حصى الكلى .. الأنواع والاعراض والتشخيص والعلاج وطرق الوقاية

تتشكل حصى الكلى جراء ترسبات معدنية وأحماض وأملاح في الكليتين أو أحد أجزاء الجهاز البولي، حيث تتشكل الحصى عندما يصبح البول أكثر تركيزًا ويسمح للمواد المعدنية تلك والأحماض بالالتصاق ببعضها مشكلةٍ الحصى.

لا يقتصر تأثير ومضاعفات وجود الحصى على الكلى فقط، وإنما من الممكن أن يؤثر ذلك على أي من أجزاء الجهاز البولي مثل المثانة أو الإحليل، وقد تكون الحصى المتشكلة صغيرة لا تتجاوز حجم حبة رمل أو قد تكون أكبر من ذلك. من غير المحتمل أن تسبب الحصى في الكلى أي شكل من الأضرار الدائمة والكبيرة وإنما يسهل معالجتها عند تشخيصها ولكن وجودها قد يسبب الألم للمريض.

حصى الكلى .. الأنواع والاعراض والتشخيص والعلاج وطرق الوقاية

سنتعرف هنا على أعراض حصى الكلى وأسباب تشكلها وطرق العلاج الممكنة وما يجب علينا فعله لتجنب تكونها في الكلى.

أنواع حصى الكلى

معرفة نوع الحصى المصاب به الشخص يساعد على تحديد أسباب تشكلها بدقة أكثر ويعطي المريض فكرة عما يجب عليه فعله لتجنب تشكل المزيد منها في الكلى وسواء في وقت معاناة الشخص من الحصى أو لاحقًا لتجنب الإصابة ثانيةً، وأنواع الحصى هي:

حصى الكالسيوم

وهو النوع الأكثر شيوعًا من بين كل أنواع حصى الكلى الأخرى، وتتكون الحصى من هذا النوع من أكسالات الكالسيوم بشكل أساسي، وهي مادة تتواجد في الأطعمة التي نتناولها بالإضافة إلى الكميات التي ينتجها الكبد منه تلقائيًا.

بعض الأطعمة وعند الحصول على كميات عالية من فيتامين D وبعض العمليات الجراحية للأمعاء تزيد من تركيز أكسالات الكالسيوم في البول، وهذا يعزز من إمكانية تشكل حصى الكالسيوم في الكلى.

حصى الستروفايت

هذا النوع من الحصى يتشكل عن طريق العدوى، عدوى الجهاز البولي تحديدًا. هذه الحصوات عادةً تتطور حالاتها بسرعة وتغدو كبيرة الحجم نسبيًا مع الأعراض والآلام التي تسببها للمريض.

حصى حمض اليوريك

تظهر عند الأشخاص الذين لا يشربون الكثير من المياه والسوائل بشكل عام، والذين يحصلون على كميات عالية من البروتين في غذائهم. بالإضافة لبعض العوامل الوراثية التي قد تزيد من إمكانية تشكل هذا النوع من الحصى لدى الشخص.

حصى السيستين

هذا النوع يظهر عند الأشخاص الذين يعانون من بعض الاضطرابات الوراثية، حيث يقوم الكبد عندهم بإفراز أنواع معينة من الأحماض الأمينية بشكل مفرط وأكثر من اللازم وهذا يسبب تشكل هذه الحصى.

أسباب تشكل حصى الكلى

عمومًا لا يمكن حصر الأسباب ضمن عدة عوامل حيث هناك الكثير من العوامل التي يمكن أن تلعب دور في تكون حصى الكلى، وأبرز هذه الأسباب والعوامل هي

  • العوامل الوراثية أول ما يمكننا ذكره فيما يخص الأسباب، فالأشخاص الذين لديهم في عوائلهم أشخاص سبق وأصيبوا بحصى الكلى يكونون أكثر عرضة لظهور الحصى لديهم. وكذلك الأشخاص الذين سبق وأصيبوا بحصى الكلى من المرجح جدًا إصابتهم ثانيةً.
  • عدم شرب كميات كافية من المياه يوميًا يسبب الجفاف وهذا أحد أسباب تشكل الحصى في الكلى، كذلك الأشخاص الذين يعيشون في مناطق حارة والذين يتعرقون كثيرًا لديهم احتمالية أكثر لتشكل الحصى لديهم.
  • النظام الغذائي الذي يكون غني بشكل مفرط بالبروتين والصوديوم والسكر والأملاح يعزز من احتمالية تشكل الحصى في الكلى، وخاصة الأطعمة الغنية بالكالسيوم تحديدًا.
  • بحسب بعض الإحصائيات الطبية والدراسات فأن الأشخاص الذين يعانون من البدانة أكثر عرضة من غيرهم لتشكل حصى الكلى لديهم.
  • بعض أمراض الجهاز الهضمي مثل التهاب الأمعاء والإسهال المزمن تسبب اضطرابات في عملية الهضم وتؤدي إلى ضعف في امتصاص الكالسيوم والماء خلال الهضم، مما يزيد ذلك من إمكانية تشكل الحصى.
  • بعض الأمراض الأخرى أيضًا تزيد من احتمالية تشكل الحصى مثل فرط نشاط الغدة الدرقية والحمض الأنبوبي الكلوي وأي التهابات أخرى في الجهاز البولي.

الأعراض

في بداية تشكل الحصى لا تظهر على الشخص أي أعراض، وإنما تبدأ الأعراض بالظهور عندما تبدأ الحصى بالتحرك وقد تنتقل إلى المثانة أو الحالب مسببةً ألم وشعور بعدم الراحة وتختلف شدة الألم الحاصل بين شخص وأخر، حيث يضطر بعض المصابين إلى الانتقال إلى المشفى فورًا نتيجة الألم القوي والمفاجئ الذي يصيبهم.

من الممكن أن تظهر الألآم على فترات متقطعة بين الحين والأخر في أسفل البطن والظهر وعلى جانبي الخصر أو أحدهما. كذلك يظهر الألم عند التبول مع تغير في لون البول إلى الأحمر أو البني وتغير في رائحته أيضًا.

من الأعراض الأخرى التي تظهر على من يعانون من وجود حصى في الكلى غثيان وتقيئ وكثرة التبول بشكل أكثر من المعتاد مع ظهور دم أحيانًا في البول نتيجة تسبب الحصى بجروح للحالب أو مجرى البول.

حصى الكلى .. الأنواع والاعراض والتشخيص والعلاج وطرق الوقاية

التشخيص

عند ملاحظتك لأي من الأعراض التي ذكرناها لا بد من زيارة الطبيب حتى يقوم بتشخيص الحالة والتأكد من تواجد أي شكل من الحصى في الكلى لديك. أول ما يمكن أن يقوم به الطبيب هو طلب تحليل للدم وذلك ليعرف إن كان هناك أي زيادة في مستويات الكالسيوم أو حمض اليوريك في الدم، وهذا يساعد ليس فقط على التأكد من وجود الحصى من عدمه وإنما قد يتعرف الطبيب من ذلك على تشخيص أي حالة مرضية أخرى متواجدة لدى المريض.

تحليل البول كذلك يظهر إذا ما كان البول لدى المريض يحوي أي شكل من الترسبات المعدنية التي تتشكل منها الحصى، وسائل التشخيص الأخرى تشمل التصوير الإشعاعي للكلى والذي يوضح إذا ما تتواجد فيها حصى، ولكن في حال كانت الحصى المتواجد صغيرة فقد لا تبدو واضحة في التصوير، عندها يضطر الطبيب لاستخدام وسائل أخرى للتشخيص مثل التصوير بالأشعة فوق الصوتية وتصفية البول وذلك لتشخيص الحالة والتأكد من نوع الحصى المتواجدة ومعالجتها.

العلاج

علاج الحصى الصغيرة

الأشكال الصغيرة من الحصى يمكن علاجها بسهولة ولا تحتاج للكثير، حيث ينصح الأطباء مرضاهم مع هذا النوع من الحصوات بشرب كميات كافية من المياه والسوائل (بين 2 إلى 3 لتر من المياه يوميًا) حيث يساعد ذلك على التخلص من الحصى الصغيرة مع البول.

بالإضافة لذلك، وكون وجود الحصى حتى ولو كانت صغيرة يسبب الألم وعدم الراحة للمريض لذلك يوصف الطبيب بعض مسكنات الألم مثل البروفين، إضافة إلى بعض الأدوية الأخرى التي تساعد على التخلص من الحصى والتي يكون هدفها مساعدة عضلات الحوض على الاسترخاء لتسهيل حركة الحصى وبالتالي خروجها وعدم تسببها بالكثير من الألم.

اقرأ أيضًا: علاج حصوات الكلى بطرق طبيعية

 علاج الحصى الكبيرة

علاج الحصى الكبيرة قد يكون أصعب من الحصى الصغيرة لأن الكبيرة منها يصعب التخلص منها بسهولة ومع البول بسبب كبر حجمها وما تسببه من جروح للكلى وأعضاء الجهاز البولي الأخرى.

بالنظر إلى حجم الحصى ومكانها فأنه يمكن تفجيرها بالموجات الصوتية عبر عملية مخصصة لذلك يجريها الطبيب، ويتم فيها تفجير الحصى إلى حصى صغيرة يمكن مرورها والتخلص منها عبر البول، وتستمر هذه الأنواع من العمليات عادةً بين 40 إلى 60 دقيقة وتسبب بعض الألم وهذا بحسب حجم الحصى.

العمليات الجراحية أحد الحلول كذلك في حال كانت الحصى كبيرة الحجم ويصعب التخلص منها بالطرق السابقة، وبالتالي يتم اللجوء إلى العملية الجراحية التي يتم فيه إخراج الحصى خارج الكلى والجسم عمومًا. أو قد يتم إدخال أنبوب صغير مزود بكاميرا إلى مكان توضع الكلى لتحديد مكان الحصى بدقة، ثم يتم إدخال أداة أخرى إلى مكان الحصى ليتم تفتيتها وبالتالي تخرج مع البول بعد أن تتحول إلى حصى مفتتة.

في حال كانت الحصى من نوع حصى الكالسيوم ومتشكلة بسبب فرط نشاط الغدة الدرقية، فهنا يلزم إجراء عملية للغدة الدرقية والتي تتموضع أسفل البلعوم، حيث يتم فيها إصلاح الضرر الحاصل والمتسبب بزيادة نشاط الغدة.

وسائل الوقاية من تشكل الحصى

هناك عدة خطوات تساعد في الحد من احتمالية تشكل الحصى في الكلى وهي

  • شرب كمية كافية من المياه يوميًا يساعد إلى حد كبير في منع تشكل الحصى، وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين سبق وعانوا من حصى الكلى سابقًا، وكذلك بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في مناطق حارة عمومًا والذين يتعرقون أكثر من غيرهم.
  • حاول عدم الأفراط في تناول الأغذية الغنية بأوكسالات الكالسيوم مثل البطاطا الحلوة والسبانخ والشمندر والمكسرات والشوكولا السوداء ومنتجات الصودا.
  • من الضروري تجنب الإكثار من الأغذية المالحة ومصادر البروتينات الحيوانية، والتركيز على البروتينات النباتية مثل البقوليات.
  • الأغذية الغنية بالكالسيوم ليس لها تأثير على تشكل الحصى في الكلى، ولكن مكملات الكالسيوم هي التي تزيد من إمكانية تشكل الحصى. لذلك ينصح باستشارة الطبيب قبل تناول أي شكل من مكملات الكالسيوم خاصة بالنسبة للأشخاص الذين سبق وعانوا من حصى الكلى.

هذه هي أبرز الخطوات التي تساعدنا على منع تشكل الحصى في الكلى لدينا إذا ما اتبعناها، بالإضافة إلى تعرفنا على أسباب تشكل الحصى وأعراضها وطرق التشخيص ووسائل العلاج المتوفرة.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله