ما هو مرض التصلب اللويحي .. أسبابه وأعراضه وعلاجه

ما هو مرض التصلب اللويحي .. أسبابه وأعراضه وعلاجه، مقال طبي ثقافي عن أحد الأمراض التي تؤدي بالمريض إلى عدم القدرة على متابعة حياته بشكل طبيعي.

التصلب اللويحي المتعدد (Ms-Multiple sclerosis).. الأمراض العصبية هي أمراض تتسبب في الاضطراب في أحد أجزاء الجهاز العصبي، فيطال تأثيره  الدماع والحبل الشوكي مسببًا تلف الغشاء الذي يحيط بالخلايا العصبية.

كما أن هذا المرض يؤثر على حياة الشخص المصاب بالمرض بطريقة سلبية فقد تمنعه من القيام بواجباته الحياتية على النحو الأمثل.

ما هو مرض التصلب اللويحي (Ms-Multiple sclerosis):

Neurons Figure Final

مرض التصلب اللويحي أو (التصلب المتعدد Ms-Multiple sclerosis).. مرض من أمراض الجهاز العصبي المركزي يؤدي في أغلب الأحيان إلى إنهاك الجسم حيث يقوم الجهاز المناعي في الجسم (immune system) بمهاجمة الغشاء الذي يحيط بالخلايا العصبية ويقوم بإتلافها بشكل غير قابل للعلاج.

 وهذا التلف يؤثر على سرعة انتقال السيالات العصبية، وقد يوقفها بشكل نهائي، أمّا أعراض المرض فتختلف باختلاف الأعصاب المصابة بالمرض وشدة الإصابة، فقد يفقد المرض الشخص المصاب به المقدرة على المشي أو الوقوف أو الكلام.

 ومن الصعب تشخيص المرض في مراحله الأولى بسبب كون الأعراض تظهر وتختفي لمدة قد تستمر لأشهر في بعض الأحيان لتعود وتظهر بعد ذلك، إن هذا المرض يمكن أن يصاب به الشخص في أية مرحلة من مراحل عمره غير أن الإصابة بالمرض تتطور في العمر الذي يتراوح بين (20) العشرين سنة وبين (40) الأربعين عامًا، وهو منتشر بين النساء أكثر من الرجال.

أعراض المرض:

تظهر أعراض مرض التصلب اللويحي (Ms-Multiple sclerosis) في البداية بمشاكل بصرية أو حسية وحركية، أمّا أعراضه الأخرى فتظهر تبعًا لمكان الإصابة في الجهاز العصبي وتتمثل الأعراض كما يلي:

  • انعدام الإحساس والشعور في القدمين، أي الخدر والضعف في جميع الأطراف أو بعض منها، وفي العادة يظهر الشلل أو الضعف في إحدى الجهات من الجسم فقط، أو في الجزء السفلي من الجسم.
  • فقدان النظر الكلي أو الجزئي في كلتا العينين أو في واحدة فقط، ومن الواضح أن الأعراض في العينين لا تظهر متزامنة في كلتا العينين معًا في نفس الوقت، وقد تكون الأعراض في العينين مترافقة مع الألم في العين عند تحريكها، وهذا يعني التهاب العصي البصري (optic neuritis).
  • الإحساس بالرؤية الضبابية أو المزدوجة.
  • آلام في مختلف أجزاء الجسم وحكة منتشرة في الجسم.
  • الشعور أو الإحساس بصعقة كهربائية عند تحريك الرأس بحركات معينة.
  • ظهور الرعشة على اليدين وعدم القدرة على التنسيق بين أعضاء الجسم وغياب التوازن عند المشي.
  • الشعور الدائم بالتعب والإنهاك والإحساس بالدوخة والدوار.

إن هذه الأعراض تظهر عند أغلب المصابين بهذا المرض وعلى الأخص في المراحل الأولى منه، وتختفي بشكل كلي أو جزئي لفترة فد تستمر لعدة أشهر وتعاود للظهور مرة أخرى، وهذه الأعراض تزداد حدة عند ارتفاع درجة حراة الجسم.

أسباب وعوامل الخطورة في مرض التصلب اللويحي:

أسباب وعوامل الخطورة في مرض التصلب اللويحي

إن مرض التصلب اللويحي (MS) هو مرض في حهاز المناعة الذاتية (utoimmune) حيث يهاجم جهاز المناعة الذاتية في الجسم نفسه مما يؤدي إلى تلف طبقة (الميالين Myelin) الدهنية المغلفة للألياف العصبية في العمود الفقري (Backbones) وفي الدماغ (brain) والتي تحميها.

حيث أن وظيفة هذه المادة نفس الوظيفة التي يقوم بها طلاء العزل للأسلاك الكهربائية، وعندما تصاب هذه الطبقة بخلل ما فإنها تبطئ من سرعة نقل المعلومات من خلال الأعصاب، أو أنها لا تصل أبدًا.

وما زال الطب إلى الآن عاجزًا عن تحديد الأسباب الدقيقة لإصابة شخص بهذا المرض دون غيره على وجه التحديد، إلّا أنه توجد هناك مجموعة من الظروف والعوامل الوراثية والتلوثات المختلفة والتي كان الشخص قد تعرض لها عندما كان طفلًا فإن ذلك يساعد على تسبب الإصابة بالمرض.

ما هي عوامل الخطورة:

هناك بعض العوامل التي من المحتمل أن تزيد من فرصة واختمال الإصابة بالمرض التصلب اللويحي، أو (التصلب المتعدد Ms-Multiple sclerosis):

  • العمر: قد يصاب الشخص بهذا المرض في كل مراحل العمر أو في كل الأعمار، غير أن ظهور المرض وتطوره يكون بشكل عام بين العمر (20) عشرين عامًا وبين (40) الأربعين عامًا.
  • جنس المصاب: إن احتمال إصابة النساء بهذا المرض أكبر بكثير من احتمال إصابة الرجال به.
  • العوامل الوراثية (Genetic factors): إن فرصة الإصابة بالمرض تزداد في حال وجود عدد من أفراد العائلة الواحدة مصابين بهذا المرض، إن نسبة احتمال الإصابة عند شخص كان أحد إخوته أو أحد والديه يعاني من هذا المرض فإن هذه النسبة تصل تتراوح بين (1% – 3%) بينما هذه النسبة عند الأشخاص العاديين تكون (1%) فقط.

وبالرغم من ذلك فقد أكدت التجارب والدراسات التي شملت التوائم المتماثلة أن الوراثة ليست سببًا أكيدًا للإصابة بالمرض.

  • التلوث: من المعروف عي عالم الطب أن للفيروسات علاقة وثيقة مع مرض التصلب اللويحي، وعلاقة الفيروس (ابشتاين – بار EB – epstein barr) وهو الفيروس الذي يتسبب بمرض (كثرة الوحيدات العدوائية Infectious mononucleosis) والذي يعرف يعرف بمرض (داء التقبيل Kissing Disease) وليس معروفًا إلى الآن كيفية تطور الفيروس وتحول المرض إلى مرض التصلب اللويحي.
  • أمراض أخرى: يوجد البعض من الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالمرض إذا ما كانوا مصابين بأمراض المناعة الذاتية التالية:

أمراض الغدة الدرقية (Thyroid)، ومرض السكري من النمط الأول (Type 1 Diabetes)، ومرض التهاب الأمعاء (Inflammatory bowel).

مضاعفات المرض:

في بعض الحالات قد يتطور المرض عند بعض الأشخاص المصابين إلى أمراض اخرى مثل:

  • مرض تيبس أو قساوة العضلات (Hardness)، أو تشنج العضلات (Myospasm).
  • إلى مرض شلل الساقين (Paralysis of the legs).
  • أمراض تؤدي لمشاكل في كيس المثانة (Bladder bag)، أو ضعف في الأداء الجنسي.
  • إلى مشاكل في الدماغ مثل النسيان أو الاكتئاب أو صعوبة التركيز.
  • قد يتطور إلى مرض الصرع (Epilepsy).

تشخيص مرض التصلب اللويحي:

تشخيص مرض التصلب اللويحي

إن طبيب الأعصاب الفرنسي (جان مارتن شاركو Jean-Martin Charcot) هو مؤسس علم الأعصاب كان قد تتلمذ على يد العالم (فرويد Freud)، وكان أول طبيب حاول ايجاد معايير تشخيصية لمرض التصلب اللويحي المتعدد وأصبحت تعرف هذه المعايير باسم (ثالوث شاركو Trinity Charcot) حيث يعاني المريض من الرجفان والرأرأة والكلام التلغرافي، ومن تغيرات في المدارك المعرفية، وكان قد وصف المرضى المصابين بهذا المرض بأنهم يعانون من ضعف الذاكرة بشكل واضح وأن استيعابهم للمعلومات والأفكار بطيء جدًا.

وقد اعتمد على التشخيص بهذا الثالوث حتى قام الطبيب (شوماخر Schumacher) بتوحيد معايير الإصابة بالمرض وتضمنت وصفًا سريرية للحالة لمشكلة قائمة بالجهاز العصبي وأن هناك أكثر من منطقتين متأثرة بالمرض في الجهاز العصبي المركزي.

علاج المرض:

علاج المرض

لا يوجد إلى الآن علاج معروف لعلاج مرض التصلب اللويحي، غير أن العلاج يركز على علاج النوبات والإبطاء من تطور المرض، والتخفيف من الأعراض بحيث تكون هذه الأعراض خفيفة فلا العلاج ضروريًا، ويقسيم علاج مرض التصلب اللويحي إلى ثلاثة أجزاء:

  • الجزء الأول: أدوية هذا الجزء مخصصة لعلاج الهجمات الحادة للمرض ويتم ذلك باستخدام (الستيرويدات الوريدية Alstiroidat) وهي تعمل على اختصار المدة الزمنية للهجمة، كونها تخفف من نشاط جهاز المناعة الذاتي في الجسم.
  • الجزء الثاني: عبارة عن أدوية تقلل من النشاط البيولوجي للمرض، باستعمال دواء (الأنتر فيرون Antrfiron) لعلاج التصلب اللويحي في بداية المرض فقد يقلل من تكرار الهجمات الحاده بنسبة من (30%-35%).
  • الجزء الثالث: عبارة عن أدوية تركز على علاج أعراض المرض ومضاعفاته ومحاولة الحد منها، وهنا يمكن استخدام الادوية المضادة للتشنجات والمرخية للعضلات ،والادوية المضادة للاكتئاب، وكذلك الأدوية المسكنة.

علاج التصلب اللويحي بالأعشاب الطبيعية:

 هناك عدة وصفات من الاعشاب منها:

  • الوصفة الأولى: هي شربة السنا مكي، وهي تنظف الجسم من الأخلاط البلغمية، والقولون من الفضلات الضارة، وتحضر هذه الوصفة كما يلي:

 يوضع (20g) عشرين غرام من أوراق السنا مكي في ليتر من الماء ثم يضاف الية كمية قليلة من الزنجبيل، وحبة البركة، والبابونج، ويوضع المزيج على نار هادئة حتى الغليان ، ثم يبرد ويصفى، ويشرب منه المريض كوب واحد على الريق، بعد ذلك ممكن زيادة الكمية، ويمكن إضافة العسل للتحلية وزيادة الفائدة.

  • الوصفة الثانية: خلطة الصبر وحب الرشاد ويتم ذلك بشرب المريض كبسولات فيها مسحوق من حب الرشاد والصبر ثلاث مرات في اليوم.
  • الوصفة الثالثة: يجب على المريض أن يتناول (التمر dates) وبشكل دائم لأنه مفيد للغاية ويعتبر التمر من أفضل الأعشاب لتقوية الأعصاب.
  • الوصفة الرابعة: خلطة اليقطين والهندباء والعسل وتعتبر هذه الخلطة طاردة للسموم من الجسم.

علاجات خاصة:

العلاج بالمساج والتدليك أي (العلاج الطبيعي او العلاج الفيزيائي ) وفي هذه الطريقة يتم تعليم المريض على استخدام بعض التمارين لشد وتقوية العضلات، كما يتم تدريب المريض على استعمال الأجهزة المساعدة على الحركة.

الخاتمة:

تحدثنا في هذا المقال عم مرض التصلب اللويحي (أو التصلب المتعدد Ms-Multiple sclerosis) حيث قمنا بتعريف المرض وتعرفنا على أعراضه وعلى تطورات المرض إلى أمراض أخرى وتحدثنا عن علاج المرض، نرجو أن نكون قد وفقنا بما قدمناه لكم من معلومات موسوعية لا تغني عن مراجعة الطبيب في حال المرض لا سمح الله، غير أن هذا المقال لثقافة العامة التي توسع مدارك الإنسان ومعارفه الطبية.

المراجع

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله