جميع طرق علاج ألم أسفل الظهر عند النساء

ما سبب تنميل الجسم - موضوع

إنَّ علاج ألم أسفل الظهر عند النساء قد يعتقده البعض معقدًا بعض الشيء، فهذا الألم هو من الأعراض التي تسبب العديد من الأوجاع والانزعاجات، وهنالك أسباب عديدة لحدوثه، وعندما يبدأ الألم يبدأ التشوش والقلق، ما يسبب عدم القدرة على متابعة الأنشطة اليومية.

عمومًا ألم أسفل الظهر عند النساء يؤدي إلى الاضطرار للبقاء في المنزل وعدم الذهاب للعمل وتقصير المهام المنزلية، والأسوأ من هذا أنَّهم يعتقدون بأنَّ الراحة هي العلاج المفيد لهم.

لكن أشارت الأبحاث والدراسات المبكرة أنَّ الراحة المطولة وعدم القيام بالنشاطات، تسبب تأخر الشفاء، وقد تزيد من الآلام أيضًا.

أكدت خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة صحة ذلك من خلال مقال نشرته على موقعها الشخصي، حيث صرحت ما يلي:

“كان يُعتقد أنَّ الراحة في الفراش ستساعدك على التعافي من آلام الظهر، ولكن من المعروف الآن أن الأشخاص الذين يبقون نشيطين من المرجح أن يتعافوا بشكل أسرع”

إذًا الاستمرار في الحركة والقيام بالأنشطة اليومية هي الخطوة الأولى لعلاج آلام أسفل الظهر. ماذا بعد؟

ما هو علاج ألم أسفل الظهر عند النساء؟

يجب أنْ تعلمِ أنَّ العلاج الصحيح ليس علاج العرض بل علاج السبب، فإذا كنتِ تعانين من مرض محدد فقد يكون هو السبب لحدوث ألم أسفل الظهر كالتهاب الكلى أو الوزن الزائد أو غير ذلك، لذا يجب إدراككِ لذلك بشكل صحيح ومعالجة الأمراض التي قد تثير الاشتباه لحدوث ألم الظهر.

إنَّ السبب المرضي الأكثر شيوعًا لإصابة النساء بألم أسفل الظهر هو عرق النسا. هو شعور بالألم والتهيج الذي يمتد على طول العصب الوركي (هو عصب طويل وثخين)، كما إنَّ الشد العضلي الشديد قد يطلق عليه عرق النسا أيضًا.

يبدأ العصب الوركي من أسفل الظهر (الفقرات القطنية) إلى أسفل القدمين، غالبًا يتحسن خلال فترة 4 إلى 6 أسابيع، ولكن من المحتمل أيضًا أن يستمر لمدة أطول.

الأعراض التي ترافق عرق النسا هي: ألم أسفل الظهر وهو العرض الأكثر شيوعًا له ويكون مشابهًا للوخز (أي الشعور كالإبر والدبابيس) والشعور في الخدر (التنميل) بالساق والقدمين.

أنا أعلم أننا نتحدث عن علاج ألم أسفل الظهر، لكن وجب التنبيه عن تلك النقاط المذكورة، فلا يمكن إلغاء السبب ومعالجة العرض، فذلك لا يعد علاجًا بل يعد تسكين فقط للعرض الذي تعانين منه.

بعد التأكد من أنّكِ لا تعانينَ من أي مرض، فإذًا لماذا تشعرين بألم أسفل الظهر وكيف يمكن علاجه؟

إذا كنت تعتقدي بأنك مصابة بعرق النسا أو الانزلاق الغضروفي (التدلي)، وكانت الإصابة شديدة، فقد تحتاجين إلى إجراء عمل جراحي واتّباع تدابير محددة، لكن ذلك يعد نادر الحدوث.

في حال كانت الإصابة متوسطة أو كان الألم ناتج عن عادات وممارسات محددة أو ما شابه ذلك، فإذًا سنقدم إليك جميع طرق العلاج التي يمكن اتِّباعها، وذلك كما يلي:

الراحة والنشاط

يقصد بالراحة والنشاط أنَّه لا بد من أخذ قسط كافٍ من الراحة لكن ليس الإفراط بالراحة، حيث مع بداية الألم يجب الحصول على الراحة في غضون 48 ساعة فقط، وأن تكون متقطعة، ثم يليها البدء في زيادة النشاط تدريجيًا.

تعتمد الراحة على الوضعية التي تجعلك تشعرين بالتحسن، وهنالك العديد من الوضعيات التي يمكن تجربتها، كأن تستلقي على ظهرك وتضع وسادة على شكل أسطوانة تحت أسفل الظهر أو أعلى بقليل ورفع الساقين للأعلى. يمكن أيضًا أن تستلقي على الجانب الأيمن أو الأيسر ووضع وسادة بين ساقيك.

عمومًا يمكن تجريب العديد من الطرق لكن لا تنسى يجب أن تعتمد على الوضعية التي تجعلك تشعرين بالتحسن. لذا يجب أن نجرب ذلك بأنفسنا.

لا داعي للانتظار حتى يزول الألم كليًا كي تعاودين العمل، بل ستساعدك الحركة ومتابعة الأنشطة اليومية إلى زوال الألم، ومن المحتمل أيضًا أن تشغلك عن التفكير في الألم.

التمارين

إنَّ أكثر التمارين التي يمكن القيام بها هي تمارين الإطالة، التي تساعد على تمدد العمود الفقري وتزيل الضغط على الفقرات.

أنصحك بأن تشاهدين التمرين الذي يقوم به الدكتور بيرج لتخفيف ألم أسفل الظهر، من خلال الفيديو التالي:

المسكنات

يمكن تناول الأدوية غير الستيرويدية لتخفيف ألم أسفل الظهر كالإيبوبروفين، وهي لا تحتاج إلى وصفة طبيب، لكن قد لا تكون مناسبة للجميع، لذا لابد من مناقشة ذلك مع الطبيب مختص قبل البدء بها.

إذا لم تكن أدوية غير الستيرويدية مناسبة لك، فيمكن استبدالها بدواء الكودايين، فهو مسكن أقوى، لكن يوجد أيضًا مشكلة صغيرة، أنّه يجب تناوله لبضعة أيام فقط، فهو يسبب الإدمان ، لذا احذري من أن تتناوله لمدة طويلة.

لا تتناولين الباراسيتامول بمفرده، بل استخدميه مع مسكنات أقوى، كالتي ذُكرت سابقًا.

إذا كان الألم يرافقه تقلصات عضلية شديدة فقد يوصي طبيبك بتناول مرخيات العضلات. بعض مرخيات العضلات كالديازيبام، قد تسبب الشعور بالنعاس أو الدوخة أو اضطراب بالرؤية، لذا تجنبي القيادة أو تشغيل الآلات أو غير ذلك إذا شعرت بتلك الأعراض.

يجب أن تضعي في عين الاعتبار أنَّه لا يجوز تناول المسكنات إلا عندما تشعرين أنَّ الألم يعيق جدًا عن الحركة.

ملاحظة: قد تشعرين بأنَّ الألم يمنعك عن الحركة، لكن يجب التمييز بين الشعور الحقيقي والشعور الذي يسببه الوهم، فقد يجعلك الوهم تشعرين بألم أشد مما هو عليه، لذا لا بد من إدراكك وإدارتك للألم.

الكمادات

يعتقد البعض أنَّ وضع الكمادات الساخنة على الجزء المصاب أو أخذ حمام ساخن، قد يساعد على تقليل ألم أسفل الظهر عندما يحدث لأول مرة، ويمكن أيضًا وضع الكمادات الباردة على المنطقة المصابة، لتقليل الألم وذلك بعد الإصابة مباشرةً، وتكرار ذلك مرتين يوميًا ولمدة 48 ساعة فقط.

كما يمكن أيضًا التبديل في استخدام الكمادات الساخنة والباردة بفترات متباعدة، فقد يعتقد البعض أنَّ ذلك قد يساعد على تخفيف الآلام.

السبب في أنَّ الكمادات الباردة أو الساخنة تساعد على تخفيف الألم، هو تمديد الأوعية الدموية مكان الإصابة وبالتالي زيادة الأكسجين والأغذية، وذلك في حال استخدام الكمادات الساخنة، أمَّا في حال استخدام الكمادات الباردة، فذلك قد يسبب تضيق للأوعية الدموية مكان الألم وبالتالي تقليل الآلام الناجمة عن الالتهابات.

يمكن تجربة ذلك بأنفسنا واختيار ما يشعرنا بالتحسن.

التدليك والاسترخاء

قد يساعد التدليك (المساج) على تخفيف الألم بشكل فعال، لكن من الأفضل أن يتم ذلك عن طريق خبير مختص. ينصح باللجوء إلى هذا الإجراء مع استخدام تدابير أخرى كممارسة التمارين الرياضية.

من المهم جدًا أن تساعدي نفسك على الاسترخاء، فالتفكير الدائم بالألم قد يسبب القلق والتوتر، وبدوره يؤدي إلى زيادة التشنجات العضلية مكان الألم، وهذا ما يسبب الضغط على الأعصاب كالعصب الوركي.

قد يكون ذلك صعبًا، لكن أكدت خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة أنَّ الأشخاص الذين تمتعوا بطاقة إيجابية عالية بالرغم من الألم المرافق لهم، تعافوا بشكل أسرع مقارنةً بالأشخاص الذين استمروا بالتفكير السلبي حول الألم المرافق لهم.

من الأشياء التي تساعد على الاسترخاء، اليوغا أو التنفس بعمق أو التأمل أو ما شابه ذلك.

العلاجات الجراحية

كما ذكرنا سابقًا إذا كان الألم شديد للغاية أو ناتج عن إصابة بمرض عرق النسا الشديد أو الانزلاق الغضروفي (التدلي)، وكانت الإصابة شديدة الخطورة، حينها لا بد من التدخل الجراحي لعلاج ألم أسفل الظهر. تشمل العلاجات الجراحية ما يلي:

علاج الأعصاب

علاج الأعصاب: هو إجراء يدعى إزالة التعصيب عن طريق الترددات الراديوية. يتضمن هذا الإجراء إدخال إبر داخل الأعصاب والتي تعمل على تغذية المفاصل المتضررة.

بعد ذلك يتم إرسال موجات الراديو عن طريق الإبر، وذلك من أجل تسخين الأعصاب، مما يعيق إرسال علامات الألم. يتم استخدام المخدر الموضعي أثناء هذا الإجراء، ولن تحتاج إلى البقاء في المستشفى.

من المضاعفات التي قد تحدث:

  • تلف جزئي للأعصاب.
  • نزيف.
  • الإصابة بالكدمات.
  • العدوى.

لن تحتاجي إلى هذا الإجراء إلا إذا كنت تعانين من ألم مستمر ولمدة طويلة أو إذا كان الألم شديد للغاية، ولم تقدم الطرق السابقة أي نتائج فعالة، أو إذا كان الألم ناتج عن خلل في مفاصل العمود الفقري. 

عمومًا يجب مناقشة المخاطر المذكورة مع الطبيب الجراح قبل اتخاذ القرار لإجراء الجراحة.

دمج الفقرات

إذا كنت تعانين من ألم شديد نتيجة تلف كبير في الفقرات، حينها غالبًا قد تحتاجين إلى هذا الإجراء. يتضمن هذا الإجراء دمج فقرتين سويًا من أجل تقويتهما.

على الأرجح قد يساعدك ذلك أيضًا على تخفيف أي ألم عصبي مقترن به، فهو يُوقِفْ الضغط على الأعصاب المتواجدة في العمود الفقري، والتي يحدث نتيجة تلف الفقرات.

قد يسبب هذا الإجراء تلف دائم لبعض الأعصاب الموجودة في الظهر، ما يؤدي إلى الشلل الجزئي في سلس البول أو الساقين أو الأمعاء. احتمالية حدوث ذلك هو 1 من كل 200 إجراء.

العلاجات التي لا ينصح بها

أكَّد المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية في وزارة الصحة في المملكة المتحدة، أنَّه تم تنفيذ بعض الإجراءات لعلاج ألم أسفل الظهر مجهول السبب، لكن لم يُنصح باستخدامها، وذلك لنقص الأدلة.

تشمل تلك الإجراءات:

  • الأحزمة والكورسيهات (شريطات) والأحذية الهزازة التي تعمل على تصحيح العظام.
  • السحب: استخدام دوائر وأوزان وحبال من أجل تطبيق القوة على الخلايا المحيطة للعمود الفقري.
  • الوخز بالإبر: علاج يتضمن إدخال إبر رفيعة داخل أجزاء مختلفة من الجسم.
  • الموجات فوق الصوتية: يتضمن ذلك توجيه الموجات فوق الصوتية إلى الظهر من أجل تسريع الشفاء وتحفيز إصلاح الأنسجة.
  • التنشيط الكهربائي للأعصاب عن طريق الجلد (TENS): يتضمن استخدام آلة من أجل توصيل نبضات (دقات) كهربائية صغيرة إلى الظهر عبر أقطاب كهربائية (قطع لزجة صغيرة) متصلة بالجلد.
  • التنشيط الكهربائي للعصب عبر الجلد (PENS): إجراء يتضمن تمرير دقات كهربائية على طول الإبر الداخلة في القرب من أعصاب الظهر.
  • العلاج التداخلي (IFT): يتضمن التعرض إلى تيار كهربائي عن طريق الظهر من خلال جهاز، وذلك من أجل المساعدة على تسريع الشفاء.
  • حقن مسكن آلام داخل العمود الفقري (بالرغم من أنَّها تساعد على علاج مرض عرق النسا).

العلاج عن طريق الطب البديل

يقترح البعض استخدام الطب البديل لعلاج ألم أسفل الظهر، والتي تشمل:

ملاحظة: يتم استخدام الزيوت عن طريق التدليك من الأسفل إلى الأعلى (تصاعدي) وبشكل سلس.

أمّا الأعشاب فيتم وضعها على مكان الألم لمدة 10 إلى 15 دقيقة. يمكن تكرار هذه العملية 3 مرات يوميًا.

كلمة أخيرة

يجب التنويه إلى أنَّ ألم أسفل الظهر عند النساء هو ذاته عند الرجال.

إذا استمر ألم أسفل الظهر ولم تشعر بالتحسن، وبالأخص بعد اتَّباع جميع الطرق التي يمكن القيام بها من تلقاء أنفسنا لعلاج الألم، حينها يجب مراجعة الطبيب المختص لتحديد ما هو الإجراء المناسب.

ينصح بتناول جميع أنواع فيتامينات B فهيا تعمل على تعزيز الأعصاب بشكل عام، وبالتالي تقوية الأعصاب المتواجدة في العمود الظهري.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله