هل مريضة السكر تكمل الشهر التاسع من الحمل؟

يجب على المرأة أن تخضع لفحص طبي شامل إذا كانت ترغب في الحمل، خاصةً إذا كانت تعاني من مرضٍ مزمن مثل مرض السكري.

معظم النساء المصابات بمرض السكري لا يلجأن إلى الطبيب إلا بعد حدوث الحمل، التقديرات تشير إلى أن 40% فقط من المصابات بداء السكري يخضعن للفحص الطبي عندما يخططن للحمل. وهذه مشكلة حقيقية، فعدم السيطرة على معدل السكر في الدم خلال الحمل يؤثر بشكلٍ سلبي على صحة الجنين.

مرض السكري من النوع الأول يكون تحت السيطرة

جميع النساء اللواتي يعانين من مرض السكري من النوع الأول يعرفن ذلك ويخضعن للعلاج، وذلك لأن هذا المرض يبدأ عادةً في سنٍ مبكرة نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا المنتجة للأنسولين، هذا يجبر المرأة على فحص نسبة السكر في الدم وحقن الأنسولين يوميًا.

نتيجةً لذلك، لا يشكل مرض السكري من النوع الأول مشكلة كبيرة، وتستطيع المرأة أن تحمل وتكمل حملها بشكلٍ طبيعي دون أي مشاكل أو مضاعفات، لكن يجب أن تقوم دائمًا بإجراء فحص لنسبة السكر في الدم وتأخذ حقن الأنسولين وفق الجرعة التي يحددها الطبيب المعالج.

حتى إذا كنتي مسيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من المفيد استشارة الطبيب وتقييم وضعك قبل الحمل وأثناء الحمل وقبل الولادة للحصول على نصائحه وتعليماته التي تضمن سلامتك وسلامة الجنين.

مرض السكري من النوع الثاني غالبًا لا يتم تشخيصه

الحالة التي قد تكون خطيرة والتي يحذر منها الأطباء هي مرض السكري من النوع الثاني، هذا المرض يظهر تصاب به النساء عادةً مع التقدم في العمر، لكن يمكن أن يظهر في سن العشرين.

يشكل مرض السكري من النوع الثاني خطرًا على الحمل لأن المرأة عادةً لا تعرف أنها مصابة بالمرض وتعاني من ارتفاع نسبة السكر في الدم، فأعراض هذا المرض غير واضحة وقد تستمر لعدة سنوات قبل أن يتم تشخيصها بشكلٍ صحيح. لذلك، من الضروري أن تخضع كل النساء اللواتي يرغبن في الحمل إلى فحص طبي واختبار نسبة السكر في الدم.

إذا تم تشخيص مرض السكري من النوع الثاني قبل الحمل، وبدأت المرأة في العلاج وتمكنت من السيطرة على معدلات السكر في دمها، فإنها تستطيع أن تحمل وتكمل الحمل حتى أخر يوم دون أي مشاكل أو مضاعفات، بشرط الالتزام بالعلاج حسب تعليمات الطبيب قبل وأثناء وبعد الحمل.

الأعراض الأكثر شيوعًا لمرض السكري من النوع الثاني هي:

المخاطر التي قد يتعرض لها الجنين

إذا كانت المرأة تعاني من مرض السكري قبل الحمل ولا يتم علاجه، فإن لذلك عواقب خطيرة على الأم والطفل خلال فترة الحمل، ففي الأشهر الثلاثة الأولى، يزداد خطر الإجهاض والتشوهات الجنينية المرتبطة بزيادة سكر الدم، وفي نهاية الحمل ووقت الولادة، يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى عملقة الجنين، أي زيادة حجم الجنين ما يجعل عملية الولادة صعبة، في هذه الحالة، غالبًا ما يوصى الأطباء بإجراء ولادة قيصرية أو التحريض للولادة في وقت مبكر.

المضاعفات الأخرى لارتفاع سكر الدم خلال الحمل قد تشمل الولادة المبكرة وتسمم الحمل بسبب تغيير تكوين المشيمة في بداية الحمل.

من الضروري البقاء تحت الإشراف الطبي

لا تقلقي، يمكنكِ أن تحملي وتنجبي طفلًا طبيعيًا حتى لو كنتِ مصابة بمرض السكري. فالكثير من النساء المصابات بداء السكري ينجبن طفل أول وثاني ويمكن أيضًا إنجاب طفل ثالث. لكن ذلك يتطلب وعيًا والتزامًا بالعلاج وتعليمات الأطباء، لهذا، من الضروري أن تزوري طبيبًا متخصصًا في علاج مرض السكري أو مركز متخصص، من المستحسن البقاء على اتصال دائم مع أقرب مركز للاتفاق معهم على مسار علاجي متكامل لإبقاء نسبة السكر تحت السيطرة طوال فترة الحمل.

من الضروري أيضًا إبلاغ الأطباء والممرضين في مستشفى التوليد بأنك تعانين من مرض السكري، وذلك من أجل التحضير لأي شيء طارئ قد يحصل خلال الولادة أو بعدها، ففي بعض الحالات النادرة، يحتاج الطفل حديث الولادة إلى دخول وحدة العناية المركزة. حيث يمكن أن يتابع أطباء حالته.

أبدئي الحمل بالطريقة الصحيحة

لكي تتجنبي حدوث أي مشاكل، يجب عليكِ أولًا التحضير للحمل سواء كنتِ مصابة بداء السكري من النوع الأول أو الثاني. أنت بحاجة إلى تحسين قدرتكِ على التحكم في نسبة السكر في الدم، وذلك من خلال استشارة الطبيب الذي سيقيم حالتك ويجري الفحوص المناسبة، ويصف لكِ الأدوية، كما يجب إجراء فحوص لتشخيص أي أمراض مزمنة أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم المرتبط غالبًا بمرض السكري. أخيرًا، سوف يصف الطبيب حمض الفوليك بجرعة لا تقل عن 4 ملغ يوميًا للوقاية من العيوب العصبية.

قومي بإجراء الفحوصات الدقيقة طوال فترة الحمل

أثناء الحمل، يجب عليكِ أن تزوري الطبيب أو مركز العلاج كل 15 يومًا. خلال كل زيارة، سيتم فحص الهيموجلوبين السكري (مؤشر التحكم في نسبة السكر في الدم)، ووظيفة الغدة الدرقية، وما إذا كانت هناك أي مضاعفات بسبب مرض السكري.

بالإضافة إلى ذلك، سيتم جدولة فحوصات بالموجات فوق الصوتية لتقييم نمو الجنين، وفي الشهرين الأخيرين أيضًا، يجب مراقبة قلب الطفل.

يمكنك استخدام التكنولوجيا إذا كنتِ في منطقة بعيدة

بالنسبة للنساء اللواتي يعشن في أماكن نائية أو بعيدة عن مكان وجود الطبيب، قد يكون من الصعب الخضوع للفحوصات بشكلٍ منتظم، يمكن تعويض ذلك عن طريق الاتصال الهاتفي أو مكالمات الفيديو مع الطبيب، يمكن أن تساعدكِ التقنيات الحديثة مثل تطبيق واتس أب في التواصل مع الطبيب بدلًا عن زيارته كل 15 يوم. يمكنكِ أيضًا إرسال نتائج اختبارات السكر في الدم وبيانات العلاج بالأنسولين وغيرها من البيانات للطبيب المعالج.

الفحوصات المنتظمة لنسبة السكر في الدم والعلاج بالأنسولين

خلال فترة الحمل، يجب أن تلتزم المرأة بإجراء فحوصات يومية لتحديد نسبة السكر في الدم (6 – 8 مرات في اليوم). أيضًا، يجب أن يخضع العلاج بالأنسولين أثناء الحمل إلى المعايرة من قبل طبيب السكري، الذي يقوم في كل زيارة بتقييم مستويات السكر في الدم التي يتم قياسها يوميًا ويحدد التغيرات اللازمة في العلاج.

في الأسابيع الأولى من الحمل، تقل الحاجة إلى الأنسولين، ولكن ابتداءً من الأسبوع الـ 18، تزداد كمية الأنسولين، هذا التغيير بسبب تأثير المشيمة على توزيع هرمون الأنسولين.

بعد الولادة، تعود متطلبات الأنسولين إلى مستوياتها التي كانت قبل الحمل بعد خروج المشيمة.

مارسي الرياضة وفق تعليمات الطبيب

النشاط البدني مفيد بالتأكيد. يُنصح بالسباحة والمشي واليوجا وغيرها من الأنشطة الرياضية الخفيفة والمعتدلة. لكن يجب أخذ رأي طبيب أمراض النساء في الاعتبار قبل ممارسة أي نوع من الرياضة، فالتمارين قد تتطلب تغييرات في متطلبات الأنسولين وتناول وجبات خفيفة صغيرة، ويمكن في حال ممارسة الرياضة بالتزامن مع علاج السكري أن تعاني من نقص نسبة السكر في الدم بسبب زيادة استهلاك السكر من قبل العضلات.

الإجراءات المطلوبة بعد الولادة

بعد ولادة الطفل، سيكون من الضروري اتخاذ إجراءات لاستعادة توازن نسبة السكر في الدم بشكلٍ جيد وفقدان الوزن الذي اكتسبته خلال فترة الحمل. نوصيك بأن ترضعي الطفل رضاعة طبيعية، فلا توجد موانع لإرضاع طفلك.

الانتباه لحالة سكري الحمل

حتى لو كنتِ بصحة جيدة ولا تعانين من مرض السكري، هناك حالة قد تحدث في فترة الحمل تعرف باسم مرض السكر الحملي، التي تبدأ في الأسبوع الـ 24 في العادة. هذه الحالة ليس لها مخاطر كثيرة، لكن كما هو الحال مع مرض السكري من النوع الأول والثاني، يجب أخذ الحذر، ينصح بأن تخضع جميع النساء لاختبار للكشف عن سكري الحمل، إنه اختبار فموي يتضمن أخذ 75 جرامًا من سكر الجلوكوز في الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل. هذا الاختبار ليس ضروريًا لجميع النساء، ولكن يوصى به لمن لديهم عوامل خطر (السمنة – التاريخ العائلي لمرض السكري – العمر فوق 30 عامًا).

في حالة الإصابة بسكري الحمل، من الضروري اتباع نظام غذائي خاص يحدده الطبيب واختبار نسبة السكر في الدم بشكل منتظم، وفي بعض الحالات، يكون هناك حاجة إلى العلاج بحقن الأنسولين.

في حالة سكري الحمل، تكون الولادة طبيعية، ولكن إذا كان الجنين كبير الحجم، يلجأ الأطباء إلى تحفيز المخاض والولادة مبكرًا.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله