زراعة الكلى – إجراء العملية والمضاعفات وبعض النصائح الهامة

زراعة الكلية هي عملية نقل كلية سليمة من شخص (يسمى مانح أو متبرع) إلى شخص آخر (يسمى متلقي)، ذلك بسبب تلفًا بها أو ضررًا في وظائفها.

الهدف الرئيسي من الكلى هو تصفية السموم والفضلات من الدم وتحويلها إلى بول، فإذا حدث خللًا بها قد تتراكم السموم والفضلات، وهذا بدوره قد يؤدي إلى الوفاة.

من أشهر الأمراض التي قد تصيب الكلى هو ما يعرف بالفشل الكلوي أو الكلى المزمن، والذي يستدعي إلى اللجوء لعملية زراعة الكلى.

كيف يتم إجراء عملية زارعة الكلى؟

يتم إجراء عدة اختبارات وفحوصات قبل البدء بعملية الزراعة، للتأكد بشكل دقيق من سلامة إجراء العملية للمريض، كما يتم إجراء الفحوصات للكلية التي سيتم زرعها. قد يوصي الطبيب بعدم الأكل أو الشرب لمدة من الزمن يحددها بنفسه، وبعد إجراء جميع الفحوصات يتم نقل المريض إلى غرفة العمليات وإعطائه مخدر عام. تتضمن عملية زرع الكلى 3 مراحل، كالتالي:

في البداية يتم إجراء فتق صغير إلى حدٍ ما في أسفل البطن، ثم وضع الكلية الجديدة في مكانها المناسب. قد يتم تغير مكان وضع الكلية في حال حدوث بعض المشاكل كالعدوى أو الآلام.

ثانيًا يتم وصل الأوعية الدموية مع بعضها البعض من أجل تزويد الكلية الجديدة بالدم. ثالثًا يتم ربط الأنبوب الذي يعمل على نقل البول من الكلى إلى المثانة (الذي يسمى الحالب)، في بعض الحالات يتم وضع أنبوب بلاستيكي صغير الحجم (يدعى بالدعامة) في الحالب من أجل مساعدة تدفق البول. يتم إزالة الأنبوب بعد حوالي 12 أسبوعًا بواسطة تنظير المثانة.

تعد عملية زراعة الكلى من العمليات المعقدة جدًا وتستغرق بما يقارب 3 ساعات.

ماذا يحدث بعد إجراء عملية زراعة الكلى؟

بعد الانتهاء من إجراء عملية زراعة الكلى قد يرافقها بعض الآلام، حيث يتم تناول المسكنات في بعض الحالات. إنَّ إدخال عضو جديد في الجسم، يجعل جهاز المناعة يبدأ في محاربته، لذا يتم علاج ذلك من خلال تناول بعض الأدوية المثبطة للمناعة والتي يقترحها الطبيب.

تبدأ الكلية الجديدة في وظائفها بشكل تلقائي وبالأخص إذا تم الحصول عليها من متبرع حي، لكن لكي تعمل بشكل جيد قد تستغرق بضعة أسابيع، وفي حال تأخرت الكلية الجديدة في تأدية وظائفها، حينها يلجأ الطبيب إلى غسيل الكلى ريثما تعمل بشكل صحيح.

قد يستغرق البقاء داخل المستشفى حوالي أسبوع، لكن يجب مراجعة الطبيب الجراح بشكل متكرر أي حوالي 3 أيام أسبوعيًا من أجل اكتشاف المشاكل في حال وجودها، وتقييم عمل الكلية الجديدة. بعد التأكد من عمل الكلية بشكل سليم وصحيح، حينها يَلْزَمْ مراجعة الطبيب مرة واحدة فقط كل 4 أشهر في المتوسط. غالبًا ما يعود المريض لحالته الطبيعية حوالي من شهر إلى شهرين تقريبًا.

هل يمكن لأي شخص أن يجري عملية زراعة الكلى؟

غالبًا يستطيع جميع الأشخاص الذين لديهم ضررًا ما في الكلى أن يقوموا بعملية زراعة الكلى، بصرف النظر عن السن، طالما هنالك القدرة على تحمل الأثار الجراحية.

هل يمكن إبقاء الكلية التالفة في الجسم؟

بعض الأشخاص لديهم رهبة من الخضوع للعمليات الجراحية وبالأخص كهذه العمليات التي تحتاج إلى التخدير العام، لذا يلجأ البعض لتكرار وظائف الكلى بشكل جزئي، من خلال تصفية الدم والذي يعرف بغسيل الكلى، لكن هذه الطريقة تستغرق وقتًا طويلاً ومتكررًا إلا أنها غير مريحة، لذلك العلاج الأمثل لتلف الكلية هو زرع الكلى.

هل يستطيع الجسم متابعة وظائفه من خلال كلية واحدة فقط؟

يستطيع الجسم أن يتابع كامل وظائفه من خلال كلية واحدة فقط، حيث هنالك العديد من الأشخاص الذين يتبرعون بها والذي يسمى بالتبرع الحي، لكن قبل التبرع يتم إجراء جميع الفحوصات التي تؤكد صحتهم وسلامتهم، وأنهم مناسبون لإجراء العمليات الجراحية.

يحبّذ من الناحية المثالية أن يتم التبرع من خلال أحد الأقارب، لأنهم في الغالب لديهم أنسجة وزمرة دم مشتركة تناسب المريض، ذلك يقلل من مشاكل رفض الجسم للكلية، كما أنه يمكن لشخص متوفي حديثًا أن يتم استئصال كليتاه والتبرع بهم، وهذا ما يعرف باسم تبرع الكلية المتوفي، لكن هذا النوع قد يسبب بعض المشاكل مع مرور الوقت.

بعض النصائح التي يجب مراعاتها بعد إجراء عملية زراعة الكلى

يجب اتباع النصائح التالية للمساعدة في الحصول على صحة مثالية وجيدة بعد إجراء عملية زراعة الكلى، كالتالي:

الإقلاع عن التدخين

يجب وقف التدخين بعد إجراء العملية، لأن ذلك يقلل من عمر الكلية الجديدة، بالإضافة للمشاكل الأخرى الذي يسببها كالسرطان. يمكن استشارة الطبيب لتقديم بعض العلاجات والأدوية التي تساعد على الإقلاع عن التدخين.

اتباع نظام غذائي صحي

يجب الحرص على اتباع نظام غذائي صحي وسليم، وتجنُّبْ الأطعمة التي يقترحها الطبيب الجراح بعد العملية مباشرةً، إنَّ أغلب الأطعمة التي يجب الابتعاد عنها بعد العملية مباشرةً هي التي تحتوي على مخاطر ترتبط بالتسمم الغذائي، منها:

يمكن العودة لتناول تلك الأطعمة المذكورة أعلاه بعد عمل الكلية الجديدة بشكل سليم وجيد. على العموم من الأفضل المثابرة بنظام غذائي صحي، حيث يساعد في تقليل المخاطر والمشاكل التي قد تحدث كمرض السكري وغيره من الأمراض الأخرى، مع أخذ العلم بأنه يجب أن يحتوي النظام الغذائي السليم على:

  • الفواكه والخضروات.
  • الحبوب الكاملة والكثير من الأرز والمعكرونة والبطاطس والأطعمة النشوية.
  • الحليب ومشتقاته.
  • اللحوم والأسماك والفول والبيض ومصادر البروتين الأخرى.

يجب تجنب الملح بكميات عالية، لأنه يسبب في ارتفاع ضغط الدم، وهذا بدوره قد يشكل بعض المشاكل على الأشخاص الذين يخضعون لعمليات جراحية كزراعة الكلى أو غيرها من العمليات الأخرى.

ممارسة الرياضة بشكل دوري

بعد التعافي من أثار العملية يجب البدء باتباع نظام رياضي بشكل يومي، حيث يجب على البالغين ممارسة الأنشطة الرياضية متوسطة القوة حوالي الساعتين يوميًا، الأمثلة على ذلك:

  • المشي السريع وركوب الدراجة الهوائية.
  • السباحة.
  • كرة القدم.
  • كرة الطائرة أو التنس.

إذا لم يكن المريض مُعتادًا على ممارسة الرياضة فيجب البدء بها بشكل تدريجي، وإذا كان المريض يعاني من زيادة في الوزن يلزم اتباع حمية غذائية لخسارة الوزن الزائد والوصول إلى الوزن السليم والصحي، عادةً ما يتم ذلك من خلال اتباع حمية غذائية وممارسة التمارين الرياضية.

الحد أو الإقلاع عن شرب الكحول

شرب الكحول بكميات عالية يسبب ارتفاع في ضغط الدم، وكما ذكرنا سابقًا هذا ما يسبب بعض المشاكل للأشخاص الذين يخضعون للعمليات الجراحية، كما يجب عدم شرب أي عبوات غير مشرعة بعد إجراء عملية زراعة الكلى، فقد تسبب بعض المضاعفات للكلى وقد تكون خطيرة، إلا أنها تتفاعل مع الأدوية المثبطة للمناعة أيضًا.

اسأل الطبيب

يجب الحصول على استشارة الطبيب قبل تناول أي نوع من الأدوية، وبالأخص تلك الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، ومن المحتمل أن تسبب تلك الأدوية بعض المشاكل بعد الخضوع لعملية زراعة الكلى.

يجب توخي الحذر حول الأمراض المعدية، الذي يسببها تناول الأدوية المثبطة للمناعة، حيث تسبب ضعف في مناعة الجسم بشكل عام.

ما هي مضاعفات عملية زارعة الكلى؟

إنَّ عملية زراعة الكلى كباقي العمليات الجراحية الأخرى، قد تحتوي على بعض المخاطر، بالرغم من انخفاض المضاعفات شديدة الخطورة. تتضمن تلك المخاطر ما يلي:

  • مخاط العملية نفسها.
  • مخاطر تتعلق بتناول الأدوية المثبطة للمناعة.
  • مخاطر حول حدوث بعض الأخطاء في وظائف الكلية المزروعة.

غالبًا ما تحدث تلك المخاطر خلال الأشهر الأولى بعد عملية زراعة الكلى، وقد تتطور مع مرور الوقت. تندرج المخاطر عمومًا على مضاعفات طويلة وقصيرة المدى، كالتالي:

مضاعفات قصيرة الآجل

تتمحور هذه المضاعفات حول حدوث التهابات بسيطة، كنزلات البرد والإنفلونزا والتهاب المسالك البولية، تعد هذه المضاعفات الأكثر انتشارًا. من المحتمل حدوث مضاعفات شديدة الخطورة، كفيروس المضخم للخلايا (CMV) والالتهاب الرئوي، حيث تتطلب هذه المضاعفات إلى اتباع علاج سليم وفعال وقد يدوم لفترة زمنية طويلة.

قد يحدث في بعض الحالات جلطات الدم، والتي قد تتطور في الشرايين المتصلة بالكلية الجديدة، في معظم الأحيان يتم معالجتها من خلال تناول بعض الادوية، ولكن قد يلجأ الطبيب إلى إزالة الكلية الجديدة في حال حدوث انسداد للدم.

قد يرافق زراعة الكلى تضيق الشرايين التي تتصل بالكلية الجديدة، ومن المحتمل أن تزداد هذه المشاكل بعد عدة شهور أو سنوات بعد إجراء عملية زراعة الكلى.

ينجم عن تَضيُّق الشرايين ارتفاع في ضغط الدم، حينها يحتاج إلى توسيعه من خلال شده، ويمكن أيضًا إدخال أنبوب معدني صغير الحجم ضمن الشريان المصاب. يمكن أن يحدث أيضًا انسداد في الحالب، وقد يُعالج ذلك من خلال القسطرة حيث يتم تسريب البول من خلالها، وفي بعض الحالات يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي لإزالة الانسداد.

من المحتمل حدوث تسرب البول إلى داخل الجسم، وإذا حدث ذلك حينها يحتاج المريض إلى تدخل جراحي فوري لمنع حدوث مشاكل أخرى أو تضاعفها، ويحدث ذلك خلال الأشهر الأولى.

رفض الجسم للكلية الجديدة، على العموم الجسم يرفض الكلية الجديدة ويتم علاج ذلك من خلال تناول أدوية مثبطات المناعة، ولكن إذا حدث رفض شديد، وقد يحدث ذلك مرة واحدة بين كل ثلاث حالات، الرفض الشديد لا يسبب أعراضًا شديدة الخطورة ولا يمكن اكتشافه إلا من خلال فحص الدم، وغالبًا ما يتم علاجه من خلال تناول أدوية مثبطات المناعة ذات قوة وتأثير أكبر.

مضاعفات طويلة الآجل

مع مرور فترة زمنية من تناول أدوية مثبطات المناعة، التي تمنع الجسم من محاربة الكلية الجديدة، ذلك ما يسبب عدة آثار جانبية. غالبًا يتم تناول من 2 أو 3 أنواع مختلفة لمثبطات المناعة. من بعض تلك الأثار:

  • زيادة الخطر من الإصابة بعدوى.
  • وجع في البطن.
  • تخبط المزاج.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • إسهال.
  • التهاب اللثة.
  • زيادة الخطر في الإصابة بمرض السكري.
  • تساقط أو نمو بشكل متزايد للشعر.
  • سهولة في النزف.
  • زيادة في الوزن.
  • ترقق العظام.
  • ظهور حب الشباب.
  • ارتفاع احتمالية الإصابة بإحدى أنواع السرطان وبالأخص سرطان الجلد.

يحاول الطبيب أن يتناول المريض جرعات كافية من أدوية مثبطات المناعة لوقف الرفض، كما يجب أن تكون منخفضة أيضًا لمنع حدوث تلك الأثار الجانبية، ويعد الحصول على ذلك أمرًا في غاية الصعوبة.

قد يستغرق الحصول على الجرعة المثالية ذات الفعالية العالية عدة شهور. يجب أن تتحسن تلك الأثار الجانبية عند الحصول على الجرعة المثالية. لا يجب إيقاف الجرعة بشكل فجائي حتى لو أصبحت تلك الأثار مزعجة للغاية، لأنه سيرفض الجسم حينها الكلية الجديدة. يجب مراجعة الطبيب عند حدوث أي عرض يثير الشك.

من المضاعفات التي قد تحدث أيضًا ظهور مرض السكري، وهو حالة تدوم مدى الحياة وتسبب ارتفاع لمستوى السكر في الدم، حيث يصاب بعض المرضى به بعد إجراء عملية زراعة الكلى، وسبب ذلك زيادة الوزن وعدم اتباع نظام غذائي صحي، ومن أعراض مرض السكري ما يلي:

  • تعب شديد.
  • التبول بكثرة وبالأخص في الليل.
  • العطش الشديد.

يمكن تجنب أعراض مرض السكري من خلال اتباع نظام مثالي كتناول الأدوية السليمة والغذاء الصحي.

إنَّ ارتفاع ضغط الدم هو إحدى المضاعفات التي قد تحدث بعد عملية زرع الكلى، وتناول مثبطات المناعة قد تساعد في ظهوره. لا يسبب ارتفاع ضغط الدم ظهور أعراض واضحة، لكن يتسبب في ظهور أمراض خطيرة كالسكتات الدماغية ونوبات قلبية.

يمكن لتناول مثبطات المناعة ظهور نوع من أنواع السرطان، منها:

يمكن تجنب الإصابة بسرطان الجلد من خلال استخدام واقي شمسي على البشرة.

المصدر

زراعة الكلى – خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله