هل ارتفاع هرمون الحليب خطير وأثره على الصحة الانجابية

من الضروري لكل شخص يهتم بصحته أن يقوم ببعض الاختبارات والتحاليل بين فترة وأخرى حتى وإن كان لا يعاني من أي مرض وذلك للاطمئنان على صحته وأن جميع وظائف الجسم تقوم بعملها بشكل صحي وسليم.

ومن بين هذه الاختبارات وخاصة عند ظهور بعض الأعراض غير المطمئنة قياس مستوى هرمون الحليب أو البرولاكتين الذي له تأثير كبير على الصحة الإنجابية وخاصة أن هناك تساؤل من أعداد كبيرة من الأشخاص عن ارتفاع هذا الهرمون فهل ارتفاع هرمون الحليب خطير أم لا هذا ما سنتحقق منه من خلال هذا المقال الذي يعرفنا على هرمون الحليب وأسباب ارتفاع مستوياته والخطر الكامن وراء ارتفاعه فتعالوا معنا:

هرمون الحليب أو (البرولاكتين) ‏

هرمون الحليب أو ما يسمى (البرولاكتين Prolactin) هو هرمون تقوم الغدة النخامية بإفرازه في الدماغ وهو الذي يحفز انتاج الحليب في الثدي بعد الولادة ويحفز أيضًا نمو الثدي.

تتحكم بعض الهرمونات بمستوى البرولاكتين في الجسم مثل هرمون الدوبامين إضافة إلى أن هرمون الحليب موجود لدى النساء والرجال ولكن بمستويات منخفضة في الدم.

إلا أن مستوى هرمون الحليب (البرولاكتين) يرتفع بعد الولادة وأثناء فترة الحمل ولكن بعد الولادة ينخفض مستوى هرمون البروجسترون والاستروجين بشكل مفاجئ ويبقى مستوى هرمون الحليب مرتفع وهذا يساعد على تحفيز انتاج حليب الأم في الثديين لتتم عملية الرضاعة الطبيعية.

ولدى النساء غير الحوامل يساعد هرمون الحليب في تنظيم الدورة الشهرية أما عند الرجال فيساعد هذا الهرمون في التأثير على انتاج الحيوانات المنوية لديهم.

هل ارتفاع هرمون الحليب خطير

اختبار هرمون الحليب

للإجابة على هذا السؤال المهم لا بد أن نتعرف بداية على ارتفاع هرمون الحليب (البرولاكتين) أو ما يسمى بفرط برولاكتين الدم إضافة إلى التعرف على السبب الذي يكمن وراء ارتفاعه وضرورة معرفة نسبة هرمون الحليب أو البرولاكتين الطبيعي ومن خلال هذه الحقائق يمكننا أن نتوصل فيما إن كان ارتفاع هرمون الحليب خطير أو لا؟

ما هو ارتفاع هرمون الحليب

ارتفاع هرمون الحليب عند النساء:

ارتفاع هرمون الحليب أو فرط برولاكتين الدم هو أن يكون مستوى هرمون الحليب لدى النساء غير الحوامل مرتفعًا وهذا يكون بشكل نسبي حيث يعتبر ارتفاع هرمون الحليب لدى النساء شائعًا بنسبة 1/3 النساء اللواتي في سن الإنجاب حيث يُصبن بارتفاع هرمون الحليب مما ينعكس على الدورة الشهرية ويؤدي إلى عدم انتظامها.

وعند ارتفاع هرمون الحليب تلاحظ المرأة خروج الحليب من الثدي رغم أنها غير حامل أو مرضعة مما يسبب في منع الحمل لدى المرأة رغم أنها في سن الإنجاب.

بالإضافة إلى أنه يترافق ارتفاع مستوى هرمون الحليب مع الإنتاج الطبيعي لبعض الهرمونات مثل هرمون البروجسترون وهرمون الإستروجين.

كما أن ارتفاع هرمون الحليب يتداخل مع عملية الإباضة وتتعارض مع هذه العملية.

من الملاحظ أنه لا توجد أي أعراض لارتفاع هرمون الحليب رغم المستويات العالية فيه وهنا يكمن الخطر في نتائج هذا الارتفاع على الحالة الإنجابية للمرأة.

أما ارتفاع هرمون الحليب عند الرجال:

يمكن أن يتسبب ارتفاع هرمون الحليب عند الرجال نزول قطرات من الحليب من الثدي.

كما يمكن أن يسبب هذا الارتفاع في العجز الجنسي لدى الرجل (عدم القدرة على الانتصاب أثناء الجماع).

انخفاض في الرغبة الجنسية.

انخفاض في انتاج الحيوانات المنوية أو لا يمكن انتاج أي حيوانات منوية.

وقد يسبب هذا الارتفاع في هرمون الحليب عند الرجال إلى العقم.

أسباب ارتفاع هرمون الحليب

ارتفاع هرمون الحليب

من الأسباب الشائعة لارتفاع هرمون الحليب في الدم:

  • التوتر والضغط العصبي.
  • فترة الحمل.
  • تحفيز الحلمة أو الصدر لإنتاج الحليب.
  • وصول الشخص للنشوة.
  • حدوث اضطرابات نسائية في المبايض.
  • قصور في الغدة الدرقية.
  • الإصابة بأمراض الكبد أو الفشل الكلوي.
  • تناول أدوية مضادات الاكتئاب والأدوية الموصوفة لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو لحرقة المعدة  أو الاضطرابات النفسية وأدوية مشاكل الدورة الشهرية لأنها تزيد من نشاط إفراز هرمون الحليب.
  • الاستهلاك المفرط لبعض النباتات مثل (الحلبة وبذور الشمر والبرسيم الأحمر).
  • تحفيز جدار الصدر بسبب الإصابة بالقوباء المنطقية أو نتيجة الجروح الجراحية أو بسبب حمالة الصدر الضيقة.
  • التعرض للإجهاد أو ممارسة التمارين الشاقة.

لماذا نقيس مستوى هرمون الحليب أو (البرولاكتين)؟

من الضروري أن نتعرف على سبب ارتفاع البرولاكتين في الجسم وذلك لعدة أسباب:

  • من الممكن أن يسبب ارتفاع هرمون الحليب إلى إصابة المرأة بورم صغير في الغدة النخامية أو ما يسمى بالورم البرولاكتيني وهو روم حميد إلا أنه يحتاج إلى علاج.
  • كما يمكن أن يسبب ارتفاع هرمون الحليب إلى مشاكل في الخصوبة عند المرأة مما يعطل عملية الحمل.
  • كما يمكن أن يسبب ارتفاع هرمون الحليب إلى عدم انتظام الدورة الشهرية والاضطرابات التي تترافق معها نتيجة عدم انتظامها.
  • إضافة إلى أن ارتفاع هرمون الحليب يحفز على نمو شعر غير طبيعي على الوجه والذقن والجسم لدى النساء مع تساقط في شعر الرأس بشكل كبير.
  • يمكن أن يسبب مشاكل في الإنجاب والضعف الجنسي لدى الرجال.

هل يمكن اعتبار ارتفاع هرمون الحليب خطيرًا؟

تكمن خطورة ارتفاع هرمون الحليب (البرولاكتين) في أنه يؤثر على الخصوبة وتظهر مشاكل في الانجاب رغم أنه من الممكن تخطيها في حال التمكن من ضبط مستويات هرمون الحليب وإعادتها إلى المستوى الطبيعي من خلال علاج السبب الكامن وراء هذا الارتفاع في المستويات.

ملاحظة هامة:

إلا أن الخطر الذي يكمن وراء ارتفاع مستويات هرمون الحليب أنه يمكن في بعض الحالات أن يسبب العقم وخاصة عند الرجال نتيجة العجز الجنسي أو عدم انتاج الحيوانات المنوية أو ضعفها.

كما يمكن أن تظهر أورام على الغدة النخامية والتي يمكن أن تكون حميدة ولكن هذا الورم يضغط على الغدة النخامية مما يوقف انتاج الهرمونات الأخرى والتي تُعرف باسم (الغدة النخامية المساعدة) وهذا الأمر يعمل على تقليل الرغبة الجنسية عند الرجل وتساقط الشعر وإلى تقليل إنتاج الخصيتين لهرمون التستوستيرون وقد يصل إلى الإصابة بالعقم.

كما أن الخطر من ارتفاع مستويات هرمون الحليب أن هذه المستويات المرتفعة تتداخل مع انتاج هرمونات هامة مثل هرمون البروجسترون وهرمون الأستروجين مسببًا للمرأة عدم انتظام الدورة الشهرية وعدم انتظام الإباضة لديها أو منع الإباضة، بالإضافة إلى أن هذا الارتفاع يسبب جفاف المهبل مما يسبب انخفاض الرغبة الجنسية لدى المرأة.

نصائح للوقاية من ارتفاع هرمون الحليب

هناك عدة استراتيجيات تُساعد على تقليل هرمون الحليب (البرولاكتين) وعدم ارتفاع مستوياته لا بد من الأخذ بها حفاظًا على صحة الجسم وهي:

  • اختيار نظام غذائي صحي ومتوازن.
  • التحكم في التوتر والابتعاد عن كل ما يسبب التوتر قدر الإمكان.
  • عدم القيام بالأنشطة الرياضية الشاقة أو التوقف عن ممارستها والاكتفاء بالرياضة البدنية البسيطة.
  • الابتعاد عن لبس الملابس الضيقة وخاصة في منطقة الصدر.
  • تجنب النساء ارتداء حمالة صدر ضيقة والتي تضغط على الحلمتين.
  • تناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين B6 وعلى فيتامين E لأن فيتامين B6 له دور كبير في تحفيز الناقل العصبي المسمى الدوبامين والمسؤول عن الحالة المزاجية للشخص إضافة إلى أن فيتامين E يمنع زيادة مستويات هرمون الحليب.

أخيرًا ….

إن ارتفاع هرمون الحليب أو البرولاكتين تكمن خطورته في أنه يمكن أن يسبب العقم عند الرجال ومنع الإباضة أو ضعفها عند المرأة وهذا يمكن أن يكون خطيرًا لأنه يمس عملية الإنجاب لدى المرأة والرجل مما يستدعي معالجة سبب ارتفاع هذا الهرمون لإعادته إلى المستوى الطبيعي وتجنب أي مخاطر تكمن وراء ارتفاعه.

إلا أن التشخيص المبكر لارتفاع هرمون الحليب من خلال إجراء الاختبارات الضرورية واستشارة الطبيب المتخصص يمكن أن تساعد في علاج الحالة وإعادة مستوى هرمون الحليب إلى نسبته الطبيعية.

هذه المقالة عبارة عن معلومات ثقافية لا يمكن أن تكون بديلًا عن استشارة الطبيب المتخصص للتشخيص والعلاج ولا تعتبر أيضًا مشورة طبية متخصصة أبدًا.

المصدر:

ارتفاع مستويات البرولاكتين (هرمون الحليب) والعقم – موقع vrhrc.tums.ac.ir

ما هو البرولاكتين؟ – موقع medicalpark

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله