تعرف على أمراض الحنجرة وطرق تشخيصها وعلاجها

تقع الحنجرة – التي تسمى أيضًا بصندوق الصوت – في الجزء الخلفي من الحلق، فوق القصبة الهوائية. ويتم دعمها بواسطة حلقات من الغضاريف، والتي تشكل كتلة تسمى تفاحة آدم.

في الحنجرة، توجد الحبال الصوتية، التي هي عبارة عن حبال لينة من الأنسجة متصلة بداخل الحنجرة. يتم دفع الهواء إلى الداخل حيث توجد الرئتين. تسمح حركات الغضاريف للحبال الصوتية بالانكماش أو الاسترخاء، مما يغير تردد الصوت.

تحتوي الحنجرة أيضًا صمام مهم يطلق عليه لسان المزمار، والذي يغطي القصبة الهوائية عندما نبتلع الأطعمة أو السوائل ما يمنع دخولها إلى الرئتين. يمكن للعدوى والاضطرابات المختلفة – مثل السرطان – أن تؤثر على الحنجرة. وتكون أكثر الأعراض شيوعًا هي البحة أو التغير في الصوت.

أمراض الحنجرة

أعراض وعلامات أمراض الحنجرة

تعتمد أعراض اضطرابات الحنجرة على السبب الكامن وراءها، ولكنها قد تشمل في معظم الحالات ما يلي:

  • بحة في الصوت.
  • فقدان الصوت.
  • ألم في الحلق.
  • توتر وانزعاج في الجزء الخلفي من الحلق.
  • صعوبة في التنفس.

أمراض الحنجرة الأكثر شيوعًا

التهاب الحنجرة الحاد

يتميز التهاب الحنجرة الحاد بالتهاب مفاجئ في الحنجرة، والذي تسببه عدوى فيروسية مثل نزلات البرد.

الإفراط في استخدام الصوت، كما هو الحال عند الصراخ أو الغناء على سبيل المثال، أو التهيج الناجم عن دخان السجائر يمكن أن يتسبب أيضًا في حدوث احمرار وتورم في الحنجرة.

التهاب الحنجرة المزمن

يحدث هذا الالتهاب بحة دائمة في الغالب، ويكون السبب إما بسبب تهيج دخان السجائر أو الإساءة والإفراط في استعمال الصوت، مثل الصراخ المتكرر. كما أن إن التعرض لفترات طويلة لملوثات الهواء، مثل الغبار، يمكن أن يهيج الحنجرة ويسبب التهاب الحنجرة المزمن.

أمراض الحنجرة التي تصيب الأطفال

يمكن أن يصاب الأطفال بنوع خاص من التهاب الحنجرة الفيروسي، وعادة ما يحدث ذلك عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وست سنوات. ينتج الفيروس التهاب وتورم في الحنجرة ومشكلات مرتبطة به، مثل تضيق القصبة الهوائية والممرات الهوائية المؤدية إلى كل الرئتين.

الأعراض النموذجية لالتهاب الحنجرة الفيروسي عند الأطفال تشمل ما يلي:

  • سعال.
  • حمى خفيفة.
  • الشعور بالتهيج خاصة في الليل.
  • صعوبة في التنفس بسبب التورم.

في الشكل الحاد لهذا الالتهاب، قد يتغير لون مناطق معينة من الجسم -مثل الفم أو أطراف الأصابع – إلى اللون الأزرق بسبب نقص الأكسجين، تسمى هذه الحالة بالزرقة أو الازرقاق. في بعض الأحيان، يمكن أن تصيب البكتيريا الحنجرة، مما يسبب مرضًا مشابهًا يهدد الحياة يسمى الخناق. في هذه الحالة، يعاني الطفل عادة من حمى شديدة ويبدو أنه ليس على ما يرام. عادة ما يمنع تطعيم HIB المعطى للرضع مرض الخناق بشكل نهائي.

الجروح التي تؤثر على الحنجرة والقصبة الهوائية

يتم إصدار الأصوات عن طريق التأثير على الحبال الصوتية في الحنجرة بفعل الهواء الذي يتم دفعه من الرئتين عبر القصبة الهوائية. لكن إذا تم إرهاق هذه الحبال الصوتية مرارًا وتكرارًا، كما يحدث عند الصراخ، يمكن للجروج أن تحدث وأن تتطور لتسبب التآكل في منطقة لسان المزمار والأنسجة المحيطة به.

الاورام الحميدة والعقيدات في الحنجرة

يمكن أن تتشكل كتل صغيرة وأورام على الحبال الصوتية بسبب الإساءة في استعمال للصوت، كما يحدث عند الصراخ، قد يحدث ذلك أيضًا نتيجة التعرض الطويل للمهيجات مثل دخان السجائر.

ملاحة هامة جدًا، أي زيادة واضحة أو تضخم في الحنجرة هو حالة طبية طارئة تتطلب استشارة طبية عاجلة، فحتى عندما تكون الأورام حميدة، يجب إجراء تقييم طبي شامل للتأكد من أنها ليست سرطانية.

سرطان الحنجرة

يشتمل النوعان الرئيسيان لسرطان الحنجرة كل من سرطان الخلايا الحرشفية وسرطان الحنجرة الحميد. ترتبط معظم حالات السرطان ارتباطًا مباشرًا بتدخين السجائر على الأغلب. وينتج عنها بحة في الصوت مع سعال جاف، وأحيانًا يكون السعال مترافقًا مع الدم (سعال دموي). وفي النهاية، يعاني الشخص من صعوب في التنفس والبلع.

كيف يتم تشخيص اضطرابات وأمراض الحنجرة؟

يمكن للطبيب رؤية الحنجرة من خلال الفم المفتوح. وتعتمد طرق التشخيص على هذا الاضطراب وأعراضها، ولكنها قد تشمل:

  • الفحص الطبي البدني.
  • التصوير بالأشعة السينية للرقبة والتصوير بالأشعة مع استخدام مواد تباين (تستخدم هذه الطريقة الأشعة السينية لمراقبة الحنجرة في الوقت الفعلي وإظهار حركة مادة التباين فيها).
  • تنظير الحنجرة (باستخدام أداة تسمى منظار الحنجرة، وهي أداة مزودة بكاميرا تتيح مشاهدة ما يحدث في الحنجرة والحلق).
  • الخزعة (وتشمل أخذ عينة من الأنسجة لاختبارها).

علاج اضطرابات وأمراض الحنجرة

يعتمد علاج أمراض الحنجرة على السبب، ولكنه قد يشمل:

لعلاج التهاب الحنجرة الحاد، يجب أخذ فترة من الراحة بحيث يتوقف الشخص عن الصراخ، كما يمكن استخدام الأدوية المسكنة للألم، وقد يساعد استنشاق البخار في العلاج أيضًا.

لعلاج التهاب الحنجرة المزمن، يمكن استخدام طرق علاج النطق وإراحة الصوت واستنشاق البخار، وفي بعض الحالات، يمكن استخدام المضادات الحيوية إذا لزم الأمر لتسريع عملية الشفاء.

في معظم الحالات، لا يكون هناك حاجة سوى إلى شرب السوائل واستخدام مسكنات الألم مثل الباراسيتامول والراحة، وربما سيساعد استنشاق البخار في العلاج أيضًا.

عندما يعاني الشخص من صعوبة في التنفس، يمكن استخدام أدوية قائمة على الكورتيكوستيرويد.

في الحالات الشديدة التي يصعب فيها التنفس، قد يحتاج الطفل إلى العلاج والرعاية في المستشفى، حيث يتم إعطاءه الأدرينالين، ويمكن استخدام الأنابيب في بعض الأحيان، بحيث يتم وضع أنبوب في مجرى الهواء لتجنب أي انسداد في مجرى الهواء.

عند استنشاق أجسام غريبة، تتم إزالتها عادةً عن طريق تنظير القصبات في المستشفى، وذلك تحت التخدير العام.

لعلاج القروح أو الجروح، يجب إراحة الصوت لمدة ستة أسابيع على الأقل، وتعلم كيف يتم علاج الحبال الصوتية فيما يتعلق بتجنب تكرار الصراخ.

في حال المعاناة من الاورام الحميدة والعقيدات، تتم إزالة الكتل والنتوءات جراحيًا. يمكن علاج العقيدات عند الأطفال في بعض الأحيان فقط عن طريق العلاج الصوتي، الذي يعلمهم كيفية استخدام صوتهم دون إجهاد لا لزوم له.

في حال الإصابة بمرض سرطان الحنجرة، يتم اللجوء إلى العلاج الإشعاعي والجراحة، بما في ذلك الإزالة الجزئية أو الكاملة للحنجرة (استئصال الحنجرة). ومن أجل التكلم بعد الخضوع لاستئصال الحنجرة، يمكن للشخص أن يتعلم كيفية استنشاق الهواء وإخراجه من خلال المريء، أو استخدام جهاز يسمى الحنجرة الكهربائية.

أين يمكن الحصول على المساعدة

طبيبك العام

قبل كل شيء، إذا كنت تشعر أن هناك أي مشكلة في حلقك أو حنجرتك، عليك استشارة طبيب متخصص في الأنف والأذن والحنجرة، ويمكن استشارة طبيك العام أو طبيب الأسرة للحصول على المشورة قبل ذلك.

أخصائي الأنف والأذن والحنجرة

يمكنك التوجه إلى طبيب متخصص في الأنف والأذن والحنجرة بشكلٍ مباشر أو يمكنك أن تطلب من طبيبك العام تحويلك إلى طيب متخصص.

نصائح هامة

يحتوي الحنجرة (صندوق الصوت) على الحبال الصوتية، والتي تتيح لك إمكانية التحدث. لذلك، لا يجب عليك تجاهل أي مشكلة أو اضطراب يصيبها، قم باستشارة الطبيب على الفور ولا تتجاهل ذلك إطلاقًا.

تشمل اضطرابات الحنجرة كل من التهاب الحنجرة والخناق والأورام الحميدة والسرطان. كل هذه الاضطرابات يمكن أن تتحول إلى مشكلات حقيقية تؤثر على حياتك بشكلٍ سلبي، لا تتجاهلها أبدًا، وتذكر أن التشخيص والعلاج المبكر هو أفضل طريقة لتجنب أي مضاعفات خطيرة قد تحدث.

الصراخ واستخدام الصوت بشكلٍ غير مسؤول قد يتسبب في اضطرابات الحنجرة، يجب عليك إراحة الصوت وتجنب الصراخ قدر الإمكان.

المصادر

https://www.betterhealth.vic.gov.au

https://www.ncbi.nlm.nih.gov

https://www.nhs.uk

https://www.nejm.org

https://www.dw.com

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله