علاج القولون العصبي وكل ما تريد مَعرِفتهُ عنه

من منا لم يسمع بمرض القولون العصبي إن لم يكن قد أصابه فهو مرض القرن الواحد والعشرون ويعد من الأمراض الشائعة جداً وهو واضح من اسمه حيث أن سببه الأساسي التوتر والضغط العصبي، والكثير من الأشخاص تبحث عن القولون العصبي والمعرفة الشاملة عنه، لذلك في هذه المقالة سنتحدث بشكل مختصر ومفيد عن ما هو القولون العصبي وأسبابه وتشخيصه وأعراضه وطرق علاجه المتعددة.

ما هو القولون العصبي:

لا يجوز القول بأن القولون العصبي مرض بل هو متلازمة بمعنى هو اضطراب وظيفي (أي ليس عضوي) للأمعاء الغليظة ويؤدي إلى سرعة أو بطئ حركتها مما يسبب نوبات تهيج تصيب الجزء الأسفل من الأمعاء الغليظة, وإلى يومنا هذا لا يوجد تفسير دقيق له من الناحية الطبية ويصيب هذا المرض غالباً النساء دون الثلاثين سنة والرجال أقل من خمسين سنة, كما يرتبط ارتباط وثيق بالحالة النفسية والعصبية للإنسان وإذا لم يتم علاجه ومراعاته يتحول إلى مرض مزمن يقلق راحة المريض ويَقض مَضجعُه ويجعل حياته مزعجة ومحرجة جداً .

أسباب القولون العصبي:  

إن السبب الرئيسي للإصابة بالقولون العصبي هو الحالة النفسية السيئة أو الحزن أو التوتر الشديد بالإضافة إلى أسباب أخرى ومنها اختلال نسبة السيروتينين في جدار القولون (السيروتينين: وهو هرمون موجود في المخ وفي الجهاز الهضمي بنسبة كبيرة) واختلال هذه النسبة تؤدي إلى القولون العصبي, بالإضافة إلى اختلال التوازن البكتيري أو البيولوجي الداخلي للقولون العصبي, كل هذه الأسباب تؤدي إلى الإصابة بالقولون العصبي.

تشخيص القولون العصبي:

يجب التمييز بين أعراض القولون العصبي وأعراض الأمراض الخبيثة التي تصيب القولون العصبي مثل سرطان القولون أو نموات في القولون ( هذه النموات هي مصطلح طبي من كلمة نمو فممكن أن تتطور لتصبح سرطان ) أو التهاب القولون، وهذه الأمراض هي أمراض عضوية تصيب القولون تتشابه أعراضها مع أعراض القولون العصبي إلى حد كبير وللتميز بينها وبين القولون العصبي يجب القيام بفحوصات دم أو براز أو حتى المنظار ( التنظير) وذلك تحت إشراف طبيب مختص, وبعد نفي هذه الأمراض يكون تشخيص الأعراض بالقولون العصبي وأعراض القولون العصبي عديدة ومتنوعة جدا.

أعراض القولون العصبي:

الألم:

يتراوح بين البسيط والشديد ويكون عبارة عن مغص في أسفل البطن ويتركز في الجهة اليمنى أو اليسرى، ويكون الألم على شكل تقلصات تخف بمجرد الدخول إلى الحمام والتبرز وهذه النوبات لا تحدث للمريض خلال النوم بل وهو مستيقظ.، وقد يحدث آلام في الصدر مع حرقة وأيضا ألام في مناطق مختلفة من الجسم وخاصة في منطقة الأكتاف والأرجل.

انتفاخ شديد:

غالبا ما يكون بعد تناول وجبة الطعام أو التعرض للبرد أو بعد التوتر الشديد.

تغيير في الحمام:

أي التغيير في عدد مرات التبرز والتعرض لنوبات من الإسهال الشديد أو الإمساك الشديد.

تغيير في شكل البراز:

يتغير شكل البراز عما كان عليه قبل الإصابة بالقولون العصبي بلونه وكميته ويلاحظ المصاب عادةً وجود مخاط في البراز لدى الرجال، عُسر الطمث لدى الإناث.

الغثيان والإعياء:

الشعور بصداع متواصل خلال اليوم والإحساس بالغثيان والتعب.

الشعور بالشبع:

رغم عدم تناول المريض للطعام وقد يحدث خدر أو تنميل في الأطراف.

علاج القولون العصبي:

كما ذكرنا سابقاً بأن القولون العصبي ليس مرض عضوي وإنما هو متلازمة واضطراب وظيفي يصيب الجهاز الهضمي وبالتحديد الجزء الأخير من الجهاز الهضمي، وإلى يومنا هذا لا يوجد دواء خاص بعلاج القولون العصبي بل إن جميع الأدوية التي تستخدم هي للتخفيف من أعراضه مثل أخذ الملينات عند إصابة المريض بالإمساك الشديد، وهنالك طريقين للتخلص من أعراض تهيج القولون العصبي وهي كالتالي:

الطريقة الأولى:

وهي عبارة عن شقين الأول يتمثل بالسلوكيات الخاطئة والثانية الامتناع (إتباع حمية).

  • الشق الأول:

العامل النفسي وهو العامل الرئيسي لتهيج القولون العصبي فيجب الابتعاد عن الشد العصبي (التوتر) كما يجب القيام بجلسات استرخاء وتأمل كاليوغا وممارسة الرياضة ولا يشترط بأن تكون الرياضة من الرياضات القاسية مثل المشي السريع أو ممارسة بعض التمارين السويدية أو السباحة والابتعاد عن التدخين ومضغ الطعام بشكل جيد وعدم تناول الطعام بسرعة وتجنب مضغ اللبان (العلكة) لما لها إثر سلبية في تشكيل الغازات وعدم تناول الطعام في وقت متأخر من الليل والنوم بشكل جيد.

  • الشق الثاني:

القولون العصبي يستجيب بسرعة للتغيرات الغذائية ( الحمية ) فيجب الابتعاد عن جميع الأغذية والمشروبات التي تؤدي ذلك كشرب القهوة أو المشروبات الغازية أو المشروبات الكحولية أو الشاي وجميع المشروبات التي يوجد فيها منبهات في تكوينها وشرب المشروبات التي لها اثر في استرخاء الجسم كالزهورات أو الينسون أو الكمون أو البابونج وشرب كمية مناسبة يومياً من المياه، أما بالنسبة للأطعمة فيجب الابتعاد عن البقوليات والأطعمة الحارة أو الأطعمة التي تحتوي على نسبة دهون عالية والابتعاد عن الأطعمة المقلية والتركيز على الطعام المسلوق وعدم تناول اللحوم الحمراء والاستعاضة عنها بلحم السمك والدجاج والابتعاد كلياً عن الوجبات السريعة بكافة أنواعها والابتعاد عن جميع أنواع البهارات وعدم تناول الثوم والبصل وتجنب تناول الشوكولا والحلويات حتى الحلويات التي تكون خالية من السكر وعدم تناول الألياف الغير قابلة للذوبان مثل قشور بعض الخضروات والفواكه فيفضل تقشير الخضار والفواكه مثل التفاح أو الخيار والتركيز على الألياف التي تذوب في الماء مثل الشوفان والشعير.

الطريقة الثانية (الأدوية):

هناك العديد من الأدوية التي تستخدم في حالة تهيج القولون العصبي وهذه الأدوية ليست علاجية وإنما تسعى فقط لتخفيف من أعراض القولون العصبي بحيث تعمل على تنظيم حركة القولون بطريقتين الأولى مركزية عن طريق التأثير على المراكز العصبية في الدماغ والثانية موضوعية من خلال تنظيم حركة القولون العصبي.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله