هل التهاب الحلق المتكرر خطير؟ متى يجب أن تقلق بشأنه؟

التهاب الحلق قد يكون حالةً مزعجةً للغاية، في معظم الحالات، يكون هذا الالتهاب ناجمًا عن عدوى فيروسية، لكن على الرغم من أن العدوى الفيروسية هي السبب الأكثر شيوعًا، قد تكون حالات صحية أخرى هي السبب.

ستجيب الدكتورة جولينا أونجكاسوان Julina Ongkasuwan الأستاذة المساعدة لطب الأنف والأذن والحنجرة في كلية بايلور للطب بولاية تكساس الأمريكية عن العديد من الأسئلة مثل: هل التهاب الحلق المتكرر خطير؟ ما هي الأسباب الشائعة لالتهاب الحلق؟ متى يجب زيارة الطبيب؟

هل التهاب الحلق المتكرر خطير؟

تقول الدكتورة جولينا أونجكاسوان: “إن السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالتهاب الحلق هو الفيروسات، وغالبًا ما يكون ذلك مصحوبًا بسيلان في الأنف أو السعال، ومع ذلك، قالت العديد من الالتهابات الفيروسية قد تترافق مع ارتفاع في درجة الحرارة، لذلك، نوصي بزيارة طبيبك في حال شعرت بارتفاع في درجة حرارتك”.

تضيف الدكتورة: “قد يكون التهاب الحلق الشديد دليلًا على وجود عدوى بكتيرية. غالبًا ما تشمل أعراض العدوى البكتيرية في الحلق الحمى الشديدة أو صديد على اللوزتين”.

وعن الإجراءات التي يجب اتخاذها، تقول الدكتورة أونجكاسوان: “بالنسبة لمعظم الأشخاص الذين يعانون من التهاب الحلق، أوصي عمومًا بالراحة والترطيب من خلال شرب الكثير من السوائل. وإذا كنت تشعر بالقلق، فيجب زيارة الطبيب لإجراء الفحص والتشخيص”.

عن العلاج تقول الدكتورة: “الكثير من الأشخاص الذين يشعرون بأعراض الالتهاب في الحلق يلجؤون إلى أخذ مضادات الالتهاب التي تباع في الصيدليات بدون وصفة طبية، هذه الأدوية هي عبارة عن مضادات حيوية تقتل البكتيريا، لكنها لا تفيد في علاج العدوى الناجمة عن الفيروسات والتي تعد السبب الأكثر شيوعًا، لهذا السبب، لا يجب عليك أخذ المضادات الحيوية إلا بعد تشخيص حالتك عند الطبيب والتأكد من أنها عدوى بكتيرية، عندها ستكون المضادات الحيوية مفيدة في حالتك”.

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من التهاب الحلق المتكرر عدة مرات في السنة، تقول الدكتورة أن الطبيب قد يوصي باستئصال اللوزتين، وتضيف: “وفقًا لمعايير أكاديمية طب الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة في الولايات المتحدة الأمريكية، إذا عانى أي شخص من التهاب الحلق 7 مرات خلال سنة واحدة، أو 5 مرات في السنة لمدة سنتين متتاليتين، أو 3 مرات سنويًا لمدة 3 سنوات متتالية، فيمكن أن يوصي الطبيب باستئصال اللوزتين له”.

وعن طرق تخفيف التهاب الحلق وتهدئة التهيج، تقول الدكتورة: “هناك طرق عديدة وبسيطة لتهدئة التهاب الحلق دون الحاجة إلى أخذ المضادات الحيوية، مثل شرب الشاي الدافئ أو الماء الساخن المحلى بالعسل“.

ما هي الأسباب الأخرى لالتهاب الحلق؟

بحسب الدكتورة أونجكاسوان، الأسباب الأخرى التي يمكن أن تؤدي لالتهاب الحلق هي:

  • الارتجاع المَعِديّ المريئيّ
  • حصوات اللوزتين
  • توتر العضلات
  • داء كثرة الوحيدات

يمكن أن يؤدي الارتجاع المَعِديّ المريئيّ إلى وصول حمض المعدة إلى الحلق، وهذا قد يؤدي إلى التهاب الحلق والشعور بالانزعاج.

تنتج حصوات اللوزتين عن تجمع بقايا الطعام والبكتيريا وغيرها من المواد في اللوزتين، مما يؤدي إلى التهابها وتهيجها. هذه الحصى قد تكون سببًا لمعاناة الشخص من التهاب الحلق المتكرر. يمكن علاج حصى اللوزتين عن طريق الغرغرة بالماء الدافئ المالح كل صباح أو أخذ المضادات الحيوية أو الجراحة.

توتر العضلات هي حالة تعرف أيضًا باسم خلل التوتر العضلي، وهو اضطراب في الحركة يؤدي إلى شد وانقباض العضلات بشكلٍ لا إرادي في أجزاء مختلفة من الجسم، وإذا حصل الانقباض في الحلق، فإنه قد يؤدي للشعور بالألم وصعوبة في البلع. يمكن علاج هذه الحالة عن طريق الأدوية أو الجراحة.

داء كثرة الوحيدات هو مرض فيروسي معدٍ يعرف أيضًا باسم داء التقبيل، وذلك لأن الفيروس المسبب للمرض يمكن أن ينتقل عند التقبيل من الفم عبر اللعاب، وغالبًا ما يصاب به الأطفال بسبب تقبيلهم، لكن التقبيل ليس السبب الوحيد لانتقال العدوى، إذ يمكن أن ينتقل الفيروس من خلال استخدام أدوات الطعام أو الأكواب التي استخدمها شخص مصاب، وبشكلٍ عام، لا يعتبر هذا المرض معديًا مثل الزكام. تشمل أعراضه الحمى وتورم اللوزتين والصداع وغيرها.

متى يجب زيارة الطبيب؟

الأسباب المذكورة أعلاه ليست جميع الأسباب التي تؤدي إلى التهاب الحلق، هناك أسباب أخرى أقل شيوعًا، لذلك، إذا استمر الألم في الحلق أكثر من 3 أسابيع، وكنت تشعر بصعوبة في البلع أو خسارة الوزن، توصيك الدكتورة أونجكاسوان بزيارة الطبيب والخضوع للفحص من أجل استبعاد أي حالات صحية خطيرة.

وتضيف الدكتورة قائلةً: “التهاب الحلق هي حالة شائعة جدًا. وفي حين أن العدوى الفيروسية هي السبب الأكثر شيوعًا لها، إلا أن الألم الشديد أو المستمر قد يشير إلى مشكلة أكثر خطورة. إذا استمر ألم حلقك لمدة تزيد عن 3 أسابيع أو إذا كنت تشعر بالقلق، فعليك زيارة طبيبك”.

إذا اشتكى طفلك من التهاب الحلق ولم تتحسن حالته طوال اليوم، يجب عرضه على الطبيب، خاصةً إذا كان يعاني من الحمى أو صداع أو ألم في المعدة أو سيلان اللعاب (لأنه لا يستطيع البلع بسبب الألم) أو الجفاف.

تجنب الأسباب التي تؤدي إلى التهاب الحلق

تنتقل الفيروسات والبكتيريا المسببة لالتهاب الحلق من شخص لآخر عبر الرزاز المتطاير في الهواء بعد العطس أو السعال، كما قد تنتقل إليك إذا لمست صافحت شخصًا مصابًا أو لمست سطحًا ملوثًا بالبكتيريا أو الفيروسات ثم قمت بلمس أنفك أو فمك، تنتشر مسببات التهاب الحلق أيضًا في المدارس ودور رعاية الأطفال.

إحدى التحديات التي تمنع الوقاية من هذه المسببات هي أن الكثير من الأشخاص المصابين والذين ينقلون العدوى للآخرين لا تظهر عليهم الأعراض في البداية، لذا فإن أفضل طريقة لمنع انتشار العدوى هي غسل اليدين وتغطية الأنف والفم بمنديل أو بأعلى الذراع (بدلًا من اليد) عند العطس والسعال، وتعقيم الأسطح وتجنب استخدام الأكواب وأدوات الطعام التي يستخدمها الأخرون.

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله