أهم المعلومات والنصائح حول تغذية الأطفال بمختلف الأعمار

إن عادات الأكل لدى طفلك وقدرته على تقبل أنواع الطعام المختلفة يتم تشكيلها في مرحلة الطفولة المبكرة، لذلك من الممكن أن يمنح اختيار نظام غذائي متنوع مناسب طفلك الفرصة للاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأطعمة المغذية.

كما يحتاج الأطفال والمراهقون إلى الطعام المناسب للنمو وتطوير القدرات على التعلم واللعب، هذا يعني أن الأطفال يحتاجون إلى أطعمة ومشروبات غنية بالعناصر الغذائية وليس الأطعمة التي تحوي الكثير من السعرات الحرارية أو الدهون أو السكريات، لذا في مقالنا اليوم نقدم لك أهم المعلومات والنصائح حول تغذية الأطفال.

تغذية الأطفال الرضع

إن أفضل طريقة لتلبية الاحتياجات الغذائية للرضع هي حليب الأم الطبيعي فهو يساعد على بناء مناعة قوية للجسم، لكن عندما تكون الرضاعة الطبيعية غير ممكنة، يمكن استخدام تركيبة الصويا الغذائية وهي عبارة عن بديل لحليب الأم، وهي منتج تجاري يعتمد على البروتينات الموجودة في فول الصويا، ويتم استخراجها من فول الصويا المعالج كمصدر للبروتين، وتكون على شكل مسحوق أو سائل، ويجب عدم الخلط بينه وبين حليب الصويا أو حليب النباتات الأخرى.

من الجدير بالذكر أن الأطفال الرضع في عمر الـ 5 أشهر وأقل لا يحتاجون إلى أي تغذية غير حليب الأم أو الحليب الاصطناعي، ويجب أن يستمروا في تلقي حليب الأم أو الحليب الاصطناعي على الأقل خلال أول 12 شهرًا من عمرهم، فكلما طالت مدة تناول الطفل لحليب الأم كلما كان ذلك أفضل، وليست هناك حاجة لتناول الرضع حليب البقر.

أما بالنسبة للأطفال في عمر 6 أشهر تقريبًا، فقد حان الوقت لإدخال الأطعمة الصلبة إلى نظام الطفل الغذائي، حيث يمكن تقديم بعض الأطعمة الصلبة والممزوجة بقليل من حليب الأم أو حليب الصويا.

أما في عمر 6 إلى 8 أشهر يمكن البدء في إدخال الأطعمة النباتية الأخرى كالخضار بما في ذلك البطاطس والفاصوليا الخضراء والجزر والبازلاء، لكن يجب طهيها جيدًا وهرسها قبل أن يتناولها الطفل، بالإضافة إلى الفواكه مثل الموز المهروس أو الأفوكادو أو الخوخ أو عصير التفاح.

أما في عمر 8 أشهر وأكثر يمكن لبعض الأطفال تناول البسكويت والخبز والحبوب الجافة والأطعمة الغنية بالبروتين مثل التوفو أو الفاصوليا المطبوخة جيدًا والمهروسة.

تغذية الأطفال والمراهقين

يكمن سر تقديم التغذية الصحية للعائلة في تقديم أطعمة لذيذة غنية بالعناصر الغذائية في كل وجبة طعام، فعندما يتناول الأطفال الأغذية الصحيحة ويحصلون على التغذية عالية الجودة اللازمة لتطوير أجسامهم وأدمغتهم سيكون لديهم بطبيعة الحال رغبة أقل للمواد الفقيرة بالمغذيات كالمشروبات الغازية ورقائق البطاطس والحلوى والحلويات.

فالأطفال الذين تربوا على نظام غذائي نباتي صحي لديهم فرص منخفضة للإصابة بأمراض القلب والسرطان والسمنة ومرض السكري وغيرها من الأمراض الشائعة، فغالبًا ما يجد المراهقون الذين يتم تربيتهم على نظام غذائي نباتي سهولة في الحفاظ على وزن صحي، كما أن لديهم مشاكل أقل مع حب الشباب والحساسية ومشاكل الجهاز الهضمي مقارنة بأقرانهم الذين يتناولون المنتجات الحيوانية فقط.

غالبًا ما يعاني الأطفال الأمريكيون من تشكل خطوط دهنية في شرايينهم قبل إنهاء المدرسة الثانوية، فالأطفال الذين يتناولون نظامًا غذائيًا يعتمد على النباتات بمجمله يقللون من تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والكوليسترول، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.

أما عندما يتعلق الأمر بتناول المراهقين الحليب، تظهر الأبحاث أن منتجات الألبان لها فائدة قليلة أو حتى معدومة لنمو العظام عند المراهقين، فقد أظهرت دراسة نشرت عام 2005 في طب الأطفال أن استهلاك الحليب لا يحسن من سلامة العظام لدى المراهقين، وقد تتبعت دراسة أخرى النظم الغذائية والنشاط البدني وحوادث الكسور للمراهقين لمدة سبع سنوات وبينت إلى أن منتجات الألبان والكالسيوم لا تمنع التعرض للكسور عند المراهقين.

تغذية الأطفال بواسطة الحبوب الغذائية

فالحبوب الغذائية هي الحبوب مثل القمح والذرة، والبقوليات مثل الفاصوليا والفول والعدس والحمص، وتحتوي هذه الحبوب الغذائية على الكثير من المواد المفيدة للصحة، كما توفر الكربوهيدرات فيها الوقود اللازم لنمو أجسام الشباب والحفاظ على نشاطهم.

ففي السنوات الأخيرة كان هناك العديد من التنوع في المنتجات الغذائية والمعلبات التي تعتمد على الحبوب المغذية على رفوف البقالة، ومع وجود العديد من الخيارات والمنتجات الغذائية فمن الصعب معرفة أي منها الأنسب لطفلك، لذلك عليك اختيار المنتجات التي تدرج الحبوب الغذائية الكاملة كأول مكون على الملصق.

يمكن أيضًا تقديم خبز القمح الأبيض من أجل إعداد السندويشات وتقديمها للطفل، أو البسكويت المقرمش أو المعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة.

تغذية الأطفال بواسطة الفواكه والخضروات

بالنسبة للأطفال والكبار على حد سواء فإن تناول المزيد من الفواكه والخضروات في كل وجبة أمر ضروري للحفاظ على السلامة الصحية.

ففي وجبة الإفطار يمكن:

  • تناول التوت الطازج الذي يحتوي على مضادات الأكسدة والكولين والحديد الذي يحتاجه الكبد لإزالة السموم، حيث يمكن تناول التوت مجمدًا أو شربه على شكل عصير.
  • تناول شرائح البطيخ الذي يحتوي على مادة تقوم بإزالة السموم تسمى الجلوتاثيون Glutathione، كما أنه مصدر جيد لليكوبين Lycopene الذي يحارب الجذور الحرة.
  • تناول الأناناس حيث يحتوي الأناناس على إنزيم يدعى بروميلين bromelain، الذي يقلل من التهاب الأمعاء ويحفز عملية هضم البروتين.
  • تناول العنب البري الذي يحتوي على مضادات الأكسدة.
  • شرب عصير الليمون الذي يقوم بإزالة السموم من الجسم ويمتلك خصائص مضادة للجراثيم، ومضادة للفيروسات.
  • شرب كوب من عصير البرتقال الطبيعي أو تناول الكرز.

أما في وجبة الغداء يمكن:

  • تناول الجزر المقرمش الغني بالبيتا كاروتين والذي يقوم بخفض فرص الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان والعمى، وإبطاء عملية الشيخوخة، والحد من مضاعفات مرض السكري، وتحسين وظائف الرئتين، وتقوية جهاز المناعة، وتصحيح عيوب الحمض النووي وخفض الكولسترول السيء.
  • تناول شرائح التفاح الذي يقوم بتحسين صحة الجهاز العصبي والأعصاب، والحماية من الإصابة بالخرف، وخفض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وخفض مستويات الكوليسترول المرتفعة، والحماية من الإصابة بالسرطان، وخاصة سرطان الثدي، والمساعدة في فقدان الوزن والحماية من السمنة، وتعزيز صحة القلب وحمايته من الإصابة بالأمراض المختلفة، والمساهمة في تحسين عملية الهضم وحماية الأمعاء.

وفي العشاء يمكن تناول الخضروات مثل:

  • البروكلي الذي يحتوي على كمية عالية من مادة البوتاسيوم والتي تساعد على تحسين صحة الجهاز العصبي للإنسان، كما يعد الغذاء الأمثل لتعزيز عمل وظائف المخ، كما أنه يساعد أيضًا على تنظيم معدل ضغط الدم، ويقي من نزلات البرد، ويقوي الجهاز المناعي، ويقي من السرطان.
  • الذرة التي تحتوي على الأحماض الدهنية غير المشبعة مثل الأوميجا 3، والتي تقلل خطر الإصابة بالكوليسترول، كما أنها تساعد على حماية القلب من الإصابة بالجلطات والأزمات القلبية، والمساعدة على الوقاية من الإصابة بتصلب الشرايين.
  • الفلفل الذي يساعد في علاج حالات البرد والأنفلونزا والتهاب الحلق، وزيادة معدل حرق الدهون بالجسم، وخسارة الوزن وتنشيط عملية الأيض، كما يعد عامل وقائي من الإصابة بالأزمات القلبية ومانع لجلطات الدم وتصلب الشرايين، وهو مخفض جيد وفعال لنسبة الكولسترول الضار بالجسم، كما يمنع من تكون الدهون الثلاثية.
  • البازلاء المجمدة التي تعزز من مناعة الجسم وتقي من سرطان المعدة، كما أنها غنية بالألياف، مما يعزز في عملية الهضم وتقي من الإمساك، بالإضافة إلى أنها غنية بفيتامينات K وB، وكذلك الكالسيوم، وكلها عناصر تعزز من صحة العظام وتقويها، مما يعد وقاية ضد الكسور والهشاشة.

من الجدير بالذكر أنه يمكن الحصول على العناصر الغذائية القيمة الموجودة بالفواكه بواسطة شرب العصير، ولكن لا يمكن أن يحل العصير محل تناول شرائح الفواكه والخضروات، لذلك يجب التركيز على تناول شرائح الفاكهة أكثر من شرب عصيرها.

تغذية الأطفال بواسطة منتجات الألبان قليلة الدسم

تعتبر العناصر الغذائية في هذه المجموعة مهمة جدًا للأطفال، فهي تحتوي على البروتين والكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والفوسفور، ولكن معظم المراهقين لا يحصلون على ما يكفي من الكالسيوم أو البوتاسيوم، ولحسن الحظ من السهل استهلاك منتجات الألبان للحصول على المواد الغذائية اللازمة التي يحتاجها المراهقون.

فهناك العديد من منتجات الألبان الغنية بالعناصر الغذائية كالبروتين والكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والفوسفور من بينها

  1. الحليب قليل الدسم، الذي يمكن شربه في الإفطار والغداء والعشاء.
  2. الزبادي الخالي من الدسم أو قليل الدسم، الذي يمكن تناوله عند الإفطار أو عند تناول وجبة خفيفة بعد المدرسة.
  3. الأجبان بأنواعها والتي تعتبر وجبة خفيفة تمد الجسم بالطاقة.
  4. كما تشمل المصادر غير الحيوانية لهذه العناصر الغذائية حليب الصويا المدعم ولبن الصويا والتوفو الذي يحوي الكالسيوم.

تغذية الأطفال بواسطة البروتين

يوجد البروتين في لحوم كل من الدواجن والأسماك، كما يوجد في البيض والفول والمكسرات الخالية من الدهون، هذه العناصر الغذائية ضرورية للأطفال، حيث يساعد الحصول على كمية كافية من البروتين في كل وجبة في إطالة الشعور بالشبع والشعور بالرضا بعد الأكل.

بينما يأكل معظم الأطفال الكثير من البروتين في الغداء والعشاء، فإنهم لا يحصلون بالضرورة على البروتين الكافي الذي تحتاجه أجسامهم، لذلك اجعل أطفالك يتناولون البيض أو الفاصولياء عند الإفطار صباحًا، بالنسبة للوجبات الخفيفة قدم المكسرات أو زبدة الفول السوداني أو غيرها من زبدة المكسرات أو الحمص أو الفول مع الخضار النيئة وشرائح الديك الرومي الخالي من الدهون.

لماذا تعتبر تغذية الأطفال مهمة؟

التغذية مهمة في كل مراحل حياتنا، من مرحلة الرضاعة إلى الشيخوخة، لكن ومن أجل الحفاظ على صحة جيدة بعد البلوغ فإن الأطفال يحتاجون إلى العناصر الغذائية المناسبة للبقاء بصحة جيدة، يمكن أن تساعد تغذية الأطفال أيضًا في إنشاء أساس لعادات الأكل الصحية والمعرفة بالأغذية الصحية التي يمكن لطفلك أن يتناولها طوال الحياة.

ما هي العناصر الغذائية التي يجب اختيارها؟

  • اختر البروتينات الخالية من الدهون من مصادر مثل الدواجن والفاصوليا والمأكولات البحرية والمكسرات والبذور.
  • كما يجب تناول الفواكه والخضروات الطازجة أو المعلبة أو المجمدة كل يوم، لكن يجب عليك تناول المعلبات والأطعمة المجمدة خالية الدهون والتي لا تحتوي على سكريات مضافة.
  • يجب تناول الأطعمة التي تحوي الحبوب مثل الخبز والمعكرونة.
  • ابحث عن منتجات الألبان قليلة الدسم مثل الحليب والجبن.
  • من المهم أيضًا الحد من تناول السكريات المضافة والمكررة والحبوب المكررة والصوديوم والدهون غير المشبعة والدهون المشبعة والأطعمة منخفضة العناصر الغذائية.

أهم النصائح لتغذية الأطفال

  1. يجب تعليم الطفل عن أهمية التغذية الجيدة، ومساعدة الأطفال على تكوين عادات غذائية صحية، فكلما زاد فهم طفلك للتغذية كلما زاد حماسه لتناول الطعام الصحي.
  2. يجب عليك أن تتعلم قراءة ملصقات المواد الغذائية التي تقوم بشرائها، وتعليم طفلك أهمية قراءتها.
  3. يجب أن يتكون نصف طبق طفلك من الفواكه والخضروات.
  4. اختر الأطعمة الطازجة بدلًا من الأطعمة المخزنة.
  5. يمكن أن تؤثر طريقة طهي الأطعمة وتحضيرها على القيمة الغذائية، فعلى سبيل المثال إن شوي الخضروات أو طهيها بالبخار أو خبزها أو سلقها بدلاً من قليها أو غليها يقلل من قيمتها الغذائية جدًا.
  6. يجب تناول الأطعمة المختلفة والتي تحتوي على مغذيات مختلفة، لذلك تأكد من حصول طفلك على مجموعة متنوعة جيدة من الفواكه والخضروات.
  7. ابحث عن الأطعمة المغذية التي يستمتع بها طفلك.
  8. جرب الفاكهة كبديل عن الحلوى للأطفال.

قد يهمك أيضًا: الغذاء الصحي للأطفال … 25 اختيار يمكنها جعل طعام طفلك صحي بالكامل

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله