دليلك النفسي الوافي لتحقيق التوافق في العلاقة الزوجية

تُعتبر العلاقة الزوجية القويمة من أهم الموضوعات إلحاحًا وطلبًا في الإعلام والأبحاث العلمية حديثًا، وتلك العلاقة الزوجية لكي تكون سليمة لا بد وأن تُبنى على أساس قويم ومتين، كي تستمر ولا تكون عُرضة للعوارض والرياح، وفي مقالتنا هذه دليل شامل للوصول لعلاقة زوجية متينة ومستمرة وصامدة أمام كل الظروف والمحن.

حدث في الآونة الأخيرة أيضًا نوع من خلط الأدوار بين كلٍ من الرجل والمرأة، ذلك الخلط يقف في الغالب خلف أكثر المشكلات الزوجية الحديثة، وذلك الخلط بدأ بخروج المرأة للعمل بعيدًا عن بيتها وزوجها وأبنائها للأسف، مضحية بدورها الأساسي في بيت الزوجية، وأساتذتي أطلقوا على دور المرأة اسم “حارس المرمى”.

أما الرجل فأنا أسميه “مهاجم الفريق”، فهو بطبيعته قوي البنية على عكس المرأة، مما يعطيه الأهلية لأن يدافع عن بيته وعرضه وأبنائه، من هجمات الرجال والنساء والمترصدين من حوله، وللأسف حَدث الخلط، فالمرأة أرادت أن تحرز هدفًا فتركت مرماها خاوية بدون حارس فتشرد الأبناء، وانفلت الزوج وتدمرت العلاقة الزوجية.

الزواج وقداسة العلاقة الزوجية

أولًا يُفترض أن يتم الزواج عن قناعة تامة من قبل الطرفين، ولكن للأسف من الوارد أن يتم الزواج بشكل غير منظم، وقد يكون ذلك العريس هو الفرصة الأخيرة لإحدى الفتيات المتقدمات في السن، فتقارن بالطبع بين ذلك الزوج وبين شبح العنوسة الذي يداهمها ليلًا، فتقبل أيًا كان مواصفات المُتقدم.

ثم تبدأ المشكلات تنهش العلاقة الزوجية فتجعل منها همًا وكربًا، وبعد أن كان كل من الزوج والزوجة يتوقعان حياة سعيدة رائعة، صار عليهم بالكاد محاولة إكمال اليوم من غير المرور بالصراعات اليومية التي تنشب بينهم، وبالطبع أصبحت الحياة لا تُحتَمل، ثم جاء الأمر الذي يجعلهم يكملون رغمًا عنهم وهو الأبناء.

دليلك النفسي الوافي لتحقيق التوافق في العلاقة الزوجية

والزواج كما نعلم علاقة مقدسة هدفها المودة والرحمة بين الزوجين، كما قال الله عز وجل ” وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” ولكن للأسف نحن بتصرفاتنا نزعنا تلك الرحمة والمودة من الزواج.

علاقة الحب في العلاقة الزوجية

والفكرة الأساسية لنجاح أي علاقة زوجية أختصرها في جملة “دعني أحبك ثم اطلب مني ما تشاء” فعلى الرجل قبل أن يطلب من المرأة أي شيء أن يُلبي احتياجاتها من الحب ثم ليطلب منها ما يشاء بعد ذلك، والعكس أيضًا صحيح بالنسبة للمرأة.

وللأمانة فإني في مقالتي هذه سوف أكثر من الحديث عن دور المرأة، ليس لأنها مخطئة ولكن لكونها مسؤولة عن كل شيء، فالمرأة هي الأم والأخت والزوجة والابنة والجدة والخالة والحفيدة والعمة، وسوف أكون قاسيًا بعض الشيء عليها لغلو مكانتها عندي، وعند كل الفاهمين لمكانتها.

العلاقة الزوجية قديمًا وحديثًا

قديمًا كان الزواج يسير للغاية لأسباب كثيرة، منها البساطة، فقديمًا يصعب أن تجد أبًا يطلب من خطيب ابنته المال الوفير أو الشبكة الغالية، وترتب على ذلك بالطبع وضوح الهدف من الزواج، وهو التعفف وترك المُحرم، وترتب على ذلك أيضًا عدم وجود المتربصات بالرجال فكلهن متزوجات وراضيات وسعيدات مع أزواجهن.

أما حديثًا فللأسف الحياة مرفهة، والناس أصبحوا ماديين لدرجة كبيرة، ولا تهمهم الأخلاق بقدر ما يهتمون بكم سيبيعون بناتهم لذلك الشاب القادم لخطبتها، وبالطبع ضاع الهدف من الزواج، وحل مكانه أهدافًا أخرى منها “المنظرة” مثلًا، مما أدى لارتفاع العنوسة وبالطبع زيادة عدد المتربصات بالأزواج، مما أدى لغياب العلاقة الزوجية السوية.

معكرات العلاقة الزوجية

الاعتقاد الخاطئ أن الزواج متعة فقط

وهذا نقص في الثقافة الزوجية بالطبع، فكثير من الشباب في بداية زواجهم يستمتعون فقط بشهر العسل ويتصورون أن الحياة كلها شهر عسل، ثم يأتي الطفل الأول فتظهر المسؤوليات، وتبدأ المشكلات مع التنصل من الأعباء والواجبات، وهذا يُهدد العلاقة الزوجية بالطبع.

حدوث خلط في الأدوار

فالمرأة للأسف تنظر لدورها داخل منزل الزوجية على أنه كمالة عدد، وغير مهم لها، أما عملها خارج المنزل للحصول على بعض الجنيهات القليلة فهو إثبات لذاتها، وقديمًا قالوا “من لم تجد في بيتها ذاتها فلا أقام الله لها ذات”، مما أدى لانفلات الزوج لينظر للنساء الكُثُر في الخارج، وضاع الأبناء.

الفتور مع الزمن

وهذا سمعته من على لسان الكثير من المتزوجين قديمًا، فبعد مرور فترة من العمر الزوجي، يذهب جزء ليس بالقليل من القوة والصحة والمال، وتظهر المسؤوليات، ومعها ينسى كل من الزوج والزوجة أن الزواج أصله مودة ورحمة، هذا أسميه “تأثير الرتابة والملل مع الزمن”.

دليلك النفسي الوافي لتحقيق التوافق في العلاقة الزوجية

عدم التكافؤ

وهنا مشكلة حقًا، فالزوجة خريجة لكلية الطب، والزوج صاحب محل لبيع الأدوات الكهربائية، ليس فقط فقد يكون التفاوت بينهم في المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي، أو الثقافي العلمي، أو الجمالي، ومن وجهة نظري أن هذا عيب في الأساس في الانتقاء، فالتكافؤ قبل الزواج أمر يستحق البحث.

اعتبار أن الطرف الآخر ملكًا مُنزلًا

كثير من النساء تعتبر أن الرجل ينبغي ألا يُخطئ مطلقًا، وهنا عليها أن تعلم أن الرجل مهيأ لأن ينظر لغيرها، ولكن ما يجعله يفعل ذلك هو تقصيرها، فهو موجود في بيتها يوميًا ، ثم يخرج لساعة أو ساعتين فتلفت انتباهه إحدى المتربصات، فالمشكلة الأساسية في الزوجة طبعًا.

اختلاف الطباع

بالطبع هذا يتم اكتشافه من أول يوم في الزواج، فأنا أحب الملوخية وهي لا تحبها، مما يضطرني لأن آتي بصنفين من الطعام، هذا يثقل عليّ الأعباء المادية بالطبع، وطبعًا هذا ابسط الاختلاف في الطباع، والماهر هنا هو من يترك تلك الاختلافات كما هي ولا يشخصنها، ولكن هذا يصعب على الكثيرين.

محاولة كشف سِتر الآخر

وبالطبع هذا يحدث في الغالب من قبل الزوجة، لأنه والحمد لله أغلب زوجاتنا على درجة من العفة والأخلاق، فتحاول المرأة يوميًا أن تبحث في موبايل زوجها، وتشم معطفه عسى أن تجد نوع عطر جديد، وتحاول أن تمسكه متلبسًا، وهذا طبعًا شك في غير موضعه ويهدد الحياة الزوجية برمتها.

كيفية تحقيق التوافق في العلاقة الزوجية

الاستقامة على منهج الله عز وجل

بالطبع أن يستقيم كل طرف في العلاقة الزوجية على منهج الله منفردًا أمر جيد جدًا، ولكن أن يعلموا الرسالة المطلوبة منهم في هذه الدنيا فهذا أمر أهم،فكل شيء في العلاقة الزوجية لا بد وأن يُبنى على أساس قوي من الدين.

اعلم أن لك حقوق وعليك واجبات

الزواج في الغالب مسؤولية متبادلة، قد تحتاج لبعض من التضحية في الغالب من الطرفين، لكي تسير المركب بسلام، وبالطبع ليس معنى هذا أن تضحي أو تضحين بكرامتك، ولكن ليس عيبًا أن تترك جلستك على القهوة أيها الرجل لتجلس إلى جوار زوجتك تعينها على مشقات الحياة.

احترام وجهة نظر الطرف الآخر

لا تجعل الخلافات بينك وبين زوجتك شخصية، وطالما أن الموضوع بعيد عن الإهانة والكرامة فلا مانع من النقاش المثمر والهادئ، الذي فيه احترام لوجهات نظر الآخر.

دليلك النفسي الوافي لتحقيق التوافق في العلاقة الزوجية

استر عيوب الطرف الآخر

لا تفتحي سجلات الماضي الغابر، ولو علمتي بعض الأسرار المشينة عن زوجك فمن الأفضل أن تُظهري بذكاء شديد أنك لا تعرفينها، ولو علم ما بذلتيه كي لا تفضحينه، فبكل تأكيد سيصون لكي هذا وسيتغير كثيرًا فقط لأنكي لم تفضحيه.

خصص وقتًا للاهتمام بالطرف الأخر

لا يدعي كل طرف من الطرفان أن الحياة مشاغل ومسؤوليات فقط، لكن على كل طرف أن يخصص وقتًا مقدسًا للطرف الآخر، ليظهر فيه الاهتمام بالطرف الآخر وهذا مهم جدًا، ويقوي العلاقة الزوجية.

الاهتمام بنظافة المنزل والنظافة الشخصية

على المرأة أن تهتم بنظافة بيتها جيدًا، وعليها أيضًا أن تظهر في شكل متألق وتهتم بنظافتها الشخصية، والرجل أيضًا لا يجوز له أن يخرج في كامل النظافة والأناقة، ثم عندما يعود للمنزل يرجع للمظهر السيئ والملبس المتسخ، فالبيت هو أحق مكان بالتزين.

على الزوج أن يُظهر المحبة لفظًا لزوجته

كثيرًا من النساء تشكوا أن زوجها لا يقول لها كلمة “أحبك”، طبعًا قد لا يروق هذا لبعض الرجال، لكن الحقيقة أن هذا مهم جدًا للنساء، ويُمهد لعلاقة زوجية سعيدة للغاية.

إظهار القليل من الغيرة لو لزم الأمر

بالطبع دون شك، فلا يُرضي الرجل أن تعامله زوجته على أنه رجل عادي ليس له متربصات به، بل عليها أن تُشعره دومًا أنه مازال مرغوبًا فيه رغم كبر سنه، وهذا جيد جدًا ولكن كما قلنا دون شك.

تأكد أن العلاقة الخاصة كما في مخيلتها

العلاقة الخاصة “الجنسية” من أهم الأمور التي تيسر من حل الخلافات الزوجية، والبعض يسميها فاكهة الفقراء، ولكن من الضروري أن تعلم أن لشريكتك وجهة نظر في تلك العلاقة ولها خيال معين لا بد وأن تشبعه، هذا يحسن كثيرًا من العلاقة الزوجية ككل.

تجنب النقاش في حال الغضب

إذا حدثت مشكلة ما ونتج عنها علو في الصوت وهياج في الصدر، وغضب شديد، فمن الأفضل أن يتفق الزوجين على وقف النقاش فورًا، لأن الإنسان في مواقف الغضب يكون متهيئا بقوة لأن يتخذ قرارات خاطئة، بالطلاق مثلًا، وبالطبع هذا ينسف الحياة الزوجية من الأساس.

تجنب حل المشكلات الزوجية أمام الأبناء

لا تحاول حل المشكلات بينك وبين زوجتك أمام أبنائك لأن هذا وفق الدراسات يُساهم في أن يتعلم الأبناء الخلاف منك، ويترك لديهم الكثير من الرواسب النفسية، والمكان الأنسب لحل تلك المشكلات هو غرفة النوم المغلقة وبصوت غير مسموع.

أما المرأة باعتبار إنها رمانة الميزان فعليها الكثير من المسؤولية تجاه إنجاح العلاقة الزوجية لذلك خصصت لها قسمًا خاصًا بدورها في إنجاح العلاقة الزوجية في النقاط التالية:

لا تتنمري بزوجك

لا تنتظرين زوجك على باب المنزل لتتلقفي منه أكياس الخضار، ثم تفتشين فيها لتلوميه على أنه لم يأتي بكل ما تريديه منه، ولكن استقبليه بابتسامة رائعة، فهذا يُحدث فرق كبير، تحديدًا وأننا كرجال في الغالب نعود من العمل أو السوق منهكين للغاية.

لا تفتحين نقاشات فلسفية

الرجال لا يُحبون المرأة المتكلمة حتى ولو كانت مثقفة، وأنا سأطلعك على سر، الرجل يعود للبيت ليجلس في هدوء شديد، ليمحي معاناته اليومية، فتأتي المرأة لتفتح معه بعض القضايا والتي لا تهمه بالطبع وقد ينهزم أمامها لو كانت لديها حُجة قوية، وهذا بالطبع يقضي على الحياة الزوجية.

لا تُظهري أنكِ تحبين أبنائك أكثر منه

ليس من الذكاء عزيزتي المرأة أن تقولين له دومًا أن الأطفال أهم منه هو شخصيًا، فهو لن يسعد بذلك، بل حاولي دومًا أن تُظهري بذكاء شديد أنه هو الأهم في حياتك بكل تأكيد، وأن أبناءه رقم اثنين في حياتِك.

لا تخجلي من إظهار أنوثتك

بين الرجل والمرأة ليس هناك حدود، عبري عن أنوثتك كما تشائين، وكوني كما يقول المصريين “مالية عينه”، ولا مانع أن تسأليه عن الملبس الذي يفضل رؤيتك ترتدينه.

كوني متجددة

حاولي أن تغيري من مظهرك يوميًا، وأدخلي على مواقع الموضة وتعلمي أحدث التسريحات، وغيري من ترتيب أثاث منزلك ولكن اعلميه بهذا قبلها طبعًا، ولو كان زوجك من النوع الرتيب الملول الفوضوي الذي لا يحب التنظيم، فافعلي هذا بحذر شديد، فبعض الرجال يكره التنظيم الشديد.

كوني امرأة مدبرة

حتى الرجال المسرفون يحبون تلك المرأة المدبرة، لكن لا تصلي لمرحلة البخل، فالرجال يكرهون هذا، وأعلميه أنكِ تريدين مصلحته ومصلحة بيته، ولا تتصوري أن بعض النقود التي ستحتفظين بها بغير علم زوجك، سوف تكون وقاية لكي من غدر الزمان، بل في الغالب ستنقلب عليكِ في النهاية.

دليلك النفسي الوافي لتحقيق التوافق في العلاقة الزوجية

احتفظي بمنطقة غامضة عنكِ

لا تكوني مكشوفة بالكامل أمامه، تعلمت هذا من الدكتور مصطفى محمود، فيما يسمى بفن الإثارة، أن تغطي المرأة بعض من جسدها، فينشغل الرجل بما هو مُغطى، مما يزيده شوقًا لها، وافعلي هذا أيضًا خلال تزينك الشخصي، فحاولي أن تفاجئيه بمظهرك دائمًا.

احفظي غيبته تحديدًا مع إخوتك

سيحفظ الرجل جميل هذا لزوجته، فبعض النساء تسمح لإخوتها أن ينتقدوا زوجها في غيابه، وهذا بالتأكيد خطأ كبير، فدافعي عن زوجك دومًا، هذا سيجعلك تحبينه جدًا، تحديدًا لو كان يستحق منكِ هذا.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله