إزالة الشعر بالليزر – كل ما تحتاج إلى معرفته

إزالة الشعر ليست بدعة حديثة. ففي مصر القديمة، اعتادت النساء على إزالة شعر أجسامهن بالكامل (بما في ذلك المناطق الحميمة)، حيث يعتبر الجسم الخالي من الشعر مثالًا للجمال، ولهذا الأمر، لجأت النساء إلى عجينة مصنوعة من السكر والماء والليمون، أو تتكون من الزيت والعسل، على غرار الشمع الذي نستخدمه الآن.

وقبل بضع سنوات، كان التخلص من الشعر غير المرغوب فيه بشكل دائم مجرد حلم، حيث كان من الضروري اللجوء بانتظام إلى أساليب مثل الشمع أو الشفرات. لكن هذه الأساليب، رغم أنها لا تزال تستخدم لأنها رخيصة وسهلة، لها عيوبها. فاستخدام الشفرة يجعل الشعر ينمو بسرعة كبيرة، كما أن البعض لديهم مشكلة إضافية هي أن بشرتهم تصبح متهيجة عندما يتم استخدام الشمع لإزالة الشعر (وخاصة من المناطق الأكثر حساسية) وقد يعاني البعض من الاحمرار والبثور.

في هذه الحالات، قد يكون الحل أن تختار إزالة الشعر بالليزر، وهي تكنولوجيا تم تطويرها في الثمانينات وتستخدم الأن على نطاقٍ واسع، ومن خلالها، ستكون قادرًا على نسيان الشعر لفترات طويلة من الزمن.

الهدف من هذه التقنية هو تدمير الخلايا التي تولد الشعر، وبهذه الطريقة، تأخير نمو الجريبات. ومع ذلك، إذا كان ما تريده هو القضاء نهائيًا على الشعر، فإن ذلك سيعتمد على العوامل الهرمونية وعمر المريض ودرجة تصبغ الشعر والمنطقة المراد علاجها.

إزالة الشعر بالليزر

آلية إزالة الشعر بالليزر

جهاز الليزر هو الجهاز الذي يطلق شعاع من الضوء الساطع أحادي اللون يمكن السيطرة عليه، ومن خلاله يتم تطبيق كمية كبيرة من الطاقة على جزء محدد من الجلد. يتم امتصاص هذا الضوء من قبل الميلانين الموجود في الشعر، مما يتسبب في تسخين الخلايا الموجودة في الشعر والتي تم تدميرها، وبهذه الطريقة، يتم إزالة الشعر.

الميلانين هو المادة الطبيعية المسؤولة عن تلوين بصيلات الشعر، ولكن الجلد يحتوي أيضًا على الميلانين، لذلك يتم تعديل أجهزة الليزر المستخدمة لإزالة الشعر بحيث ينبعث منها ضوء ذو طول موجي مناسب ليتم امتصاصه من الميلانين الموجود في بصيلات الشعر دون الإضرار بالجلد المحيط. عندما يمتص الميلانين الطاقة الضوئية، فإنه يحولها إلى طاقة حرارية، والحرارة الناتجة هي ما يؤخر نمو الجريبات. يتم قياس الطول الموجي لليزر بوحدة تسمى النانومتر (Nm)، وتلك التي تستخدم عادة لإزالة الشعر تكون بين 700 و 1400 نانومتر.

كيف تكون جلسة إزالة الشعر بالليزر

خلال جلسة إزالة الشعر بالليزر، ستشعر بالحرقة مع كل نبضة ضوئية، والتي يمكن أن تكون مزعجة للغاية في الجلستين أو الثلاث جلسات الأولى (اعتمادًا على تحملك للألم والمنطقة المراد علاجها)، ولكنها تخف في الجلسات بعد ذلك، خاصة إذا كان الجهاز يشتمل على نظام تبريد يبرد الجلد.

تستمر الجلسة بضع دقائق فقط (على الرغم من أنها يمكن أن تصل إلى ساعة في حالة مناطق الجسد الواسعة، مثل الساقين)، وفي نهاية، سيكون لون الجلد أحمر قليلًا، ثم يستعيد لونه الطبيعي بعد حوالي نصف ساعة، في بعض الحالات، يستمر الاحمرار لمدة 24-48 ساعة. وبعد بضعة أيام يمكنك أن ترى كيف يتساقط الشعر الميت.

قد يعاني بعض المرضى من ظهور علامات أو ندبات والتي يمكن علاجها عن طريق تطبيق كريم مضاد حيوي في المنطقة.

في بداية العلاج، يتم تكرار جلسات إزالة الشعر مع فاصل زمني بينها يقدر بحوالي ستة أسابيع لشعر الوجه، وبين شهرين أو ثلاثة أشهر لمناطق الجسم. وفي وقت لاحق، وهذا يتوقف على المريض وعوامل محددة (مثل نوع البشرة والشعر والاستجابة للعلاج)، يتم زيادة الفترة الفاصلة بين الجلسات حسب تقدير الطبيب المشرف.

من يستطيع أن يخضع لإزالة الشعر بالليزر؟

إزالة الشعر بالليزر ليست فقط للنساء، فالرجال غالبًا ما يستخدمون طريقة إزالة الشعر هذه بفضل مزاياها الهائلة.

الهدف من استخدام الليزر هو استهداف الميلانين الموجود في بصيلات الشعر، وكلما زاد تركيز الميلانين أكبر، كلما كان العلاج أكثر فعالية. لهذا السبب، لا يمكن إزالة الشعر الرمادي أو الشعر سيئ التصبغ أو في حال نقص الميلانين أو عدم وجود تركيز كاف منه. لذلك، إذا كان شعرك أشقر أو أحمر، فمن غير المستحسن محاولة إزالة الشعر بالليزر لأنه في الوقت الحاضر لا توجد التكنولوجيا المتاحة التي تضمن فعالية هذا العلاج.

وثمة عامل آخر، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى فشل معدات الليزر هو نوعية بشرة المريض. فالميلانين أيضًا مسؤول عن لون بشرتنا، وهذا يعني أن البشرة الأكثر قتامة تحتوي على المزيد من الميلانين، وهذا يجعل الشخص في خطر أكبر لحدوث أضرار ناجمة عن ارتفاع درجة الحرارة بسبب تطبيق الليزر على سطح الجلد.

بالإضافة إلى ذلك، لا ينبغي أن يتم إجراء هذا النوع من إزالة الشعر على البشرة التي تعرضت مؤخرًا لأشعة الشمس أو تعاني من حروق الشمس.

إذًا، المرشحون المثاليون لإزالة الشعر بالليزر هم الأشخاص الذين لديهم بشرة صافية وشعر داكن وكثيف، ومع ذلك، هناك معدات جديدة يمكن استخدامها على البشرة الداكنة قليلًا، لذا استشر خبيرًا لتحديد النظام الأنسب لك.

إزالة الشعر بالليزر هو إجراء مناسب للرجال والنساء، ولكن الأندروجينات (الهرمونات الذكرية) تتداخل مع العلاج لأنها تسبب نمو الشعر من بصيلات الشعر في مرحلة الراحة، لذلك فإن جميع الرجال والنساء ممن يعانون من اضطرابات هرمونية، عادة ما تكون هناك حاجة إلى مزيد من الجلسات.

المناطق التي يمكن إزالة الشعر منها بالليزر

إزالة الشعر بالليزر يمكن أن يساعد في إزالة الشعر من على والجسم كله، إلا الحافة السفلى من الحاجبين لأن ذلك يمكن أن يؤثر على مقلة العين.

ومع ذلك، يكون الليزر أكثر فعالية في أجزاء معينة من الجسم. عند النساء على سبيل المثال، الإبطين والساقين هي المناطق الأفضل، كما أن منطقة الوجه تكون أكثر مقاومة للعلاج لأنها تحتوي على كثافة جريبات عالية والشعر يكون أرق بكثير (يمتص الشعر الكثيف المزيد من الطاقة). بالإضافة إلى ذلك، من الشائع جدًا إعادة تنشيط الشعر الجديد في مناطق مثل عظام الخد أو الذقن.

ترتبط فعالية الليزر على المدى الطويل مع بعض التغيرات الهرمونية والفسيولوجية لدى المريض، وخاصةً في مناطق الوجه والمناطق والتي تعتمد على الأندروجين، لا يمكن اعتبار إزالة الشعر دائمً في هذه المناطق، وذلك لأن هناك العديد من البصيلات البدائية في حالة الراحة، والتي يمكن أن تتطور في المستقبل، وبالتالي فإن المريض سوف يحتاج جلسات إزالة جديدة، ولكن في أوقات متباعدة.

عندما تكون المنطقة ذات كثافة عالية بالشعر، قد يتطلب الأمر عددًا أكبر من الجلسات نظرًا لأنه يجب استخدام طاقة أقل لأن تسخين كمية كبيرة من الشعر يمكن أن يضر بالجلد ويسبب تهيج.

مزايا وعيوب إزالة الشعر بالليزر

مزايا إزالة الشعر بالليزر هي بدون أدنى شك طريقة سريعة وآمنة، فهي تحافظ على البشرة خالة من الشعر لفترة طويلة (وفي كثير من الأحيان بشكلٍ دائم) وتسمح مناطق واسعة من الجسم

بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام هذا الطريقة أيضًا في تطبيقات طبية أخرى، وقد استفاد من هذه التقنية المرضى الذين يعانون من أمراض مثل التهاب الغدد الكاذبة أو الشعرانية أو أولئك الذين يحتاجون إلى إزالة الطعوم الجلدية.

ومع ذلك، يجب ألا يغيب عن بالنا حقيقة أن إزالة الشعر بالليزر لها بعض السلبيات:

الانزعاج والحروق

عندما تقوم بتطبيق الليزر فمن الطبيعي أن تشعر بالحرقة أو التهيج، خلال الجلسات الأولى (عندما يكون الشعر كثيرًا)، عادة ما تكون العملية مزعجة جدًا، خاصة إذا كنت تحلق المنطقة حيث يكون الجلد حساسًا بشكل خاص. أنظمة التبريد التي تدمج مع بعض المعدات تقلل من الألم كثيرًا. ولكن على أي حال، إزالة الشعر بالشمع ليس أمرًا لطيفًا، وإزالة الشعر بالليزر لها ميزة أن نمو الشعر يتأخر كثيرًا وأن الجلسات تكون متباعدة بشكل متزايد.

يمكنك استشارة الطبيب حول إمكانية استخدام كريم مخدر إذا كانت المنطقة المراد علاجها حساسة جدًا أو ذات كثافة جريبية عالية.

وكما هو الحال مع العلاجات التجميلية الأخرى، تستمر تقنية إزالة الشعر بالليزر في التطور، وخلال السنوات القليلة الماضية، ظهر ليزر جديد يسمى Vectus، والذي بالإضافة إلى كونه أكثر فعالية لقدرته على التخلص من الشعر في جلسة الواحدة، يكون مثالي للمناطق الكبيرة مثل الساقين، فهو غير مؤلم من الناحية العملية لأنه يطبق الطاقة بطريقة متجانسة لتجنب قمم الحرارة المزعجة.

لا يزيل الشعر بشكل نهائي في بعض المناطق

من المهم معرفة أن هناك مناطق يميل الشعر فيها إلى الظهور من جديد، كما يحدث في منطقة الوجه. لقد أوضحنا أن هذه التقنية تزيل الشعر النشط فقط، ولكن الليزر لا يؤثر على بصيلات الشعر الكامنة، والتي يمكن أن يتم تفعيلها مع مرور الوقت. ومع ذلك، فإن التخلص من شعر الوجه الزائد بالليزر ما زال ملائمًا، لأن الشعر الجديد سيخرج بالتساوي مع أي طريقة أخرى.

متى يميل الشعر إلى العودة؟

  • في منطقة الوجه: حيث يميل الشعر إلى الظهور مرة أخرى بإصرار أكبر.
  • الأندروجينات أو الهرمونات ذات الصلة: لأنها تحفز أيضًا نمو الشعر، سواء عند الذكور في مرحلة النضج (الصدر، البطن، الظهر، أسفل الظهر …)، وعند بعض النساء اللواتي يعانين من الاضطرابات الهرمونية (مثل فرط التوترية)، في هذه الحالات، سيحتاج المرضى إلى جلسات تنشيطية مع مرور الوقت للقضاء على الشعر الجديد.

الشعر الرمادي والشعر الناعم

الليزر لا يزيل الشعر الرمادي ولا الشعر الخفيف أو الرفيع (الأكثر شيوعًا على وجه المرأة)، لأن هذا الشعر لا يمتص الضوء المنبعث من الليزر، حتى إذا كان داكنًا، وبالتالي يجب على الطبيب تقييم خصائص جلد المريض لمعرفة ما إذا كان من الممكن استخدام الليزر لإزالة الشعر من هذه الحالات.

البشرة الداكنة

على الرغم من وجود معدات ليزر يمكن استخدامها بأمان على البشرة الداكنة، يجب أن يتم تقييم كل حالة مسبقًا من قبل الطبيب. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الإجراء أقل فعالية وأكثر إزعاجًا.

في حالة الحمل

يمنع استخدام طريقة إزالة الشعر بالليزر في المناطق القريبة من منطقة البطن والحوض لتجنب أي ضرر محتمل للمشيمة أو الجنين. في حالة المناطق البعيدة عن الجنين، يجب على المرأة الحامل استشارة طبيبها مسبقًا، أو تعليق العلاج حتى بعد الولادة.

الحساسية للضوء

إذا كنت تأخذ أي نوع من الأدوية يجب إخطار الطبيب للتأكد من أن الأدوية تسبب حساسية للضوء. يجب عليك أيضًا أن تخبر الطبيب إذا تم تشخيص معاناتك من حالة مرضية جديدة أو إذا تم وصف دواء جديد لك قبل إجراء جلسة جديدة لإزالة الشعر بالليزر، وذلك لتجنب حدوث أي تفاعل.

على الرغم من أن الخطر ضئيل إذا تم إجراء إزالة الشعر من قبل أخصائي مؤهل مع التقييم المسبق للطبيب، يمكن أن يمتص الميلانين في جلد المريض جزءًا من الطاقة الضوئية المتجهة إلى بصيلات الشعر، ونتيجة لذلك، فإن الجلد ترتفع درجة حرارته ويتهيج كثيرًا أو يعاني من حروق.

لذلك من الضروري اتباع توصيات الأخصائيين وعدم تعريض الجلد لأشعة الشمس قبل الجلسات، يمكن أن يكون الحد الأدنى من الوقت بعد التعرض لأشعة الشمس يقدر بحوالي شهرين (وكلما زاد الوقت، كان ذلك أفضل).

للحد من مخاطر ارتفاع درجة حرارة الجلد، فإن المعدات لديها نظام تبريد مدمج.

تكمن المشكلة الكبرى في استخدام المعدات من قبل غير المتخصصين وبدون المراقبة الطبية والتحكم. إذا لم يكن الموظفون الذين يقومون بإزالة الشعر مصادقين على استخدام الجهاز، فقد يؤدي ذلك أيضًا إلى حروق للمريض. يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أن كل مريض هو حالة خاصة، ولذلك، قبل إجراء إزالة الشعر بالليزر، من الضروري استشارة الطبيب الذي يفحص جلد المريض والأدوية التي يتناولها.

ما هي أحدث التطورات في مجال إزالة الشعر بالليزر؟

ليزر سوبرانو هو الأحدث في إزالة الشعر بالليزر. إنه أول ليزر يسمح للأطباء بإزالة الشعر الأشقر أو عند الأشخاص الذين يتميزون ببشرة داكنة. بالإضافة إلى السماح لك بأخذ حمام شمس بعد يومين أو ثلاثة أيام. حتى تطوير تقنية سوبرانو، كان من المستحيل أن يلاحظ الأشخاص ذوي الشعر الأشقر جدًا أي نوع من النتائج.

ما هو أفضل وقت في السنة للخضوع لجلسة إزالة الشعر بالليزر؟

لا يوج وقت جيد وأخر سيئ لإجراء إزالة الشعر بالليزر. كثير من الناس يفضلون أن يفعلوا ذلك في فصل الشتاء، إنها مسألة نفسية بحتة لأنه في ذلك الوقت يكون الجسم مغطى ولا يهتمون الشعر.

ما هي أهم النصائح قبل البدء بجلسات الليزر؟

بادئ ذي بدء، أخبر الطبيب إذا كان لديك أي نوع من الآفات الجلدية، أو إذا كنتِ حاملًا أو إذا كنت قد بدأت في تناول بعض أنواع الأدوية. كل هذا مهم لأن الجلد يمكن أن يتغير والطبيب هو المخول ليقول ما إذا كنت تستطيع متابعة العلاج أم لا.

هل إزالة الشعر بالليزر هو علاج باهظ الثمن؟

هذه الطريقة لإزالة الشعر هي أكثر ربحية من غيرها، إذا قمنا بتحليلها بالكامل. يعتمد الاستثمار على المنطقة المراد علاجها، لكنه بالتأكيد أقل من إجمالي تكلفة كل عمليات إزالة الشعر التقليدية، مع توفير الوقت الذي يتطلبه ذلك.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله