السن المناسب للزواج للشباب والفتيات وعوامل مهمة لمعرفة السن المناسب

تختلف المفاهيم وتتضارب الآراء حول سن الزواج المناسب باختلاف طبيعة كل مجتمع عن الآخر؛ فهناك مجتمعات تُفضل الزواج مبكرًا، وأخرى ترى أن خطوة الزواج يجب أن تكون بتروي وأن الزواج في سن مبكر هو أمر محكوم عليه بالفشل. فهل بالفعل الزواج في سن مبكر معرض دائمًا للفشل أم أن لكل قاعدة شواذها؟ وهل الزواج مرتبط بعمر معين ما؟ وإذا كان كذلك ما هو سن الزواج المناسب؟

فالكثير من الأهل يفرحون بمجرد رؤية أولادهم قد نضجوا أمام أعينهم، فتبدأ رحلة السعي إلى تزويجهم دون الدراية بما هو سن الزواج المناسب، والعبارة المعتادة لتبرير ذلك دائمًا هي “لنطمئن عليهم، وكي لا يقعون في الخطأ” وبدون أن يشعروا يصبح أولادهم عرضة لضغوطات كبيرة ومسؤوليات أكبر وهم غير قادرين على تحملها في هذا السن المبكر.

لذلك يجب أن تكون هناك وقفة لنسأل أنفسنا! ما هو سن الزواج المناسب؟ وهل هناك عوامل يُمكننا الوقوف عليها لمعرفة أنسب سن للزواج؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في هذا الموضوع.

ما هو سن الزواج المناسب؟

ما هو سن الزواج المناسب؟

السن المناسب للزواج سواءً للفتاة أو للشاب يُقاس بعدة معايير من أهمها درجة الخصوبة أو القدرة على الإنجاب (العمر الإنجابي) لكلا الطرافين:

ما هو سن الزواج المناسب بالنسبة للفتاة؟

هناك دراسات علمية عديدة تقول أنه من الأفضل زواج الفتاة في سن مبكر؛ حيث نسبة الخصوبة وقدرتها على الإنجاب تبدأ عند بلوغها (بداية الدورة الشهرية)، وتزداد نسبة الخصوبة بعد عامين من البلوغ؛ حيث أنه في أول عامين من البلوغ لا يكون بهما خصوبة أو تبويض، وتكون في أعلى درجاتها في سن 16 إلى 25، وتقل الخصوبة كلما ارتفع سن المرأة وصولًا إلى سن اليأس فتتوقف تمامًا عن الإنجاب؛ لتوقف الدورة الشهرية لديها في هذا العمر والذي غالبًا ما يكون ما يبن 40 إلى 45.

أيضًا زواج الفتاة في سن مبكر يُعد من الخطوط الدفاعية والمناعية الطبيعية لها؛ فيكون بمثابة حماية من إصابتها بالعديد من الأمراض السرطانية باختلاف أنواعها، ومن أهمها إصابتها بسرطان الثدي. هذا من الناحية الطبية والعلمية، أما من ناحية نضوج العقل والفكر فالفتاة تكون غير قدرة على تحمل مسؤولية زوج وأولاد وإدارة منزل وأعباء الحياة الصعبة في هذا السن الصغير.

ما هو سن الزواج المناسب بالنسبة للرجل؟

أما من ناحية الخصوبة لدى الرجل فأعلى درجاتها تكون فيما بين عمر 20 إلى 30 عام تقريبًا، وقد تتأثر مع الكبر وتقل نسبة الإنجاب ولكن يظل الرجل قادر على الإنجاب إلى سن الخمسين فأكثر، وهناك رجال تستمر قدرتهم على الإنجاب إلى عمر 60 – 70. أما بالنسبة لنمو الرجل العقلي والفكري وقدرته على تحمل المسؤوليات وكثرة أعباء الحياة أيضًا تكون مناسبة بدايةً من سن 25 فأكثر.

لكن هناك عوامل أخرى هامة يجب أخذها بعين الاعتبار عند محاولة قياس السن المناسب للزواج.

هل هناك عوامل يُمكننا الوقوف عليها لمعرفة ما هو سن الزواج المناسب؟

السن المناسب للزواج هو شيء نسبي ولا يجب أن يكون مُحدد، وكل إنسان بمقدرته تحديد السن المناسب لزواجه نظرًا للعوامل التي تحيط به، والتي من شأنها التأثير في عمر هذا الزواج والتحكم به بالنجاح أو بالفشل، سواءً كانت هذه العوامل نفسية أو مادية أو اجتماعية، وفيما يلي نتحدث عن تلك العوامل بالتفصيل:

النضوج الفكري

القدرة الفكرية والعقلية أحد العوامل الهامة التي على أساسها يمكننا قياس السن المناسب للزواج، وقدرة الشاب أو الفتاة على تحمل مسؤوليات الزواج، من مشكلات أبناء وضغوطات الحياة التي لا تنتهي؛ فقد أصبحا مسؤولان مسؤولية كاملة بإقامة أسرة تتكون من أب وأم وأبناء، ولا يستطيعا الاستناد على الأهل كما في السابق، وعليهما الالتزام بتحمل ما يقع على عاتقهما من أمور قد تكون في بعض الأحيان صعبة، وفي أحيانًا أخرى مستحيلة من وجهة نظرهما وتحتاج إلى بعض التفكير.

لذلك يجب أن يكون مستوى العقل والتفكير ووزن الأمور قد أرتقى إلى تحمل مثل هذه الأعباء، ونضوج الشاب فكريًا يبدأ من عمر 25 فأكثر، أما نضوج الفتاة فيبدأ من عمر 22 فأكثر، وفي هذا السن تكون الفتاة لديها قدرة نفسية وفكرية لتربية أبناءها ورعاية زوجها وتحمل مسؤولية الحياة وأعبائها.

القدرة المادية للشاب

يحتاج الشاب للقدرة المادية بأن يحصل على الدخل الثابت والعمل الدائم؛ حتى يستطيع بل ويكون مؤهل لاتخاذ قرار الزواج؛ ليكون قادرًا على تحمل مسؤولية زوجة وأبناء ومتطلبات حياة زوجية كاملة، من تأمين المسكن والمأكل الملبس لعائلة المستقبل.

على عكس الفتاة؛ فهي بعد الزواج تكون مسؤولة عن متطلبات الأسرة داخل بيتها فقط، ولا تُطالب بالإنفاق المادي، بل أغلب متطلباتها تعتمد فيها على زوجها، إلا إذا كانت هذه الزوجة تعمل من الأساس قبل الزواج، أو كانت ذو وظيفة مرموقة مثل طبيبة أو مهندسة أو ما شابه ذلك، وتساهم في مصروفات المنزل بموافقة الطرفين، فهذا يجعل من زواجهما زواجًا ناجحًا؛ فكلاهما يساند الآخر في ظروف الحياة الصعبة.

مستوى التعليم وطبيعة المجتمع المحيط

عامل التعليم له أهمية كبيرة في تحديد السن المناسب للزواج؛ حيث نضوج العقل ومستوى التفكير. فقديمًا كانت العديد من المجتمعات لا تهتم بتعليم الأبناء وبالأخص الفتيات، فكانت الفتاة تُحرم من الحق في التعليم، وممارسة حياتها كما يجب أن تكون، بأن يتم تزويجها في سن مبكر جدًا، ولكن الآن وفي عصرنا الحديث هذا، ومع التقدم العلمي والفكري الهائل الذي أصبح لغة العصر، قد أصبح التعليم أهم شيء بالنسبة للأهل، بل ويبحثون عن أعلى مستويات في تعليم أبنائهم.

فأصبح الأهل اليوم يؤجلون اتخاذ خطوة الزواج حين الانتهاء من مرحلة التعليم سواءً للشاب أو للفتاة، وليس هذا فقط، بل والحصول على عمل مناسب يساعد في متطلبات الحياة، فالتعليم يعطي للشاب أو الفتاة المقومات الأساسية للحياة الصحيحة، ونمو عقلي وفكري قبل أن يخوضوا تجربة الزواج؛ حتى لا تكون نتيجة هذه التجربة محكوم عليها بالفشل، وتزداد نسب الطلاق التي أغلبها تكون نتيجة لعدم الوعي الفكري، وانتشار الأمية والزواج في سن غير مناسب.

هذا الفيديو يوضح السن المناسب للزواج والإنجاب للمرأة والرجل.

هذا الفيديو يوضح السن المناسب للزواج

وختامًا فالزواج والارتباط يُعد حلم لكل شاب وفتاة، وهو أيضًا من المسؤوليات الكبيرة؛ لذلك وقبل أنا تسأل نفسك ما هو سن الزواج المناسب؟ عليك أولًا تحديد المقومات التي تمتلكها لخوض مثل هذه التجربة التي ليست باليسيرة على الإطلاق، فأنت وحدك من يستطيع تحديد السن المناسب لزواجك، وبناءً على ما ذكرناه سابقًا من عوامل أساسية يجب توافرها لاتخاذ قرار الزواج؛ فأنت وحدك من يستطيع الإجابة على هذا السؤال، هل أنت قادر على إقامة أسرة وتحمل مسؤولية زوجة وأبناء أم يجب عليك الإنظار قليلًا؟

وكنا قد تطرقنا للعديد من المواضيع فيما يخص هذا الشأن منها ماذا تفعل في ليلة الدُخلة ونصائح للزوجين، أحدث 5 أسباب تؤدي إلى الطلاق ونتائجه على الأسرة طرق مضمونة للزواج والوظيفة بإذن الله

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله