هل مرض التهاب السحايا معدي؟ وما مدى تأثيره على الأطفال والبالغين والحامل؟

يمكن أن يتسبب التهاب السحايا الذي يظهر عادةً عند الأطفال الصغار في فقدان السمع وتلف في الدماغ، إذا تُرك دون علاج وعواقب مهددة للحياة، ويحتاج المرضى المشتبه في إصابتهم بالتهاب السحايا إلى استشارة أخصائي على الفور.

إذًا ما هو مرض التهاب السحايا، وهل حقًا يمكن أن يسبب الوفاة عندما يصل إلى مراحله الأخيرة، وما أنواعه، وهل هو مرض معدي؟ كل ذلك وأكثر في هذه المقالة، فتعالوا معنا.

مرض التهاب السحايا

إنه أحد الأمراض المعدية، الذي يحدث في الدماغ نتيجة التهاب الأغشية المحيطة بالمخ والنخاع الشوكي، وهو أكثر شيوعًا عند الأطفال دون سن 5 سنوات ولكنه يصيب الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 25 عامًا وأكثر من 55 عامًا وهو مرض يتطلب عناية طبية فورية.

يمكن أن تكون أعراض التهاب السحايا مختلفة ويصعب فهمها عند الأطفال، وإن أكثر أعراض التهاب السحايا شيوعًا والتي يمكن أن تظهر كأعراض هي انخفاض أو ارتفاع درجة حرارة الجسم لدى الطفل، والأرق، والبكاء المستمر، والنعاس، وسوء التغذية، وتورم اليافوخ، كما يمكن أن يحدث صداع شديد عند البالغين.

أنواع مرض التهاب السحايا

هناك أكثر من نوع لمرض النهاب السحايا فمنها التهاب السحايا البكتيري، والفيروسي، والطفيلي، والفطري، وغير المعدي ومن بعضها:

التهاب السحايا البكتيري:

نوع من التهاب السحايا تسببه بكتيريا المكورات السحائية، والمكورات الرئوية وهو يشبه عدوى نزلات البرد وينتقل عن طريق الإفرازات من الحنجرة والجهاز التنفسي (البلغم واللعاب).

هذا النوع من التهاب السحايا الجرثومي معدي وينتج عن عدوى ببكتيريا معينة وإذا ترك دون علاج يمكن أن يكون قاتلًا.

التهاب السحايا الفيروسي:

وهو نوع من التهاب السحايا يسببه فيروس الحماق النطاقي وفيروس نقص المناعة البشرية الذي يسبب أمراضًا مثل فيروس الهربس البسيط، والفيروس المعوي، والقوباء المنطقية، والنكاف، وجدري الماء ويحدث هذا الالتهاب نتيجة انتقال البكتريا إلى دماغ الشخص السليم عن طريق الفم أو الأنف.

التهاب السحايا الفطري:

هو نوع نادر تسببها الفطريات التي تصيب الجسم ثم تنتشر من مجرى الدم إلى الدماغ أو النخاع الشوكي، وينتقل نتيجة تلوث الماء والطعام والتربة المليئة بالجراثيم واستنشاقها مما يسبب الالتهاب، ويصيب الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة لأنهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الفطرية.

التهاب السحايا المعوي:

ينتقل من خلال التلوث من براز الشخص المريض إلى الشخص السليم (باستخدام نفس المرحاض)، وينتقل أيضًا بالإفرازات التنفسية من المصاب إلى السليم.

أنواع التهاب السحايا الأخرى:

تشمل الحالات الأخرى التي يمكن أن تصيب الإنسان المواد الكيميائية، والحساسية تجاه بعض الأدوية، وأنواع معينة من السرطان، والأمراض الالتهابية مثل الساركويد.

هل مرض التهاب السحايا معدي؟

على الرغم من أن مرض التهاب السحايا يمكن أن يصيب الأشخاص في أي عمر، إلا أن الخطر مرتفع جدًا عند الأطفال حديثي الولادة والأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد، ومع ذلك تزداد نسبة الإصابة بالتهاب السحايا لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.

التهاب السحايا الفيروسي والبكتيري معدي. يمكن أن ينتقل من شخص لآخر عن طريق الاتصال والسعال والعطس.

كما يمكن أن ينتقل التهاب السحايا لأي شخص، إنه شائع في المناطق المزدحمة حيث يعيش الناس بالقرب من بعضهم البعض، وبالتالي فمن المرجح أن تصيب الأطفال والجنود الذين يدرسون في المدارس الداخلية جنبًا إلى جنب مع بعضهم.

كيف تنتقل عدوى مرض التهاب السحايا؟

كما قلنا سابقًا فإن مرض التهاب السحايا معدي وينتقل من الشخص المصاب إلى الشخص السليم عن طريق عدة عوامل، تتمثل بانتقال الفيروسات والبكتيريا المسببة لمرض التهاب السحايا عن طريق:

  • السعال.
  • العطس.
  • التقبيل.
  • استخدام الأواني والأطباق وأدوات المائدة العامة.
  • استخدام الأدوات الشخصية لشخص مريض كالمناشف والأغطية.

تدخل الفيروسات أو البكتيريا إلى الجسم عن طريق الأنف أو الحلق أو الأذن وتصل إلى الدماغ والمخ مسببة عدوى.

الأطفال وعدوى التهاب السحايا:

نظرًا لعدم تطور الجهاز المناعي عند الأطفال يعد التهاب السحايا أحد أخطر الأمراض عليهم خاصةً عند تعرضهم للعدوى بسرعة من شخص مصاب.

الإصابة بالأمراض وعدوى التهاب السحايا:

بالإضافة إلى ذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من مرض في الطحال المتضرر أو المستأصل والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مثل الإصابة بالأمراض المزمنة أو اضطرابات الجهاز المناعي معرضون أيضًا لخطر العدوى من أشخاص مصابين بالتهاب السحايا.

انتشار الفيروسات بسهولة وعدوى التهاب السحايا:

نظرًا لأن بعض الميكروبات المسببة لالتهاب السحايا يمكن أن تنتشر بسهولة في البيئة المحيطة بنا، فيمكن أن تحدث العدوى وبشكل قوي في المناطق المكتظة بالسكان حيث يعيش الناس بالقرب من بعضهم البعض.

كما يمكن أن تنتقل عدوى مرض التهاب السحايا في أماكن التجمعات الداخلية حيث يتشارك الجميع مع بعضهم في المسكن والطعام مثل المهاجع والثكنات والمدارس الداخلية ودور الحضانة حيث يقيمون معًا.

بالإضافة إلى ذلك يوصى بأن يخضع البالغون للتطعيم ضد التهاب السحايا مرة أخرى في رحلاتهم إلى مناطق مكتظة بالسكان والتجمعات مثل إفريقيا والهند وأثناء الحج.

هل يؤثر المرض على المرأة الحامل؟

يزيد الحمل من خطر الإصابة بعدوى التهاب السحايا ويمكن أن تسبب الإصابة ببكتيريا الليستيريا أيضًا التهاب السحايا حيث تزيد الليستيريا من مخاطر الإجهاض وولادة جنين ميت والولادة المبكرة.

ومع ذلك بالإضافة إلى الحمل قد يكون المرض شديدًا عند النساء اللاتي يحملن بعض عوامل الخطر (كتضرر الطحال) والنساء الحوامل اللاتي يسافرن إلى مناطق الوباء.

مرض التهاب السحايا والرضاعة الطبيعية

نظرًا لأن المرض ينتقل عن طريق الجهاز التنفسي والاتصال الوثيق بين الشخص السليم والمريض، يوصى بارتداء قناع للأم المرضعة.

كما يوصى بوقف الرضاعة الطبيعية عند بدء العلاج بالمضادات الحيوية بشكل عاجل عند الأمهات المصابات والمرضعات.

ويوصى بالتطعيم للحوامل المتواجدات في أماكن الأوبئة حيث تعتبر هذه اللقاحات آمنة على الجنين لأن الأجسام المضادة المتكونة في الأم تمر عبر المشيمة وتوفر حماية بنسبة 50٪ تقريبًا في الأشهر القليلة الأولى من عمر الوليد، حيث لم تظهر أي آثار جانبية للقاح على الأم والجنين.

البالغين وعدوى التهاب السحايا

إن الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة مثل المصابين بمرض نقص المناعة (الإيدز) أو السرطان هم أكثر عرضة للعدوى والإصابة بالتهاب السحايا.

ما الذي يسبب التهاب السحايا؟

أي ميكروب يمكن أن يسبب التهاب السحايا حيث تأتي الفيروسات (النكاف، فيروس الهربس) والبكتيريا، والفطريات والطفيليات بشكل أقل تواترًا، وعلى الرغم من ارتباطها بالعمر ومستوى المناعة لدى المريض، يمكن أن تصل الجراثيم إلى أغشية الدماغ عن طريق الدم.

بالإضافة إلى ذلك في حالات العدوى مثل التهاب الأذن، والتهاب الجيوب الأنفية، يمكن أن تستقر الميكروبات في السحايا وتسبب الالتهابات في كثير من الأحيان بعد جراحات الجمجمة.

كيف ينتقل التهاب السحايا؟

يظهر التهاب السحايا عادة في أشهر الشتاء والربيع على شكل أوبئة، حيث عادة ما توجد العوامل التي تسبب التهاب السحايا الجرثومي في الغشاء المخاطي للأنف والحلق ومع ذلك فإنه لا يسبب المرض دائمًا.

يظهر المرض عندما تكون المناعة منخفضة حيث تكون طريقة الانتقال من شخص لآخر عن طريق إفرازات الجهاز التنفسي والسعال والعطس وتناثر الجزيئات السائلة حولها.

من الأشخاص المعرضون للإصابة بمرض التهاب السحايا؟

على الرغم من أن التهاب السحايا يمكن أن يصيب جميع الأعمار، إلا أنه أكثر شيوعًا عند الأطفال دون سن الخامسة، وفي الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين يكون معدل الوفيات مرتفعًا لأن نظام المناعة الخاص بالميكروبات لديهم لم يتم تطويره بشكل كامل.

أعراض التهاب السحايا

إن أعراض هذا المرض البكتيري عادةً ما تكون أكثر حدة، وتختلف الأعراض أيضًا مع تقدم العمر ومن بعض الأعراض التي يمكن رؤيتها في التهاب السحايا هي:

  • حمى، حيث قد تصل لأكثر من 38 درجة.
  • صداع حاد.
  • تصلب الرقبة.
  • فقدان الشهية.
  • استفراغ وغثيان.
  • تجنب النظر إلى الضوء الساطع.
  • النعاس وعدم الاستجابة لأي شيء.
  • تشتت الوعي.
  • برودة اليدين والقدمين.
  • تنفس سريع.
  • آلام المفاصل والعضلات.

من المهم جدًا مراجعة الطبيب المختص خاصة في حالات ارتفاع درجة الحرارة والارتباك والصداع.

ومن الأعراض الرئيسية عند الأطفال هي الحمى وتيبس الرقبة والصداع والارتباك والأرق والغثيان والقيء وعدم القدرة على النظر إلى الضوء وقلة الشهية وانتفاخ اليافوخ.

كيف يتم التخطيط للتشخيص والعلاج؟

التشخيص المبكر والعلاج الفوري بمضادات الميكروبات في التهاب السحايا مهمان من حيث حماية حياة المريض والوقاية من المضاعفات التي قد تحدث.

والفحص الميكروبيولوجي والكيميائي الحيوي للسائل النخاعي مطلوب للتشخيص النهائي، لأن معدل الوفيات مرتفع في المرضى الذين لا يتلقون العلاج في الوقت المناسب وبشكل كافٍ، بالإضافة إلى ذلك قد تحدث مضاعفات مثل خراج الدماغ أو السكتة الدماغية أو فقدان الأعضاء.

  • يجب إعطاء المضادات الحيوية عن طريق الوريد، وعند بدء العلاج بالمضادات الحيوية لا ينبغي توقع النتائج فورًا.
  • كما يجب مراعاة تركيبة المضادات الحيوية التي توفر طيفًا أوسع من مضادات البكتيريا عند المرضى الذين يعانون من أمراض كامنة ونقص المناعة.
  • ويفضل استخدام المضادات الحيوية المعروفة بتأثيرها على السائل الدماغي النخاعي.
  • يجب إعطاء علاج سيفترياكسون عن طريق الوريد على الفور للأطفال الذين يُعتقد أنهم مصابون بعدوى المكورات السحائية.

يشمل علاج التهاب السحايا البسيط ما يلي:

  • الراحة التامة للمصاب.
  • الإكثار من تناول السوائل.
  • المسكنات لتقليل الآلام والحمى.

يعتبر العلاج الداعم من أهم مراحل العلاج.

كما يجب متابعة المرضى في وحدة العناية المركزة، ويجب الكشف عن المضاعفات مثل الصدمة والوذمة الدماغية في الوقت المناسب.

الوقاية من عدوى مرض التهاب السحايا

في برامج التطعيم المطورة في العالم، ومع تقديم اللقاحات العقدية الرئوية ولقاح الأنفلونزا من النوع B لتوفير الحماية ضد عوامل التهاب السحايا الشائعة، فإن حالات التهاب السحايا المرتبطة بها تكون أيضًا أقل شيوعًا. اللقاح الذي تم تطويره واستخدامه في العالم يوفر الحماية ضد أنواع التهاب السحايا.

يمكن الوقاية من التهاب السحايا الناجم عن طريق الوقاية الكيميائية والتطعيم.

من المهم جدًا إعطاء الوقاية للأشخاص الذين هم على اتصال وثيق بالمريض المصاب من حيث الوقاية، حيث يهدف مؤشر الوقاية الكيميائية إلى القضاء على البكتيريا المحفوفة بالمخاطر لدى أولئك الذين هم على اتصال وثيق بالحالة (يعني الاتصال الوثيق أولئك الذين لديهم اتصال مباشر (تقبيل) مع أسرة المريض أو زملائه في المدرسة أو الحضانة، وإفرازات الفم).

ومن الناحية المثالية ينبغي إعطاء الوقاية خلال الـ 24 ساعة الأولى بعد اكتشاف حالة المرض.

  • تجنب الاتصال مع المرضى المشتبه بإصابتهم بمرض التهاب السحايا.
  • عدم استخدام الأدوات الشخصية لمريض التهاب السحايا كالمناشف والملاءات والوسائد وعدم استخدام الأواني التي يتناول بها الطعام والأطباق وأدوات المائدة من أكواب وملاعق وغيرها مما قد ينقل العدوى.
  • تعقيم اليدين عند ملامسة الأشخاص المصابين بالماء والصابون والكحول الطبي لمنع انتقال العدوى.
  • يمكن أن تنتشر البكتيريا أو الفيروسات التي يمكن أن تسبب أيضًا التهاب السحايا عن طريق السعال أو العطس أو التقبيل أو مشاركة الملعقة أو فرشاة الأسنان أو السيجارة.

خطوات تساعد في الوقاية من عدوى التهاب السحايا

  • يساعد غسل اليدين بانتظام على منع انتشار الجراثيم، لذلك علمي أطفالك أن يغسلوا أيديهم كثيرًا خاصة قبل الأكل وبعد استخدام المرحاض.
  • لا تعطي المشروبات أو الطعام أو القش أو أدوات المائدة أو فرشاة الأسنان أو المنشفة لأي شخص وعلمي الأطفال والمراهقين تجنب المشاركة في هذه الأشياء.
  • الحفاظ على جهاز المناعة، والاهتمام بتقديم الراحة الكافية للمريض مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه الطازجة والخضروات والحبوب الكاملة.
  • قم بتغطية فمك وأنفك عندما تحتاج إلى السعال أو العطس.
  • إذا كنتِ حاملاً اعتني بطعامك وقللي من خطر الإصابة بداء الليستريات عن طريق طهي اللحوم بشكل جيد.
  • تجنب تناول الجبن غير المبستر واختار الجبن المحتوي على الحليب المبستر.
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله