ما العلاقة بين التهاب الأذن الداخلية و التهاب الأذن الوسطى والدوخة ؟

تشعر بالدوار فأول ما تفكر به هو الأذن، ولكن ما العلاقة بين التهاب الأذن الداخلية و التهاب الأذن الوسطى والدوخة وهل من مشاكل أخرى تسبب الدوار؟

في كل مرة تشعر بالدوار ستفكر في سبب ذلك وتحديدًا بوجود خلل ما في الأذن إما أنك تعاني من التهاب في الأذن الوسطى أو أن المشكلة تكمن في الأذن الداخلية، ولكن ما حقيقة ذلك؟ وما العلاقة التي تربط بين كل من التهاب الأذن الداخلية و التهاب الأذن الوسطى والدوخة ؟

ما رأيك بالنظر في أمر الشعور بالدوار عن قرب؟ والتعرف إلى علاقة التهاب الأذن الداخلية و التهاب الأذن الوسطى والدوخة وتحديد في أي منهما تكمن المشكلة؟ كيف ذلك؟ ما يلي سوف يجب عن كل ذلك ويخبرك الحقيقة خلف هذا الدوار ومشاكل الأذن التي تعاني منها.

مراكز التوازن في جسم الإنسان

مراكز التوازن في جسم الإنسان

كيف يتم تحقيق التوازن في الجسم؟ وما هي الأعضاء والأجهزة المسؤولة عنه؟ إن التوازن يتم تحقيقه من خلال 3 مراكز تسمى مراكز التوازن: الأذن – العضلات – المخيخ.

1 – الأذن والتوازن

تتألف الأذن من 3 أجزاء: الأذن الخارجية والتي تعمل على استقبال وتجميع الأصوات من الوسط المحيط ونقلها إلى الأذن الوسطى التي يفصل بينهما غشاء الطبل، أما الأذن الوسطى فهي تجويف مملوء بالهواء يضم عظيمات السمع الثلاث (الركاب – السندان – المطرقة).

ومن ثم الأذن الداخلية والتي تتكون من القنوات الهلالية وهي عبارة عن سلسلة من القنوات تضم 3 حلقات متعامدة تتلاقى مع بعضها في 5 نقاط، تحتوي على سائل لزج غني بالبوتاسيوم إلا أنه يفتقر إلى الصوديوم، وتحتوي الأهداب الحسية التي تتلقى إشارات الحركة من السائل اللزج عند تحرك الجسم والرأس وترسل هذه الإشارات ليتم تحديد وضعية الجسم وتعديلها، أي أن الأذن الداخلية وتحديدًا الأهداب الحسية وحركة السائل داخل القنوات الحلقية هي ما يحقق التوازن في الأذن.

2 – العضلات والتوازن

ترسل العضلات إشارات عصبية تعبر عن وضع الجسم والعضلات، فكل الحركات التي تصدر عن الجسم تحكمها العضلات فعلى سبيل المثال الوقوف أو المشي باتجاه معين يتم ضبطه عن طريق عدد كبير جدًا من العضلات (عضلات القدم – الساق – الظهر…)، وبالتالي فإنها تعتبر المركز الثاني بين مراكز التوازن في الجسم.

3 – المخيخ والتوازن

يتلقى المخيخ الإشارات من مراكز التوزان ويقوم بالتنسيق بينها مع باقي المعلومات التي تلتقطها العين ويعمل على فهمها مع المحيط الخارجي لخلق حالة من التوازن والاتزان، وأي خلل في الإشارات الواصلة إليه سينتج عنها خلل في استجابة الجسم وهذا ما يعنيه الدوار أو الدوخة.

التهاب الأذن الوسطى والدوخة

التهاب الأذن الوسطى والدوخة

إذن الأذن الوسطى ليست من المراكز المسؤولة عن التوازن أي ليس لها أي علاقة بالشعور بالدوار ولكن لماذا يتم ربطها به؟

على الرغم من أنها ليست من ضمن مراكز التوازن إلا أن التهاب الأذن الوسطى والدوخة يرتبطان إلى حد ما وذلك كما لي:

  • من بين أعراض التهاب الأذن الوسطى يأتي كل من ارتفاع درجة الحرارة والصداع والألم وفقدان التوازن والدوار، فالدوار أحد الأعراض المستقلة وفي الوقت ذاته باقي الأعراض يمكن أن تفقد الجسم التوازن ويمكن أن تسبب له فقدن الوعي في الحالات الشديدة مثل الحمى.
  • يمكن أن يكون الدوار من بين الأثار الجانبية لبعض الأدوية التي يتم تناولها لعلاج التهاب الأذن الوسطى.
  • من بين أهم المضاعفات التي يمكن حدوثها عند تجاهل علاج التهاب الأذن الوسطى هو العدوى وانتقال الالتهاب إلى الأنسجة المحيطة من بينها الأذن الداخلية والتي تعتبر مركز التوازن الأساسي وإصابتها بأي التهاب أو اضطراب يؤثر بشكل مباشرة على توازن الجسم.

قد يعجبك: ما هي أسباب و أعراض التهاب الأذن الوسطى وكيف يمكن التعامل معه؟

التهاب الأذن الداخلية والدوخة

الداخلية

الأذن الداخلية وتحديدًا القنوات الحلقية التي تحتوي على الأهداب الحسية التي تستجيب لحركة السائل الموجود في القنوات وتنقل هذه الاستجابة إلى المخيخ هي مركز التوازن، فمثلًا عند تحريك الرأس نحو الأمام فإن السائل الموجود في القنوات يتحرك كذلك فيثير استجابة في الأهداب وهكذا…

وبالتالي فإن أي اضطراب في الأذن الداخلية يؤدي إلى فقدان التوازن، وهذا الاضطراب يمكن أن يكون:

  • التهاب الأذن الداخلية.
  • الحساسية الموسمية ووجود جسيمات دقيقة داخلها تؤدي إلى استجابة الأهداب بدون وجود حركة خارجية.
  • قصور في عمل الأذن الداخلية أو تشوه في بنية الأهداب.
  • التهاب العصب الدهليزي والذي يمكن أن يصل إلى مرحلة حادة.
  • الحركات غير المتزنة مثل الدوران ومن ثم التوقف فجأة فالسائل في القنوات يبقى يتحرك ويدور بينما الجسم ثابت وهذا ما يسبب خلل التوازن والشعور بالدوار.

قد يعجبك: علاج الدوخة وثقل الرأس وأسبابها دليلك الكامل

الدوار يمكن أن ينتج عن مشاكل أكثر خطورة من التهاب الأذن

الدوار يمكن أن ينتج عن مشاكل أكثر خطورة

من الاحتمالات الأكبر أن يترافق كل من التهاب الأذن الداخلية أو التهاب الأذن الوسطى والدوخة وفي هذه الحالة علاج الدوار يكون بعلاج الالتهاب ولكن هناك المزيد من الأسباب التي بعضها يعتبر أكثر خطورة من مجرد التهاب، وأهمها:

  • فقر الدم – الجفاف – نقص التغذية – فقدان الشهية العصبي، وفي هذه الحالة تظهر أعراض مثل: الضعف والوهن العام – الخمول – شحوب لون البشرة – الهالات السوداء.
  • السكتة الدماغية – التصلب المتعدد – نزيف المخ ولكن مثل هذه الحالات تترافق مع أعراض أخرى مثل: عدم وضوح الرؤية – فقدان تنسيق الكلام – عدم اتساق الحركات – تنميل ووخز وضعف الأطراف والوجه.

يمكن أن تكون المشكلة هي التهاب الأذن الداخلية أو التهاب الأذن الوسطى والدوخة من أعراضها أو مضاعفاتها ولكن يمكن أن تكون المشكلة أكبر وأكثر خطورة، ولكن مهما كانت فإن اكتشافها في وقت أبكر يجعل من علاجها أسهل وأمر ممكن أكثر، لذا من المهم الحصول على الفحوص الطبية بشكل منتظم وعندما تعاني من دوار أو أي أعراض أخرى.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله