خطواتك المضمونة لتحقيق النجاح في الحياة بإذن الله

تحقيق النجاح في الحياة ليس شيئًا يهبط علينا من السماء بل هو أمر يحتاج إلى مثابرة واجتهاد وعزيمة للوصول إلى الهدف المنشود.

مهما كان عمرك أو مكانتك الاجتماعية أو حتى نوعية الأهداف التي ترغب في الوصول إليها سيمكنك التعلم والسعي لتحقيق هدفك والوصول إلى السعادة.

كيف تحقق النجاح في الحياة خلال ثلاثة خطوات؟

الخطوة الأولي على سلم النجاح في الحياة: التخطيط

1 – تخيل نفسك وأنت ناجح

بمجرد أن تتخيل مكانتك بعد تحقيق النجاح المنشود سوف تتولد بداخلك قوة وعزيمة لتحقيق هدفك. خصص لنفسك كل يوم عدة دقائق لتتخيل نجاحك، كيف سينظر الناس إليك؟ ما هو طعم النجاح الحقيقي؟ أطلق لخيالك العنان وتخيل.

كن مؤمنًا بأهدافك وأحلامك ولا تقلل من أهمية أيًا منها، ولكن في نفس الوقت لا يجب لأحلامك وأهدافك أن تطغي على أحلام الآخرين لا تكن نرجسيًا أنانيًا.

2 – حدد أهدافًا معينة في حياتك

ابحث عن الأشياء التي تحب فعلها وركز على هواياتك المفضلة ثم سخرها لتحقيق أهدافك وأحلامك.فكلما كان ما تفعله هو ما تحبه سيشجعك ذلك على إكمال الطريق.

فمثلًا إذا كنت مشاركًا في مسابقة لتنافس كرة القدم بينما الشغف والهواية الحقيقية لديك هي لعبة الشطرنج، هل سيكون النجاح في كرة القدم سهلًا؟ لا بالطبع سيكون أمرًا صعبًا. لذا قرر ما هو هدفك الحقيقي ويمكنك الاستعانة بمدربك الرياضي أو طبيبك النفسي أو معلمك لأخذ النصيحة والتعلم من خبراتهم في الحياة.

3 – قم بتعريف معنى النجاح

لكل شخص منا رأيه ورؤيته في الحياة؛ لذا قد يختلف تعريفك للنجاح عن تعريف أحد أصدقائك، ويختلف عن تعريفي أنا أيضًا.قم بتحديد أهدافك الواضحة واحرص أن تكون تلك الأهداف واقعية. اجعل أهدافك كمية قابلة للقياس ولا تجعلها أهدافًا بدون معالم واضحة، قد تؤدي إلى تضييع وقتك هباءًا منثورًا.

فمثلًا إذا كان هدفك أن تصبح ناجحًا ومتميزًا في أداء وظيفتك لتحصل على علاوات أكثر وترتفع مراتبك في العمل أكثر، وتجني أموال أكثر ولكنك في النهاية لن تكون راضيًا عما حققته لأنك تستطيع فعل المزيد.

بدلًا من ذلك اجعل هدفك ” أن أستطيع زيادة مرتبي بنسبة 40%” أو ” ألا أتأخر عن مواعيد حضوري للعمل أكثر من خمس مرات في السنة”. تلك الأهداف الكمية سوف تشعرك بالكمال والرضا عن النفس عندما تستطيع تحقيقها.

4 – قم بتقليل ثقتك في نفسك قليلًا

قد تظن أنك قد قرأت الجملة بطريقة خاطئة ولكني أخبرك أنها قد قرأتها بطريقة صحيحة. فقد أثبتت الأبحاث والدراسات أن تقليل الثقة بالنفس يجعل الشخص أكثر تقييمًا لنفسه وانتباهًا لأخطائه.

فمثلًا إذا كنت تعتقد أنك شخصًا ناجحًا متميزًا في مجال الطب؛ سيكون من الطبيعي لك ألا تتقبل نقد الآخرين، أو ردود أفعالهم النقدية على أخطاءك، كما أن لن تلتفت لتقييم ذاتك. إذا قمت بتقليل ثقتك في نفسك قليلًا سوف يدفعك ذلك للجد والاجتهاد بشكل أقوى لتحقيق هدفك.

فإذا لم تكن واثقًا من نجاحك في اختبارك التالي يوم السبت المقبل سوف تقضي ساعات أطول في المذاكرة والمراجعة وتحصيل الدروس. تقليل ثقتك في نفسك سيجعلك أقل تكبرًا ونرجسية وسط أصدقائك وزملائك؛ مما سيجعلهم يبدون الراحة والاحترام في تعاملاتهم معك.

5 – احرص على وضع جدولًا زمنيًا لتحقيق أهدافك

يجب عليك تحديد وقتًا زمنيًا محددًا يمكنك خلاله تحقيق هدفك حينها تستطيع تقييم نفسك إذا كنت نجحت أم فشلت في ذلك.

اجعل الجدول الزمني صعبًا ولكن ليس مستحيلًا، فمثلًا الفوز ببطولة كرة السلة خلال شهرًا واحدًا وأنت الآن في مستوى الصفر أمرًا مستحيلًا. ولكن الانتهاء من قراءة 20 كتاب خلال شهر أمرًا يمكنك تنفيذه.

6 – حدد احتياجاتك والخامات لتحقيق النجاح

فمثلًا إذا كنت ترغب في أن تكون متحدثًا متميزًا بارعًا فلابد لك من إتقان أمور اللغة وقواعد النحو والصرف، وأن تملك حصيلة لغوية كبيرة، وأن تبحث عن كيفية إنشاء ومهارات إلقاء الخطب. قم بتطبيق ذلك على أهدافك قريبة المدى لتستطيع في النهاية النجاح لتحقيق الأهداف بعيدة المدى.7-  كن فضولي العقل

معظم الأشخاص الذين استطاعوا تحقيق النجاح في الحياة، وإبراز أسمائهم في عالم الشهرة، كانوا يمتلكون درجة كبيرة من الفضول حول الحياة. إذا قابلك سؤال لم تعرف إجابته، أو شئ لا تعرف كيف تقوم به؛ قم بالبحث والمعرفة لتجد إجابتك ومبتغاك.

7 – قم بتحديد المهارات التي يمكنك الاستعانة بالآخرين لتحقيقها

الاستعانة بآراء وخبرات الآخرين سوف يوفر لك وقتًا كبيرًا ويجعلك تركز وقتك على أهدافك الضرورية. ففي المثال الذي سبق لنا ذكره بأن تريد أن تكون متحدثًا بارعًا يمكنك الاستعانة بخبراء اللغة والنحو. كذلك يمكنك استشارة من برعوا في ذلك المجال من قبلك لتستفيد من خبراتهم.

الخطوة الثانية على سلم النجاح في الحياة: التنفيذ

1 – ابدأ بتنفيذ الأهداف الصغيرة أولًا

قم بتحدي نفسك ولا تؤجل أعمالك إلى وقت آخر، فلا تدري أي المشاكل ستواجهك حينها. قم بتقسيم هدفك الرئيسي إلى أهداف صغيرة عديدة وابدأ في تنفيذها.

فمثلًا إذا كنت تريد تأسيس مشروعًا ناجحًا، قم في البداية بتقسيم أفكارك بطريقة انسيابية، ثم قم بالتفكير في طريقة التمويل المناسبة، ثم ابدأ في وضع نموذج مصغر لمشروعك.

2 – قم بإبعاد أي مصادر قد تشتت انتباهك

قد تشعر بالملل وتسرع إلى الترفيه عن نفسك فيتشتت انتباهك مما سيشكل في النهاية عائق أمام تحقيق هدفك. ولكن لنعترف بصراحة، لا يمكنك تركيز وتقضية جميع وقتك في أداء مهامك؛ لذا لا بأس ببعض الترفيه عن النفس ولكن بشرط ألا يسبب ذلك تراجعًا عن تحقيق هدفك وحلمك.

3 – اجعل نفسك محاطًا بمجموعة من الأشخاص الناجحين

كلما كنت مصاحبًا لأشخاص ناجحين في الحياة، كلما زادت عزيمتك وتفانيك لتحقيق أهدافك. كما أن ذلك سيعينك على تبادل الخبرات والمعلومات فيما بينكم.

ابحث عن الأشخاص الناجحين في مجالك وقم بدراسة حياتهم وكيف توصلوا إلى ذلك النجاح، قم بالاستفادة من خبراتهم ولا تتردد في أخذ نصيحتهم.

4 – ثق في أداء الآخرين لأعمالهم

لتحقق النجاح المنشود يتوجب عليك الثقة في أفراد مجموعتك وقدرتهم على أداء مهامهم ووظائفهم. تحكمك الزائد في أدق تفاصيل مهامهم سيشعرهم بالضيق كما سيتسبب ذلك في إضاعة المزيد من الوقت.

قم بتشجيع من حولك على إتمام وظائفهم وامنحهم ثقتك في نجاحهم سيجعلهم ذلك يتفانون في أعمالهم ليكونوا دائمًا عن حسن ظنك.

لا يوجد إنسان يستطيع أن يحقق نجاحًا بمفرده والعمل مستقلًا عما حوله،لذا فثقتك بالآخرين هي من ضروريات عملك وليس مجرد شيئًا اختياريًا.

5 – النجاح يستحق المخاطرة

أثبتت الدراسات والأبحاث أن الشخص الذي يكمن في مكانه ويخشى التحرك من المنطقة المريحة الآمنة لن يتمكن من الدخول إلى عالم النجاح. عود نفسك على فعل الأشياء التي تخشى فعلها، لا تخشى من ردود فعل الآخرين من حولك. ذلك سيسهل لك الطريق للتعامل مع أي أزمات أو مشكلات قد تواجهك.

فمثلًا إذا كنت شخصًا خجولًا تخشى التحدث أمام الغرباء،قم بإجراء حديث واحد كل أسبوع مع شخص لا تعرفه، كأن تسأله مثلًا عن الوقت أو عن سبب تأخر الحافلة. فعل ذلك سيجعل لك الأمر سهلًا ويعينك على تحقيق النجاح بشكل كبير.

6 – لا تنس العناية بنفسك

لا تجعل أهدافك ومهامك تلهيك عن حياتك الشخصية فإذا تأثرت حالتك الصحية سينعكس ذلك بالفعل على حياتك وعلى أهدافك. احرص على المداومة على ممارسة التمرينات الرياضية فهي تحافظ على لياقتك كما تحسن من حالتك النفسية وتنشط الدورة الدموية وتقوي عضلة القلب.

احرص على التنويع في الطعام لتحصل على احتياجات جسمك من الكربوهيدرات والبروتين والفيتامينات. تناول أيضًا البقوليات والمكسرات التي تقوي جهاز المناعة لديك.

احرص على الحصول على قدر كافٍ من النوم على الأقل 8 ساعات في اليوم ويُفضل أن تخلد إلى النوم قبل منتصف الليل.

7 – قم بحل المشاكل التي تتواجد حولك

انظر إلى الناس من حولك وفكر في المشكلات التي تواجههم وكيف يمكنك حلها؟ كيف يمكن إيجاد طرق تسهل عليهم الأمور؟ هل يمكنك توفير خدمات أو منتجات تقوم بحل تلك المشاكل؟

فعلى سبيل المثال قام موقع فيس بوك الشهير بحل مشكلة التواصل الاجتماعي بين الناس؛ فأصبح بإمكانك التحدث مع أصدقائك من بلاد مختلفة في نفس الوقت.

كذلك التكنولوجيا في تقدم مستمر لتحقيق توقعات الجمهور حيث يخرج لنا كل يوم جهاز إلكتروني جديد ذو حجم أصغر وإمكانيات أكبر، فهل يمكنك استخدام التكنولوجيا لحل مشكلة ما؟

كذلك الأطباء النفسيون يقومون بمساعدة الناس على تطوير علاقاتهم الاجتماعية وحل المشكلات النفسية التي تواجههم، فهل يمكنك أيضًا مساعدة شخص ما في تطوير علاقاته مع الآخرين؟

8 – التكنولوجيا سلاح ذو حدين

قم بتسخير التكنولوجيا لمساعدتك في تحقيق هدفك فيمكنك التواصل خلال ثواني قليلة مع من حولك باستخدام الإنترنت. ولكن احذر من الجانب السلبي للتكنولوجيا، فقد ينتهي بك الأمر إلى ضياع وقتك في مشاهدة الأفلام وبين فيديوهات اليوتيوب والغرق في تصفح منصات التواصل الاجتماعي بدلًا من التركيز على هدفك الرئيسي.

الخطوة الثالثة على سلم النجاح في الحياة: التكرار والإعادة

1 – لا تتخل عن حلمك

كن مصممًا على تحقيق هدفك إن لم يحالفك النجاح في أول مرة لا تيأس بل تمالك نفسك بل أعد المحاولة مرة أخرى. عندما سُئل أديسون مخترع المصباح الكهربي عن العشرة آلاف مرة فشل قبل نجاحه في اختراع المصباح،رد عليهم بأنه لا يعتبر تلك المرات فشلًا، ولكنه قد وجد عشرة آلاف طريقة غير فعالة لاختراع المصباح.

عند فشلك في أمرٍ ما لا تبدأ بإلقاء اللوم على الآخرين بل كن شجاعًا وتقبل خطأك وابحث عن الطرق الفعالة لتعديل ذلك الخطأ. الفشل هو أفضل وسيلة للنجاح فكلما ارتكبت خطأ وتعلمت منه لن تقوم بتكرار ذلك الخطأ في المرات القادمة؛ مما يوفر لك وقتًا ومجهودًا لتحقيق النجاح في الحياة.

2 – توقف عن التذمر

لا تقوم بتضييع وإهداء وقتك في التذمر من الحياة وتمني تغييرها وبدلًا من ذلك استغل ذلك في تحقيق نجاح أكبر لك.

وخير مثال لنا في تلك النقطة العالم نيوتن فعندما سقطت التفاحة على رأسه لم يتذمر ولم يقم بسب تلك التفاحة والشجرة معًا، بل استغل الموقف لصالحه واخترع لنا قوانين الجاذبية وأصبح العالم الأول للفيزياء.

3-  تغلب على الخوف والشك.

لا تخف من إعادة المحاولة بعد الفشل وفكر في الأمر بطريقة إيجابية بأن الدنيا قد منحتك بالفعل فرصة أخرى لتحقيق هدفك وحلمك، فلا تتردد في استغلالها لصالحك. اعلم أن النجاح لن يتحقق من أول مرة، بل تكرار الأمر مرارًا هو ما سيوصلك لغايتك المنشودة في النهاية.

4 – استغل الصعوبات التي تواجهك

الأمر الذي يفرق الشخص الناجح عن الشخص العادي هو طريقة التعامل مع المشكلات والصعوبات التي تواجههم. فالشخص العادي يرى تلك الصعوبات بأنها مجرد تجارب فاشلة تصيبه بالإحباط. أما الشخص الناجح فهو من يراها تجارب مفيدة يستطيع استغلالها لتحقيق نجاح أكبر.

قم بتغيير الطريقة التي تنظر بها إلى الصعاب والعوائق التي تواجهك. اسأل نفسك ماذا ستفعل المرة المقابلة عندما تقابلك نفس المشكلة؟ كيف تعامل الآخرون مع تلك المشكلة عندما قابلوها؟

5 – كن راضيًا قنوعًا

قد تتوقع أن تحقيق هدفك وحلمك سيجلب لك السعادة في الحال كن واقعيًا راضيًا عما تفعله قنوعًا بكل النتائج. لا تقوم بتضييع علاقاتك الاجتماعية بمن حولك في سبيل تحقيق هدفك.

فهل نجاحك في اختراع قنبلة نووية سيجلب لك السعادة وفي المقابل أصبح كل من حولك يكرهك وينفر منك؟ هل سيغنيك ذلك النجاح عن زوجتك وأصدقائك وأبناءك؟

في النهاية نود تذكيرك بأن عدم قدرتك على تحقيق حلمك لا يعني أن الحياة قد انتهت، فالهدف الحقيقي لنا في الحياة هو السعادة.

حاول مرة أخرى وابحث عن أحلام جديدة وسوف تستطيع الوصول إلى القمة في نهاية الأمر.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله