التهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال .. الأعراض المضاعفات والعلاج

التهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال من الأمراض الشائعة جدًا في السنوات الأولى من عمر الطفل وخاصةً في السنة الأولى، وغالبًا ما يتطور هذا المرض عن الرشح، حيث يصاب الطفل بالرشح أو الزكام بدايةً ثم تتطور الحالة بعد عدة أيام لتكون التهاب الأذن الوسطى.

وهو من الأمراض التي تصيب الكبار والصغار، ولكن بنسب قليلة يصيب الكبار وبنسب أعلى يحدث مع الأطفال. وغالب الحالات مع الأطفال يتم الشفاء منها دون مشاكل، ولكن في حالة تكرار حدوث الالتهاب من الممكن أن تظهر مشاكل أخرى عند الطفل.

أسباب الالتهاب

نحو أكثر من ثلثي حالات الإصابة تكون البكتيريا فيها هي المسبب الرئيسي، أو من الممكن أن تكون البكتيريا مسبب غير مباشر مسؤول عن الالتهاب حيث تقوم البكتيريا بتهيئة الأسباب لحصول الالتهاب.

التهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال .. الأعراض المضاعفات والعلاج

عدة أنواع من البكتيريا تسبب هذا الالتهاب مثل S.pneumoniae, Moraxella catarrhalis, Hemophiles influenza  بالإضافة لفيروسات   RhinovirusوRSV.

العوامل المؤثرة في التهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال

هناك عدة عوامل من الممكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال ومن هذه العوامل

  • العمر، الأطفال بعمر السنة تزيد احتمالية إصابتهم بنسبة كبيرة وتنخفض مع تقدمهم بالعمر.
  • من المعروف إن الذكور معرضين للإصابة أكثر من الإناث.
  • الأطفال الذين يرضعون من الحليب المصنع أكثر عرضة أيضًا للإصابة من أطفال الرضاعة الطبيعية.
  • التعرض للتدخين، أي الطفل الذي يكون أحد والديه أو أفراد أسرته مدخن تزيد احتمالية إصابته.
  • الحساسية الموسمية، ففي بعض المواسم التي تكثر نسبة الإصابة بالزكام تزداد نسبة الإصابة بالالتهاب أيضًا، مثل فصل الشتاء.

كيف يحصل التهاب الأذن الوسطى

تتكون الأذن عند الإنسان بشكل عام سواء الكبار أو الأطفال من ثلاثة أقسام، الداخلية والوسطى والخارجية، بالإضافة لنفير اوستاش الذي يصل بين البلعوم والأذن الوسطى. أثناء الرشح أو الزكام أو عند التهاب البلعوم يحصل انسداد في نفير اوستاش بسبب تراكم السائل في الأذن الوسطى، وبالتالي تراكم هذا السائل يخلق أجواء مناسبة لنمو البكتيريا المسببة للالتهاب، فيحصل التهاب الاذن الوسطى لدى الطفل.

أعراض الإصابة

تختلف أعراض الإصابة في التهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال منها عند الكبار، وليس بالضرورة أن تكون الأعراض واضحة على الطفل خاصة إن الطفل ليس لديه القدرة على التعبير عما به كما الكبار، ومن الممكن أن يظهر على الطفل المصاب هذه الأعراض أو بعض منها

  • ألم في الأذن، يعبر عنه الطفل عبر البكاء والهياج وتبدو عليه علامات عدم الارتياح ومن الممكن أن يقوم بشد أذنه بسبب الألم الذي يشعر به.
  • سيلان من الأذن لمادة صفراء اللون قد تكون مصحوبة بالدم.
  • أعراض أخرى تشمل إسهال وتقيؤ، انخفاض للشهية، ارتفاع درجة الحرارة وقلة النوم.
  • انخفاض في قدرة الطفل على السمع بسبب تجمع السوائل في الأذن الوسطى وقد يستمر هذا لعدة أسابيع قبل أن يزول ويعود سمع الطفل لطبيعته.

التهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال .. الأعراض المضاعفات والعلاج

مضاعفات أخرى محتملة لالتهاب الأذن الوسطى

من الممكن ان يترافق التهاب الأذن الوسطى بأي من المضاعفات التالية

  • التهاب في الدهليز والذي يكون على شكل دوخة ودوار مفاجئ وشعور بعدم التوازن.
  • التهاب الخشاء وهو أحد أجزاء عظام الجمجمة.
  • التهاب السحايا.
  • زيادة سماكة طبلة الأذن.

العلاج

عادةً ما يتم العلاج باستخدام المضادات الحيوية، ولكن مؤخرًا بعض الدراسات أثبتت عدم فعالية المضادات الحيوية في معالجة التهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال حيث إنه فقط نحو 20% من الأطفال المصابين الذين شملتهم الدراسة استطاعت المضادات الحيوية معالجة الالتهاب.

وهذا بحسب الآراء الطبية بسبب إن غشاء الأذن يكون مصاب بالبكتيريا والفيروسات معًا ومن الصعب أن تكون المضادات الحيوية وحدها كافية في العلاج. وعلى الرغم من نتائج هذه الدراسة فأنه حتى الآن تستخدم المضادات الحيوية في علاج التهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال بسبب عدم توفر وسائل علاج أخرى في معظم الحالات.

عادة ما يظهر التحسن على الطفل المصاب بعد يوم إلى اثنين من بدء أخذ الدواء الذي يحدده الطبيب، لا يوجد ضرورة لعزل الطفل خلال فترة الإصابة كونه لا يعد من الأمراض المعدية، أما بالنسبة للحرارة وليس بالضرورة أن ترتفع ولكن يحصل وترتفع مع بعض الأطفال يمكن استخدام السيتامول لخفضها.

العلاج بأنابيب التهوية

يتم اللجوء إلى وسيلة العلاج هذه في الحالات التي يتراكم فيها السائل في الأذن الوسطى لفترة طويلة تصل لأشهر ولا ينفع معها العلاج التقليدي بالإضافة إلى تسبب ذلك بانخفاض في قدرة الطفل السمعية، فيتم اللجوء للعمل الجراحي والذي يتم فيه زراعة أنابيب تهوية في الأذن للتخلص من السائل الموجود في الأذن الوسطى، الأنابيب هذه يتطلب بقائها في الأذن بين 6 إلى 12 شهر ثم تخرج من الأذن تلقائيًا دون الخضوع للعمل الجراحي مرة أخرى.

وتساعد هذه العملية على خروج السائل من الأذن بالإضافة إلى تحسين قدرة الطفل على السمع بعد أن تكون تأثرت نتيجة التهاب الأذن الوسطى.

في حال تكرر الالتهاب

التهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال يعتبر ضمن المعدل الطبيعي إذا ما حصل بمعدل مرتين في السنة أو في كل فصل شتاء حيث غالبًا ما يحدث في هذا الفصل. أما إذا حصل وكان معدل الإصابة أكثر من ذلك فأن هذا يعتبر تكرار غير طبيعي ويستلزم معالجة طبية لوضع حد للأمر.

العلاج يحدده الطبيب بحسب ما يراه مناسب بناءً على حالة الطفل، وفي العموم يكون العلاج وقائي بالدرجة الأولى وعلى مدى طويل، باعتبار إن معدل الإصابة لدى الأطفال يقل مع التقدم بالعمر. حيث تكون في أوجها في السنة الأولى من عمر الطفل وتقل بعد ذلك حتى تكاد تندر الإصابة بعد عمر الأربع سنوات.

في حال تأخر علاج الالتهاب

في حال تأخر الوالدين عن معالجة طفلهم من الالتهاب الحاصل فأن المضاعفات نادرة الحدوث ولكنها ممكنة ومقلقة بعض الشيء كونها قد تكون خطيرة، من هذه المضاعفات التي من الممكن أن تظهر في حال تجاهل الالتهاب أو تأخر علاجه الالتهاب في الأذن الداخلية أو التهاب الدهليز والتهاب السحايا والتهاب الخشاء أو شلل في العصب الوجهي.

أخيرًا، من الجدير بالذكر إنه دائمًا ما يُنصح الوالدين بإعادة فحص طفلهم بعد شهر إلى شهرين من الالتهاب وحتى ولو تم شفاء الطفل، وهذا للتأكد من خلو الأذن الوسطى من السائل وعدم تراكمه فيها.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله