أسباب وأخطار إدمان الإنترنت وطرق التخلص من الإدمان

تجد المتعة في الجلوس أمام الإنترنت؟ وتقضي ساعات وساعات من وقتك عبر تصفح مواقعه وصفحاته؟ تحب شخصيتك هناك وتكره شخصيتك الواقعية؟ حاولت وحاولت الابتعاد عنه، إلا أنه متغلغل فيك إلى درجة كبيرة؟ تفضله عن أشخاص وأعمال أخرى؟ إذن أنت مصاب بذلك المرض العصري إنه يا صديقي إدمان الإنترنت

ما هي أسباب وأخطار إدمان الإنترنت وكيفية الخلاص؟

ويمكنك الأن من خلال هذا المقال التعرف إليه أكثر، وإلى من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به؟ وما هي الأسباب التي مهدت الطريق له؟ وما هي الأخطار التي قد تترتب على هذا الإدمان؟ وما أنواعه؟ وكيف يمكن التخلص منه وعلاجه بشكل جذري؟

إدمان الإنترنت

في البداية لاقى هذا التعبير “إدمان الإنترنت” بعض الرفض من قبل مجموعة من العلماء على اعتبار أن مصطلح “الإدمان” لا يتم إلقائه إلا للإشارة إلى وجود مادة أو مركب كيميائي، يدخل جسم الإنسان، ويعمل على خلق ردة فعل، وتفاعل، وفيما لو تم نزع هذه المادة أو الحرمان منها فسيودي ذلك إلى مشاكل عضوية وعصبية ونفسية.

لكن وعلى اعتبار أن الإنترنت يتميز بالصفات الباقية لـ “الإدمان” مثل الحاجة للمزيد منه وبدون توقف، وعدم القدرة على كبح النفس وعدم الجلوس أمامه ساعات طويلة، بالإضافة إلى ما يتركه من آثار سلبية، تم الاتفاق على أن الحالة هي “إدمان الإنترنت” أي مرض عصرنا هذا.

ومن أمثلة إدمان الإنترنت هي حالة وفاة شاب كوري في سنة 2002 بسبب الإرهاق البدني الشديد والناتج عن الجلوس أمام الحاسوب والانشغال بالإنترنت لمدة 86 ساعة تقريبًا، ومن دون الراحة أو النوم.

الأشخاص الأكثر عرضة لـ إدمان الإنترنت

كل شخص تقريبًا يمكن أن يتعرض لإدمان الإنترنت وذلك نتيجة طبيعة الحياة الحالية، لكن توجد فئات تتميز بقابلية أكثر للإصابة بمثل هذا الإدمان، والشخصيات الخمس التالية هي الأكثر حظًا في هذا الشأن.

1 – المراهق

بشكل عام يكون للمراهقين الحصة الأكبر في احتمال الإصابة بإدمان الإنترنت، وذلك لأن تكون الشخصية لديهم يكون في هذه المرحلة، كما أن الشبان أكثر عرضة لهذا الإدمان من الفتيات، وعلى وجه الخصوص المراهقين الذين يعانون من مشاكل نفسية كالاضطراب الاجتماعي، أو ممن يتواجدون في محيط غير صحي، كانفصال الأب والأم، أو فقدان أحدهما.

2 – الشخص الانطوائي

الشخص الانطوائي يجد في الإنترنت عالم كامل، وبدون أن يضطر للخروج من دائرة الأمان التي يحمي نفسه داخلها، فيمكنه التعرف إلى أشخاص، وإبداء الرأي أو حتى عرض مواهبه، وكل ذلك بدون حتى أن يعرف أحد صورته أو صوته، وكأنه بالضبط ما يلبي حاجته في الابتعاد عن المجتمع والناس بشكل عام.

3 – المدمن السابق

نسبة كبيرة من مدمني الإنترنت فد اتخذوا من إدمان الإنترنت علاج لإدمان سابق، فمن خلال انشغالهم بتصفحه ساعات طويلة تخلصوا مما كان يلاحقهم من حاجة وإدمان، مثل التدخين، أو الإفراط في الطعام وغيرها من العادات.

4 – من يمضي الساعات على الإنترنت

بينت الدراسات الحديثة والتي تمت بعد ظهور مرض واضطراب إدمان الإنترنت، أن كل شخص يمضي من وقته ما يعادل ويزيد عن 20 ساعة يوميًا على الإنترنت هو معرض لإدمان الإنترنت، وقد سار أول خطواته على هذا الطريق، وسرعان ما سيجد نفسه غارقًا بحاجته إلى المزيد منه.

5 – مالك وقت الفراغ

هذا الشخص يجد في الإنترنت وسيلة رائعة للتخلص من الفراغ الذي يعيش فيه، ولأنه في الأصل يملك الكثير من الوقت ليقضيه أمام حاسوبه أو هاتفه سيكون ضحية سهلة أمام إدمان الأنترنت وكأفضل الأمثلة عن هذه الحالة: ربات المنزل، والعاطلين عن العمل.

أسباب إدمان الإنترنت

أسباب إدمان الإنترنت

توجد مجموعة من الأسباب التي تمهد الطريق للإنترنت حتى يكون إدمان بالنسبة للأشخاص، ومن أهم هذه الأسباب:

سرية الإنترنت وخصوصيته

يوفر الإنترنت الكثير من الأشياء مثل البحث عن معلومات، بالإضافة إلى الإجابة عن الكثير وكثير من الأسئلة وذلك بدون الحاجة لمعرفة هوية الشخص الذي يطلب هذه المعلومات أو ما هي حاجته لها، بالإضافة إلى إمكانية التعرف إلى أشخاص كثر ومن دون التعريف الحقيقي عن شخصية المدمن، ولعل هذا يولد لديه الشعور بالانتصار والسيطرة.

استخدام الإنترنت براحة

إن الإنترنت على عكس كل الأشياء التي تؤدي إلى إدمانها، فهو وسيلة يسهل الحصول عليها، واستخدامها بكل راحة فهو متواجد في كل بيت وعلى كل هاتف وحاسوب، وحتى على التلفاز وفي السيارة، فالمدمن لا يكون بحاجة لبذل أي مجهود حتى في خلق الأعذار لاستخدامه، بالإضافة إلى تكلفته المادية القليلة، التي تجعله بالإمكان على مدار الـ 24 ساعة.

الهروب إلى عالم الإنترنت

يوفر الإنترنت إمكانية خلق عالم وهوية مثالية لكل شخص حسب رأيه، وهذا ما يلعب دور أساسي في جعله إدمان لبعض الأشخاص، فعلى سبيل المثالي، يمكن للانطوائي أن يجد لنفسه مجموعة كبيرة من الأصدقاء، كما يمكن له أن يتحول إلى شخص عالي الثقة بالنفس تحت اسم مستعار لشخصيته التي اختارها على المواقع، كما يمكن الهروب من المشاكل والواقع الحقيقي عبر تمضية الوقت أمام الإنترنت.

أعراض إدمان الإنترنت

أعراض إدمان الإنترنت

كأي مرض أخر وأي نوع إدمان، يمكن ملاحظة أعراض معينة تؤكد الإصابة به، وذلك من خلال تواجد 4 أعراض من الأعراض الـ 6 التالية، على أن تكون واضحة.

1 – الرغبة بالإنترنت

يعاني مدمن الإنترنت من الرغبة الدائمة باستخدامه، حتى بدون وجود سبب لذلك، فقد يجد نفسه يبحث عن أي شيء لمجرد تلبية شعوره الملح بالجلوس أمام الحاسوب، بالإضافة إلى تزايد الساعات التي يقضيها أمامه، وأيضًا بدون وجود أي سبب واضح أو ضرورة لذلك.

2 – تفضيل الإنترنت

يفضل مدمن الإنترنت الإنترنت والعمل عليه على بقية الأشياء والأشخاص، فقد تجده يضيع عمله، أو دراسته، ونجاحه مقابل الإنترنت، بالإضافة إلى ترك الأصدقاء والأقارب وقطع العلاقات بهم، لمجرد أنه يرى فيهم مضيعة لوقت كان من المفترض أن يمضيه أمام الشاشات.

3 – الإحباط عند الابتعاد عنه

في حال الإدمان، فإن الإنترنت يستحوذ على الشخص، ويمتلكه بشكل كامل، لدرجة أن أي إزعاج أو أمر قد يتطلب الابتعاد عنه، يمكن أن يسبب موجة من الإحباط، أو الشعور بالغضب أو الحزن، أو يمكن أن يقابل بالرفض الشديد.

4 – خلل نفسي بسبب الإنترنت

يبني مدمن الإنترنت عالمه هناك، ويجد نفسه في نهاية المطاف عالقًا فيه، إلى درجة تجعله يرفض واقعه الحال، ويكن له الكره، ويزداد تعلقه بواقعه الافتراضي والذي لا يمت للحقيقة بأي صلة، فتزداد رغبته بالإنترنت وتفضيله له.

5 – علامات عضوية

تظهر على مدمن الإنترنت بعض العلامات التي تؤكد إدمانه، مثل تغير في لون بشرته نتيجة التعب والإنهاك، بالإضافة إلى أوجاع وتشنجات في عضلات الرقبة والظهر، كما أنه يعاني من مشاكل في أعصاب يديه.

6 – عدم القدرة على ضبط النفس

يُفقد الإدمان صاحبه الإرادة، فيجد نفسه لا يعرف متى بدأ في الإدمان، وإلى متى سيستمر، ويكون غير قادر على التوقف، وفي كل مرة يحاول التخلص منه يعود إليه بعد دقائق من إعلان قراره ذاك.

أنواع إدمان الإنترنت

أنواع إدمان الإنترنت

توجد 5 أنواع من إدمان الإنترنت، تختلف كل منها حسب المدمن وما الشيء الذي يدفعه لإدمان الإنترنت واستخدامه، وهي:

  • إدمان مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي وخلق الصداقات، ويكون أكبر أسبابه هو الشخصية القلقة المضطربة التي تعاني من الرهاب الاجتماعي والانطواء المفرط.
  • إدمان المنتديات وغرف الدردشة، والتعبير عن الشخصية، وتَبني الأفكار وعرضها، والسب الأهم هنا هو الحاجة لخلق شخصية مزيفة لا تشبه الشخصية الحقيقية، والهروب من الهموم والمشاكل.
  • إدمان تطبيقات الإنترنت على الهواتف الذكية والتي توفر مواقع التواصل، والمحادثات والدردشة، والوصول بسهولة إلى الواقع الغير حقيقي، والسبب في هذه الحالة هو الشعور بالملل، وإمكانية الوصول إلى مثل هذه التطبيقات في أي وقت وأي مكان.
  • إدمان متابعة الأخبار، والأحداث الجديدة، والسبب هو إدمان البحث عن المعلومات، ومعرفة الأحداث الجديدة والمتوقعة، بالإضافة إلى القلق والخوف المفرط.
  • إدمان المواقع الإباحية، السبب يكون مشاكل نفسية تتفاقم وتزداد مع هذا النوع من الإدمان.

أضرار إدمان الإنترنت

أضرار إدمان الإنترنت

تتعدد المجالات التي يسبب الإنترنت الأضرار لها، وهذه النقاط هي أكثر الأضرار انتشارًا، وذلك تبعًا لإحصائيات تم إجراؤها على مدمني الإنترنت حول العالم:

  • أضرار جسدية وتشنجات عضلية، ومشاكل في العيون نتيجة الإفراط في استخدام الإنترنت.
  • مشاكل اجتماعية وضياع العائلة والعلاقات الإنسانية نتيجة تفضيل الإنترنت، وإهمال وجود أي أهمية للأشخاص من حول المدمن، فيمكن أن يؤدي إدمان الإنترنت إلى الطلاق وتفكك العائلة، أو الخلافات بين المعارف والأصدقاء.
  • الضياع بين الحقيقة وواقع الإنترنت، أو رفض الحقيقي بشكل كامل، والتلبس بالشخصية الموجودة على الإنترنت.
  • نصب واحتيال عن طريق الإنترنت، تحت مسميات كثيرة، وإعلانات مغرية، لا يكون الهدف خلفها إلا إلحاق الضرر إن لم يكن السرقة أو التدمير، وحتى قد يصل الحال إلى الاختطاف أو جرائم القتل.

علاج إدمان الإنترنت

علاج إدمان الإنترنت

الخبر السار هو أن إدمان الإنترنت ليس ندبة دائمة لا يمكن علاجها، بل وباتباع النقاط والنصائح الـ 12 التالية، سوف تشفى بشكل كامل من هذا الإدمان، وستعود إلى الحياة الطبيعية، وبشكل أفضل من السابق.

12 – خطة مسبقة للأعمال والمهام

لا يجوز تمضية الأيام والساعات بشكل فوضوي، وتنفيذ المهام بشكل عشوائي، بل يجب تنظيم قائمة وخطة تفصيلية بها، وترتيبها حسب الأولوية، وبشكل عام يفضل التخطيط اليومي للمهام، لكن للتخلص من الإنترنت عليك أن تكون أكثر صرامة وحزم، وتعمل على صنع خطة أسبوعية، تحدد فيها ما المهام الواجب إنهائها خلال هذا الأسبوع، وتخصص لها الوقت الكافي، بدون أي سماح للتساهل أو تضيع الوقت عبر الإنترنت، ولكن يمكنك تخصيص بعض الوقت فقط للإنترنت.

11 – إتقان العمل

لا يكفي تصميم خطة صارمة، وتنظيم الوقت على الورق، ومن ثم العمل بشكل سريع وسيء، بهدف إنهاء الخطة بأقل وقت ممكن، والعودة إلى الإنترنت والإدمان عليه بنسبة أكبر، فعليك أن تضع هذا نصب عينيك، وحلقة تعلق في أذنيك وهو “إتقان العمل” فيجب على الأعمال التي تقوم بها أن تتم على أكمل وجه، وعلاوة على ذلك عليك الاستمتاع بالأمر، حتى يسهل جعله عادة تبعدك عن الإنترنت بشكل تلقائي.

10 – الصيام عن استخدم الأنترنت

حتى الأن أنت لم تعمل إلا على تنظيم الوقت وتحديد المدة المخصصة لكل الأعمال، ومن ضمنها الأنترنت، لكن هذا غير كافي بشكل كامل! فعليك تحديد الأوقات التي تمتنع خلالها عن استخدام الإنترنت، كما لو كانت أوقات للصيام، فلا يجوز تناول الإنترنت ضمنها، وعلى هذه الأوقات أن تكون نفسها أوقات ذروة عملك على الإنترنت، ففي حال كنت تصحو وقبل كل شيء تتوجه إلى الإنترنت عليك الامتناع عن هذا، وتأخيره بضع ساعات.

9 – الاعتماد على الساعة

وضع الساعة أمام عينيك، وفي كل غرفة ومكان يوجد فيه الإنترنت، بالإضافة إلى ساعة التذكير والمنبه، وضبطها في كل مرة تجلس فيها أمام الإنترنت، بالإضافة إلى إمكانية ضبط ساعة الهاتف أو الحاسوب على أن يقف عن العمل بعد فترة معينة، فمن شأن كل ذلك أن يقدم لك تنبيه ينقذك ويوقظك من الغرق بإدمان الإنترنت، والضياع هناك أكثر فأكثر.

8 – خلق الصعوبات التي تحول بينك وبينه

لأن من أهم الأسباب التي مكنت إدمان الإنترنت منك هو السهولة في استخدامه وتوفره، وعليك قلب الأمور رأسًا على عقب، وخلق الصعوبات، وهذه النقاط يمكن أن تشكل فرق كبير:

  • استبدال هاتفك بأخر يتمتع بإمكانيات أقل، أو عدم شحن البطارية بالقدر الكامل ما يعني توفير الكثير من الوقت على الإنترنت.
  • تغير الاشتراك بالإنترنت، واختيار الطريقة التي يترتب عليه دفع تكاليف أكبر، ومبالغ إضافية، تجعل من الصعب الإفراط في ذلك.
  • نقل الحاسوب وترك الهاتف بعيدًا عن مكان تواجدك أو غرفة نومك، بحيث تكون مضطر لبذل الجهد للوصول إليه.

7 – بطاقات خضراء وصفراء وحمراء

عليك من خلال هذه البطاقات التركيز على كل الجوانب والأثار التي يتركها الإنترنت، والتي من شأنها أن تعالج إدمانك عليه، وما عليك إلا:

  • كتابة المهام التي يجب القيام بها، والإيجابيات التي تترتب عليها، وعلى إتقانها على الأوراق الخضراء.
  • كتابة الأشياء الخطيرة التي يقدمها الإنترنت لك، وما المواقع التي يجب التوقف والامتناع عن الدخول إليها بشكل كامل، وذلك على البطاقات الحمراء.
  • كتابة الأشياء والمواقع التي يجب التقليل منها وتقليص وقتها والوقت التي تمضيه أمام الإنترنت لأجلها على البطاقات الصفراء.

وعلى هذه البطاقات أن تكون نصب عينك، ومعك في كل مكان، بحيث تبقى منتبه إليها، مع رقابة داخلية لتنفيذ ما ذكر فيها.

6 – تقييد ساعة التوقف

قد تكون كل الخطوات السابقة في رسم خطة تفصيلية، وإتقان الأعمال، وتحديد ساعات التوقف عن استخدام الإنترنت غير مجدية، وقد يكون إدمان الإنترنت قد استحوذ عليك بشكل كامل، لا يمكنك التغلب عليه، لذا الحل يكون من خلال تقييد ساعة التوقف، بحيث تجعلها قبل الخروج إلى العمل، أو قبل موعد مهم، بهذا لا يعود بالإمكان المتابعة أمام الإنترنت.

5 – التركيز على اهتمامات أخرى

لكل شخص اهتمامات ومواهب، وإدمان الإنترنت هو السبب الرئيسي في ضياعها، ولكنها قوية لدرجة أنها تتمكن من إبعادك عنه، إلى أن تتعالج من إدمانه بشكل نهائي، وكل ما عليك القيام به هو البحث عن المواهب التي تمتلكها، والاهتمامات التي تحبها، والتركيز عليها شرط أن تكون بعيدة عن الإنترنت، كأن ترسم لوحات للطبيعة ولأشخاص من حولك، وأن تشتري الكتب والقصص وتقرأها، أو أن تكتب وتؤلف وتفرغ كل المشاعر لديك.

4 – حذف بعض الأشخاص والصفحات

إن ما يدفعك لإدمان الإنترنت هو وجود كم هائل من الصفحات والمواقع التي تقوم بالدخول إليها، لكن ليس كلها مفيد أو ضروري أو هادف، وما يجعلك مدمن على مواقع التواصل الاجتماعي هو وجود عدد كبير من المتابعين والأصدقاء، لكن معظمهم شخصيات خفية، أو مستعارة، أو كاذبة، أو غرباء، وكل ما عليك القيام به، هو إجراء جرد كل مدة لمثل هذه الصفحات وحذفها، بالإضافة إلى الابتعاد وحظر كل أحد يمثل تلك الشخصيات.

3 – التخلص من شخصيتك المزيفة

إن ما سبب لك إدمان الإنترنت هو تلك الشخصية المزيفة والكاذبة والتي تفضلها على شخصيتك الحقيقية، والحل يكون في مثل هذه الحالة، هو اقتلاع تلك الشخصية الخطيرة من جذورها، وحذفها، ومعرفة ما تلك المميزات التي تتميز بها عن شخصيتك الحقيقية ومحاولة الانطباع بها، بالإضافة إلى الوعي بالسلبيات التي تقدمها لك.

2 – إعادة الحياة للشخصية الواقعية

ليس المطلوب منك أن تكون على أتم الوضوح والصدق عبر الإنترنت فذلك قد يؤدي إلى أضرار كبيرة، نفسية ومادية من نصب واحتيال وسرقة، لكن عليك إعادة الحياة للشخصية الحقيقية بداخلك على المواقع، فمثلًا حاول العمل على مصالحة نفسك، ووضع اسمك في مواقع التوصل الاجتماعي.

1 – طلب المساعدة

مثل أي نوع من الإدمان، يمكن للمساعدة من الأخرين أن تلعب الدور المهم في التخلص من إدمان الإنترنت، كأن تحصل على:

  • مساعدة الأهل في إيقافك عن استخدام الإنترنت، ومساعدك على تجنب الإفراط فيه، وتذكيرك كلما نسيت ذلك.
  • مساعدة الخبراء والأطباء النفسيين، فهم الأقدر على فهم طبيعة تصرفاتك، وسبب إدمانك للإنترنت، ومن ثم توجيهك إلى الطريق الصحيح للعلاج.

علامات الشفاء من إدمان الإنترنت والوقاية منه

علامات الشفاء من إدمان الإنترنت والوقاية

بعد مدة من متابعة العلاج والاتباع القواعد والخطوات السابقة، مع الالتزام والحزم في هذا الخصوص، سيكون الشفاء هو النتيجة المؤكدة، لكن كيف يمكن لك التأكد من الشفاء؟ وكيف يمكن حمايتك من الوقوع بفخاخ الإنترنت مرة أخرى؟

علامات الشفاء من إدمان الإنترنت

  • حياد المشاعر وعدم تغيرها بشكل كبير عند وجوب التوقف عن العمل على الإنترنت.
  • الشعور بالملل أثناء تصفح المواقع والصفحات والروابط وذلك بعد مدة قليلة من الوقت.
  • عدم الشعور بالحاجة الملحة للإنترنت، وتقبل الواقع الحالي.
  • تنظيم الوقت بشكل صحيح وسهل، والتمكن من إنهاء المهام، وضبط النفس.

خطوات الوقاية من إدمان الإنترنت

  • مراقبة الوقت الذي يتم خلاله تصفح الإنترنت.
  • معرفة المواقع التي يتم تصفحها والهدف من البحث ضمنها.
  • عدم الإفراط باستخدام الإنترنت من دون هدف واضح، وسبب قوي لذلك.

في النهاية يجب الإشارة إلى أهمية الإنترنت في حياتنا، وأنه ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها بشكل كامل، لكن كل ما قد يزيد عن حده ينقلب إلى الضد، وما الحل إلا بالاعتدال في استخدامه وجعله مساعد لك، ومرشدك نحو النجاح ليس إلا.

أكمل قراءة الجزء الثاني من المقال للكاتب أحمد الشاعر: إدمان الإنترنت بين الحقيقة والوهم “الوقاية وسبل العلاج”

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله