ما العلاقة بين عملية الأيض وحرق الدهون في الجسم؟

بالتأكيد سبق ومر عليك أشخاص يشتكون من عدم فعالية الحمية الغذائية التي يتبعونها في إنقاص أوزانهم أو الحد من زيادتها، أو ربما لاحظت بعض الأفراد من الذين يقبلون على تناول مختلف أنواع الأطعمة دون تمييز بين الدهون والسكريات والنشويات ومع ذلك مستمرين في المحافظة على أوزانهم كما هي دون زيادة على الرغم من كل ذلك.

إن لم تكن تنتمي لأي من هذه الأصناف فأنت تعرف عن بعضها بالتأكيد وتتساءل عن سبب ذلك، حيث إن الكثيرين يشتكون من عدم قدرتهم على إنقاص وزنهم برغم تجنبهم الكثير من الأطعمة وحرمان أنفسهم من الكثير مما يشتهون، ومع ذلك لا يصلون إلى النتيجة أو الهدف الذي يريدون.

ما العلاقة بين عملية الأيض وحرق الدهون في الجسم؟

ولأن غالبية الناس يعتقدون بدور عملية الأيض وحرق الدهون وما يعرف بالتمثيل الغذائي ودوره في حرق دهون الجسم، سنتعرف هنا على هذا الأمر عن قرب ومدى أهمية عملية الأيض في الجسم بالتخلص من الدهون.

العلاقة بين عملية الأيض وحرق الدهون

تعرف سلسلة العمليات الكيميائية والحيوية في الجسم التي تجري بهدف الحفاظ على وظائف الجسم المختلفة بعملية الأيض أو التمثيل الغذائي، وببساطة أكثر يمكن القول إن عملية الأيض هي معدل استهلاك الطاقة وحرق السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم للقيام بالوظائف المختلفة من تنفس وهضم وطرح فضلات وما إلى ذلك من العمليات الضرورية.

وعادة ما يتم حرق السعرات الحرارية في الجسم بعدة طرق أهمها:

  • خلال الوظائف الحيوية الضرورية في الجسم من تنفس وهضم وغيره وهذا يسمى بمعدل الأيض الأساسي للجسم، ويحدد من خلال جينات وراثية ولا يمكن التحكم فيه.
  • من خلال الأنشطة البدنية اليومية.
  • من خلال التمارين الرياضية.

من الصعب التحكم بمعدل الأيض الأساسي في الجسم بسبب طبيعة العوامل المؤثرة فيه مثل الجينات الوراثية والأنزيمات والهرمونات بالإضافة إلى حجم كتلة الجسم والجنس والعمر، فمن المعروف إنه كلما زاد عمر الشخص يقل معدل الأيض فيه.

وعلى الرغم من إن الكثيرين يرجعون سبب زيادة أوزانهم إلى معدل الأيض فأنه لا يمكن اعتباره المسبب الرئيس لذلك، على الرغم من تأثيره على وزن الجسم وحرق السعرات الحرارية فيه، إلا إنه كما بينا فأنه هناك العديد من العوامل الأخرى والتي قد تكون أكثر أهمية وفعالية من معدل الأيض الذي يصعب التحكم فيه.

هذا بالإضافة إلى إن عملية إنقاص وزيادة الوزن للجسم عملية معقدة وتتداخل فيها العديد من العوامل مثل الجينات والهرمونات الخاصة بالشخص وطبيعة النظام الغذائي المتبع ومعدل النشاطات البدنية التي يقوم بها الشخص ونمط الحياة المتبع عمومًا، وهذا ما يؤكد إن معدل عملية الأيض وحرق الدهون لا يمكن اعتباره العامل الوحيد لذلك.

اقرأ أيضًا: أجهزة تفتيت الدهون … آلية العمل وأهم الميزات والأضرار

معدل الأيض بين شخص وأخر

ما يمكن ملاحظته بوضوح إنه هناك أشخاص تكون أجسامهم أكثر قابلية لحرق الدهون وبالتالي حرق مزيد من السعرات الحرارية وإنقاص الوزن، في حين أن أشخاص أخرين يكون من الصعب بالنسبة لهم حرق الدهون وإنقاص أوزانهم ويتطلب هذا الأمر منهم المزيد من الوقت والجهد بالنظر إلى الفئة الأولى التي تكون أسرع في حرق الدهون.

الفئات التي تكون أكثر قابلية لإنقاص الوزن من المحتمل إنهم يمتلكون معدل أيض مرتفع في الجسم وبالتالي يحرقون المزيد من السعرات الحرارية خلال الوظائف الحيوية للجسم والتي تتم في كل الأوقات بما في ذلك وقت الراحة. في حين إن أخرين يكون معدل الأيض عندهم منخفض ولا يحتاجون للكثير من الطاقة والسعرات الحرارية للقيام بالوظائف الحيوية تلك في الجسم.

كيف يمكن زيادة معدل الأيض في الجسم؟

بالنظر إلى عدم إمكانيتنا للتحكم بمعدل الأيض في الجسم كما أشرنا، إلا إنه يمكننا التحكم بكمية السعرات الحرارية التي يتم حرقها، وكلما حرقنا المزيد من السعرات الحرارية كلما تخلصنا من المزيد من الدهون في أجسامنا وبالتالي إنقاص الوزن. لذلك من يبحث عن طرق لزيادة معدل عملية الأيض وحرق الدهون في الجسم من الأفضل له أن يبحث عن طرق لحرق المزيد من السعرات الحرارية التي هي العامل الأهم في حرق الدهون وإنقاص الوزن.

 

يمكنك حرق المزيد من السعرات الحرارية من خلال:

التمارين الرياضية

التمارين الرياضية بمختلف أشكالها من أهم وسائل استهلاك السعرات الحرارية وحرقها، بما في ذلك الأنشطة البدنية العادية من مشي وصعود الدرج وقيادة الدراجة والسباحة وغيرها، وكلما قضينا المزيد من الوقت بمثل هذه الأنشطة كلما حرقنا المزيد من السعرات وبالتالي الدهون وهذا ما يؤدي إلى إنقاص الوزن.

نمط الحياة المتبع

نمط الحياة المتبع عمومًا من أهم الأمور التي تؤثر على معدل حرق السعرات الحرارية لديك، فأن كنت من الأشخاص المعتادين على العمل لسبعة أو ثمانية ساعات كل يوم وأنت جالس خلف مكتبك دون الكثير من الحركة فأنت بالتأكيد لا تحرق الكثير من السعرات الحرارية، لذا من الأفضل محاولة القيام بالأنشطة البدنية خلال اليوم مثل استخدام الدرج عوضًا عن المصاعد الكهربائية والمشي بدل السيارة أو وسائط النقل العامة وما إلى ذلك من الأنشطة التي يمكن من خلالها حرق المزيد من السعرات الحرارية.

النظام الغذائي

ينصح خبراء التغذية بتناول وجبات صغيرة وخفيفة حتى لو كان ذلك عدة مرات في اليوم، حيث يعد هذا أفضل من تناول وجبات كبيرة لمرتين أو ثلاثة مرات في اليوم فقط؛ وهذا بسبب إن جهاز الهضم يحتاج لحرق سعرات حرارية حتى يستطيع هضم الطعام، وبالتالي تعدد الوجبات التي نتناولها خلال اليوم يؤدي بجهاز الهضم إلى مزيد من العمل وبالتالي حرق الدهون. لذا في المرات القادمة حاول قدر الإمكان أن تتناول وجبات صغيرة حتى لو كان ذلك على فترات متقاربة مثل وجبة صغيرة كل ساعتين أو ثلاثة. وبالتأكيد لا تنسى تجنب الأطعمة الغنية بالدهون.

ما العلاقة بين عملية الأيض وحرق الدهون في الجسم؟

شرب الماء

شرب 8 أكواب من الماء بشكل يومي يساعد في حرق نحو 100 سعرة حرارية إضافية يوميًا، قد لا يكون هذا الرقم كبير في نظر الكثيرين ولكنه مهم لمن يريد حرق مزيد من السعرات الحرارية، فضلًا عن فوائد الماء الأخرى للجسم والتي يمكنك التعرف عليه من هذا المقال.

اقرأ أيضًا: رجيم الماء … رجيم سريع لإنقاص الوزن خلال أسبوع

هذه أبرز الوسائل التي تساعد في حرق المزيد من السعرات الحرارية وذلك في سبيل إنقاص الوزن، وكما قلنا فأن معدل عملية الأيض وحرق الدهون يعتمد بشكل أساسي على السعرات الحرارية في الجسم وما نقوم بحرقه منها، لذا إن كنت تبحث عن زيادة معدل الأيض في الجسم فهذه الوسائل التي ذكرناه لحرق مزيد من السعرات الحرارية هي الحل الوحيد لذلك.

ولا ننسى أخيرًا تذكيرك بضرورة تجنب المكملات الغذائية وغيرها من العقاقير الطبية التي تدعي إنها تساعد في حرق السعرات الحرارية أو تزيد معدل الأيض وحرق الدهون في الجسم؛ بسبب الكثير من التأثيرات الجانبية السلبية المحتملة لهذه العقاقير وعدم فعاليتها مع الكثير من الأشخاص في كثير من الأحيان.

معدل عملية الأيض وحرق الدهون وإنقاص الوزن ليس عملية سهلة وتتطلب لدى معظم الأشخاص الكثير من الوقت والجهد للوصول إلى الغاية المطلوبة، ولكن كما أشرنا تبقى نسبة حرق السعرات الحرارية إلى ما نحصل عليه من سعرات خلال الطعام هي العامل الأبرز المؤثر في إنقاص الوزن.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله