فوائد الكراث الصحية والتجميلية

كثيرًا ما نذهب إلى السوق ونجد هذه النبتة الموجودة بين الخضار، والتي لا يمكن تسميتها بصلًا، ولا تسميتها خُضرة، ونمرّ بجانبها دون أن نلتفت لها، ولكن عندما نتعرف على أهميتها وفوائدها، ولذة طعمها في الطبخ سنجعلها تتصدر مآدبنا، إنها الكراث.

حيث أكد الكثير من الخبراء أهميتها وغناها بالعناصر الغذائية الطبية المميزة، التي تجعل الإنسان يعيدها إلى مائدة الطعام من جديد. وفي هذا المقال سنتعرف على فوائد الكراث العلاجية والجمالية العديدة.

فوائد الكراث

وصف النبات

الكرّاث هو من النباتات العشبية الخضراء والتي ينتمي إليها كل من الثوم، والبصل، وقد استخدم في الطبخ منذ سنين، فنكهته كنكهة البصل، ولكنها نكهة طيبة وخفيفة وذات رائحة مميزة، وأكثر حلاوة من البصل، وهو يتألف من جذوع طويلة ومقسمة إلى قسمين، قسم أبيض في الأعلى، وقسم أخضر من الأسفل، وغالبًا ما يزال القسم الأخضر عند الطهي لأنّ أوراقه قاسية ونكهتها أكثر حدّة من القسم الأبيض، وهو نبات يكون في كل فصول السنة ولكن أفضلها كراث الصيف.

وله عدة تسميات حسب الدول، فمنهم يطلقون عليه اسم براصيا، ومنهم يطلقون عليه اسم البقل.

المواد التي يحتويها الكرّاث

يتميز الكراث بامتلاكه للكثير من المواد المغذية والتي تعود على الجسم بمجموعة كبيرة ومتنوعة من الفيتامينات والسعرات الحرارية والأحماض كحمض الفوليك، بالإضافة إلى احتوائه على نسبة مرتفعة من المعادن مثل الفوسفور والسيلينوم والكالسيوم والزنك والحديد. كما يتميز باحتوائه على البروتينات ومضادات الأكسدة الهامة والضرورية لجسم الإنسان. من أهمها:

الحديد

فالحديد ضروري لتحسين سير العمل في خلايا الدم الحمراء، لأن خلايا الدم الحمراء الصحية تحتوي على (الهيموجلوبين) الذي يساعد كريات الدم الحمراء على نقل الأكسجين من الرئتين إلى أنسجة الجسم الأخرى، مما يقوي الجسم بشكلٍ عام.

البوتاسيوم

الكرّاث غني بالبوتاسيوم الضروري لتنظيم مستوى السوائل في جسم الإنسان، ويساعد أيضًا في تحسين عمل خلايا الأعصاب والعضلات، والتمثيل الغذائي عن طريق تحويل الكربوهيدرات إلى طاقة، كما أن البوتاسيوم يحافظ على صحة القلب وذلك بخفض ضغط الدم المرتفع. كما أنه ضروري لقوة العضلات.

فوائد الكرّاث الصحية والتجميلية

يقلل من الإصابة ببعض أمراض السرطان

إن وجود أحد مركبات الكبريت في الكرّاث، وهو (كبريتيد الآليل)، يحد من خطر الإصابة من السرطانات وأهمها سرطان القولون، والمعدة.

يقي من الإصابة بأمراض القلب

العديد من الأبحاث العلمية أثبتت أن تناول الكرّاث يعمل على خفض ضغط الدم المرتفع، والوقاية من العديد من أمراض القلب، كتصلب الشرايين، وصحة القلب بشكلٍ عام.

مقاومة الأمراض المعدية

فالكرّاث له أهمية كعامل مطهر، فهو يساعد الجسم على مقاومة العدوى من الأمراض المعدية، وعند وضع مستخلص من الكراث على الجرح، فإنه يعمل على حمايته من التلوث ويطهر مكانه.

لتحسين صحة الجهاز الهضمي

يحتوي الكرّاث على أهم أنواع البكتيريا المفيدة للجسم، مما يؤدي تناوله إلى تسهيل عملية الهضم، وامتصاص الطعام بشكلٍ كامل، كما له دور كبير في إزالة الفضلات السامة من الجسم؛ وتحفيز وتحسين وظائف الجهاز الهضمي.

يضبط نسب الكولسترول في الدم

لا بد من تناول الكرّاث بشكلٍ منتظم، فهو يساعد على تقليل نسبة الكوليسترول الضار في الدم، ورفع نسبة الكوليسترول الجيد في الدم، مما يساعد في الحماية من الكثير من أمراض القلب.

صحة المرأة الحامل

يحتوي الكرّاث على نسبٍ عاليةٍ من حمض الفوليك، الذي له دور كبير أثناء الحمل، فعند تناول الحامل الأطعمة الغنية بحمض الفوليك كالكرّاث مثلًا، هذا يقلل من فرص حدوث عيوب في الأنبوب العصبي أثناء تكوين الجنين في رحم الأم، وهذه العيوب تكون في عدم اكتمال تكوين المخ والنخاع الشوكي للجنين.

ولاحتواء الكرّاث على الحديد، فإن تناول الحامل للكرّاث، تحصل على أحد الأملاح المعدنية الهامة وهو الحديد الضروري لصحة الحامل والجنين.

صحة وتقوية العظام

يحتوي الكرّاث على نسب عالية من عنصري الكالسيوم والمغنسيوم، الضروريان لصحة العظام، حيث يوصي الأطباء كثيرًا بإدخال الكرّاث في النظام الغذائي للإنسان بشكلٍ يومي، فهو أيضًا يمنع من خطر الإصابة بهشاشة العظام.

يمنع الإصابة بفقر الدم

يحتوي الكرّاث على نسبٍ عاليةٍ من الحديد، وتناوله يساعد على الوقاية من فقر الدم (الأنيميا) الناتجة عن نقص عنصر الحديد بالجسم.

كما أنه الكرّات غني بفيتامين (C)، فهو ضروري للجسم لأنه يساعد على سهولة امتصاص عنصر الحديد في الجسم.

مفيد للجهاز البولي

يحتوي الكرّات على مادة مدرة للبول، مما يسهل عملية التخلص من سموم الجسم، والوقاية من أمراض الجهاز البولي، والحصوات التي تتشكل في الجهاز البولي.

يقوي الجهاز العصبي

إن تناول الكرّات يعمل على تقوية الجهاز العصبي، لأنه يحتوي على نسب عالية من المغنيسيوم، كما يحتوي على فيتامين (B) الهام في تقوية الجهاز العصبي بالجسم. وعند اتباع نظامٍ غذائي يتضمن تناول الكراث بشكلٍ دوري الأمر الذي يساعد على زيادة التركيز، وتقوية الذاكرة، لغناه بالفسفور، وحمض الفوليك، والمغنيزيوم.

يعمل على تنظيف الجهاز الهضمي

يعتبر ملينًا طبيعيًا ولطيفًا على الجهاز الهضمي، وخاصةً لتنشيط عمل الأمعاء، ويعالج الإسهال، فهو يعمل على طرد الغازات من البطن، لاحتوائه على الألياف التي تساعد في تنظيف الجهاز الهضمي وصحته.

كما يحتوي الكرّاث على مادة السليلوز، التي لها دور فعّال في تنظيف الأمعاء، وطرد الفضلات والسموم من الجسم. إلى خارج الجسم، ويقوي الأمعاء وعملها، ويخفف من آلام تشنج المعدة، وهو مفيد للكلى حيث تناوله يعمل كمدر طبيعي للبول.

تخفيف الوزن

نظرًا لاحتوائه على نسبٍ من الألياف، هذا يساعد على تحسين عملية الهضم، ويعزز الشعور بالشبع وامتلاء المعدة، وبالتالي هو علاج قوي للتخلص من السمنة وخسارة الوزن، حيث أن الكراث يعتبر من الخضروات التي تأخذ وقتًا طويلًا لتهضمها المعدة.

يتبعه أكثر الخبراء الذين يعّدون أنظمة تخفيف الوزن، وذلك لأنه يحتوي على سعرات حرارية منخفضة، ونسبة من المياه مرتفعة.

ذو سعرات حرارية قليلة

يمكن إضافة الكرّاث إلى الأطعمة، وخاصة للذين يتبعون نظام غذائي خاص، فهو قليل السعرات الحرارية، ولا يؤدي إلى تراكمها، كما أنه غني بالمواد الغذائية.

لتقوية الأسنان

هو مفيد جدًا لتقوية الأسنان لاحتوائه على نسب عالية من الكالسيوم، الذي يحافظ على الأسنان ويمنع التسوس، ويحمي من أمراض اللثة.

يقوي الدماغ

الكرّاث ضروري لأنه يعزز وظائف الدماغ، ويقلل من فرص الإصابة بمرض الزهايمر.

يحمي من أمراض العيون

الكرّاث من الخضراوات التي لها دور فعّال في حماية العين، حيث يحتوي على مركبات تعمل على حماية أنسجة العين من الأكسدة الضارة خلال تعرضها لأشعة الشمس، ويحمى العين من الإصابة بالأمراض التي قد تصيبها نتيجة للتقدم في العمر.

مفيد لنمو الشعر

الكبريت الموجود في الكرّاث يعمل كمساعد في إنتاج أنسجة الكولاجين الضرورية لنمو الشعر وإعادة النمو، فهو يغذي جذور بصيلات الشعر.

ومن الممكن عمل عصير من الكرّاث وتدليك فروة الرأس به، لمدة ربع ساعة، ثم يغسل جيدًا بالماء والشامبو، ونتائجه مذهلة في تقوية الشعر.

لعلاج نزلات البرد

يخلص الجسم من الأنفلونزا، والالتهابات الفطرية، لاحتوائه على عناصر مضادةٍ للجراثيم والفيروسات، كما له دورٌ فعّال في تنشيط الجهاز التنفسي.

ضروري لصحة البشرة

للكراث أهميةٌ في بقاء البشرة نقية وجميلة، وأكثر شبابًا، فتناول الكرّاث يساعد الجسم على إنتاج الكولاجين الضروري للبشرة والجلد بشكلٍ طبيعي، كما يطهر البشرة من البثور والهالات والحبوب مما يجعلها متألقة وبراقة.

الفوائد الطبية الأخرى للكرّاث

  • بما أن الكرّاث يحتوي على مضاد الأكسدة، فهو يقي من الأمراض السرطانية، وبالأخص المتعلقة بالقولون والثدي والبروستات.
  • يساهم في علاج نزلات البرد والسعال، وفي علاج أمراض الربو والسعال القوي، كما أنه مفيد لطرد البلغم.
  • يقوي ويحفّز عمل المعدة والكلى والأمعاء، كما أنه مفيد لتخفيف آلام وتشنجات المعدة.
  • يقوي العظام ويحميها من الترقق.
  • يعمل كمدر للبول فيخلص الجسم من السموم.
  • يعدل وينظم نسبة السكر في الدم.
  • يحمي بطانة الأوعية الدموية من الإصابة بالجذور الحرة لاحتوائه على الفلافونويد، (وهي مركبات ذات أصل نباتي، وهي المسؤولة عن إعطاء النباتات وثمارها والخضروات المظهر الملون، وهي من مضادة الأكسدة، حيث تعمل على تدمير الجذور الحرة، وتمنع تصلب الشرايين.
  • يحتوي الكرّاث على كمية وافرة من فيتامين (K) الذي يفيد الأنسجة الدموية في الجسم من حدوث النزيف فيها، (ويعتبر هذا الفيتامين أساسي لحدوث عملية تجلط الدم ومنع النزيف، ونقصه يؤدي لحدوث نزيف متكرر، كنزيف اللثة أو نزيف الأنف أو نزيف بعض الجروح).
  • يقوي القدرة الجنسية لدى الرجال، يساعد على مكافحة البرود الجنسي لدى النساء.
  • يعالج العقم حيث يؤكل نيئًا، فقد كان الفراعنة القدماء يستخدمونه لهذا الغرض، وللتداوي من العديد من الأمراض.
  • يقضي على الثآليل والبثرات.
  • يستعمل للبواسير سواء عن طريق الأكل أو كضماد. كما يعالج الشرخ الشرجي إذا استخدم كمرهم ويدهن به المنطقة المصابة.
  • يطهر الجروح ويعقمها، ويقطع نزيف الجروح أيضًا، كما يعالج الخراج والقروح.
  • يحسن الصوت المبحوح نتيجة نزلات البرد.
  • يقوي الأعصاب.
  • يكافح الروماتيزم، وآلام المفاصل، وخاصة إذا تناوله المريض نيئًا.

بعض الطرق لاستخدامه:

لتنقية الوجه

يصنع منه عصير، بوضع حزمة متوسطة منه في الخلاط الكهربائي، بعد تنظيفه جيدًا من الأتربة العالقة به، ويصفى جيدًا، ثم يضاف إليه الحليب، ويشرب منه.

لمعالجة الطفح الجلدي

يصنع منه عصيرًا، ويخلط مع الحليب، بمعدل متجانس، ويمسح به المنطقة المصابة بالطفح الجلدي، أو البقع الحمراء.

 لتخفيف آلام لسعة الحشرات

تفرك المنطقة المصابة بلسعة الحشرات، فتعمل على تخفيف التهيّج الحاصل مكان اللسعات.

لإضفاء اللمعان للشعر البني أو الأسود

وذلك بسلق حزمة صغيرة من الكراث بوضعها في قدرٍ من الماء، ثم يصفى المنقوع، بعد ذلك يغسل الشعر بماء سلق الكراث إما فاترًا أو باردًا، مرةً كلّ أسبوعين أو مرة في الشهر، وكرري هذه العملية لتحصلي على شعرٍ براقٍ ولامع.

يدر اللبن (الحليب) للمرأة المرضعة

حيث يؤكل نيئًا، أو مطبوخًا، ويفضل أن تتناوله المرضعة بعد تناول مشروب النعناع، لإعطاء رائحة محببةٍ لحليب الأم.

لعلاج الخراجات

يضاف دقيق القمح إلى عصير الكرّاث، مع إضافة القليل من السكر، ويصنع منه مرهمًا متجانسًا من المكونات، ثم يوضع على الخراج، مما يساعد على شفاءها في وقت قصير.

للسعال

يخلط الكرّاث مع العسل، ويتناول ملعقة واحدة منه على الريق لمدة ثلاثة أيام، فهو يساعد على القضاء على السعال وتطهير القصبة الهوائية.

للقضاء على ديدان الأمعاء

تهرس جذور الكرّاث ويضاف إليها الحليب، ثم يتم تناولها لعدة أيام، فهي تقضي على الديدان.

طريقة إعداد سلطة الكراث الخضراء

المكونات المطلوبة

  • عدة أعواد من الكُراث.
  • الجرجير.
  • الخس.
  • حبتين من الطماطم (البندورة).
  • حبتين من الفليفلة الخضراء.
  • أوراق الريحان أو النعناع.
  • ملعقتان كبيرتان من الزيت البلدي.
  • عصير نصف ليمونة حامضة.
  • ملح حسب الرغبة.

طريقة العمل

  1. نقطع المكونات قطعًا صغيرة. ونخلط المكونات جيدًا.
  2. نضيف إليها الزيت وعصير الليمون والملح.
  3. يمكن تناول هذه السلطة لوحدها، أو مع أي نوع من اللحوم المشوية.

لهذه السلطة فوائد كثيرة، فهي تحتوي على الفيتامينات، والمعادن بنسب عالية ومن الطبيعة، وتقوي جهاز المناعة.

كيفية حفظ الكرّاث

يحفظ الكراث في الثلاجة لمدة خمسة أيام، ويمكن وضعه في المجمدة (الفريزة)، بعد وضعه في الماء المغلي لمدة خمس دقائق ثم تصفيته، وغسله بالماء البارد، ثم تجفيفه ووضعه في أكياسٍ مغلقة.

أما إذا كان الكراث مطبوخًا، فيمكن حفظه في الثلاجة لمدة يومين فقط.

كيف يستخدم الكرّاث؟

يجب غسل الكرّاث جيدًا قبل أن يُحضر، لوجود بعض الأتربة بين أوراقه، وعند تقطيعه، تخلصي من الأوراق الخضراء القاسية، وأبقي على بعض من الأوراق الخضراء الطرية، لأنها تحتوي على كمية كبيرة من الفوائد للصحّة.

وعند الطهي أضيفي الأوراق الخضراء أولًا، لأنها تحتاج لوقت أطول لكي تطهى، ثم أضيفي الأوراق البيضاء.

يمكن طبخ الكرّاث على البخار أو يمكن قليه، لإعداد الحساء، والعديد من أطباق الدجاج واللحوم، لأن سلق الكرّاث يؤدي إلى فقدان جزء كبير من فيتاميناته.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله