الرضاعة أثناء الحمل – ما يجب عليكِ معرفته

أثناء الحمل، تكون المبايض غير نشطة وبالتالي لا تحدث الإباضة، وهذا أمرٌ طبيعي، حتى لا تصبح المرأة حامل مرة أخرى. علاوة على ذلك، فإن التركيب الهرموني في أشهر الحمل يعمل على تركيز جميع طاقات الجسم بهدف نمو وتغذية الجنين.

ولكن بعد الولادة، يتغير هذا التركيب الهرموني. أولًا، يتناقص تركيز كافة هرمونات الحمل، التي لم تعد هناك بحاجة إليها، ويتم البدء في إنتاج هرمونات الرضاعة الطبيعية. على وجه الخصوص، تنتج الغدة النخامية هرمون البرولاكتين، وهو هرمون الذي يحفز إنتاج حليب الأم.

عندما يقوم الطفل بشفط الحليب من الثدي، فإن ذلك ينشط ويساعد الغدة النخامية على إنتاج البرولاكتين، وبالتالي إنتاج المزيد من الحليب. لهذا السبب، يُزعم أن الرضاعة من الثدي هي الطريقة الأكثر فعالية لمواصلة إنتاج حليب الثدي.

إن شفط الطفل للحليب هو الفعل الذي يحفز إنتاج الحليب والذي يؤدي إلى إنتاج المزيد والمزيد.

يمنع هرمون البرولاكتين عمل المبايض، وبالتالي لا يمكن الحمل. وهذا يعني أن الأمهات اللائي لا يرضعن ولا يقمن بإنتاج البرولاكتين سيكون لديهن بالفعل قدرة على الحمل في الأشهر الأولى التي تلي الولادة.

لا تتشابه كل الأمهات المرضعات، فمن أجل الحفاظ على تركيز البرولاكتين مرتفعًا – وبالتالي ضمان تثبيط المبايض – يجب أن يكون للرضاعة الطبيعية إيقاع مناسب، يجب ألا تمر أكثر من 3 ساعات بين الرضاعة الطبيعية والأخري حتى يتم تحفيز الغدة النخامية باستمرار.

في بعض الأحيان، لا تكون الرضاعة كافية لمنع حدوث الحمل، حيث تعود المبايض إلى الإباضة في البداية بإيقاع منخفض، ثم يزداد ذلك تدريجيًا. وفي هذه الحالة، يمكن أن يحدث الحمل.

الرضاعة أثناء الحمل

هل يمكن الاستمرار في الرضاعة خلال فترة الحمل؟

حتى خلال الأشهر التسعة من الحمل، يمكن للأم الحامل أن تستمر في إرضاع طفلٍ آخر، وذلك إذا كانت الأم والطفل يريدان ذلك. لا تزيد الرضاعة الطبيعية من خطر الإجهاض أو حدوث الولادة المبكرة، كما أنها لا تحرم الأم أو الجنين من العناصر الغذائية الضرورية.

هناك الكثير من المعتقدات الخاطئة والشائعة عند الحديث عن الرضاعة الطبيعية خلال أشهر الحمل أو ما يسمى بالرضاعة الطبيعية “بالترادف”. حيث يقول الكثيرون أن الرضاعة الطبيعية قد تزيد من مخاطر الولادة المبكرة أو الإجهاض. وذلك لأنها سيجعل الأم تخسر المواد والعناصر الغذائية الرئيسية من جسمها، وهذا بدوره يمكن أن يبطئ نمو الجنين.

لا يوجد أي أساس علمي لمثل هذه المخاوف، لكن هذه مجرد افتراضات قدمها أخصائيو الصحة على أساس حالات خاصة لبعض الأمهات، والأن لا توجد أي وثائق عن المخاطر المزعومة للرضاعة الطبيعية في حالة الحمل.

الرضاعة الطبيعية لا تسحب المواد الغذائية من الأم

صحيح أنه خلال فترة الحمل تزداد الحاجة إلى بعض العناصر الغذائية، ولكن إذا كانت الأم الحامل تتغذى بطريقة صحيحة ومتوازنة، دون اتباع نظام غذائي خاص، فيمكن لجسمها التعامل بسهولة مع “الالتزامات”.

اقرأ أيضًا: دليل تغذية الحامل ونصائح هامة عن الغذاء المناسب للمرأة الحامل

هل ينمو الجنين بشكلٍ طبيعي؟

الخوف من أن الجنين قد لا ينمو بشكلٍ كاف بسبب الفضلات الإضافية الناتجة عن توليد الحليب لا أساس له، ما دامت الأم الحامل تتغذى بشكلٍ طبيعي.

هل سينمو الطفل الرضيع بشكل جيد؟

إذا كانت الأم حاملًا، سيصبح الطفل الذي يرضع أكبر سنًا وسينمو بالفعل وسيقترب بالتأكيد من مرحلة الفطام، لذلك، يعد حليب الثدي جزءًا صغيرًا من نظام أكثر تنوعًا وتكاملًا، والذي سيأتي منه المدخول الغذائي الأكبر.

في الحقيقة، يعتمد جميع الأطفال الرضع على حليب الأم الطبيعي خلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم، وبعد مرور الأشهر الستة هذه، يبدأ الأطفال تدريجيًا في الاعتماد على بعض المواد الغذائية الأخرى، ويستمر ذلك حتى مرحلة الفطام. لذلك، لا يعتمد الأطفال الرضع على حليب الأم فقط في نظامهم الغذائي دائمًا، وهذا سيساعدهم على تعويض أي نقص في إمدادات الحليب من الأم.

الرضاعة الطبيعية لا تزيد من خطر الإجهاض

وفقًا لما يقوله الكثيرون، فإن المص من الثدي من شأنه أن يحفز تقلصات الرحم مما قد يؤدي إلى حدوث الإجهاض أو الولادة المبكرة السابقة لأوانها. هذه الفرضية هي أيضًا ليس لها أي أساس علمي، وفي هذا الصدد، أجريت دراسة واحدة أظهرت أن حالات الإجهاض لدى النساء اللاتي استمرت بإرضاع أطفالهن حلال فترة الحمل والنساء واللاتي قررن التوقف عن الإرضاع خلال فترة حملهن، والنتيجة هي أن عدد حالات الإجهاض كانت متطابقة، ولم تسجل أي زيادة في عدد حالات الإجهاض عند الأمهات اللواتي استمرت في الإرضاع خلال فترة الحمل.

الرضاعة لا تزيد خطر حدوث الولادة المبكرة

الاعتقاد أن الرضاعة الطبيعية خلال فترة الحمل قد تزيد من فرص حدوث الولادة المبكرة هو اعتقاد غير صحيح أيضًا، لأن الآليات التي تؤدي إلى الولادة قبل الأوان (الولادة المبكرة) متعددة وغير معروفة بشكلٍ واضح حتى الآن، لكن من المؤكد أن الحافز الذي يسببه الشفط أو المص من الثدي لتفعيل عملية الولادة المبكرة المعقدة لا يكفي.

لكن إذا كانت المرأة في الثلث الأخير من الحمل (الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل) وتعاني من تقلصات أو انقباضات يمكن أن تشكل تهديدًا يسبب الولادة المبكرة، فإنه في هذه الحالة، سيكون من المناسب تجنب المزيد من تحفيز النشاط المقلص مثل الرضاعة الطبيعية.

وأيضًا، التوقف عن الرضاعة الطبيعية في الثلث الأخير من الحمل هو خيار مناسب إذا كان هناك حمل مزدوج (الحمل بتوأم)، لأن الحمل المزدوج يمكن أن يؤدي في حد ذاته بالفعل إلى حدوث الولادة المبكرة بسبب المساحة الكبيرة التي يشغلها الجنين. لكن في الثلثين الأول والثاني لا توجد أي موانع للاستمرار في الرضاعة الطبيعية.

هي يمكن استخدام وسائل منع الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية

هل هناك وسائل منع الحمل مناسبة لهذه اللحظة الحساسة من العلاقة والتبادل بين الأم والطفل؟ لمنع حدوث حمل غير مرغوب فيه، توجد حبوب منع الحمل تعتمد على هرمون البروجسترون فقط، والتي يمكن تناولها بأمان أثناء الرضاعة الطبيعية بشكل مستمر، وبالتالي دون انقطاع. هذه الأدوية لا تسمح بحدوث الإباضة أو الحيض.

المصادر

https://www.nostrofiglio.it

https://lines.it

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله