سلسلة ملخصات روايات احلام مستغانمي.. تلخيص وقراءة في رواية ذاكرة الجسد

سلسلة ملخصات روايات أحلام مستغانمي.. تلخيص وقراءة في رواية ذاكرة الجسد من أمتع المقالات التي عملت عليها وأصعبها، مقال أدبي ثقافي ثر.

ذاكرة الجسد .. رواية من تأليف أحلام مستغانمي الأديبة الجزائرية الحائزة على جائزة نجيب محفوظ للعام (1998) وكانت قد صدرت عام (1993) في مدينة بيروت، وقد انتجت في عمل تلفزيوني درامي من إخراج المخرج الكبير (نجدت اسماعيل أنزور).

وكانت هذه الرواية موضوعًا للعديد من الأطروحات الجامعية والدراسات عبر الوطن العربية كله.

ملخص رواية ذاكرة الجسد تأليف أحلام مستغانمي:

ذاكرة الجسد .. بداية لنتعرف على الكاتبة والأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي مؤلفة الرواية، هي روائية وكاتبة جزائرية الجنسية وقد ولدت في (13) الثالث عشر من شهر (April) نيسان عام (1953) في مدينة (قسنطينة Constantine) في الجزائر، كانت قد عملت في الإذاعة الوطنية مما أكسبها شهرة كبيرة كشاعرة.

انتقلت بعد ذلك للعيش في مدينة باريس (Paris) العاصمة الفرنسية، وتزوجت من صحافي لبناني، وحازت على (شهادة الدكتوراة  Ph.D) من (جامعة السوربون Sorbonne University)، من مؤلفاتها رواية (على مرفأ الأيام harbor of days) عام (1973)، ورواية (كاتبة في لحظة عري writer in the moment Alari) عام (1976)، رواية (ذاكرة الجسد memory of the body) عام (1993)، وكانت هذه الرواية من بين أفضل مائة رواية عربية، ورواية (فوضى الحواس Chaos senses) عام (1997)، ورواية (عابر سرير Transient bed) في العام (2003)، ومقالات أحلام مستغانمي (نسيان دوت كوم Forget about dot com) في العام (2009)، ورواية (قلوبهم معنا وقنابلهم Their hearts are with us and their bombs) في العام (2009).

ملخص رواية ذاكرة الجسد (Novel memory of the body):

ملخص رواية ذاكرة الجسد (Novel memory of the body)

إن ذاكرة الجسد من خلال الرواية تمتلك أكثر من جانب واحد وأبعادًا متعددة، فاستعرضت الكاتبة التاريخ الجزائري والعالم العربي معًا، أمّا في المجال الاجتماعي والحضاري العقائدي فقد تبين لنا من خلال أحداث الرواية رفضها لكل التناقضات والعقائد الدينية المزيفة والمتواجدة في الوطن العربي كله،  كل هذه الأبعاد التي نراها في الوراية تجتمع معًا لتشكل لنا قصة حياة (خالد) بطل الرواية لأن الكاتبة قد جعلت منه بطلًا لقصتها أو روايتها هذه، حيث قرر (خالد) هذا أن يقوم بتسجيل حكايته مع بلدته (قسنطينة Constantine) والوطن، وقد استطاعت الكاتبة أن تجسدهما في شخصية الفتاة (حياة) في طباعها وملامحها.

أمّا (خالد) فهو الشخصية المحورية في الرواية، حيث تتمثل فيها تضحيات الماضي الصادقة، في سبيل الوطن، وتمثل أيضًا المعاناة على جميع الأصعدة والمستويات، الاجتماعية والسياسية والتاريخية والنفسية.

(خالد) شخصية ثورية كان قد اشترك في الثورة التي قامت في الجزائر لتحريرها من الغاصب الفرنسي، حيث بترت يده أثناء نلك الثورة، ولكن وبعد الاستقلال لم ير وطنه بالصورة التي كان يحلم بها، بل أصبح يعيش اغترابًا جاثمًا على صدره، فوطنه الجزائر الذي كان يحلم به دائمًا لم يعد يستطيع أن يتسع لأمثاله من ذوي أصحاب المبادئ الثابتة والتي لا تتغير أو تتبدل تبدل الأيام، كمن بدل جلده بعد الثورة، الأمر الذي دعاه لترك بلده والهجرة إلى(فرنسا France) ليحيا فيها.

لعبة القدر:

في رواية ذاكرة الجسد وفي فرنسا موطن إقامته الجديد تلعب الأقدار لعبتها فتجمعه بها، بمن؟ بتلك الفتاة الأنثى التي تجعلنا الكاتبة في حيرة من أمرنا بما ترمز به تلك الفتاة، فهل كانت صورة الوطن أم أنها الحبيبة الحقيقية ل (خالد).

في علاقة حب (خالد) لهذه الفتاة (حياة) تكمن مفارقة مفادها أن هذه الفتاة محبوبة (خالد) هي ابنة قائد الثورة (سي الطاهر) وهي الفتاة التي قام الوالد بالطلب من (خالد) بالقيام بتسجيلها في الدفاتر الرسمية عندما كانت بعمر عدة سنوات فقط، وذلك أثناء الثورة ضد الاحتلال الفرنسي للجزائر.

ومنذ ذلك الحين ويروي لنا (خالد) تطورات علاقته ب (حياة) فهي من جاء إلى المعرض لكي تلتق بالرجل الذي كان قد لازم أباها فترة طويلة من حياته، ليحكي لها عن أباها كإنسان بحسناته ومساوئه وليس كما يتكلمون عنه وكأنه بطل خارق لا يشكو ولا يتألم، وكيف تطورت هذه العلاقة  إلى عشق ورغبة وحلم وخيبة وغيرة.

وكيف ينتابه ذلك الشعور العارم بالحب اتجاه تلك الفتاة التي يكبرها ب (25) بخمسة وعشرين سنًة، وكيف يمكنها أن تبادله تلك المشاعر، كان (خالد) هو نفسه لا يعرف إن كانت تلك المشاعر مشاعر حب! أم أنها مجرد مشاعر ارتياح أم أن هذه الفتاة (حياة) وجدت فيه الأب الذي عوضت به عن الأب الذي فقدته من خلال استشهاده أثناء الثورة.

ضياع الحلم:

لقد أحب (خالد) هذه الفتاة (حياة) حبًا وصل حد العشق الجنوني، وهي كانت تمنحه الأمل أحيانًا، في أن تبادله العشق والهوى، واستمر (خالد) على هذا المنوال حتى وصلته دعوة رسمية من عمها (سي الشريف) لحضور حفل زفاف (حياة).

عندها أحس (خالد) بإحساس غريب أحس بالدهشة الممزوجة بالألم، فالحلم الذي عاش على أمل أن يتحقق في يوم من الأيام ها هو يتلاشى ويضيع من يده نهائيًا، بل من الواجب عليه وفاءًا لوالدها (سي الطاهر) أن يحضر زفافها أن يحضر تبخر حلمه وضياعه بشكل شخصي.

لقد تزوجت (حياة) واحدًا من المسؤولين العسكريين ممن تلوك سمعتهم الألسنة باستغلال المنصب والنفوذ والفساد.

لقد بدأت الكاتبة روايتها بعرض للوقت الراهن حيث كان (خالد) موجودًا في بلدته (قسنطينة Constantine) ومن ثم تعود بنا الكاتبة إلى الخلف عبر قيام (خالد) باسترجاع ذكريات الأحداث التي ترافق معها منذ الثورة عندما شارك بها، وفقد يده بها، إلى أن رجع إلى (قسنطينة Constantine) عائدًا من فرنسا، ليسكن مع زوجة أخيه المتوفى (حسان)، وكان ذلك في العام (1988)، وعلى مبدأ الخطف خلفًا.

وهو هنا أي (خالد) ينهي روايته التي يخطها بيده عن الفتاة (حياة) في رواية كتبتها الروائية أحلام مستغانمي تحت عنوان ( ذاكرة الجسد Novel memory of the body).

نظرة على الرواية:

لنبدأ بعنوان الرواية (ذاكرة الجسد Novel memory of the body) ذلك العنوان يمثل إعلانًا لقوم يفقهون، إنه مثل المطار في الرواية نطير منه إلى رحاب فضاءات فكرية كثيرة، وكحديقة نتسامر فيها، إنه مثل الأيقونة التي تستشعر من خلالها الغد الأجمل، كما نستذكر من خلالها الماضي أو الأمس الأسوء، هي ذاكرة جسد ولكن أي جسد! هل هو جسد له ذاكرة أم ذاكرة هي الجسد نفسه، تكونت بدون علم أو معرفة منّا، وهل لجسد (الكاتبة l’auteur) له علاقة بذلك.

ما هي العلاقة التي تربط بين الجسد والذاكرة؟ وما هي العلاقة بينهما وبين الحب والثورة والقيم والمجتمع (valeurs) والتي احتوتها الرواية بين جنباتها الوعرة.

من الملاحظة المتأنية للعنوان نجد أن الكاتبة قد وفقت بين دلالتين أو مفهومين بعيدان عن بعضهما كل البعد مفهوم الجسد ومفهوم الذاكرة.

فالجسد كائن مادي عضوي ملموس له ارتباط متين بالحواس ولا يمكنه القيام بفعل التذكر، بينما ذاكرة عبارة عن اسم نكرة معنوي يرتبط بالنفس البشرية أو العقل.

تكليف الجسد بالقيام بوظيفة الذاكرة:

الإنسان يقوم بفعل التذكر بسبب امتلاكه للذاكرة الخاصة به والموجودة ماديًا من خلال الدماغ، أمّا امتلاك الجسد للذاكرة فهو التعدي الذي قامت به الكاتبة بتكليف الجسد بمهام الذاكرة والتذكر، فهل هذا الجسد الذي يمتلك ذاكرة موجود بالفعل حقيقة؟ إنه تعد قامت به الكاتبة بشكل رمزي على الشاكلة التي تقوم بها اللوحة الفنية.

قد نقبل بأن اختيار العنوان (ذاكرة الجسد Novel memory of the body) فعل خاضع لميول أنثوية (féminisme) يقتضي ذكر الجسد الذي دائمًا كان الانسان العربي يتعامل معه باحتشام كبير عند ذكره، هنا نرى بأن جسد بطل الرواية (خالد) يحمل شيئًا من الأحداث التي مر بها خلال انخراطه بالثورة ضد المستعمر الفرنسي لوطنه الجزائر، وهو جسده الذي حمل عاهة بتر يده، وهذا الجسد الذي أحب وطنه وجد بقلبه لظى الحب وناره.

فكان دلالة على أن ذاكرة الجسد تقابل ذاكرة جسد (خالد) التي تقابل ذاكرة التعذيب التي يتعرض لها جسد الجزائر ببتر يده حين يتم تزويج (حياة ) الفتاة الحلم لدى (خالد) من المسؤول العسكري، وهذا يقابل وبشكل إيحائي إلى تسليم الجزائر إلى سياسي عسكري من صفته أنه موسوم بالفساد.

ذاكرة الجسد يقابل بيع جسد الجزائر عندما يتم تزويج (بيع) جسد حياة عند زواجها من العسكري.

إن العنوان وفي الوهلة الأولى نراه عنوانًا موحيًا إلى ذاكرة الجسد العاهر بحكم الغريزة الإنسانية، والتي تميل إلى الشهوة وهوى الجنس، والفضول إلى معرفة أسرار البيوت.

قراءة في رواية ذاكرة الجسد (Novel memory of the body):

إن أهم ما يميز الإبتكار هو البناء والهدم، أو التكسير والتأليف، وهذا ما فعلته الكاتبة (أحلام مستغانمي ) في روايتها ذاكرة الجسد حيث أنها قد أنجزت عملًا تختصر به تاريخ الثورة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي، أمّا موضوع الرواية فهو (أزمة تاريخ وطني تثير الحاضر).

انطلاقة الرواية أو بدايتها:

كانت من باريس ولماذا باريس؟ ما دامت الجزائر هي الحدث وأفقه، فقد شهد القرن الماضي (القرن العشرين) انتقال الرواية من الأرياف إلى المدينة، أي يكتبون عن الريف في المدينة، إن اسم مدينة باريس كان قد تكرر في مئات من الروايات، إحداها في رواية (البحث عن الزمن المفقود À la recherche du temps perdu) لمؤلفها (مارسيل بروست Marcel Proust)، حيث تكرر فيها وحدها (539) خسمائة وتسعة وثلاثون مرة!.

وقد كانت فرنسا قد استقطبت عددًا كبيرًا من الجزائريين الباحثين عن لقمة العيش، والبعض منهم كان يبحث عن فرصة للانتشار والظهور، في مجال الأدب والكتابة وكما نعلم فإن باريس عاصمة للفكر والفن والأدب، وقد صرح أحد المفكرين العرب بأن الابداع يحتاج إلى مناخ صحي ديمقراطي، وما كان ذلك ليتحقق لو بقي في بلده الأم لأن الأنظمة العربية جميعها تعلم الإنسان لغة الصمت.

نقطة ارتكاز الرواية:

كانت نقطة ارتكاز هذه الرواية (ذاكرة الجسد Novel memory of the body) هي المكان الذي تستطيع أن تشع فيه، وكان شقة في باريس مطلة على (نهر السين Seine)، كانت بمثابة برج مراقبة لجسد يكابد وعقل يفكر، إنه بطل الرواية (خالد) حيث تقوم الكاتبة بالتحدث باسمه وبلسانه، وبغزارة وبطلاقة مفرطة، لتدخل في عالم الحب، فقد أصبح هذا الحب شريكًا استراتيجيًا في حبكة الرواية.

تجربة الحب التي يعيشه بطل الرواية:

وإذا جاز لنا أن نتساءل هل كانت الظروف التي عاشها بطلنا بطل الرواية تتلاءم وتجربة الحب التي ملات بحياته.

لقد كان الحب عبارة عن عملية استطاعت أن ترمم البطل من الداخل، ولولا ذلك الحب فقد كان البطل لا بد من الانهيار وبالتالي انهيار الرواية، أو بأحسن الأحوال كانت ستفقد عنصرًا كبيرًا من عناصر التشويق فيها، ولولاه لكان جفاف الرواية ظاهرًا للعيان.

لقد استطاعت الكاتبة أن تعلن عن انبثاق هذا الحب في مكان مناسب هو معرض للرسوم التشكيلية، في باريس، فقد تفتق هذا الحب بين البطل (خالد) والفتاة التي كان اسمها (حياة) في ذلك المكان.

من هي (حياة):

من الشخصيات النسائية الرئيسية في الرواية، فهي امرأة حساسة تملك فلسفة حياتية خاصة بها، ومن التدقيق قليلًا في التفاصيل نجد التشابه بين شخصية الفتاة (حياة) وشخصية الكاتبة أحلام، ومن المعلوم أن الكاتب أحيانًا يكتب وصور نفسه أحيانًا في رواياته.

استطاعت الكاتبة أن تصنع هذه الفتاة بدقة فقد كانت ملائمة شكلًا وذوقًا لزمن الرواية ومكانها، لقد استحوذت هذه الفتاة على قلب البطل (خالد) وأخذ يربط ذهنيًا ونفسيًا بين حبيبته وبلدته (قسنطينة Constantine) حيث نشأ واشترك في الثورة فيها، قبل أن يرحل إلى فرنسا حيث معاناة الغربة قد بدأت، والحنين للوطن أيضًا قد بدأ يجتاحه، فقد ظن أن ترحاله إلى فرنسا سيفتح أمامه الطريق على مصراعيه ليحقق أحلامه بحياة تخلو من الهموم لكن ذلك لم يحصل أبدًا ولن يحصل لاحقًا، وعاد إلى مدينته التي نشأ فيها (قسنطينة Constantine).

خيبات الأمل:

حين عاد إلى وطنه وإلى مدينته تحديدًا (قسنطينة ) ليصاب بخيبة أمل أولى باصطدامه بواقع الجهل والتخلف والظلم والفقر والنفاق، وازدادت خيبات الأمل سوءًا كما ساءت الظروف في المدينة وليزداد الطين بلّة فقد وصلته دعوى لحضور حفل زفاف من كان يحب (حياة)، حيث أنها سوف تتزوج من شخص آخر غيره.

هنا يطرح سؤال نفسه علينا أو نحن الذين طرحنا هذا السؤال على أنفسنا كيف لهذا الرجل العاشق أن يستطيع حضور حفل زفاف حبيبته التي يهوى والذي هو بمثابة جنازة لحبه!.

لقد فضلت (حياة) الزواج من (سي الشريف) الوزير المستقبلي الفرنسي ذي السمعة السيئة والمرتبط اسمه بالفساد بشكل كبير على المناضل (خالد).

لقد عملت (حياة) على جعل وليمة (خالد) وليمة للأوجاع و الآلام بقرار زواجها من (سي الشريف) هذا، وبالتالي كيف استطاع (خالد) الانسحاب ببساطة حاولت لملمة جراحه وينساها.

لقد استطاعت الكاتبة أن تزاوج بين الظرف اللا مطلق والظرف اللا واعي لأن الموضوع لا يحتمل الكثير من الخيال.

صيف عام (1960):

كان صيف ذاك العام في الجزائر يموج ببراكين تموت وتبدأ يوميًا، إنها الثورة، ثورة المليون شهيد، وكأن الكاتبة أرادت الربط بين شيئين بارزين في قضية حركة التحرر الوطني جنبًا إلى جنب مع القضية الفلسطينية، لذلك عمدت الكاتبة إلى اختراع شخصية الشاعر (زياد الخليل) الذي كنا قد شعرنا بأنه سوف ينافس (خالد) على حبه ل (حياة) لكن ذلك الظن تلاشى نهائيًا باستشهاده لدى عودته للوطن.

أن يجعلنا الكاتب أن نتوهم شيئًا ثم نتفاجأ بعكس ما توقعناه وتوهمناه لعمري تلك خدعة تشعرنا بتفاهة تفكيرنا وعنصرًا من عناصر الدهشة في الرواية.

ولكي تجعل الكاتبة من (خالد) بطلًا تراجيديًا (tragedy) عمدت إلى جعل السبب في التأخر وعرقلة الاستقلال هو البطل بنفسه، عندما قام بالرحيل إلى فرنسا ليكون مثل غيره الذين فضلوا عدم المواجهة وتركوا الساحة للانتهازيين ليحكموا البلد بعد الثورة، تلك الطبقة التي ضربت بمصالح الوطن عرض الحائط وعملت من أجل تحقيق المكاسب الشخصية على حساب الوطن.

شخصيات الرواية:

  • الشخصيات الرئيسية في الرواية:

(خالد) بطل رواية ذاكرة الجسد ممثلًا في الراوي، شخصية لديها القدرة على التنامي طوال أحداث الرواية وقد تبدلت وتطورت نعه الأحداث علة مدار الرواية.

(أحلام) متمثلة في الفتاة (حياة) صورة فوتوغرافية عن أحوال الوطن بكل تغيراته، حيث كشفت الكاتبة عم شخصيتها من خلال تصرفاتها وطريقة تفكيرها ومواقفها، هذا البوح بدا من خلال الحوار بين (زياد) الشاعر الفلسطيني أو الحوار مع (خالد).

  • الشخصيات الثانوية:

القائد (سي الطاهر) قائد ثورة الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي وقد استشهد قبل أن يرى ابنته (حياة).

(سي الشريف) عم (حياة) الرجل البرجوازي الانتهازي حيث يتم صفقة تزويج ابنة أخيه (حياة) من رجل أعمال مشبوه وموصوم بالفساد.

(حسان) شقيق (خالد) زكان موظفًا بسيطًا وكانت قمة أحلامه أن يحصل على زيادة في راتبه ليتمكن من القيام بالحج، أو ليشتري لزوجته ثلاجة.

(زياد) الشاعر الفلسطيني الذي يظهر بشكل ومضة في الرواية يمثل الشاعر الملتزم بقضايا بلده الذي تغتاله يد الإسرائيليين فيستشهد وينطوي معه السر الذي لم يبح به وهو حبه ل (حياة).

(كاترين) التي لم تستطع التأثير بأحد ولم ينظر لها (خالد) نظرة سعادة وأمل، فقد كانت بالنسبة ل (خالد) وسيلة لتمضية الوقت، وقد عمدت الكاتبة على تحجيم هذه الشخصية  وقد رمزت من خلالها إلى أن باريس ورغم كل مفاتنها لم تستطع من إقناع (خالد) بأن يتقبل إيقاع حياته الجديدة فيها، فقد كان جسدًا في باريس ودماغًا في مدينته.

الخيال في الرواية:

لم يكن الخيال في رواية ذاكرة الجسد لمجرد الخيال، غير أنه كانت له دوافع مسوغات قد أنتجتها الظروف المختلفة، السياسية والنفسية والاجتماعية ، من هنا رأينا أن الخيال كان فرحًا أحيانًا أو جحيمًا في مرات أخرى، وأحيانًا مزيجًا من الفوضى وليس غريبًا أن الواقع والخيال في الرواية وأن ينشط الخيال أثنا قراءة الرواية.

الرواية التي دوخت الشاعر (نزار قباني):

الرواية التي دوخت الشاعر (نزار قباني)

قال الشاعر الكبير نزار قباني عن هذه الرواية:

” الرواية دوختني، مع أنني نادراً ما أدوخ أمام رواية من الروايات، والسبب في تلك الدوخة ان النص الذي قرأته فيها يشبهني إلى درجة التطابق فهو ومتوتر ومجنون ومتوحش واقتحامي وإنساني وشهواني وخارج على القانون مثلي.

ولو طلب مني أن أوقع باسمي تحت هذه الرواية الاستثنائية المغتسلة بأمطار الشعر.. لما ترددت لحظة واحدة”.

الخاتمة:

مما لا يمكن أن يرتاب فيه كون رواية (ذاكرة الجسد ) للكاتبة أحلام مستغانمي، أنها لاقت صدى كبيرًا ونجاحًا هائلًا نادرًا ما تناله تحفة أدبية مثلها وفي هذا المجال، وبالرغم من أنها أولى الأعمال الروائية للكاتبة فبداية المشوار الروائي غير أنها لقيت الاهتمام والرواج الكبيرين، كيف لا وهي الرواية التي دوخت الشاعر العظيم (نزار قباني).

قد يهمك أيضًا:

المراجع

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله