العلاج بالموسيقى .. فوائد مذهلة

إن تطور علم النفس وعلم الأعصاب وإجراء البحوث الجديدة كل يوم والتي من شأنها أن تقربنا من الأجوبة التي كنا نبحث عنها، فمن المثير للاهتمام أن هناك علاجًا جديدًا في متناول أيدينا يساعد المرضى على تقليل تناولهم من الدواء وإن مرضى الزهايمر ليسوا المستفيدين الوحيدين منها.

ماذا يمكن أن يكون هذا العلاج السحري؟ الجواب بسيط. الناس قادرون على شفاء وتحسين نوعية حياتهم من خلال قوة الموسيقى وهذا الأمر يجري من قبل البشر لعشرات الآلاف من السنين، إذا كنت تتساءل من الذي يمكن أن يستفيد من العلاج بالموسيقى وكيف، فنحن سوف نجيبك عن هذا السؤال.

ما هو العلاج بالموسيقى؟

العلاج بالموسيقى

قبل أن نغوص في الفوائد المرتبطة بها، فكر في تجاربك الشخصية مع الموسيقى. كيف انتقلت لماضيك؟ هل حياتك أفضل حاليًا؟ هل تعتقد أن لديها القدرة على الحفاظ على الصحة الإيجابية؟

ببساطة، العلاج بالموسيقى هو أساسًا آلية الشفاء المستخدمة من قبل المعالجين المعتمدين. من خلال استخدام الموسيقى بمهارة يمكن للأفراد تعزيز واستعادة والحفاظ على جميع جوانب صحتهم. ويشمل ذلك الصحة البدنية والنفسية والعاطفية وحتى الروحية.

باستخدام الصفات العاطفية والهيكلية للموسيقى، يمكن للمرضى الاستفادة من تعزيز الاتصالات، والتنمية الشخصية، والتعلم، والتوعية الذاتية والتفاعل. وكما ذكرت سابقا الخبراء يستخدمون هذا مع مرضى الزهايمر مع نتائج لا تصدق.

العلاج بالموسيقى والدماغ

عندما نستمع إلى الموسيقى، تحدث أشياءٌ لا تصدق داخل دماغنا واجسادنا وبما أن هذه الآثار قابلةٌ للقياس وقابلةٌ للتحديد، فيمكن استخدام الموسيقى لعدد من التطبيقات العلاجية. في الواقع، أثناء الاستماع إلى الموسيقى، يمكن للتصوير بالرنين المغناطيسي تحديد أي من أجزاء الدماغ نشطة.

والأكثر من المدهش هو أن الموسيقى لديها القدرة على تحفيز جميع مناطق الدماغ. ففي إحدى الدراسات، طور الباحثون طريقة جديدة سمحت لهم بأن يروا كيف يعالج الدماغ جوانب مختلفة من الموسيقى. وللمرة الأولى، كشف الباحثون عن كيفية تنشيط الشبكات المختلفة أثناء الاستماع إلى الموسيقى. من العاطفة إلى وظيفة التحرك، والإبداع إلى الذاكرة، ونحن نتعلم الآن تعقيد الموسيقى وكيف تؤثر علينا. لذلك فإن تأثير الموسيقى رهيبٌ جدًا ونحن نعلم جميعا ذلك. ولكن كيف يمكن أن تستفيد صحتك منها؟

فوائد العلاج بالموسيقى

مع زيادة الوعي العام بأساليب العلاج البديلة، ما زلنا نرى تحولًا في عدد الأفراد الذين يلتمسون العلاج الطبيعي. على الرغم من أن هناك أدويةً لكل الحالات المرضية تقريبًا لكن هذه الأدوية تأتي أيضًا مع قائمةٍ طويلةٍ من الآثار الجانبية المحتملة. وفي بعض الحالات، فإنها يمكن أن تسبب ضررًا أكثر من نفعها.

بالنسبة لمعظمنا، الموسيقى هي جزء أساسيٌ من حياتنا اليومية. في البيت وفي الطريق وفي العمل، والموسيقى يمكن أن تساعد في تحسين المزاج والمتعة وتحفز الدافع لدينا. أو في حالاتٍ أخرى، يمكن للموسيقى تعزيز الاسترخاء التام. إن التفكير في كيفية تأثير بعض الأغاني على المرء وعلى الطريقة التي يشعر بها تدلنا على أن هذا التأثير القوي عند توجيهه إلى العلاج يكون فعالًا جدًا.

وإليك بعض الطرق التي تساعد فيها الموسيقى المرضى في جميع أنحاء العالم. قد تكون قادرة على تحسين حياتك أيضًا، وكذلك حياة أحبائك.

1 – الموسيقى تحسن أعراض التوحد

التوحد هو مجالٌ يحظى بشكل باهتمام العلماء فعلى الرغم من أن هؤلاء المرضى قد يعانون من التوحد الشديد، فإنهم يظهرون مهاراتٍ وقدراتٍ غير عادية. ويعتقد الخبراء أن ما يقرب من 10 في المئة من مرضى التوحد يبدون هذا التألق.

فإذا كنت لا تعلم، فالتوحد هو اضطرابٌ في الدماغ وغالبًا ما يسبب مشكلاتٍ تنموية كبيرة وخاصة في إطار التفاعل الاجتماعي والاتصالات. حيث يبدي الأفراد سلوكياتٍ غير عادية تتداخل مع العمل اليومي. لحسن الحظ، غالبًا ما يظهر مرضى التوحد اهتمامًا متزايدًا بالموسيقى وفي المقابل فهي قادرة على تحسين كل من التواصل غير اللفظي واللفظي من خلال هذا النوع من العلاج.

مع زيادة حالات التوحد الآباء يبحثون الآن عن بدائل الدواء، وكذلك ازداد الطلب على خدمات العلاج بالموسيقى ففي دراسة واحدة نشرت في مجلة العلاج بالموسيقى وجد الباحثون أنه عندما تم استخدام الموسيقى كتدخل للأطفال والمراهقين الذين يعانون من التوحد، والسلوكيات الاجتماعية، والاهتمام، والتركيز، والتواصل، والقلق والوعي تحسن كل شيء لديهم بشكلٍ ملحوظ.

2 – الموسيقى تحسن أعراض الاكتئاب

على الرغم من أن 15 مليونًا من البالغين الأمريكيين يعانون من الاكتئاب في كل سنة، فإن نسبةً كبيرةً لا تسعى إلى أي نوعٍ من العلاج. وكما نعلم الآن، فإن الصحة العقلية تؤثر على الصحة البدنية. وإذا كنت مكتئبًا ترى الضرر بصحتك العامة أيضًا، وكذلك كانت هناك زيادة مذهلة في استخدام مضادات الاكتئاب بحيث أن واحد تقريبًا من كل 10 الأمريكيين يأخذ هذه العقاقير القوية.

قبل أن تختار الدواء، يجب أن تعلم أن هناك الكثير من الطرق الطبيعية لتحسين المزاج على المدى الطويل من اتباع نظامٍ غذائي لممارسة الرياضة والتأمل واتباع العلاجات العشبية، فعند البدء في العمل مع الجسم والعقل، تبدأ نتائج لا تصدق في الظهور.

وجد الباحثون أن العلاج بالموسيقى يساعد ولم يظهر هذا العلاج فقط لتحسين المزاج المكتئب، ولكن أيضًا يقلل من معدل ضربات القلب، ومعدل التنفس وضغط الدم. فضمن دراسة رئيسية تلقى الأفراد إما الرعاية القياسية للاكتئاب، أو الرعاية القياسية بالإضافة إلى العلاج بالموسيقى. وقد اهتم الباحثون بالتدابير مثل القلق والاكتئاب والأداء العام ونوعية الحياة والقدرة على التعرف على المشاعر.

ووجد الباحثون أن العلاج بالموسيقى مع الرعاية القياسية كان أكثر فعاليةً من الرعاية القياسية وحدها. وخلص الباحثون إلى أن العلاج بالموسيقى هو الحل الفعال بين الناس في فترة الاكتئاب، وأضافت الموسيقى تحسينات قيمة لأساليب العلاج التي أنشئت سابقًا.

3 – الموسيقى تعزز نمو الجنين

الكثير من الأمهات غالبًا ما يسمعون الموسيقى لأطفالهم، ولسبب وجيه تبين البحوث أن تشغيل الموسيقى الموجهة إلى الرحم خلال أواخر الحمل يمكن أن يؤدي إلى طفل أكثر استجابة للموسيقى بعد الولادة. ومن المثير للاهتمام ان الموسيقى يمكن أيضا أن تؤثر على حصول سلوك ايجابي لحديثي الولادة.

وقد وثق الباحثون عددا من الفوائد المحتملة، بما في ذلك زيادة الوزن، وزيادة معدلات التغذية، وانخفاض معدل ضربات القلب ونوم أعمق. على الرغم من أن الكثير من البحوث ركزت على الموسيقى والرحم، فقد أفاد الباحثون بأدلة إيجابية  لفائدة الموسيقى للأطفال بعد الولادة.

أثناء دراسة الأطفال الخدج، كان الباحثون مهتمين في كيفية تأثير الموسيقى على الوظيفة الفسيولوجية، فضلا عن وظيفة التنمية. في هذه الدراسة درس الباحثون 272 من الأطفال الخدج الذين يعانون من متلازمة الضائقة التنفسية. وقد أدى الاستخدام العلاجي المتعمد للصوت والتهويدات الحية، الذي طبقه المعالج الموسيقي المعتمد، إلى عدد من الآثار الإيجابية.

تحسنت كل من وظائف الجهاز التنفسي والقلب، وكذلك سلوكيات التغذية. وخلص الباحثون إلى أنه عندما تغنى التهويدات المفضلة للوالدين بصوت عال يمكن لها أن تحسن الوظيفة الفسيولوجية وتعزز الترابط وهذا يقلل من الإجهاد الذي يواجه الآباء عند رعايتهم لطفل سابق لأوانه.

4 – الموسيقى تساعد على تخفيف الشعور بالألم

عندما يأخذ الناس أدوية الألم فهذه الأدوية ترتبط بمستقبلات في الدماغ وخفض الإحساس بالألم ولسوء الحظ معدلات الإدمان على المسكنات مذهلة. وفي عام 2012، قدر أن 2.1 مليون أمريكي يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات المرتبطة بمسكنات الألم الأفيونية.

وفي الحالات الشديدة، تكون الوفيات المفرطة من الجرعة الزائدة نتيجة مؤسفة. وما لم يتم تقديم خيارات بديلة، فإن التأثير السلبي المرتبط بهذه الأدوية سيظل يؤثر على الملايين على أساس يومي فعند أخذ هذه الأدوية تقوم أدمغتنا بالإفراج عن الأوكسيتوسين، مما يساعدنا على تحقيق تخفيف الألم.

أثناء دراسة العلاج بالموسيقى ، وجد الباحثون أنه خلال جراحة القلب المفتوح، الموسيقى لديها القدرة على زيادة مستويات الأوكسيتوسين بشكل طبيعي، وتوفير تخفيف الألم الطبيعي. وقد لوحظت هذه الآثار حتى بين مرضى السرطان أيضا. في دراسة واحدة ذات صلة ، خلص الباحثون إلى أن العلاج بالموسيقى يمكن أن تقدم لمرضى السرطان آثار مفيدة، بما في ذلك تحسين الحالة المزاجية، وانخفاض الألم، وانخفاض القلق.

وقد أظهرت الدراسات أيضا أنه عند الاستماع إلى الموسيقى، يتم تنشيط مركز مكافأة الدماغ وبدوره يؤدي إلى إطلاق الدوبامين. ومن المثير للاهتمام ان  الباحثون أيضا وجدوا أن نوع الموسيقى يمكن أن يكون لها تأثير مختلف. فعندما وجد المستمعون الموسيقى ممتعة، أبلغوا عن ألم أقل بالمقارنة مع أولئك الذين استمعوا إلى موسيقى “غير سارة”.

5 – الموسيقى تدعم صحة القلب الإيجابية

صدقوا أو لا تصدقوا، عند الاستماع إلى الموسيقى، يستجيب جسمك دون وعي. الموسيقى يمكن أن تؤثر على معدل ضربات القلب، وقد تبين أنها حتى تحسن من مستويات ضغط الدم وهذا أمر منطقي فالموسيقى لديها القدرة على خفض مشاعر التوتر والقلق، مما يخفض مباشرة ضغط الدم.

في دراسة لمرضى القلب  وجد الباحثون أن 30 دقيقة فقط من الموسيقى تنتج معدلات ضربات القلب أبطأ. كما أنها خفضت ضغط الدم وخففت التضايق بالمقارنة مع أولئك الذين لم يستمعوا إلى الموسيقى. وقد وثق الباحثون هذا التأثير مرارًا وتكرارًا، وعرضوا الطرق التي تقوم بها الموسيقى بتعزيز الشفاء.

في اليابان، حيث معدلات الخرف آخذة في الازدياد ومن أجل تحسين الأعراض، كان الباحثون مهتمين بآثار العلاج بالموسيقى. دراسة الباحثين لكبار السن الذين يعانون من الخرف أفادت بأن العلاج بالموسيقى يعزز النشاط السمبتاوي للهدوء و العطف وخلص الباحثون إلى أنه عند الاستماع إلى الموسيقى يمكن أن يخفف القلق لهؤلاء المرضى، وزيادة الراحة وتعزيز الاسترخاء. كل هذا يعزز صحة القلب الإيجابية.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله