هل يعتبر مريض الفصام مجنونًا؟

تحذير: المعلومات الواردة في هذا المقال هي لأغراض إعلامية فقط، ولا يجب أن تحل بأي شكل من الأشكال محل الاستشارة الطبية المهنية، الطبيب المختص وحده هو المخول بتحديد خيارات العلاج والأدوية التي تعطى لمرضى الفصام، لذا يجب التقيد بتعليماته تمامًا حتى لو وجدت أنها تختلف مع ما هو وارد في هذا المقال أو المقالات الأخرى على مواقع الإنترنت.

إن مرض الفصام هو من الأمراض التي تؤثر بشكلٍ كبير في حياة المريض، وتجعل سلوكه غريبًا جدًا لدرجة أن البعض يعتقد أنه مجنون، لكنه في الحقيقة ليس مجنونًا، بل يعاني من اضطراب عقلي، وفي معظم الحالات، يستجيب المرضى جيدًا للعلاج الطبي الدوائي، ومع مواصلة العلاج وفق تعليمات الطبيب، يصبح المريض بحالٍ أفضل، ويتمكن من استعادة توازنه وتفاعله مع الواقع والأخرين، كما أن الدعم المقدم من قبل أفراد العائلة والأصدقاء يمكن أن يجعله قادرًا على مواصلة الدراسة أو العمل والزواج وإنشاء عائلة.

حاليًا، تتوفر العديد من العلاجات المتاحة لمرضى الفصام، تحديد العلاج الأفضل يعتمد على كل حالة، لذلك، يجب استشارة طبيب متخصص في علاج الأمراض النفسية والعقلية والتواصل معه بشكلٍ دائم.

غالبًا ما يحتاج مرضى الفصام إلى متابعة العلاج طوال حياتهم، لكن ذلك لا يعد مشكلة حقيقية طالما أن العلاج ناجح ويساعد المريض على العيش حياة طبيعية مع الأخرين.

علاج الفصام قد ينطوي على انتكاسات، وأحيانًا قد تعود بعض الأعراض السابقة، لا بأس في ذلك، المهم هو الاستمرار في العلاج وعدم التوقف إلا في حال طلب الطبيب ذلك أو وصف للمريض طريقة علاج أخرى.

في العالم، هناك الملايين من مرضى الفصام الذين يتلقون علاجات ناجحة، الكثير منهم يعيشون حياة طبيعية ويتفاعلون مع المجتمع بطريقة رائعة ويعملون مثل غيرهم.

هناك العديد من العلاجات الواعدة التي تعطي الأمل لمرضى الفصام وعائلاتهم، فالكثير من مراكز الأبحاث تجري تجارب سريرية تتضمن أدوية ووسائل علاج أخرى، وقد نجد في المستقبل القريب علاجًا ينهي معاناة المرضى نهائيًا.

سنعطيك في السطور التالية لمحة عن الطريقة الصحيحة للتعامل مع مريض الفصام والوسائل التي تجعل حياته أكثر سهولة.

ماذا أفعل حين يكون أحد أفراد أسرتي مصابًا بالفصام

إن الدعم العاطفي من قبل أفراد العائلة والأصدقاء يلعب دورًا أساسيًا في علاج مرض انفصام الشخصية ويساهم في تحسين حالة المريض، نحن ندرك أن وجود مريض يعاني من الفصام ضمن أفراد العائلة قد يجعل الحياة صعبة، ويضع ضغطًا كبيرًا على أفراد الأسرة، لكن على الجميع التعاون للتغلب على مشاعر اليأس والإحباط وتحديد أسلوب حياة هادئ ومستقر وبيئة مناسبة يعيش فيها المريض مع أفراد أسرته، هذا سيشكل عامًا هامًا في تحسين استجاب المريض للعلاج الدوائي ويجعله أقل عدوانية ومتعاونًا أكثر.

لا يجب أن تشكل حالة الفصام وصمة عار بالنسبة للعائلة، فهذا المرض حقيقي والملايين يعانون منه، لذلك، لا تحاولوا عزل المريض عن المجتمع بسبب الخجل، تقبلوا سلوكياته الغريبة حتى يستجيب للعلاج، عندها ستختفي هذه الأعراض أو تصبح أقل تواترًا.

إن تشخيص إصابة فرد بمرض الفصام لا يعني حكمًا بالإعدام عليه، يمكن من خلال العلاج والدعم العاطفي والمعنوي أن تزول كل الأعراض ويعيش حياة طبيعية.

فيما يلي أهم الأشياء التي يجب القيام بها عند تشخيص أحد أفراد عائلتك بمرض الفصام:

  • تقبل المرض وكل التصرفات الغريبة التي يقوم بها المريض.
  • لا تصدق الكلام الذي يقول إن مريض الفصام سيبقى على حالة حتى نهاية حياته، فمرضى الفصام يتحسنون من خلال العلاج، ويمكن أن يعيشوا حياةً طبيعية وذات مغزى.
  • حاول قدر الإمكان أن تجعل حياتك وحياة أفراد الأسرة والمريض مستقرة في جو يسوده الهدوء والمحبة.
  • المرض هو حالة خاصة، لذلك، توقع أن يكون للمريض احتياجات خاصة وحاول أن تتفهم هذه الاحتياجات وتتقبلها وتؤمنها له.
  • كن دائمًا مع المريض وحافظ على الجو الإيجابي المتفائل، واجعل روح الدعابة جزءًا من نمط حياتك.
  • تذكر أن الأمور قد لا تسير دائمًا نحو الأفضل، كن مستعدًا ومتقبلًا لحدوث انتكاس في حالة المريض أو تراجع حالته وزيادة الأعراض والتصرفات الغريبة، في حال حدوث ذلك، حافظ على هدوءك وتركزك وتواصل مع المريض جيدًا وتفهم حالته، تواصل أيضًا مع الطبيب لمعرفة ما الذي يجب فعله.
  • أعمل مع أفراد الأسرة الأخرين كفريق متكامل ومنسق لرعاية المريض.

كيف أجعل حياة مريض الفصام أفضل؟

عليك في البداية أن تفهم المرض الذي يعاني منه المريض وتحصل على معلومات كافية عن مرض انفصام الشخصية، أفضل مكان للحصول على المعلومات تلك هو شبكة الإنترنت، قم بقراءة موضوعات حول المرض من المواقع الطبية الموثوقة لتحصل على رؤية مستنيرة وتفهم أسباب المرض وأعراضه والخيارات العلاجية المتاحة. تواصل مع الطبيب أيضًا إذا كانت لديك أية أسئلة أو تريد فهم أي نقطة غير مفهومة بالنسبة لك.

أبحث عن مجموعات على موقع فيسبوك تتعلق بمرض انفصام الشخصية، ستجد العديد من الأشخاص الذين يعالجون مرضى من عائلاتهم ولديهم خبرة جيدة في التعامل من المرض ويمكن أن يقدموا لك نصائح قيمة. لكن تذكر أن أي تتغير أو تعديل في خطة العلاج يجب أن تكون بعلم الطبي وتحت إشرافه، لا تجري أي تغييرات في خطة العلاج حتى لو وجدت أن مرضى أخرين تحسنوا بهذه التغييرات، فكل حالة مختلفة عن الأخرى، والعلاج الذي يكون مفيدًا لمريض ما قد لا يفيد مريضًا أخر.

إن شعور المريض بالاستقرار والهدوء والمحبة هو أمر لا يقل أهمية عن العلاج الدوائي في تحسين حالته وتخفيف الأعراض، تجنبوا التوتر والمشاكل الحياتية والعائلية أمام المريض وقولوا له أن الأمور ستكون دائمًا على ما يرام وأن كل شيء سيتحسن في المستقبل.

كن واقعيًا ولا تضع أي توقعات غير ممكنة، مريض الفصام سيحتاج إلى العلاج طوال حياته ومن النادر أن يشفى مريض بشكلٍ نهائي ويتمكن من التخلي عن العلاج، تحلى بالصبر فبعد مرور بعض الوقت ستجد أن المريض بدأ يتعافى من الأعراض ويعود لحالته الطبيعية. لكن رغم ذلك، يجب الاستمرار في العلاج.

ملاحظة هامة: يحتاج مريض انفصام الشخصية إلى علاج مدى الحياة، ولا يجب إيقاف العلاج حتى عند تراجع الأعراض أو زوالها.

تشجيع مريض الفصام على العلاج والاعتماد على نفسه

إن التشخيص والتدخل العلاجي المبكر قد يحدث فرقًا كبيرًا في مسار علاج مرض انفصام الشخصية، لذلك، عليك مساعدة المريض على زيارة الطبيب وبدء العلاج. لا يجب أن يترك مريض الفصام بدون علاج، عليه أن يبدأ أخذ الأدوية فورًا بعد شخيص حالته.

قد تساعد بعض الاستراتيجيات على جعل المريض أكثر قدرة على مساعدة نفسه والقيام بالأمور الأساسية المتعلقة بالحياة اليومية، وكلما كان المريض قادرًا على القيام بذلك بنفسه، سيقل شعوره باليأس والعجز، وهذا قد يساعد في المستقبل على تقليل عدد الأدوية أو جرعات الدواء التي يأخذها.

التحدي الأول هو إقناع المريض بأنه يحتاج لرؤية الطبيب، معظم المرضى يعانون من أوهام وهلوسة وسماع أصوات غريبة، عليك ألا تتجاهل هذه الأمور وتقول له أنها غير موجودة، بل على العكس، قل له أن كل يسمعه من أصوات وما يراه من أشياء غريبة هو أمر حقيقي ناجم عن مرض، وأن الطبيب سيساعده في فهم هذه الأوهام والهلوسات وتقديم علاج يخلصه منها.

إذا كان مريض الفصام مترددًا في زيارة الطبيب، فجرب الخيارات التالية:

قدم له مجموعة من الخيارات، مثل الذهاب إلى الطبيب مع شخص يحبه ويثق به، أو أن يأتي الطبيب بنفسه إلى المنزل لمعاينته، أو زيارة الطبيب في وقد يحدده هو، وجود خيارات عديدة يجعل المريض يشعر بأنه مسيطر وقادر على اتخاذ قرار.

حاول فهم أسباب رفضه لزيارة الطبيب ونفي هذه الأسباب، في معظم الحالات، يرفض المريض الذهاب للطبيب بسبب الخوف من أن يقال عنه مجنونًا، في هذه الحالة، حاول أن تشرح للمريض أن الطبيب خبير وقام بتشخيص مئات الحالات المماثلة لحالته، وأشرح له كيف أن المعاناة من مشكلة عقلية لا تعني أنه مجنون.

ماذا تفعل إذا كنت تعتقد أنك أو أحد أفراد أسرتك في خطر؟

إذا كنت تعتقد أن أحد أفراد أسرتك معرض لخطر إيذاء نفسه أو الآخرين ورفض المساعدة، عليك طلب المساعدة على الفور من قبل طبيب نفسي. إذا كان ذلك غير ممكن، قد تحتاج إلى طلب مساعدة الأخرين من الأصدقاء أو الأقارب أو الجيران، أو حتى الشرطة إذا لزم الأمر، قد يكون ذلك صعبًا ومرهقًا للجميع. ولكن الوضع سيكون أصعب إذا كان شخص ما في خطر.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله