تعلم كيف تتعلم – الدليل المختصر لكورس كورسيرا مع أمثلة

تعلم كيف تتعلم: هو كورس تم إصداره من قبل منصة كورسيرا، والذي حصل على شهرةٍ كبيرةٍ جدًا، فهو يستهدف كيفية إدارة العقل من أجل حفظ المعلومات بشكل أسهل وتحسين الذاكرة ومحاربة التسويف.

منصة كورسيرا هي شركة تقدم العديد من الكورسات التي يتم تدريسها على يد خبراء من جامعات شهيرة. أُحْدِثَتْ هذه المنصة بواسطة مدرسين من جامعة ليلند ستانفورد جونيور والتي تعرف بستانفورد – Stanford University.

إنَّ كورس تعلم كيف تتعلم هو مقدم من جامعة ماكماستر (McMaster) وجامعة كاليفورنيا سان دييغو (California San Diego)، ويدرس من قبل الدكتور تيرينس سيجنوفسكي (خبير في العلوم العصبية الحاسوبية) والدكتورة باربرا أوكلي (أستاذة في هندسة النظم في جامعة اوكلاند وجامعة ماك ماستر).

يقدم الكورس بلغات مختلفة منها: الإنكليزية والعربية والفرنسية والإسبانية وغير ذلك. سنقدم لك مختصر الكورس بطريقة بسيطة لكي يكون مرجع شامل لك.

ما هو كورس تعلم كيف تتعلم؟

هو عبارة عن 15 ساعة تدريس مقسمة إلى 9 ساعات محتوى تعليمي، 6 ساعات تدور حول مقابلات مع أشهر المتخصصين في الذاكرة.

يشمل الكورس أهداف ونقاط محددة والتي سنتحدث عنها بشكل تفصيلي وهي:

1 – ما هو التعلم؟

تنويه: هل تعلم أنَّ دماغ الإنسان يحتوي على 100 مليار خلية عصبية و100 ترليون وصلة عصبية!

إنَّ هذا الكم الهائل من الوصلات العصبية يتيح للإنسان القدرة على تخزين عدد كبير جدًا من المعلومات.

ينقسم التعلم إلى قسمين، الأول: نمط التركيز، والثاني: نمط التشتت. إليك التفصيل التالي:

1 – نمط التركيز

معظم الأشخاص قد يكون لديهم إدراك لهذا الجزء من التعلم؛ فهو متَّبع عند جميع الأشخاص، وهو مستخدم عند التركيز بأمر محدد، على سبيل المثال: حل مسألة علمية، كالرياضيات أو الفيزياء أو الكيمياء.

عند حل المسألة يكون الدماغ مركز بشكل كامل في المعادلات وكيفية طرق الحل، وهذا ما فسر تسميته بنمط التركيز.

2 – نمط التشتت

هذا النمط يختلف عن التركيز بأنَّ العقل يكون مشتت ولا يستخدم كامل تركيزه، أي لن تكون متحكم في الفكرة التي تطرحها للدماغ، على سبيل المثال: عند الذهاب إلى النوم قد يراود معظم الأشخاص أفكار معينة وقد تكون عبقرية، وهي نتيجة فكرة تم طرحها بشكل مسبق في الدماغ، ويبدأ الدماغ بنقلها بين الوصلات العصبية بشكل عشوائي.

معظم الأشخاص قد لا تستغل هذه الأفكار، لذا ينصح بتوين أي فكرة تجدها مهمة، لأنَّك باليوم التالي حتمًا ستنسى ولن تستطيع الاستفادة منها؛ فلابد من وجود دفتر ملاحظات بجانب سريرك.

هذا النمط كان مستخدم من قبل أبرز الشخصيات العبقرية، على سبيل المثال: توماس إديسون الذي اخترع العديد من الأشياء العبقرية كالمصباح الكهربائي المتوهج وغير ذلك، والرسام الشهير سالفادور دالي.

عندما نتعلم شيء محدد يحدث ارتباط لخليتين عبر وصلة واحدة، لكن بدايةً تكون هذه الوصلة ضعيفة بعض الشيء وتحتاج إلى تقوية، وهنا ننتقل إلى النقطة الثانية من الكورس وهي الذاكرة.

2 – أنواع الذاكرة

إنَّ حجم ذاكرة الإنسان قد تصل حوالي 2.5 تيرا بايت. تُعرف الذاكرة بأنَّها تنقسم إلى قسمين، هما: الذاكرة المؤقتة والذاكرة الدائمة، إليك التفصيل:

1 – الذاكرة المؤقتة

لا يتم من خلال هذه الذاكرة تخزين المعلومات على المدى البعيد، لذلك تسمى أيضًا بالذاكرة قصيرة المدى. من المعروف سابقًا أنَّ الذاكرة المؤقتة يمكنها حفظ من 5 – 9 قطع من المعلومات، لكن الدكتورة باربرا أوكلي (Barbara Oakley)، أوضحت أنَّ الإنسان قادر على تخزين 4 قطع فقط.

فإنْ كنت تريد حفظ معلومات على الذاكرة المؤقتة، يجب عليك إزالة المعلومات السابقة وتخزين معلومات جديدة، وهكذا.

2 – الذاكرة الدائمة

عندما تريد إزالة المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى أو المؤقتة، هناك طريقتين: إمَّا إزالتها بشكل كامل من دماغك، أو نقلها إلى الذاكرة الدائمة، وذلك باستخدام عدة أساليب، وهنا ننتقل إلى النقطة الثالثة من الكورس، وهي الحيل المستخدمة لتحسين الذاكرة.

3 – حيل لتحسين وتعزيز الذاكرة

من الأشياء المهمة جدًا، والتي يتضمنها الكورس هي الحيل المستخدمة من أجل تحسين الذاكرة، ومساعدتك على حفظ المعلومات بشكل أسهل، وذلك يشمل 5 طرق مختلفة، كالتالي:

1 – ربط المعلومات بالصور

إنَّ ربط المعلومة بصورة مضحكة أو مبالغ بها قد يساعد على الحفظ بشكل أسهل وأسرع، على سبيل المثال: إذا كان لديك مجموعة من الأصدقاء وطرحوا عليك صفات خاصة بكل شخص وطلبوا منك حفظها، حينها يمكن أن تربط كل صفة بشيء مضحك، كصفة الغاضب بصورة الرعد، وصفة الهادئ بصورة العجوز، وهكذا.

يمكنك ربط أي شيء تجده مبالغ به أو مضحك بالنسبة لك. يعد هذا الأسلوب من إحدى الأساليب التي يمكنها أن تخترق نظام الذاكرة لديك، لأنَّ تشغيل حاسة السمع والكلام والرؤية سيزيد من سهولة حفظ المعلومات.

2 – التلحين

القصد من هذا الأسلوب، تلحن جملة محددة لكي ترددها بصورة أغنية، وإليك دليل على أنَّ هذا الأسلوب فعال: عندما تستمع لبداية أغنية ستجد نفسك تتذكرها بسبب اللحن.

يمكن أيضًا أن تختبر شيء آخر لتتأكد من صحة هذا الأسلوب، وهو: جرب أن تردد كلمات أغنية محددة على صورة كلمات عادية دون أي لحن ستجد صعوبة في تذكر الكلمات، حينها ستلجأ إلى إعادة كلمات الأغنية من جديد، لكن مع اللحن، أي كما معتاد عليها، وذلك لمساعدة نفسك على تذكرها.

إذا قمت بتجربة تلك الأشياء ستجد مدى فاعليتها في تحسين وتعزيز الذاكرة لديك.

3 – صنع كلمة أو جملة

في هذا الأسلوب يتم أخذ أول حرف من أول الكلمة وثاني حرف من ثاني كلمة، وهكذا، حتى تصنع كلمة أو جملة محددة، لتساعدك على استعادة الكلمات أو الجمل من ذاكرتك.

4 – استراتيجية التقطيع

هذه الاستراتيجية تعتمد على تقطيع شيء محدد إلى عدة أقسام، على سبيل المثال: تقطيع جملة كبيرة إلى عدة جمل أو تقطيع رقم مؤلف من 10 – 12 رقم أو أكثر إلى عدة قطع، للتوضيح أكثر:

نفترض أنك تريد حفظ هذا الرقم: 365966256111 عندما ترى هذا الرقم ككتلة واحدة ستجد صعوبة في حفظه وعلى الأرجح لن تتمكن من حفظ إلا أول 4 – 5 أرقام فقط، لكن إذا استخدمنا استراتيجية التقطيع فالرقم يصبح كالتالي: 365  966 256 111

ستجد حفظ كل قطعة على حدة أسهل من حفظ الرقم كقطعة واحدة.

5 – التكرار المتباعد

يقصد بالتكرار المتباعد، أي تكرار المعلومة بشكل متكرر ولكن ليس بنفس اللحظة أو بنفس الجلسة، بل تكرارها على عدة أيام، للتوضيح:

إذا افترضنا أنَّ تخزين الجملة ضمن الذاكرة الدائمة يحتاج إلى ساعة كاملة؛ وباستخدام التكرار المتباعد، أنت بحاجة إلى تكرارها على سبيل المثال 10 دقائق يوميًا، وبالتالي تكرارها 6 أيام، أمَّا تكرارها ساعة كاملة بنفس اليوم لن يحدث أي نتيجة.

الأمر مشابه لبناء العضلات؛ فإنَّ التمرين حوالي 6 ساعات في نفس اليوم لن يحرز أي نتائج، لكن التمرين ساعة يوميًا ولمدة 6 أيام، بالطبع سيحرز نتائج فعالة.

4 – التخلص من التسويف

التسويف هو شيء يحصل في الدماغ يسبب الكسل وطرد المشاريع المهمة التي تريد القيام بها، أي عندما تخطط أن تذاكر مادة فحصية أو أن تبدأ بعمل مهم، الشيء الذي يحصل في الدماغ حين ذلك هو الشعور بالألم والصداع نتيجة جهد وكبر المهمة.

لذلك يبدأ الجسم حينها بطرح فكرة بسيطة ومسلية بشكل مؤقت لعلاج هذا الألم، على سبيل المثال:

الأمر الذي يحدث حينما تريد القيام بعمل مهم، هو اقتراحك بمباشرة العمل أو الدراسة بعد أن تشاهد حلقة من مسلسل تفضله أو بعد تناولك الطعام، وجميعنا ندرك تمامًا ماذا يحدث بعد ذلك؟

الشرح السابق هو لمحة سريعة عن التسويف، والحل لعلاج ذلك يعتمد على اتَّباع بعض الطرق التالية:

1 – التحدث مع النفس بصوت مرتفع

يجب أن تتحدث مع نفسك بصوت مرتفع، كأن تقول بطريقة مشددة (يجب أنْ أبدأ دون أي كسل)، هذا الأسلوب يقدم نتائج فعالة أكثر مقارنةً بالتحدث مع النفس بصورة داخلية، لأنَّ الصوت المرتفع ينبه العقل بطريقة أكبر ويساعده على تنفيذ الفكرة.

2 – التركيز على الوقت

كما ذكرنا سابقًا عندما تريد البدء في عمل هام، كالبدء بدراسة مادة فحصية أو أي شيء ذو أهمية، يبدأ الدماغ يشعر بالألم، فالحل هو التركيز على الوقت وليس على الكم، أي يجب أن تذاكر لساعة واحدة على الأقل دون أن تفكر في المادة ككل، حينها سيجد دماغك سهولة في تنفيذ ذلك بالمقارنة مع تنفيذ المهمة بصورة كاملة.

وكما يقول جميع العلماء والفلاسفة “فقط ابدأ”، فبهذا الأسلوب ستساعد نفسك بشكل كبير على محاربة التسويف.

3 – البدء بالأشياء السهلة

إذا كان على عاتقك أشياء عديدة، حينها يجب أن تبدأ بالأسهل والشيء المحبب لك، ذلك يساعدك على الخطوة الأولى والأهم وهي البدء.

4 – تجنب كل ما يلهيك

 إذا كان هناك شيء أو عدة أشياء تجدها تسبب لك اللهو والانشغال الشديد عن المهام المترتبة عليك، حينها يجب إقماع نفسك بأنْ تتجنبها عن طريق عزلها عن ناظريك أو وضعها في أماكن تصعب عليك اطالتها، على سبيل المثال:

الهاتف المحمول، فهو أكثر الأشياء التي تتسبب في تشتيت العقل؛ فهو أكثر أداة إلهاء على الإطلاق. إنْ كنت تجد صعوبة في السيطرة على نفسك، يمكنك إغلاقه ووضعه عند أحد الوالدين، أو يمكن أيضًا تفريغه من الشحن دون اللجوء إلى إعادة شحنه، قد يساعدك ذلك على إزاحته عن طريق هدفك والبدء في مهامك الخاصة.

5 – المكافأة

يجب أن تكافئ نفسك بشيء أنت تفضله، لكن بعد إنجازك للمهام التي يجب عليك القيام بها، وهذا أسلوب مهم جدًا وتحفيزي بامتياز، كما أنَّه يزيد من نسبة السعادة بشكل أكثر مقارنةً بتنفيز المكافأة قبل تنفيذ مهامك، فحينها لن تسمى مكافأة، وعند تنفيذها قبل إتمام المهام سيراودك الشعور بتأنيب الضمير. أسلوب جميل وفعال جدًا في محاربة التسويف.

كلمة أخيرة

إنَّ تعلم كيف تتعلم، هو بالفعل من الكورسات المهمة جدًا وفكرة عبقرية للغاية، لأنَّ العديد من الأشخاص غير مدركين أساسيات التعلم، لذا ينصح بمشاهدة الكورس أو أن تبدأ بتنفيذ الخطوات التي هي اختصار للكورس.

قد يكون لديك معرفة مسبقة ببعض الطرق المذكورة، لكن على الأرجح لم تبدأ بها ولم تقم بتجربتها حتى الآن، فلذلك يجب أن تبدأ بها، ولن يأخذ تجربتها وقتًا طويلاً، فقط عليك البدء واكتشاف مدى تأثيرها بنفسك.

للتسجيل بالكورس اضغط هنا.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله