كسل العين أو الغمش Amblyopia … عندما يختار الدماغ العين القوية ويتخلى عن الضعيفة

حتى تحدث الرؤية يجب أن تعمل العيون والدماغ معًا فتقوم الشبكية بإرسال إشارات عصبية إلى العصب البصري والذي ينقلها بدوره إلى الدماغ حيث يتم استقبال هذه الإشارات وتترجم على أنها ما تراه، ويحدث كسل العين عندما تكون عين أضعف من أخرى وبالتالي يتخلى الدماغ عن عملها ويفضل العين الأقوى.

كسل العين أو الغمش إنها مشكلة تصيب عين واحدة لدى الطفل ولكن للأسف قد لا يدرك ذلك وأنت أيضًا قد لا تلاحظ الأمر، والخطورة تكمن في تهديد الرؤية بشكل دائم وفي أن العلاج يصبح صعب عندما لا تتم متابعة الحالة من البداية، لذا إليك كل ما يخص كسل العين

كسل العين أو الغمش Amblyopia

كسل العين أو الغمش Amblyopia

الغمش أو العين الكسولة هي حالة ضعف الروية التي تحدث في عين واحدة نتيجة لتطور العصب البصري بطريقة غير طبيعية في سن مبكرة، وغالبًا ما تترافق مع حالة من الحول أو عدم تنسيق في العين الكسولة.

عندما يعاني الشخص من الغمش فإن الصورة التي تصل إلى الدماغ من إحدى العينين تكون غير واضحة وبالتالي يتجاهلها الدماغ أي أنه يتجاهل العين المصابة وهذا الأمر يسبب ضمور وتطور متأخر في الأعصاب البصرية للعين المصابة مؤثر سلبًا على الرؤية بشكل كامل.

عادةً تتطور حالة الغمش منذ ولادة الطفل وحتى سن الـ 7 سنوات، وكسل العين يعتبر السبب الرئيسي لضعف الروية عند الأطفال وفي حالات نادرة تؤثر حالة العين الكسولة على كلتا العينين، الغمش يصيب حوالي 2% من الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية وهو من أهم أسباب العمى الجزئي والكلي في عين واحدة.

كل من التشخيص والعلاج المبكر يمكن أن يساعدا في وضع الحالة تحت السيطرة وعلاجها بشكل كامل والوقاية من المخاطر والمضاعفات على المدى القريب والبعيد، وعادة ما يتم التصحيح من خلال الاعتماد على النظارات وتغطية العين السليمة.

إن إطلاق مصطلح “العين الكسولة أو كسل العين ” يمكن أن يكون مضلل! وذلك لأن المشكلة لا تكمن في العين وإنما تكمن في تطور العصب الذي يصل بين العين والدماغ ويؤدي إلى تشوه الرؤية وجعلها غير واضحة وبدوره الدماغ يتجاهل تلك العين وهذا التجاهل يؤدي إلى المزيد من الضمور في الأعصاب البصرية.

قد يهمك: بحث حول العين والضوء والرؤية … لننظر إلى العين وعملية الرؤية عن قرب وبشكل أوضح


أعراض كسل العين \ أعراض الغمش

أعراض كسل العين أعراض الغمش

في كثير من الأحيان يواجه الآباء والأطفال صعوبة في التعرف على حالة كسل العين (الغمش) Amblyopia وذلك لأن هذه الحالة تتطور في عين واحدة، ويتعامل الدماغ معها بالتنسيق مع العين الأخرى ويتجاهل العين المصابة.

لذا بشكل عام فإن الفحص الدوري والمنتظم للعيون يعتبر الأساس الذي يضمن الكشف المبكر عن الحالة وعلاجها، لأن العلاج في بداية الحالة يضمن الشفاء الكامل لها في معظم الحالات، ولكن بعد عمر معين يصبح العلاج أقل فاعلية.

أما عن الأعراض التي من الممكن أن تظهر على الطفل في حالة كسل العين فهي:

  • تتم الرؤية وفهم الأبعاد في الدماغ عن طريق التنسيق بين الصورة الآتية من كلتا العينين ولكن في حالة الغمش يكون هناك صورة واحدة وبالتالي يعاني الطفل من عدم القدرة على إدراك المسافات وبالتالي فإنه يميل للاصطدام بالأشياء وبشكل خاص من جهة واحدة.
  • الأمر ذاته ينطبق مع الرؤية ثلاثية الأبعاد والتي تعتمد على تراكب الصورتين من العينين وبالتالي يمكن أن يعاني الطفل من ضعف في إدراك العمق.
  • في بعض الأحيان لا يتجاهل الدماغ العين المصابة بالكامل فيعاني من خلل في إدراك الصورة ويعاني الطفل من الرؤية المزدوجة.
  • يمكن أن تبدو العين كما لو كانت لا تعمل مع العين الأخرى ومن هنا جاءت تسمية كسل العين
  • حول في العينين وعدم التنسيق بينهما.
  • يمكن أن يشكو الطفل من عدم الرؤية في إحدى العينين، وكذلك يمكن أن يعمد إلى فرك العيون في كثير من الأحيان.
  • المعاناة من مشاكل في القراءة والكتابة والقيام بالمهمات التي تحتاج إلى التركيز.
  • ضعف التنسيق بين حركة اليد والعين.
  • تكرر حركات غير عادية في العين أهمها الخفقان أو التشنج أو الوميض…

في حال كان طفلك صغير ولا يمكن له أن يقوم بوصف جودة بصره فعليك القيام بفحص عينيه بنفسك عن طريق تغطية كل عين على حدى بيدك أنت، فقد يبدي الطفل اعتراض على تغطية العين السليمة وفي المقابل لا يمانع بتغطية العين المصابة، وبالتالي في حال عمد إلى دفع يدك بعيدًا عن عين دون العين الأخرى فهذا يمكن أن يشير إلى أن هناك عين أضعف.

مضاعفات كسل العين

في حال عدم تشخيص الحالة في وقت مبكر وفي حال عدم متابعة علاجها فيمكن أن تتسبب في العمى الجزئي أو الكلي وبشكل دائم.

متى تجب استشارة الطبيب؟

في معظم الحالات يتم الكشف عن كسل العين خلال الفحص الدوري للعيون حتى قبل أن يدرك الآباء أن طفلهم يعاني من مشكلة ما!

وبالتالي في حال كنت قلق حول رؤية طفلك وصحة بصره فيجب إجراء فحص دوري وبشكل خاص بعد عمر الـ 3 سنوات، وذلك لأن علاج كسل العين يصبح صعب بعد عمر 8 سنوات وبالتالي تعتبر مهمة الفحص المنتظم مسؤولية وخاصة بين عمر 3 حتى 7 سنوات.

بشكل عام فإن جميع الأطفال حديثي الولادة في المملكة المتحدة يخضعون لاختبار العين في الأيام الأولى وبعدها في الأشهر الأولى، وذلك ليس فقط للبحث حول الغمش وإنما للبحث حول مختلف مشاكل البصر مثل: إعتام عدسة العين – الحول – الماء الزرقاء وغيرها… في المقابل حالات مثل: الحول – قصر البصر – مد البصر… قد لا تتطور قبل بضع سنوات من عمر الطفل.

وإلى جانب الفحص المنتظم لعيون الطفل يجب الحصول على استشارة فورية عند ملاحظة أي من أعراض كسل العين وفي حال كان هناك تاريخ عائلي مع حالة الغمش فتزداد أهمية المتابعة والفحص الدوري.


أسباب كسل العين أو الغمش Amblyopia

أسباب كسل العين أو الغمش Amblyopia

إن العيون تعمل مثل الكاميرات بحيث أن الضوء يمر من خلال عدسة كل عين إلى أن يصل إلى طبقة من الأنسجة الحساسة الموجودة في الجزء الخلفي من العين تسمى الشبكية، تضم الشبكية أعصاب حسية بصرية تعمل على ترجمة الصور إلى إشارات عصبية تُرسل إلى الدماغ.

وهنا يأتي دور الدماغ فهو يعمل على جمع الإشارات الآتية من كل عين وتحويلها إلى صورة ثلاثية الأبعاد بحيث تتم عملية الإدراك.

في حالة العين الكسولة فلا يتم الاتصال ما بين العين والدماغ بشكل صحيح، ونتيجة لذلك لا يتم تطوير هذه المسارات بشكل قوي فهي تحتاج لأن تعمل حتى يتم بناء تلك الروابط.

وعادة ما يتم تطور الروابط بين العين والدماغ خلال السنوات الـ 8 الأولى من عمر الطفل وهنا تكمن أهمية العلاج في بداية الحالة وفي سن صغير.

أما عن السبب خلف حالة القصور هذه فيمكن أن يكون:

  • انخفاض كمية الضوء التي تدخل إلى العين.
  • انخفاض في تركيز العين.
  • حول العيون بحيث يحدث ارتباك في البصر ينتج عنه صورتين مختلفتين بين العينين يقوم الدماغ بترجيح واحدة منهما ويتجاهل الأخرى.
  • مشاكل في البصر مثل قصر البصر أو مد البصر أو ضبابية الرؤية وذلك في عين واحدة أو في عين أكثر من العين الثانية.
  • العوامل الوراثية.
  • حالة إعتام عدسة العين التي يمكن أن يولد الأطفال معها بحيث تكون العدسة الشفافة غائمة، وهذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى منع الرؤية أو الحد من تطورها بشكل سليم.
  • تدلي الجفن يمكن أن يؤدي إلى إعاقة الرؤية ما يدفع الدماغ لتجاهلها فيحدث الغمش.
  • إصابة إحدى العينين بضربة أو صدمة.
  • نقص في الفيتامين A.
  • معاناة القرنية من قرحة أو ندبة.
  • الخضوع لجراحة في العين.
  • ارتفاع ضغط العين والذي يمكن أن يؤدي إلى العديد من مشاكل الرؤية من ضمنها كسل العيل وحتى العمى.

من هم الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالغمش؟

يمكن أن يكون هناك أطفال عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بالغمش وذلك في حالات:

  • الولادة المبكرة بحيث يكون الطفل قد ولد قبل أوانه.
  • في حال كان الطفل عند الولادة أصغر وأضعف من المتوسط.
  • وجود تاريخ عائلي مع كسل العين أو مشاكل العين الأخرى.
  • في حال كان الطفل يعاني من إعاقة في النمو.

علاج الغمش كسل العين

علاج الغمش كسل العين

عادة يتم تصحيح الغمش بتحفيز العين المصابة أي بجعل الطفل يعتمد على عينه الأضعف وذلك عن طريق تغطية العين السليمة برقعة لتحفيز العين المصابة واستعادة نشاطها، وفي بعض الحالات يتم الاعتماد على الأدوية وقطرات العين وفي حالات أخرى ينصح الطبيب بالجراحة.

بشكل عام فإن علاج كسل العين يمكن أن يستغرق مدة تتراوح بين عدة أسابيع حتى عدة أشهر، وبمجرد أن تتحسن العين الضعيفة يمكن للطفل أن يرتدي الرقعة بشكل جزئي لحمايتها من أن تضعف مرة أخرى خلال السنوات القليلة التي تلي العلاج.

1 – اختيار وارتداء رقعة العين

يجب على رقعة العين أن تكون مريحة ولكن بشرط أن تبقى ثابتة مكانها بحيث لا يمكن للطفل حتى رؤية حوافها من الداخل، وتتوفر الرقع اللاصقة في الصيدليات والتي يتم تثبيتها على الجلد المحيط بالعين ويجب تجنب الاعتماد على رقع العين التي تثبت بخيط حول رأس الطفل لأنه من السهل عليه إزالتها.

2 – يجب منع الطفل من إزالة الرقعة

الأطفال لا يحبون حجب عينهم القوية ولكن مع الأسف فأنت بحاجة للقيام بذلك لأجل مساعدة طفلك لاستعادة قوة عينه وبخلاف هذا الأمر لن ينجح العلاج، لذا حاول أن تشتت انتباه الطفل عن الرقعة أو امنحه مكافئة لأنه يرتدي الرقعة ولا يزيلها.

يمكن أن يحتاج إلى بعض الوقت حتى يعتاد على الرقعة بحيث يصبح الأمر أسهل وأسهل إلى جانب تقوية العين الضعيفة بشكل تدريجي واستعادة الرؤية الصحيحة فيها.

3 – اشرح لطفلك مدى أهمية الأمر

لأن الأطفال في سن صغير لا يحبون ارتداء رقعة العين عليك محاولة شرح أهميتها لهم في العلاج وأنها مؤقتة وبدونها لا يمكن أن تعود رؤيتهم إلى طبيعتها، كذلك عليك طمأنتهم وإخبارهم أن هناك الكثيرين يرتدونها ونجحوا في العلاج.

كما يمكنك الاعتماد على الدمى بحيث تدرب طفلك على جعل دميته ترتدي رقعة العين ولا يزيلها أبدًا، كذلك اشرح أمر الرقعة للمعلم واطلب منه أن يثني على طفلك لأنه يرتدي هذه الرقعة، فللتعليقات الإيجابية من المعلم تأثير كبير على الطفل.

4 – أمور في غاية الأهمية

  • في بعض الحالات يمكن لارتداء الرقعة لمدة طويلة أو استخدام القطرات أن يؤثر على العين السليمة وبالتالي لا بد من الحفاظ على مواعيد زيارة الطبيب بانتظام ودقة.
  • كما يمكن أن تسبب الرقعة تحسس أو تهيج في البشرة المثبتة عليها لذا جرب نوع أو حجم آخر للرقعة.
  • يمكن أن يعاني طفلك في البداية مع نظره الضعيف في العين المصابة لذا انتبه إليه وكن حذرًا عندما يصعد على السلم أو خلال اللعب وغيرها…

ليس فقط مع الغمش ولكن لأجل حماية بصر طفلك لا بد من الالتزام بفحص العيون الدوري وعدم تجاهل الأمر فالمشاكل الكبيرة تبدأ صغيرة ولكن تركها وتأخير علاجها يفاقم الأمر ويجعل النتيجة أكثر خطورة.


المزيد حول صحة العين:

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله