الغدد اللمفاوية .. الالتهاب والسرطان

الجهاز اللمفاوي من أحد أهم الأجهزة الموجودة في جسم الإنسان، وهو يتكون من مجموعة من الشبكات التي تكون مسؤولة عن عملية تصريف السوائل من الجسم وذلك من أجل المحافظة على توازنه، وهي أيضا مسؤولة عن عملية محاربة العدوى التي من الممكن أن تصيب جسم الإنسان في كثيرٍ من الأحيان.

الجهاز اللمفاوي يتكون من الطحال الأوعية اللمفاوية العقد اللمفاوية التي تكون موزعة على طول الأوعية اللمفاوية التي تكون منتشرة في جميع أنحاء الجسم، يسري بداخل الجهاز اللمفاوي سائل شفاف يشبه كثيرا الماء وهو عبارة عن بروتينات وأملاح وسكر الجلوكوز واليوريا، وغيرها الكثير من المواد، ويطلق عليه أسم السائل اللمفاوي.

الغدد اللمفاوية وتركيبها

الغدد اللمفاوية أو العقد اللمفاوية تتكون من غدد وعقد صغيرة الحجم موجودة في جميع أنحاء الجسم، على هيئات مجموعات من التجمعات العنقودية، ويبلغ عدد الغدد اللمفاوية الموزعة على طول الأوعية اللمفاوية حوالي 600 غدة في جميع أنحاء الجسم،

تتكون الغدد اللمفاوية من منطقتين أو جزئين: الأول المنطقة القشرية حيث تحتوي على مجموعة من الخلايا اللمفاوية حيث تتكون بشكلٍ أساسي من الخلايا اللمفاوية البائية التي تكبر بشكلها الكامل في نخاع العظم، بالإضافة إلى بعض الخلايا اللمفاوية النائية التي تقوم باستكمال نضوجها خارج النخاع العظم، ويعتبر النخاع الجزء الثاني من الغدد اللمفاوية، وبالإضافة إلى ما ذكر بالسابق فمن المهم والضروري معرفة الغدد اللمفاوية التي تحتوي أيضًا على مجموعات من الخلايا البلعمة، ويحيط بالغدد اللمفاوية غلافٌ مكون من نسيجٍ ضام.

وظيفة الغدد اللمفاوية

إن عملية ترشيح سائل اللمفاوي من جميع أعضاء الجسم التي تكون محيطة بالغدد اللمفاوية والقيام بإزالة المواد والمخلفات الضارة منه وأعادته للدم من أهم وأفضل المهام والوظائف التي تقوم بها الغدد اللمفاوية. كما يقوم  السائل اللمفاوي بالدخول إلى داخل الغدد وتقوم الكريات البيضاء الموجودة في الدم بمهاجمة الأجسام الغريبة التي تكون محمولة في ضمن السائل اللمفاوي كالبكتيريا مثلا، وبعدها يعود السائل الذي ترشح إلى تيار الدم، عند ذلك تكون عملية إزالة البكتيريا قد تمت على أكمل وجه.

تتوزع الغدد اللمفاوية من مناطق متفرقة بجسم الإنسان، فهي موجودة في منطقة الرقبة، الإبطين، عند الفخدين، بين الرئتان، حول القناة الهضمية، فعلى سبيل المثال تقوم الغدد اللمفاوية في منطقة الإبطين والكوع بعملية ترشيح السائل الذي يكون قادم من اليدين، والأصابع.

والغدد الموجودة بخلف الركب ترشح السائل الذي يكون قادم من الفخدين، القدم، أصابع القد، أما بالنسبة للسائل الذي يكون قادم من الرأس، الوجه، فروة الرأس، فتتم عملية ترشيحه من خلال الغدد التي تكون موجودة بخلف الرأس، بخلف الإذنين، على جانبي الرقبة.

أسباب التهاب الغدد اللمفاوية عند الكبار والأطفال

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي لالتهاب الغدد اللمفاوية، ومنها:

أسباب شائعة

  • التعرض للإصابة ببعض أنواع الفيروسات وهي من الأسباب الرئيسية لالتهاب الغدد، مثال فيروس الأنفلونزا، والتهاب الحلق الذي سببه البكتيريا.
  • التعرض للإصابة بمرض الحصبة وهي من الأمراض الجلدية التي تنتشر في جميع أنحاء الجسم على شكل بثور، وتزول الأعراض المرافقة له بعد تناول العلاج والدواء المناسب.
  • الإصابة بأمراض الأذنين.
  • ظهور بعض الدمامل على اللسان.
  • التعرض للإصابة بالتهابات الجلدية.
  • التعرّض للجروح.

أسباب غير شائعة

  • الإصابة بأمراض التدرن الرئوي، والمعروف باسم مرض السل.
  • الإصابة ببعض الالتهابات الطفيلية، وذلك بسبب القيام بتناول الطعام الغير مطبوخ بشكل جيد وبشكل خاص اللحوم.
  • الإصابة بالتهابات الغشاء الذي يغطي ويحيط المفاصل.
  • انتشار الخلايا السرطانية بالجهاز اللمفاوي.
  • القيام باستخدام أنواع معينة من الأدوية، التي تسبب تضخمات في الغدد اللمفاوية.

أعراض التهاب الغدد اللمفاوية عند الكبار والأطفال

هناك العديد من الأعراض التي من الممكن أن تظهر على الشخص المريض بالتهابات الغدد اللمفاوية، حيث من الممكن أن تختلف من مريض لأخر، ومن الضروري معرفة أن الحالات لتي يكون صاحبها له تاريخ صحي متعلق بها، فهو من الأشخاص الأكثر عرضة للتعرض للإصابة التهابات الغدد اللمفاوية، فعلى هؤلاء الأشخاص الانتباه للأعراض التي تكون مصاحبة والقيام بالتوجه فورًا للطبيب المختص، ومن هذه الحالات:

التهاب القناة التنفسية العلوية كاحتقان الحلق والآلام في الأذان والزكام وإصابة الأطفال بمرض الحصف الذي هو عبارة عن مرض جلدي يصيب الأطفال.

الارتفاع في درجات الحرارة والانخفاض بمستويات الشهية لدى الشخص والتهيجات المفرطة.

في حال كان هناك تاريخ لعيش بعض الحيوانات بقرب الشخص، سواء كانت حيوانات تربى داخل المنزل، أو حيوانات المراعي، أو حيوانات يتم التعامل معها فقط خلال فترات العمل.

أعراض خارجية

هناك الكثير من التغيرات والأعراض الجسمانية، التي من الممكن أن تظهر على الجسم الخارجي ويمكن ملاحظتها بشكل سهل، ومن هذه الأعراض:

  • من الممكن أن يكون تضخم والتهاب الغدد اللمفاوية أو يكون ساكن أو خامدا، حيث يصاب به المريض دون الشعور أو ظهور أو أعراض وتغيرات واضحة وجلية.
  • الشعور بالآلام في الجلد الذي يكون محيط بالمناطق المصابة.
  • أن الأعراض المرافقة لالتهاب أو تضخم الغدد اللمفاوية قد يختلف ويتغير بتغير مكان ونوع العقد التي تكون مصابة وذلك على النحو التالي:
  1. أن التهاب الغدد اللمفاوية الموجودة في العنق والرقبة يسبب في إصابة الرقبة بالتخشب والتصلب.
  2. أن الالتهابات التي تصيب الغدد اللمفاوية التي تكون موجودة بخلف الأذن تسبب التهابات في العينين وظهور احمرار والشعور بحرقان بهما، بالإضافة إلى ارتفاع في درجات الحرارة والشعور بجفاف بالعينين.
  3. وأن التهاب العقد اللمفاوية التي تكون متوضعة خلف البلعوم (الحلق) يرافقها أعراض منها الشعور بصعوبة في البلع، والتضيق في عملية التنفس، والتهابات في العقد اللمفاوية الصدرية، المسبب للسعال بشكل كبير، وصدور صوت صفير عند عملية التنفس، بالإضافة إلى تجمع للسوائل في الصدر الذي يسبب ألام في منطقة الصدر واحتقانات وريدية التي تظهر على المصاب بشكل انتفاخ في الأوردة.
  4. أن التهاب العقد اللمفاوية البطنية تسبب بالآلام في البطن، وإضافةً إلى ذلك تضخم في الغدد.

فالغدد التي يكون سبب أصابتها الالتهابات تختلف بشكل كبير عن الغدد التي تكون سبب أصابتها التضخم الذي يكون على أثر ورم أصاب الجسم، ومن هذه الفروق، هي:

الغدد المتضخمة بسبب أصابتها بالالتهابات تمون طرية الملمس ومحتواها طري ومؤلمة ومتحركة، أما التي تكون متضخمة بسبب ورم ما تكون صلبة وقاسية في الملمس، وتكون ثابتة بسبب أحاطتها بالأنسجة، وتكون غير مؤلمة في كثير من الأوقات، ومن الممكن أن تكون الغدة أو العقدة ذات ملمس مطاطي وطري وهذا يكون بسبب احتوائها على الصديد (الخراج).

تضخم الغدد اللمفاوية

أسباب إصابة الغدد اللمفاوية بالتضخم

  • إصابة الجسم بالميكروبات والجراثيم التي تسبب الإصابة بالالتهابات.
  • تعرض الجسم للإصابة بأمراض كأمراض الدرن.
  • ظهور الخراجات في الفم والأسنان.
  • إصابة الحلق بالالتهابات.
  • القيام بأخذ بعض الأدوية التي من الممكن أن تسبب ضعف وقصور في المناعة الداخلية للجسم.

أعراض تضخم الغدد اللمفاوية

  • نقص في وزن الجسم بشكل كبير وملحوظ وبفترة قصيرة جدا.
  • شعور بتعب وضعف في كامل الجسم
  • التعرق الشديد خلال فترة الليل.
  • ارتفاع في درجات حرارة الجسم.
  • الشعور بالآلام عند القيام بلمس العقد المصابة والشعور بطراوتها.

علاج تضخم الغدد اللمفاوية

هناك الكثير من الطرق التي تستخدم في عملية لعلاج تضخم الغدد اللمفاوية، ومنها:

  • القيام بغمس الكمادات في المياه الدافئة والقيام بوضعها على المكان الغدد التي تكون مصابة.
  • الالتزام بتناول الفواكه والخضار بشكل يومي، وذلك من خلال أعداد السلطات المختلفة والمتنوعة، فهذه العملية تساعد بشكل كبير في عملية تنظيم الوظائف للغدد، ويساعد في أعادتها لحجمها الطبيعي ويزيد من قوة ومناعة الجهاز المناعي لدى الإنسان.
  • القيام بتناول ثمار التفاح بشكل منتظم ويومي، وذلك من خلال أكله من خلال الثمار أو شرب عصير التفاح بمقدار كوبين في اليوم، أو من الممكن أن يتم شرب كوب من قشور التفاح المغلي والمجفف.
  • شرب ما يقارب 3 أكواب كاملة من عصير نبات الجرجير بشكل يومي وذلك بعد القيام بتحليته من خلال العسل.
  • شرب 2 كوب من الجزر بعد عصره، بسبب فوائده العديدة والتي تساعد في عملية معالجة التهاب الغدد.
  • القيام بأكل حبات العنب ذات اللون الأحمر مع البذور بسبب مساعدته على القيام بمعالجة التورمات التي من الممكن أن تصيب الغدد بشكل نهائي.
  • القيام بتشكل عجينة من بذور الكتان المطحونة بشكل جيد مع كمية مناسبة من الماء ثم القيام بوضعها على مكان الإصابة، ومن ثم القيام بلفها بقطعة من القماش تكون من نوع الكتان،
  • القيام بطحن كميات مناسبة من الجذور نبات الجاوي مع الأوراق، ثم خلطها مع نفس الكمية من زيت الزيتون، ومن ثم يتم وضعها على مكان التورم.

ملاحظة:

أن الطرق العلاج التي تم ذكرها في الأعلى لا تعني الاستغناء بشكل كامل عن الطبيب المختص واستشارته، فالطبيب هو من يقوم بتحديد العلاج المناسب بحسب الحالة وبحسب تطور المرض، وبحسب حالة المريض التي تلائمه.

الوقاية من تضخم الغدد اللمفاوية

هناك الكثير من العادات والطرق التي تساعد بشكل كبير في عملية الوقاية من الإصابة بتضخم الغدد اللمفاوية، ومنها:

  • الالتزام بتناول الطعام الصحي، مع الإكثار من الفواكه والخضار.
  • الابتعاد ما أمكن عن القيام بتعريض الجسم للهواء البار، وذلك من أجل حمايته من الإصابة بنزلات البرد.
  • القيام بشرب العصائر الطبيعية الطازجة بسبب فوائدها العديدة والمفيدة لجسم الإنسان، بالإضافة إلى شرب كميات كبيرة ومناسبة من الماء خلال النهار.
  • الالتزام بقيام الفحوص الدورية والمستمرة للغدد والجسم بشكل كامل كل فترة 6 أشهر.

سرطان الغدد اللمفاوية

هو نوع من أنواع السرطان التي تصيب جسم الإنسان وتؤثر على الجهاز المناعي، وبالتحديد على الخلايا والغدد اللمفاوية من الجهاز المناعي، وهو من الأنواع الخلايا بيضاء التي تسبب للأنسان عرضة للموت بسبب أي مرض كان من الممكن العلاج منه بطرق سهلة ولو كان هذا المرض عبارة عن زكام فقط، وذلك بسبب أن الجهاز المناعي للإنسان قد تعطل بشكل كامل، وهذا النوع من السرطانات من أشد الأنواع انتشار وفتك بالجسم ومن أقوها تأثير، ولا يوجد عمر معين لهذا النوع من السرطان وهو من أكثر الأنواع شيوع بين الفئة الشبابية.

أعراض سرطان الغدد اللمفاوية

الأعراض الرئيسية

أن أعراض وعلامات هذا المرض في البداية تكون شبيهة لبعض الأمراض البسيطة والعادية التي من الممكن للإنسان أن يصاب بها، كالالتهابات الفيروسية والزكام، لذلك من الصعب تشخيص المرض ويتسبب في تأخير التشخيص أيضًا،.و

الفرق أن هذه الأمراض تذهب وتزول الأعراض التي ترافقها بعد فترة، أما السرطان الذي يصيب الغدد تستمر أعراضه لفترات طويلة، وهذه الأعراض هي عبارة عن انتفاخ لا يسبب الآلام في الغدد اللمفاوية، وتكون واضحة بشكل كبير في الرقبة ومنطقة الإبط بمكان تركز هذا النوع من الغدد، وظهور بعض الانتفاخات في البطن وأصل الفخذ، ومن الممكن يصاب المريض بأي انتفخ أو تورم في جسده.

وبعض الأعراض قد ترافق الإصابة بسرطان الغدد اللمفاوية، وهي:

  • النقص في الوزن بشكل ملحظ وكبير وخلال فترة قصيرة جدا.
  • الضعف الكبير في شهية الشخص المصاب.
  • الإصابة بضعف كبير وعام في كامل الجسم.
  • النقص الكبير في طاقة الجسم.
  • الارتفاع الدائم في درجات الحرارة في كامل الجسم.
  • الإصابة بالتعرق خلال فترات المساء مع مرافقتها لرعشات، حمى، صداع في الرأس.
  • حكة في الجلد وذلك بسبب عملية نمو الخلايا السرطانية، التي تتداخل نموها مع نمو خلايا الجلد، بحيث تختلط سمومها مع الأوساخ الموجودة في الجلد فتسبب الحكة.
  • إصابة الجلد بجفاف بشكل كبير.
  • وجود صعوبة في عملية البلع، وذلك بسبب التضخم الكبير الذي يصيب اللوزتين، بالإضافة لصعوبات في عملية السعال والتنفس.
  • إصابة الغدد اللمفاوية الموجودة في منطقة البطن مما يسبب للإصابة بآلام في البطن، الظهر، القدمين، وضعف عام في جميع العضلات التي تحيط هذه المناطق.
  • التعرض للعدوى الدائمة والمستمرة بسبب ضعف الجهاز المناعي في الجسم، مما يسبب في انتشار الفيروسات والجراثيم الخطيرة.

الأعراض الفرعيّة

هناك الكثير من الأعراض الأخرى الفرعيّة التي من الممكن أن تصيب المريض وذلك بسبب انتشار المرض والتضخم الذي يصيب الغدد بشكل كبير:

  • الأعراض العصبيّة المختلفة كاعتلال عصبي الذي يسبب ضعف بحاسة اللمس، وذلك بسبب انتفاخ الغدّة والقيام بالضغط على مجرى الأعصاب.
  • تضخّم الطحال، الكبد، ألم البطن الذي يصاحبه القيء، انسداد الأمعاء. وتضخم الخصيتيْن. واليرقان.
  • الإصابة بالقروح الجلديّة، الطفح الجلديّ وذلك بعد انتشار السرطان المرض في خلايا الجلد.
  • التهابات الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم، والإصابة بفقر الدم، وقلّة عدد الصفائح الدمويّة.
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله