تعرف إلى أعراض الشقيقة وأبرز العوامل المؤثرة فيها

إن كنت أنت أو أحد أفراد أسرتك أو الأشخاص المحيطين بك يعاني من الشقيقة فليس تلك هي الحالة الوحيدة التي تظهر عليها أعراض الشقيقة بل إن نحو 12% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من الشقيقة، فما بالك بمدى انتشارها على مستوى العالم.

تعرف الشقيقة بأنها حالة من نوبات الصداع التي تصيب الشخص بين فترة وأخرى وتختلف شدتها بين المتوسطة إلى الشديدة، وقد تستمر النوبة الواحدة عدة ساعات متواصلة وربما أيام حسب الحالة التي يعاني منها الشخص.

في الغالب يحصل الألم في جانب واحد من الرأس، ويكون الشخص خلال النوبة أكثر حساسية للضوء أو الأصوات منه في الحالات العادية. وتعد النساء أكثر عرضة للمعاناة من الشقيقة من الرجال، حيث تشير بعض الإحصائيات بأنه مقابل كل ثلاثة نساء يعانين من الشقيقة يكون رجل واحد يعاني منها.

تعرف إلى أعراض الشقيقة وأبرز العوامل المؤثرة فيها

ظهور الشقيقة وأسبابها

سابقًا كان يعتقد إن تقلبات وتغيرات في الشرايين والأوردة التي تنقل الدم من وإلى الدماغ هي المسؤولة عن نوبات الشقيقة والصداع التي تحصل، ولكن لاحقًا ومع تقدم الوسائل والتقنيات العلمية، تبين وجود عوامل أخرى إلى جانب تلك تساهم في تهيج وظهور نوبات الشقيقة.

هذه العوامل الأخرى تشمل المركبات الكيميائية والهرمونية الموجودة في الدماغ مثل السيروتونين والاستروجين، بالإضافة إلى موجات من النشاط ضمن بعض الخلايا الدماغية سريعة التفاعل والاستجابة، من المحتمل إن هذه الموجات تحفز المركبات الكيميائية والهرمونية وتؤدي إلى ضيق الأوعية الدموية في الدماغ وكامل الجسم.

وعندما يحصل تبدل في مستويات السيروتونين والأستروجين بفعل موجات الأنشطة تلك في بعض خلال الدماغ يؤدي هذا إلى نوبات من الشقيقة. ومن المعروف إن السيروتونين يؤثر على الجنسين معًا، أما الأستروجين يؤثر على النساء فقط وهذا ما يفسر كون النساء أكثر عرضة للشقيقة من الرجال.

تفسيرات أخرى قالت إن معدل الأستروجين لدى النساء يرتفع ثم يعود ويهبط وهذا يؤدي إلى انقباضات في الأوردة الدموية ينتج نوبات من الألم والصداع المعروف بالشقيقة. ودراسات أخرى قالت إن المستويات المنخفضة من الأستروجين تجعل الأوردة الدموية في الوجه وفروة الرأس أكثر حساسية للألم فيظهر الصداع.

أعراض الشقيقة

يمكن أن تظهر الشقيقة في مراحل مبكرة من الطفولة أو خلال المراهقة أو بعدها، وتقسم اعراضها أو مراحل النوبة التي تحصل إلى ثلاثة مراحل، وكل مرحلة من هذه المراحل لها أعراضها التي تظهر خلالها، وهذه المراحل هي كالتالي

المرحلة الأولى: ظهور البوادر

هذه هي المرحلة الأولى والتي تظهر فيها البوادر الأولى لنوبة الشقيقة، وعادة ما تظهر أعراض المرحلة هذه قبل يومين تقريبًا من نوبة الصداع، وتشمل أعراض هذه المرحلة

  • إمساك.
  • تغييرات مزاجية، مثل أعراض اكتئاب.
  • شهية زائدة للطعام.
  • شيء من الألآم الخفيفة في الرقبة أو حالة من عدم الراحة.
  • شرب كميات زائدة من الماء وكثرة التبول نتيجة ذلك.
  • تثاؤب متكرر.

المرحلة الثانية: الهالة أو الحس الشخصي

أيضًا هذه الحالة تسبق نوبة الصداع الفعلية، وكثير ممن يعانون من أعراض الشقيقة لا يمرون بهذه المرحلة من الأعراض. على كل حال تشمل أعراض الشقيقة في هذه المرحلة اضطرابات عصبية وبصرية، ويمكن أن تشمل اضطرابات على صعيد الحركة والاحساس والكلام وقد يشعر المريض بضعف في العضلات أو كأن شخص ما يلمسه، تشمل الأعراض التالي

  • اضطرابات بصرية مثل تخيل خطوط وألوان أمام العينين أو بقع ضوئية أو نجوم وأشكال.
  • ضعف في البصر.
  • الشعور بوخز في الساقين أو الذراعين.
  • الشعور بخدر في الوجه أو قد يشمل أحد جانبي الجسم.
  • اضطرابات لفظية وصعوبة في الكلام.
  • تخيل المريض سماع ضوضاء أو موسيقى أو أي أصوات.
  • ارتعاش أو حركات لا إرادية.

المرحلة الثالثة: نوبة الشقيقة

هذه هي المرحلة التي يعاني فيها الشخص من آلام نوبة الشقيقة والتي قد تستمر بين 4 حتى 72 ساعة تزيد أو تنقص، وتختلف حدة الصداع الذي ينتاب المريض من شخص لأخر وفي الغالب يكون بين آلام متوسطة إلى شديدة، أما عن مدى تكرار نوبات الصداع فقد تكون نادرة الحدوث مع بعض الأشخاص وقد تحدث مرة في الشهر مثلًا لدى البعض أو أكثر لدى أخرين، ويمكن أن يشعر المريض خلال النوبة بالتالي

  • آلام في أحد جانبي الرأس أو كلاهما، في الغالب يكون بأحد الجانبين فقط.
  • الشعور بخفقان أو نبض.
  • حساسية زائدة من قبل المريض تجاه الضوء أو الأصوات أو حتى بعض الروائح واللمس.
  • غثيان وتقيء.
  • ضعف في البصر.
  • الشعور بدوار في الرأس وقد يصل الأمر حد الإغماء.

هذه هي أعراض الشقيقة بمراحلها المختلفة التي تظهر على المريض، سواء ما يظهر قبل نوبة الألم أو خلالها.

تعرف إلى أعراض الشقيقة وأبرز العوامل المؤثرة فيها

يذكر إن الشقيقة في الغالب لا يتم تشخيصها إلا بعد حصول عدة نوبات منها مع المريض، وبالتالي من المحتمل أن يعاني الشخص من الشقيقة دون أن يعرف ظانًا إنها صداع عادي ليس إلا.

عوامل تؤثر في الشقيقة

هناك عدد من العوامل يعرف عنها بأنها تؤثر في الشقيقة ومن الممكن أن تزيد من حدة نوبة الصداع أو تساهم في ظهورها، وتشمل هذه العوامل

  • التغييرات الهرمونية وخاصة تلك التي تحصل للمرأة خلال الدورة الشهرية حيث يحصل هبوط في مستوى الأستروجين وبالتالي يؤدي هذا إلى مزيد من الصداع. كذلك التغييرات التي تحدث خلال الحمل أو بعد سن اليأس تؤثر على الشقيقة.
  • بعض الأطعمة مثل الأجبان التي تخزن لفترات طويلة قبل الاستهلاك والأطعمة المالحة والمصنعة يمكن أن تؤثر وتهيج أعراض الشقيقة وكذلك تخطي وجبات الطعام وخاصة وجبة الإفطار أو الصيام عمومًا قد يؤثر على مرضى الشقيقة ويزيد من حدتها.
  • بعض الإضافات الغذائية مثل المحليات السكرية والإضافات التي تحتوي على أحاديات الصوديوم التي تتوافر في العديد من الأطعمة.
  • بعض المشروبات مثل المشروبات الكحولية وتلك التي تحتوي على الكافيين يمكن أن تهيج الشقيقة لدى من يعاني منها.
  • التوتر والضغط النفسي.
  • بعض المحفزات الحسية مثل التعرض لأضواء ساطعة أو أصوات مرتفعة أو روائح قوية.
  • التغييرات المفاجئة في نمط الحياة مثل تغير مواعيد النوم والاستيقاظ يمكن أن تؤثر على من يعانون من أعراض الشقيقة وآلامها.
  • النشاطات البدنية الثقيلة نوعًا ما بما في ذلك الممارسة الجنسية أحيانًا يمكن أن تؤثر.
  • بعض الأدوية خاصة موانع الحمل يمكن أن تؤثر على مرضى الشقيقة.

هذا العوامل يعرف عنها إنها قد تزيد من حدة نوبة الصداع أو تساعد على ظهورها، طبعًا ليس من الضروري أن تؤدي هذه العوامل إلى ذات النتائج مع كل الأشخاص أو المرضى الذين يعانون من أعراض الشقيقة، بل قد تؤثر عند البعض وقد لا تؤثر مع أخرين.

أخيرًا من الجدير بالذكر إن كل العلاجات التي تستخدم في العادة من أجل أعراض الشقيقة تهدف إلى التخفيف من أعراضها قدر الإمكان، فيمكن تصنيفها تحت بند مسكنات الألم مثلًا. بالإضافة إلى علاجات أخرى تستخدم مع الأشخاص الذين تظهر لديهم نوبات الشقيقة بشكل متكرر ودائم وبالتالي تستخدم تلك العلاجات للتخفيف قدر الإمكان من تكرار نوبات ألم الشقيقة.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله