على سبيل التسلية وقضاء وقت فراغ مُمتع، لُغزنا اليوم مُميز وموجه إلى أصحاب العقول شديدة الذكاء؛ لأنه صعب ومُحير بعض الشيء، وبحاجة لوقتٍ طويل للتفكير، ولكن حينما تُفكر به جيدًا ستتوصل لحله بسهولة. فأعطِ لنفسكَ بعض الوقت قبل أن تقول الحل.
سؤالنا هو ما الشيء الذي نظره أقوى من نظرك ولسانه أقصر من لسانك، إذا خاف ضحك، وإذا مشى نام، وإذا أكل بكى، يموت في العام مرتين، ويعيش بقلبين، له أم وثلاث أخوات يوجد في كل بيت…؟ فما هو الحل…؟
حَل لغز الشيء الذي نظره أقوى من نظرك
الذي نظره أقوى من نظرك، ولسانه أقصر من لسانك، إذا خَاف ضَحِك، وإذا مشىَ نام، وإذا أكلَ بكىَ، يموت في العام مرتين، ويعيش بقلبين، لهُ أم ثلاث 3 أخوات، يوجد في كل بيت، ألا وهو “قِفل الباب”، هل كُنت تتخيل أن حل هذا اللغز هو قِفل الباب؟ أكيد أنت تُفكر الآنَّ لماذا قِفل الباب؟! سنوضح لك في النقاط الآتية:
- نظره أقوى من نظرك أي: أنه قادر على أن يرى من يطُرق الباب قبل أن تعرف أنت.
- لسانه أقصر من لسانك: القفل له لسان يُغلق به الباب، وهو أقصر من لسانك لأنكَ تتحدث كثيرًا وتُثرثر وهو لا ينطق أبدًا.
- إذا خاف ضحك أي: حين يدخل به المُفتاح ويتم فتحه يكون على شكل فم يضحك (على اعتبار أن المُفتاح يُخيفه).
- إذا مشى نام أي: بعد تحركه للأسفل حين يتم قفله يستقر في مكانه ويسُكنّْ.
- يموت في العام مرتين، ويعيش بقلبين: من المعروف أن القفل بداخله قلب أو قلبين، نستطيع تغييره حينما يتلف؛ ولذلك يُقال إنه يعيش مرتين.
- إذا أكل بكى أي: حين يدخل به المُفتاح يصدر صوتًا وكأنه يبكي (على فرض أن المكان الذي يوضع به المُفتاح هو فمه).
- له أم وثلاث أخوات أي: المفاتيح الإضافية وعددهم في الغالب يكون ثلاثة مفاتيح.
- وبالطبع هو موجود في كل بيت على اختلاف أنواعه واختلاف أنواع الأبواب.
ما هو القفل؟
القفل هو أداة لقفل الأبواب ومنع فتحها إلا لمن معه مُفتاح هذا القفل، وتُصنع من المعدن أو الخشب أو البلاستيك أو من المكونات الكهربائية، أو الفولاذ، وغير ذلك على حسب نوعية القفل، وتتفاوت أسعارها أيضًا نظرًا لنوعية المادة التي تُصنع منها، والأقفال مُخصصة في الغالب للحماية من السرقات، كحماية مُمتلكات الناس مثل المنازل والمحال التجارية، والبنوك، والقطاعات الحكومية، وغيرها من الأماكن التي يجب حمايتها من السرقات.
بالصور… أنواع الأقفال قديمًا
القِفل المَشبك ويرجع إلى العصور الوسطـى
القِفل الآليّ ثُلاثيّ الحلقات، وُجِدَ بصندوق من الخشب بسفينة سويدية تُسمى “فاسا” وقد غرقـت هذه السفينة في سنة 1628م، وقد تم استخراجه منها حديثًا.
ويُقال إن مصر هي المُتصدرة في صناعة الأقفال؛ حيث أن أول قـفل يُفتح بمُفتاح قد تم اختراعه بمصر القديمة عام 2000 ق.م. وهو مُكون من قطعة كبيرة ومُستطيلة من الخشب تُسمى بالمزلاج، يتخللها ثقوب تُثبت بخارج البوابة، وكانت الأوتاد توضع بالثقوب الموجودة بالمِزلاج لتمنع تحركه، ويعمل المُفتاح على رفع هذه الخوابير (الأوتاد) من داخل الثقوب كي يتحرك المِزلاج فتُفتح البوابة، ثم تطور القفل بعد ذلك إلى 3 قواعد أساسية للإغلاق هي:
قاعدة الروافع:
ابتكرت هذه القاعدة في أواخر القرن ال 18 الميلادي. والأقفال التي تحتوي على رافعة يكون لها أكثر من ذراع بداخل آليات أنظمتها، ولا بد من رفع الأذرع لارتفاعٍ ما، قبل أن يُحرك مزلاجها. ولا يستطيع أي مُفتاح أن يقوم برفع الذراع للارتفاع المطلوب ليتحرك المِزلاج ويُفتح القِفل غير المُفتاح الأصلي.
قاعدة المُسننات:
تم اختراع هذه القاعدة من قِبل الرومان، وهي ضمن الآليات المُكـونة لقِفل المَشبك وغير ذلك من الأقفال المُسننة، وهي سلاسل من الأسّنان (العَوائِق) التي ينبغي على المُفتاح أن يجتازها لفتحِ المِزلاج. وكان القِفل المُسنن هو الأكثر شُهرةً حتى مُنتصف القَرن ال 19وما زال يُستخدم حتى الآنّ مع تَطور صناعته، إلا أن فكرته لم تتغير وظلت كما هي.
قاعدة الريّش (الأوتاد):
وهذه القاعِدة تتمثل في كيفية عَمل المُفتاح، بأن يتم وضعه بآلية الإغّلاق الأسطوانيّ التي تكون مُثبتة بالباب. حيث تعمل الأخاديد التي توجد بالمُفتاح على إرغام الأوتاد (الريش) بأن تُصطف بانتظام بجانب بعضهم البعض. وهذا الأمر يجعل المُفتاح يدور، وبذلك تنشط الكامة (الحَدَبة)، وتعمل على تحريك المِزلاج بينَ البابِ والإطار بسهولة ويُسر.
أنواع المزاليج
تنقسم المزاليج إلى نوعين أساسيين من حيث نسبة الأمان وهما:
المِزلاج الزنبركّي
تلك الأنواع من المزاليج هي أكثر انتشارًا؛ لسهولة استخدامها؛ فهي ليست بحاجة للمُفتاح سواءً للإغلاق أو للفتح، وعندما يتم غلقِ الباب فيُطبق المِزلاج الزِنبركي بطريقة سهلة بإطار الباب، ويُثبت في مكانه من خلال الزِنبرك المعدنيّ. غير أن تلك الأنواع مِن المزاليج غير آمنة بما يكفي، ولا يُمكن الاعتماد عليها.
المِزلاج الثابت
هذه الأنّواع مِن المَزاليج قد تُعطي أمانًا أكثر، حيث يُثبت المِزلاج ويُحيطه إطار من الفولاذ بداخل الباب. ويُقفل المِزلاج الثابت من خارج الباب بالمُفتاح المُخصص له، كما أنه يُمكن قفله بواسِطة يد صغيرة من الداخل. ويتحكم به من خلال الكامة، وسُميت هذه المَزاليج بالثابتة؛ لأنها لا يُمكن فتحها عن طريق الرفّعِ إطلاقًا ومُثبتة بإحكام في الباب، وتُحاط بالفولاذ.
أنواع الأقفال حديثًا
هًناك العديد من الأقفال مُختلفة الأشكال، بعضها تحتاج إلى المفاتيح لتُفتح، كما توجد بعض الأنواع لا تُفتح بمُفتاح، مثال القفل الموقوت، والقفل ذو السلسلة، والقفل التوفيقي، والقفل الإلكترونيّ. وهُناك 6 أنواع من الأقفال الأكثر شهرة، سوف نعرضهم بالتفصيل فيما يلي:
أقفال الحافة
هذا النوع من الأقفال يحتوي على مِزلاج آليّ يُحيط بإطار ويُثبت بالباب من الداخل، وقفل الحافة يتميز بأنه يجعل الأبواب أكثر أمانًا؛ حيث أنه من الممكن أن تُزود الأبواب بأكثر من قفل آخر. ويحتوي هذا القفل على أُسطوانة تُثبت بالباب، مع وجود قضّيب مُوصِل من خِلال الباب يعمل على توصيل الأُسطوانة بالمِزلاج المُثبت في القفل. ويتميز أيضًا هذا القفل بأنه يُمكن فتحه بمُفتاح من الخارج، أما من الداخل فيُفتح بواسطة مِقبض أو مُفتاحه الخاص.
الأقفال المُتساطحة
الأقفال المُتساطحة يُحفر لها بداخل الباب، وتحتوي على مِزلاج مُثبت وآخر زِنبركيّ، ونظام عمل الأقفال المُتساطحة هو إغلاق مُتساطح (أي تُثبت في قائم الباب)، وتُلف مقابِض الباب بطُرق لولبية بداخل آلية الإغلاق، والأقفال المُتساطحة إما أن تكون لها مزاليِج مُثبتة أو زِنبركيه، أو الاثـنين معًا. وتُفتح من الخارج بواسطة المُفتاح المُخصص لها، أما من الداخل فتُفتح إما بواسطة المِقبض الصغير أو بالمفتاح، وهذا النوع من الأقفال يعطي الأمان بدرجة عالية.
الأقفال الأنبوبية
الأقفال الأنبوبية أيضًا تحتوي على مزاليج وغالبًا تكون مُثبتة بداخل أنبوبة تتصل بآلية الإغلاق، وهذا القفل يوفر الأمان التام خاصةً وأن المزاليج مُثبتة بإحكام.
الأقفال الأسطوانية (القِفل المِقبض)
أقفال المِقبض (الأسطوانية) تُعتبر آلية إغلاقها هي جُزءً من مِقبض الباب نفسه، وتُستخدم هذه الأنواع من الأقفال بالعديد من دول العالم، ويحتوي هذا القفل على مكان للمفتاح في المِقبض، ومِزلاج زِنبركيّ ثابت، وشدة أمانها قوية جدًا، ويُفتح من الخارج بالمُفتاح المُخصص له، أما من الداخل فيُمكن أن يُفتح بالمقبض أو المُفتاح الداخلي.
نموذج لأقفال المَشبك
قفل المِشبك يتكون من غُلاف فولاذيّ قوى ونظام للإغلاق بداخل هذا الغلاف، وله قُضيب مِعدّنيّ على شكل نِصف دائرة، ويتم تثبيته بالشيء المُراد إغلاقه، ويعمل القفل بأن يُرفع القُضيب من خلال ثُقب بالغلاف، ويوجد من هذا النوع “القفل المشبك ذو الأرقام”، ويُستخدم المُفتاح لفتح المِشبك، وتُستخدم غالبًا هذه الأقفال لربط شيئين معًا، أو لإغلاق الدرّاجات والصناديق، أو الشنطة ذو الحلقات.
قِفل المِشبك ذو الأرقام (التوافقيّ)
هذا القِفل يعمل بنظام القرص الدائري المُرقم، ويتم فتح هذا القِفل بأن يُدار القُرص حتى نصل إلى الأرقام التي تم ضبطه عليها بمعرفة الشخص نفسه، وتختَلِف الأرقام باختلاف ضبطها، وعندما يُدار قُرص القِفل حتى تتوافق الأرقام الصـحيحة، تُصف الريشّ الدوارة بجانب بعضها البعض ويتم فتح المِزلاج، غير أن هذه الأقفال مُستوى أمانها ضعيف؛ حيث يُمكن للصوص فتحها بسهـولة.
القفل الموقوت وهو من نوعية الأقفال التوفيقية (نوعان)
النوع الأول: يُطلق عليه قفل تسـجيل الوقت، وله عدة مفاتيح، وهو يعمل على تسجيل رقم المُفتاح والوقت الذي تم الفتح فيه وكل ذلك يتم ذاتيًا.
النوع الثاني: هذا النوع من الأقفال يتم استخدامه عادةً في البنوك وشركات الصرافة، ويُضبط على توقيت مُعين، ولا أحد يستطيع أن يفتحه قبل أن يأتي هذا الوقت المُحدد، ويتم الفتح برقم سري.
الأقفال الكهربائية
تعمل الأقفال الكهربائية من خلال مُفتاح شبيه بمُفتاح فتحّ وإغلاق الضوء بالمنازل، ويبدأ بالعمل حين يتدفق بداخله التيار الكهربائيّ.
الأقفال الإلكترونية
الأقفال الإلكترونية تعمل بواسطة لوحة مفاتيح رقمية، وتُفتح من خلال البطاقة المشفرة أو البطاقة الذكية بوضعها على شِقّ يوجد أعلى سطح القفل، وهي شديدة الأمان.
آلة لتصنيع بعض أنواع المفاتيح والأقفال
وبذلك نكون قد توصلنا لحل لغزنا اليوم بطريقة مُبسطه وفي نفس الوقت شاملة لكُل معلومة عن الذي نظره أقوى من نظرك، مُنذ القِدم وحتى وقتِنا هذا، ألا وهو “قفل الباب” ولا شك أنه من الأشياء الهامة في حياة كلٍ منا؛ لأننا نستطيع بواسطته حماية منازلنا، محالنا التُجارية وغير ذلك من المُمتلكات. وأكاد أُجزم أنه من أهم الأشياء في حياتنا، في ظل انعدام الأمان الذي أصبح لغة العصر، فتحيةٌ لمَن ابتكرهُ، ولنا لقاءٍ آخر في لغزٍ جديد لنُعيد تنشيط عقلك، ولكن للأذكياء فقط.
مجموعة ألغاز أخرى:
