أعراض مرض الحصبة وأسباب الإصابة وطرق العلاج

مرض الحصبة هو مرض فيروسي يسببه فيروس معدي جدًا، ينتشر بنسبة أكبر بين الأطفال، وقد يصيب الكبار أيضًا، ورغم ما وصل إليه الطب من تقدم هائل وتطور أساليب العلاج، إلا أن الحصبة ما زالت تقضي على حياة الآلاف من الأطفال كل عام.

ما هي أعراض مرض الحصبة ؟

مرض الحصبة أعراضه وعلاجه

تبلغ فترة حضانة الفيروس في الحصبة من 10 إلى 12 يوم، وبعدها تبدأ أعراض المرض في الظهور، ومن أشهر تلك الأعراض:

  • زكام ورشح متكرر من الأنف.
  • حمى مستمرة لثلاثة أيام، وارتعاش في الجسم.
  • سعال جاف.
  • التهاب الحلق.
  • آلام في عضلات الجسم.
  • التهاب العينين، مع زيادة الحساسية للضوء.
  • ظهور طفح جلدي على شكل بثور، يختلف حجمها، وتستمر في الظهور حتى اليوم السادس من المرض.
  • ظهور بقع بيضاء اللون داخل الفم، في الجهة الداخلية من الوجنتين.

هناك ترتيب لظهور أعراض الحصبة، حيث يبدأ الفيروس بإصابة الشخص بحمى مصاحبة لسعال، وزكام والتهاب العينين، وآلام الحلق، ثم تبدأ البقع البيضاء بالظهور داخل الفم، وبعد ذلك تزيد الحمى بشكل كبير ويبدأ الطفح الأحمر بالظهور.

في الغالب يبدأ الطفح الجلدي أولًا في منطقة الوجه، ثم ينزل بعد ذلك إلى منطقة الصدر والظهر، ويستمر في النزول حتى يصل لمنطقة الفخذ والقدمين.

ما هي أسباب الإصابة بالحصبة؟

ما هي أسباب الإصابة بالحصبة؟

يتميز فيروس الحصبة بقدرته الكبيرة على نقل العدوى من الشخص المصاب إلى من حوله، وتبدأ فترة نقل العدوى قبل ظهور الطفح بأربعة أيام، وتستمر بعد ظهور الطفح لمدة خمسة أيام.

يعيش فيروس الحصبة في الجهاز التنفسي والفم للشخص المصاب؛ لذا فعندما يسعل المريض أو يعطس ينتقل الرذاذ الحامل للفيروسات إلى الأشخاص المحيطين به، مما يتسبب في نقل العدوى إليهم.

كما أن قطرات الرذاذ تقع على الأسطح كمقابض الأبواب والمناضد، وتبقى حية لمدة عدة ساعات، فعندما يقوم شخص ما بلمس ذلك السطح الملوث؛ تنتقل إليه عدوى الحصبة، وبمجرد دخول الفيروس إلى الجسم يتجه إلى الجهاز التنفسي، ومنه إلى الجلد وباقي أجهزة الجسم.

وفي حالة إصابة الشخص بالحصبة في الماضي، تتكون لديه مناعة لمقاومة عدوى الحصبة مرة أخرى؛ لذا فالشخص الذي سبق له التعرض للحصبة لا يمكن أن يُصاب مرة أخرى.

هناك عدة عوامل خطورة تزيد من قابلية الشخص للتعرض لعدوى الحصبة مثل:

  • عدم تلقي التطعيم الوقائي ضد مرض الحصبة؛ يجعل الطفل عرضة للإصابة بها.
  • السفر إلى الأماكن الموبوءة بالحصبة؛ تزيد من قابلية الأشخاص للإصابة بالعدوى، وخاصة أولئك الذين لم يتلقوا التطعيم الخاص بالحصبة.
  • نقص الفيتامينات في الجسم وخاصة فيتامين أ.
  • نقص المناعة وخاصة في الأطفال.

ما هي مضاعفات الحصبة؟

معظم الحالات التي تُصاب بالحصبة تُشفى بالكامل، ولكن هناك نسبة حوالي 20% تظهر عليها تلك المضاعفات:

  • التهاب الأذن الوسطى.
  • التهاب الأغشية السحائية: وهو التهاب فيروسي يصيب الأغشية السحائية التي تحيط بالمخ، وتؤدي إلى ظهور أعراض كالقيء والتشنجات العصبية، وقد تؤدي إلى الغيبوبة.
  • التهاب رئوي: يصاب العديد من مرضى الحصبة بالتهاب في الشعب الهوائية، والتهاب الحنجرة، والذي قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم تتم معالجته بسرعة.
  • مضاعفات المرأة الحامل: يجب على المرأة الحامل توخي الحذر حتى تتجنب الإصابة بالحصبة، والتي قد تؤدي إلى إجهاض الجنين، أو عيوب خلقية، كما أن إصابة المرأة الحامل بالحصبة تؤدي إلى ولادة طفل قليل الوزن.
  • نقص في عدد الصفائح الدموية في الدم؛ مما يسبب مشاكل في عملية تجلط الدم عند تعرض الجسم لجروح، فيصاب الشخص بالنزيف المتكرر.
  • التهاب في عضلة القلب، مما يسبب العديد من المشاكل في القلب.
  • انتشار الفيروس ووصوله إلى الكبد، مما يؤدي إلى التهاب الكبد.

كيف يمكن تشخيص الحصبة؟

كيف يمكن تشخيص الحصبة؟

يجب الإسراع لاستشارة الطبيب عند ظهور أعراض الحصبة، ويمكن للطبيب المعالج تشخيص الحصبة عن طريق الفحص الجسدي، وملاحظة الأعراض الواضحة، كالطفح الجلدي والبقع البيضاء داخل الفم.

أحيانًا يحتاج الطبيب إلى التأكد من التشخيص بالحصبة عن طريق فحص عينة دم من المريض للكشف عن وجود الفيروس، كما أن هناك طريقة أخرى للتشخيص بأخذ عينة من الحلق للكشف عن وجود الفيروس في تلك العينة.

كيف يتم علاج الحصبة؟

  • يتم عزل الشخص المصاب بالحصبة لمدة أربعة أيام بعد ظهور الطفح الجلدي وباقي الأعراض، ويتم تجنب التعامل المباشر والتلامس مع أفراد العائلة، حتى لا يتم نقل العدوى إليهم.
  • في حالة إصابة الأطفال الرضع بفيروس الحصبة، يتم إعطائهم اللقاح الخاص بالحصبة؛ فذلك يعمل على تقوية المناعة وتخفيف أعراض المرض وحدته.
  • السيدات الحوامل ومن يعانون من مناعة ضعيفة، يتم حقنهم بأجسام مضادة لفيروس الحصبة، والتي تشكل خط دفاع ضد مرض الحصبة وما يرافقه من أعراض.
  • في حالة إصابة الشخص بمضاعفات الحصبة كالالتهاب الرئوي، أو التهاب الأذن الوسطى، يتم إعطاء المريض المضادات الحيوية المناسبة لقتل البكتريا وتخفيف الأعراض.
  • يتم إعطاء المريض أدوية خافضة للحرارة، وتخفف من الشعور بالحكة حتى يتم علاج الحصبة، بدون ترك ندبات على الجلد.

نصائح لمريض الحصبة:

  • الحرص على راحة المريض وعدم قيامه بمجهودات كبيرة.
  • الحرص على شرب السوائل الدافئة، لتعويض ما تم فقده جراء ارتفاع درجة حرارة الجسم، وكذلك تناول الشوربة الدافئة والخضروات المسلوقة.
  • توفير إضاءة مناسبة في الغرفة التي يمكث بها مريض الحصبة، وذلك نظرًا لزيادة تحسسه من الضوء، وحدوث التهاب العينين كمضاعفات للحصبة، كما يُنصح بتجنب القراءة أو الجلوس على الكمبيوتر حتى يتحسن المريض.
  • اهتمام الأم بغسل عين الطفل المصاب بالحصبة، حتى تتخلص من الميكروبات التي قد تلحق بها، وتلافيًا لحدوث تقرحات في القرنية.
  • الحرص على غسل الأذن ومسحها بقطعة قطن، لتلافي التعرض لالتهاب الأذن الوسطى.
  • الحرص على تهوية الغرفة التي يمكث فيها المريض، وتعريضها لأشعة الشمس حتى يتم تجديد الهواء بالغرفة.
  • الحرص على عدم تلامس اليد مع الطفح الجلدي؛ حتى لا يترك ندبات وآثار دائمة على الجلد بعد الشفاء من الحصبة.
  • في حالة ارتفاع درجة حرارة الجسم يتم عمل كمادات الماء لتخفيض الحرارة.

كيف يمكن الوقاية من مرض الحصبة؟

  • في حالة إصابة الشخص بالحصبة في فترة ماضية، تتكون لديه مناعة دائمة تحميه من التعرض للحصبة مرة أخرى.
  • أما الأشخاص الذين لم يسبق لهم التعرض للحصبة، فيمكن إعطائهم التطعيم الوقائي للوقاية من الحصبة، وهو عبارة عن تطعيم مضاد لثلاثة أمراض، وهم الحصبة العادية والحصبة الألمانية والغدة النكافية.

متى يتم إعطاء لقاح الحصبة للأطفال؟

متى يتم إعطاء لقاح الحصبة للأطفال؟

يُعطى لقاح الحصبة للطفل على جرعتين، حيث تكون أول جرعة ما بين سن 12 إلى 15 شهر، أما الجرعة الثانية فتكون ما بين 4 إلى 6 سنوات، يُولد الطفل ولديه مناعة ضد مرض الحصبة لمدة 6 أشهر وهي مناعة تُنقل له من الأم خلال فترة الحمل.

أما في حالة عدم تلقي الأم تطعيم الحصبة، أو في حالة ظروف سفر الطفل إلى دولة موبوءة بالحصبة، فيمكن إعطاءه التطعيم في عمر 6 شهور، ولكن بشكل عام ينصح الأطباء أن تكون أول جرعة للقاح بعد بلوغه عام.

متى يحتاج الشخص البالغ للقاح الحصبة؟

يحتاج الشخص البالغ لتلقي لقاح الحصبة، إذا لم يسبق له تلقي اللقاح وهو طفل بالإضافة إلى تلك العوامل:

  • إذا كان يخطط للسفر إلى بلد موبوء بمرض الحصبة.
  • إذا كان الشخص دائم الذهاب إلى المدرسة، والاختلاط بالطلاب مما يزيد من احتمالية نقل العدوى إليه.
  • إذا كان الشخص يعمل في مستشفى، أو أماكن تجمع المرضى؛ مما يزيد من قابليته لتلقي العدوى.

ما هي الظروف التي لا يُوصى فيها بتلقي لقاح الحصبة؟

  • المرأة الحامل، أو التي تخطط للحمل في فترة قادمة لا تتجاوز شهر.
  • من يعانون من حساسية مفرطة ضد اللقاح، أو ضد المضادات الحيوية.
  • ذوي المناعة الضعيفة، أو المصابين بالسرطان، أو أمراض الدم المختلفة.

تنويه من زائر:

جاءنا تعليق من أحد زوار موقعنا يؤكد أنه أصيب بالحصبة وهو صغير وأصيب بها مرة أخرى وهو كبير، وطلب منّا أن ننقل عن طبيب أن شخصًا واحدًا من كل 1000 شخص محتمل أن يُصاب بالحصبة من جديد وهو بالغ. (أنظر للتعليقات).

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله