأحجية وهي تتطلب معلومات عامة وبسيطة من الشخص لا تتعدى ما يطرأ من أشياء في حياتنا اليومية الاعتيادية (كالألغاز الشعرية والطريفة).

الألغاز الرياضية

هي التي تتطلب معلومات بسيطة من مبادئ الرياضيات والعمليات الحسابية. وتدخل من ضمنها (ألغاز الكلمات-الألغاز التي تتطلب قوة الملاحظة وخداع البصر والذكاء).

الألغاز الفكرية

هي التي تتطلب معلومات عامة وكبيرة كأمكنة وأسماء أشخاص ومعلومات جغرافية أو قانونية وغيرها من المعلومات للوصول إلى حل اللغز.

هناك بعض المعلومات العامة

التي لا تندرج تحت اسم ألغاز بل هي عبارة عن أسئلة لمعلومة حقيقية، مثال: من هو مخترع المصباح الكهربائي والذي هو توماس أديسون.

وهنا سنحاول أن نطرح لغز لمعرفة حله وهذا اللغز هو:

ما هو الشيء الذي يحيا أول الشهر ويموت آخره؟

اختلف أكثر الناس في حل هذا اللغز فبعضهم لم يعرف الجواب مطلقًا وآخرون أخذوا يتحذرون ويجيبون بأشياء مضحكة كصديق والد أحدهم الذي يأتي في أول كل شهر ليأخذ من والده ما جمعه له من أموال كان يستثمرها في عمل ما ثم يغيب حتى نهاية الشهر، وبعضهم قال أنه: النبات إذا سقيناه من الماء طوال الشهر يحيا وإذا قطعنا عنه الماء مات في نهاية الشهر،  وقال بعضهم أيضًا إنه: الراتب الشهري أو ما يعرف ببعض الدول بالمعاش، للموظف أو العامل أو أي شخص يعمل طوال الشهر ليأخذ ثمن عمله وتعبه، حيث يقبض الموظف راتبه في أول الشهر ويبدأ بصرفه وهكذا حتى آخر الشهر، لينتهي كل ما قبضه من نقود على ما تطلبه الحياة اليومية، حيث سمي معاش أي مؤلف من (ما) و (عاش) لأنه يقبض في أول الشهر فيحيا ويظل في صرفه لينتهي آخر الشهر فيقال مات.

ولكن بعد التفكير وجمع المعلومات من هنا وبعد سؤال الكثير من الناس والرجوع لأكثر من مصدر، استقر الجميع على جواب واحد ألا وهو: القمر، نعم إنه القمر.

ولكن لماذا الجواب الصحيح هو القمر؟

القمر

للإجابة على هذا لا بد من تعريف بسيط للقمر ومن خلال المعلومات التي سوف نطرحها سنتوصل لإجابة واضحة والسبب في أننا اخترنا كلمة القمر كجواب للغزنا الذي طرحناه.

القمر

القمر من الأجرام السماوية التابعة للمجموعة الشمسية، وهو القمر الطبيعي الوحيد الذي يتبع للأرض، وهو ثاني الأجرام لمعانًا في السماء بعد الشمس، حيث تستطيع رؤيته بشكل نظامي من سماء الأرض، ويدور القمر حول الأرض في مدار شبه بيضاوي، من الغرب باتجاه الشرق، وهو ما يعرف باسم (الشهر القمري) وإن دوران القمر في محوره يكون غير ثابت في الفضاء.

أما حركة القمر حول الأرض، فإنه يدور حول الكرة الأرضية حتى مسافة تصل إلى 384,403 كيلو متر، وسرعة متوسطة تصل إلى 3700 كيلو متر في الساعة، حيث يكمل دورته الكاملة كل سبع وعشرين يوماً، وسبع ساعات، وثلاث وأربعين دقيقة، ولينتقل القمر من وجه لآخر يعني من بدر إلى هلال يحتاج إلى 29 يومًا وهذا ما فسر لغزنا الذي طرحناه.

أشكال القمر

هناك أشكالٌ عديدة للقمر، حيث أن سكان الأرض لا يرون القمر كاملًا في كل الليالي، حيث أن القمر يكون بدرًا (كامل الاستدارة) في ليلة الرابع عشر من الشهر القمري، وهي الفترة الزمنية اللازمة لدوران القمر حول الأرض والتي تبلغ حوالي 27 يومًا تقريبًا.

أو أن يكون القمر على شكل هلال، حيث يعرف سكان الكرة الأرضية عند رؤيتهم للقمر وقد تحول شكله إلى هلال، بأن الشهر الجديد قد بدأ.

أو أن يستحال رؤيته كهلال في نهاية الشهر القمري، فيعرف الناس بأن الشهر القمري قد انتهى ليبدأ شهرًا قمريًا جديدًا، وهذا ما فسر لغزنا بأن القمر يحيا في أول الشهر لأنه يظهر لأعين الناس وأنه يموت في آخر الشهر لأن القمر يصعب أو تنعدم الإمكانية في رؤيته آخر الشهر.

في النهاية…

هناك ألغاز كثيرة تشدّ الناس لحلها، فمنها ما يُعرف بشكلٍ سريع، ومنها ما يتحذر الناس في الإجابة عنها، ومنها ما يخطئون في حلها، أو أن هناك بعضًا من الناس تعجز نهائيًا عن الحل وتهرع لبعض المصادر أو الأشخاص من أجل إيجاد حل لها.

وفي كل الأحوال يبقى اللغز شيئًا جميلًا يحرك الدماغ لجمع المعلومات، ويعطي البهجة والسرور والتسلية بين الناس في ليالي السهر من الصيف أو الشتاء. وتذكروا ألا تتوقفوا عن طرح الأسئلة أبدًا.

اقرأ أيضًا:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله