تغذية مريض سرطان الكبد تخفيف للأعراض وتعايش مع مرض خطير

إن الإصابة بالسرطان هي من أصعب الأمراض التي يواجهها الشخص لما يشوبها من تخوف من عدم الشفاء والآلام التي تترافق مع المرض خلال فترة العلاج الطويلة بعض الشيء، إلا أنها ليست من الأمور التي تجعل من الشخص المصاب مبتعدًا عن الحياة بكل ما فيها بل إن محاربة هذا المرض والقضاء عليه والشفاء منه بإذن الله تعتمد أولًا على الإرادة في حب الحياة ومقاومة هذا المرض حتى الشفاء بالسبل الممكنة إضافة للمعالجة تحت إشراف طبيب متخصص.

ومن بين هذه الأمور التي تساعد في تخفيف آلام نوبات السرطان وتعمل بفعالية ولها نتائج مجربة هو اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وفي هذا المقال اخترنا لكم طرق تغذية مريض سرطان الكبد والتي يمكن من خلالها أن تخفف عن المريض آلامه وتساعد في وقف نمو الخلايا السرطانية وانتشار المرض فتعالوا معنا:

توصيات غذائية لمريض سرطان الكبد

بشكل عام عند الإصابة بأمراض معينة أو المصابين ببعض أنواع السرطانات المختلفة كمرضى سرطان الكبد يجب عليهم اتباع نظام غذائي يناسب حالتهم البدنية والصحية حيث غالبًا ما يقوم خبير التغذية بتحديد النظام الغذائي لهؤلاء الأشخاص والتي تساعد في تخفيف أعراض المرض للشفاء بشكل أسرع.

وإن اختيار نظام غذائي محدد فيه الأطعمة المضادة للسرطان يمكن أن يمنع نمو وانتشار المرض إلى حد كبير ويمنع بالتالي في نمو الخلايا السرطانية التي تقتل الخلايا الصحيحة في الجسم.

طعام يناسب مريض سرطان الكبد

 لا يوجد حاليًا نظام غذائي واحد موصى به للأشخاص المصابين بسرطان الكبد إلا أن اتباع نظام غذائي يحدد فيه الأطعمة المسموحة ويجنب تناول بعض الأطعمة الممنوعة له دور فعال في تخفيف الأعراض ومساعدة المريض للتأقلم مع كل مرحلة من مراحل العلاج حتى الشفاء بإذن الله.

سرطان الكبد

سرطان الكبد هو السرطان الذي ينتشر في الكبد والذي يعتبر أكثر شيوعًا من السرطان الذي يبدأ في خلايا الكبد.

ويحدث سرطان الكبد عندما يحصل تطور في الحمض النووي (تغييرات) والتي تُحدثها خلايا الكبد ومن بين هذه التغييرات أن تبدأ الخلايا بالنمو خارج نطاق السيطرة مما تشكل ورمًا أو ما يسمى (كتلة من خلايا سرطانية).

وفي بعض الأحيان تُعرف أسباب الإصابة بسرطان الكبد كحالات التهاب الكبد المزمن إلا أنه في حالات كثيرة لا يتضح أي سبب للإصابة بهذا المرض ولا يرتبط هذا السرطان بالإصابة بمرض معين.

الطرق المختلفة في تغذية مريض سرطان الكبد

من المعروف أن استخدام الدواء الموصوف من قبل الطبيب المتخصص لا يكفي لوحده في مكافحة المرض أو القضاء عليه بل يجب أن يتزامن ويرتبط مع نظام غذائي محدد.

قد تؤثر أعراض سرطان الكبد والآثار الجانبية لبعض العلاجات على قدرة المريض على تناول الطعام، على سبيل المثال قد يُصاب بفقدان الشهية أو الغثيان أو القيء أو الإسهال.

من المهم تناول نظام غذائي متوازن مع الكثير من الأطعمة الغنية بالألياف لدعم وظائف الكبد لذلك من أجل صحة مثالية قد يشجع مقدم الرعاية الصحية الخاص بمريض سرطان الكبد على تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة التي تساعده على تخطي مراحل العلاج بدون أي مضاعفات ممكنة.

وهذا ما يمكن أن يقدم للشخص عند إصابته بسرطان الكبد هذا المرض الخطير ولكن رغم ذلك يمكن من خلال التغذية الصحيحة أن تخفف الأعراض وتحسنها. فهناك الكثير من الأطعمة التي يمكن من خلال إدخالها إلى النظام الغذائي لمريض سرطان الكبد أن تعطل نمو الأورام السرطانية أو توقف تكاثر الخلايا السرطانية، وفي المقابل هناك بعض الطعمة التي يمكن أن تفاقم الحالة المرضية وتزيد من حجم الأورام.

على الرغم من عدم وجود نظام غذائي يعد بالشفاء التام من سرطان الكبد إلا أن خطة النظام الغذائي هذه يمكن أن تساعدك على زيادة فرصك في مكافحة المرض.

تعالوا لنتعرف على مجموعة الأطعمة الهامة لتغذية مريض سرطان الكبد:

تغذية مريض سرطان الكبد

تغذية مريض سرطان الكبد بالخضار:

إن استخدام الخضروات الطازجة يمكن أن يؤدي إلى إيقاف نمو الخلايا السرطانية وتكاثرها إضافة إلى تعطيل عملية نمو الأورام السرطانية.

كما أن الخضار تحتوي على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة والتي تعتبر عوامل وقائية بشكل طبيعي للسرطان كما تحمي الجسم من مجموعة متنوعة من الجذور الحرة.

ومن ضمن هذه الخضروات التي يمكن أن ندخلها في نظام تغذية مريض سرطان الكبد هناك:

  • براعم بروكسل والقرنبيط والملفوف الأحمر والبروكلي والسبانخ وقصب السكر والتي تعتبر من أكثر المكونات فعالية في تخفيف أعراض سرطان الكبد وإيقاف ظهورها وتحسينها.
  • بالإضافة إلى أن الطماطم كنوع من أنواع الخضار هي فعالة في الوقاية من الإصابة بأحد أنواع السرطانات لغناها بالليكوبين.
  • وقد أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون الخضار الصفراء والبرتقالية (مثل القرع والبطاطا الحلوة والفليفلة الصفراء والجزر وما إلى ذلك) والخضروات الصليبية مثل البروكلي هم أقل عرضة للإصابة بسرطان الكبد بشكل ملحوظ.

تغذية مريض سرطان الكبد بالفواكه:

إضافة إلى أن الفواكه بكافة أنواعها المختلفة تحتوي على عناصر غذائية هامة من فيتامينات ومعادن ومركبات أخرى فهي تحتوي أيضُا على خصائص هامة مضادة للسرطان تساعد في إيقاف نمو الخلايا السرطانية والأورام.

والكثير من الأطباء ينصح مرضى السرطانات بتناول الفواكه وإضافتها لنظامهم الغذائية كجزء هام من العلاج.

ومن بين الفواكه التي لها دور فعال في تغذية مريض سرطان الكبد أو أي مريض بالسرطان:

البطيخ والكيوي والبابايا، بالإضافة للعنب الأحمر والجريب فروت والتين والتوت والفراولة.

تغذية مريض سرطان الكبد بالنباتات الطبية:

من بين النباتات الطبية الهامة التي لها دور فعال في إيقاف نمو وتكاثر الخلايا السرطانية بالإضافة لتسريع الشفاء من بعض الأمراض بما في ذلك سرطان الكبد:

الزنجبيل:

فهو يعمل على تقليل حجم الروم السرطاني وذلك من خلال تناوله كمسحوق يُرش على الأطعمة التي يتناولها مريض سرطان الكبد أو إعداد شاي من جذور الزنجبيل الطازجة أو مسحوق الزنجبيل الجاف.

الثوم:

إن الخصائص الهامة في الثوم تعمل على تعطيل الدورة الدموية لأي ورم سرطاني مما توقف نموها وتكاثرها بشكل تدريجي لذلك يجب تناول الثوم سواء نيئًا أو بإضافته لبعض الأطعمة المطهوة يعتبر عامل وقائي للحماية من الإصابة بالسرطان.

الكركم:

أما الكركم الغني بعنصر الكركمين فيلعب دورًا مهمًا جدًا ورئيسيًا في تدمير الخلايا السرطانية.

تغذية مريض سرطان الكبد مع اللحوم والأسماك:

أيضًا تعتبر اللحوم والأسماك من الأطعمة التي يجب تضمينها للنظام الغذائي لمريض سرطان الكبد لما تحتويه من بروتينات بكميات كبيرة مما ينعكس إيجابيًا على مكافحة أي ورم سرطاني إضافة على أن تناول الكثير من البروتين والسعرات الحرارية الصحية الموجودة في هذه الأطعمة يُبقي جسمك قويًا ويساعد في إصلاح الضرر الناتج عن علاجك.

  • لحم السمك المطبوخ أو المشوي يمد الجسم بالدهون الصحية التي تخفف من انتشار السرطان أو تجعل أعراضه أسوأ.
  • كما أن لحم الدجاج مهم جدًا ويوصى به في تغذية مريض سرطان الكبد.
  • إلا أنه من الضروري تجنب اللحوم المشبعة بالدهون.
  • كما أنه من الضروري عدم تناول اللحوم النيئة فقد تحتوي المأكولات البحرية النيئة وغير المطبوخة جيدًا على بكتيريا يمكن أن تسبب مرضًا خطيرًا للأشخاص المصابين بأمراض الكبد.
  • من الضروري طهي اللحوم بشكل جيد.

تغذية مريض سرطان الكبد مع أنواع الحبوب المختلفة:

إن احتواء البذور والحبوب المختلفة على الكربوهيدرات توفر الطاقة لجسم المريض مما تحسن من الأعراض التي يعاني منها مريض سرطان الكبد وتقوي الجسم لمقاومة أعراض المرض.

كما أن غنى الحبوب بالألياف الغذائية تعمل بشكل سليم في تحسين حركة الأمعاء.

لذلك يجب على مريض سرطان الكبد إدخال الحبوب في نظامه الغذائي كالقمح والأرز البني والشوفان والعدس وبذور اليقطين والرشاد والحبة السوداء وغيرها كثير.

تناول الكثير من السوائل:

يجب أن يتناول مريض السرطان الكثير من الماء أثناء فترة العلاج حتى يبقى جسمه رطبًا.

  • كما أنه في المراحل الأخيرة من الإصابة بسرطان الكبد يعاني المريض من فقدان الشهية والغثيان لذلك ننصح المريض بتقليل تناول الأطعمة الصلبة واستبدالها بالسوائل أو جعل الأطعمة المختلفة سائلة ليستطيع تناولها (استخدام الخلاط لهرس الأطعمة وتحضير أنواع مختلفة من الحساء من الخضار واللحوم) مما يساعد على تناولها وهضمها وبنفس الوقت لا يسبب في نقص العناصر الغذائية الضرورية لجسمه.
  • يمكن في حالة عدم القدرة على تناول الفواكه استبدالها بالعصير كعصير الرمان أو البرتقال.
  • ويعتبر عصير البرقوق من العصائر الهامة لتوفير الطاقة لجسم المريض ويمنع من نمو الخلايا السرطانية وانتشار سرطان الكبد.
  • ومن أنواع الحساء هناك حساء السمك أو الدجاج أو الخضار.
  • كما يوصى بإضافة عصير الليمون لوقف الغثيان.

تغذية مريض سرطان الكبد مع الحليب والزبادي:

يعتبر شرب الحليب القليل الدسم أو إضافة الزبادي في تغذية مريض سرطان الكبد من الطرق الفعالة في التقليل من خطر الإصابة بسرطان الكبد ويزيدان من فرصة علاجه.

تغذية مريض سرطان الكبد مع الشاي الاخضر:

يحتوي الشاي الأخضر بالإضافة للعناصر الغذائية الهامة على مضادات للأكسدة تعمل على مكافحة الكثير من السرطانات لذلك أدخله في النظام الغذائي لتغذية مريض سرطان الكبد.

تحتوي جميع أنواع الشاي على مضادات الأكسدة ولكن الشاي الأخضر على وجه التحديد يلعب دورًا رئيسيًا في مكافحة السرطان.

الوقاية من الإصابة بسرطان الكبد

في حالة الإصابة بسرطان الكبد أو من أجل الوقاية من الإصابة ببعض السرطانات إليك هذه النصائح الهامة من أجل صحتك:

  • مارس الرياضة ليبقى وزنك بالحدود الصحية الطبيعية كرياضة المشي لمدة 30 دقيقة بشكل يومي وخاصة في الهواء الطلق.
  • استخدم مكملات فيتامين E والسيلينيوم لأن لها دور هام في منع تطور سرطان الكبد.
  • لا تشرب الكحول لأن مرضى سرطان الكبد الذين يشربون الكحول معرضين للخطر بشكل أكبر (مع الإشارة إلى ضرورة عدم شرب الكحول مطلقًا سواء كان مريضًا أو معافى).
  • ابتعد عن التدخين.
  • تناول الطعام عندما تشعر بالجوع.
  • تناول وجبات خفيفة صحية صغيرة.
  • لمنع تطور السرطان يمكن إضافة زيت الزيتون إلى النظام الغذائي لمريض السرطان.
  • تجنب تناول الدهون المشبعة والحيوانية قدر الإمكان لأنها تقلل من فرص محاربة السرطان وتجعل المرض أسوأ.
  • لا تتناول الأطعمة المقلية.
  • تناول اللحوم الحمراء مرة واحدة في الأسبوع فقط.
  • تجنب السكريات (الحلويات والكاتو والبسكويت) وخاصة خلال فترة العلاج.
  • قلل من تناول الملح وابتعد عن الأطعمة المعلبة الغنية بالصوديوم (النقانق واللحم المقدد والمرتديلا وبعض أنواع الحساء المعلب الغني بالصوديوم ورقائق البطاطس).
  • لا تنسى شرب الماء الضروري لجسمك ولتحسين وظائف أعضاء الجسم المختلفة.

اتباع حمية الكيتو في تغذية مريض سرطان الكبد

نظام الكيتو

هناك بعض خبراء التغذية يميلون إلى اتباع نظام حمية الكيتو في تغذية مريض السرطان ومن بينها مريض سرطان الكبد فكيف يتم ذلك وما فائدته:

الكربوهيدرات هي المصدر الرئيسي للوقود والطاقة في الجسم ويعتبر النظام الغذائي الكيتوني (حمية الكيتو) منخفض جدًا في نسبة الكربوهيدرات ونسبة عالية من الدهون.

وفي نظام الكيتو الغذائي يأتي حوالي 5 إلى 10 % من السعرات الحرارية اليومية من الكربوهيدرات، و80 % من الدهون، و10 إلى 15 % المتبقية من البروتين.

يؤدي تقليص نسبة الكربوهيدرات الداخلة للجسم بشكل كبير إلى وضع الجسم بحالة من الكيتوزية (كيتو دايت) بحيث يصبح فعالًا للغاية وقادرًا على حرق الدهون للحصول على الطاقة إضافة إلى أن الكبد أيضًا يبدأ في إنتاج الكيتونات والأحماض الدهنية للحصول على الطاقة وهذه الخطوة تدعم الخلايا السليمة ولكن ليس الخلايا السرطانية.

وفي دراسة تمت في عام 2020 وجدت أن اتباع نظام حمية الكيتو الغذائي قد يساعد في إبطاء نمو الخلايا السرطانية إضافة إلى أن هذا النظام يجعل من الخلايا السرطانية أكثر حساسية للعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي أو بعض العلاجات المستهدفة مما يسرع في القضاء عليها وتدميرها أو إيقاف نموها.

إلا أنه مع أن نظام حمية الكيتو لها بعض الآثار الإيجابية لمرضى السرطان لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث حول الفوائد والمخاطر المحتملة لاتباع هذا النظام الغذائي خاصة عندما تكون مصابًا بسرطان الكبد.

أخيرًا …

قبل البدء في العلاج وبالتزامن مع العلاج لا بد من التركيز على التغذية الصحية لمريض السرطان لأنك ستجني آثارًا إيجابية من وراء ذلك وتساعدك في الشعور بالتحسن مع بقاء جسمك قويًا ليقاوم المرض.

يجب أن يحتوي النظام الغذائي عند تغذية مريض سرطان الكبد على الفواكه والخضار الغنية بمضادات الأكسدة وفيتامين C وفيتامين E ومجموعة فيتامين B.

عندما يكون مريض سرطان الكبد ليس لديه رغبة في تحضير غذاء معين فيمكن أن يحتفظ ببعض المكسرات أو العصائر الطازجة أو الأطعمة المطبوخة مسبقًا ويسخنها بالميكروويف.

يجب استشارة الطبيب الخاص قبل اتباعك لنظام غذائي معين في تغذية مريض سرطان الكبد ليبقى المريض تحت إشراف طبي وخبير تغذية متخصص لمساعدته في تخطي مراحل العلاج والوصول إلى الشفاء.

المصدر:

توصيات غذائية في علاج سرطان الكبد – موقع smhcharity

النظام الغذائي لسرطان الكبد: كل ما تحتاج لمعرفته – موقع healthline

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله