استيقظت صباحًا لأجد المفاجأة بانتظاري إنه انتفاخ مع احمرار وألم بالقرب من عيني وعلى الجفون أي التهاب الجلد حول العين وهنا أنا بحاجة لأمرين الأول علاج هذا الالتهاب بسرعة والثاني التعامل مع الإزعاج والوجع الذي تضمنه الأعراض المرافقة فلا يمكنني تحمله فيكفي أنني أتحمل مظهره الذي لا يمكن التعامل معه.
ما هو التهاب الجلد حول العين وما هي الأعراض التي ترافقه؟ وماذا عن الأسباب التي تعتبر المسؤولة عن الإصابة؟ وما هو دور الطبيب؟ وما العلاج المنزلي الطبيعي الذي يمكن اعتماده للتخلص من الالتهاب والأعراض؟ وأخيرًا والأهم كيف يمكن وقاية الجلد حول العين منه؟ لا تقلق فكل ذلك موجود هنا.
التهاب الجلد حول العين
الجلد المحيط بالعين يعتبر الجلد الأكثر رقة في الجسم لذا فهو الأكثر حساسية اتجاه العوامل الخارجية وهذا ما يجعله عرضة لأنواع مختلفة من الأكزيما أو الحساسية والأهم هو التهاب الجلد حول العين أو الجفون، والتي يمكن أن تكون مزمنة أو نادرة، وفي أغلب الأحيان تترافق مع أعراض مزعجة ومؤلمة، لذا لا بد من التعامل معها وحماية العين منها.
التمييز بين الحساسية والالتهاب
يمكن أن يتم الخلط بين التهاب الجلد حول العين والحساسية فتوجد أعراض مشتركة مثل الانتفاخ والاحمرار والحكة في بعض الأحيان، لذا لا بد من التفريق بينهما من خلال القيام باختبار في منطقة صغيرة من الجلد عن طريق تطبيق القليل من المادة المتوقع أنها السبب وملاحظة تفاعل الجلد معها.
أعراض التهاب الجلد حول العين
توجد مجموعة من الأعراض التي ترافق وتميز التهاب الجلد حول العين بعضها مزعج وبعضها مؤلم وبعضها عادي، لذا لا بد من التعرف إليها وإلى طريقة التعامل معها، وهذه الأعراض هي:
1 – الحكة
ليست من الأعراض التي دائمًا ما ترافق الالتهاب في المنطقة المحيطة بالعين، ولكنها من أكثر الأعراض إزعاجًا، وفي معظم الأحيان تكون مرافق لمشاكل الحساسية أو التهاب الجفون، ويمكن التعامل معها من خلال تطبيق الكمادات الباردة والدافئة بشكل عام وكمادات الشاي بشكل خاص.
2 – الاحمرار
وهو من أهم الأعراض التي غالبًا ما ترافق الالتهاب ويختلف مكان توزعه حسب درجة الالتهاب ومكان انتشاره فيمكن أن يبدأ من دمعة العين ويسير مع خط الرموش أو أن ينتشر في كامل الجفن وإلى المنطقة المحيطة بالعين وعلى وجه الخصوص تحتها، والتعامل معه يكون من خلال المراهم التي يتم وصفها من قبل الطبيب.
3 – التقشر
عادةً يلاحظ جفاف مع تشقق الجلد والتقشر في منطقة الالتهاب ويظهر بشكل دقائق وزوائد جلدية منتشرة غالبًا على الجفون وتمتد حول العين، لا تسبب أي إزعاج أو ألم ولكن لا بد من تجنب محاولة قشطها أو العبث بها، والتعامل معها يكون من خلال المراهم بموجب الوصفة الطبية.
4 – تورم
يتراوح بين خفيف إلى متوسط وفي بعض الأحيان يمكن أن يصل الأمر إلى انتفاخ كبير، يؤثر على الرؤية ففي حال كان متمركز في الجفون فيمكن أن يؤدي إلى إغلاق العين أو عدم التمكن من فتحها بالشكل الطبيعي والتعامل معه يكون من خلال الكمادات الدافئة.
قد يهمك: علاج انتفاخ تحت العين وأسباب الظهور والوقاية
5 – أعراض أخرى
يكمن أن تتم ملاحظة أعراض أخرى للالتهاب مثل: ارتفاع في درجة الحرارة – دموع – إفرازات من العين – جفافها – ألم.
أسباب التهاب الجلد حول العين
قد يحدث التهاب الجلد حول العين نتيجة انتقال العدوى من شخص لآخر بالإضافة إلى مجموعة من العوامل التالية والتي قد تكون المسؤولة عنه، لذا لا بد من التعامل معها، وهي:
1 – تطبيق مستحضرات تجميل ومواد غير مناسبة
بعض مستحضرات التجميل التجارية قد تحتوي على مكونات غير مناسبة أو لم يتم التأكد من فاعليتها وتأثيرها ولم يتم إجراء ما يكفي من البحوث والاختبارات عليها، واستخدام هذه المستحضرات يعرض البشرة بشكل عام وليس فقط حول العين للعديد من المخاطر والتهاب الجلد المحيط بالعين أهمها، لذا لا بد من التأكد من كل ما يتم تطبيقه.
2 – الاعتماد على العدسات التجارية أو غير النظيفة والرموش
من أهم العوامل المسببة: العدسات بشكل العام وعلى وجه التحديد تلك التجارية التي يتم استخدامها لتغيير لون العين بدون التأكد من مادتها وجودتها، أو تجاهل أهمية نظافة العدسات فيمكن أن تنتقل البكتيريا إلى العين عن طريقها، بالإضافة إلى استخدام الرموش الاصطناعية واعتماد لاصق غير مناسب.
قد يهمك: أضرار العدسات اللاصقة للعيون والأسنان وإرشادات الحماية أثناء الاستخدام
3 – تأثيرات جانبية لبعض الأدوية
لا تسبب الأدوية التهاب العين بشكل مباشر بل يمكن أن تترك آثار جانبية تمهد الطريق للالتهاب مثل: جفاف العين وحرمانها من الدموع التي تعمل على تنظيفها، أو الإصابة بالحكة ومن ثم حك الجلد بالأيدي غير النظيفة وفركها، وهنا يكون الحل من خلال التأكد من كل الأدوية التي يتم تناولها.
4 – اضطراب الغدد الدهنية حول الرموش
توجد حوالي 25 حتى 30 غدة دهنية تقريبًا تنتشر على حواف الجفون مهمتها إفراز الدهون التي تقوم بترطيب العين ومنع تبخر الدموع بسرعة بالإضافة إلى جعل حركة الجفون أكثر سهولة ونعومة، لذا فإن اضطراب هذه الغدد وعدم إفراز الدهون بالكمية المطلوبة يمكن أن يكون من أهم أسباب الالتهاب فهو سيؤثر على الدموع وتنظيف العين وحمايتها وحركة الجفن.
استشارة الطبيب
مع ظهور أعراض الالتهاب لا بد من التوجه إلى الطبيب وإجراء الفحوص التي تخصه، من خلال التحاليل والفحص السريري، ومن ثم الحصول على العلاج المناسب ومضادات الالتهاب اللازمة.
ومن أهم الأسئلة التي سيوجهها الطبيب والتي لا بد من الإجابة عنها بدقة ستكون: حول الأعراض التي تعاني منها – تاريخ الإصابة وتطورها – هل سبق وعانيت من التهاب العين – المستحضرات والمواد التي يتم تطبيقها على الجلد المحيط بالعين.
علاج التهاب الجلد حول العين
تجاهل علاج التهاب الجلد حول العين قد يؤدي إلى مضاعفات أكثر خطورة مثل تساقط الرموش، أو انتقال العدوى إلى القرنية والملتحمة وما ينتج عن ذلك من أعراض وأضرار على الرؤية، أما عن العلاج فيكون من خلال: اتباع تعليمات الطبيب بشكل حرفي – التعامل مع الأعراض واعتماد العلاجات الطبيعية التالية.
1 – مضادات حيوية
وتكون بموجب وصفة الطبيب حصرًا وقد يتم اعتماد الحبوب والعقاقير الفموية أو مضادات الالتهاب التي تكون بشكل مراهم يتم توزيعها على منطقة حول العين.
2 – الكمادات – الباردة والدافئة
تعمل الكمادات الدافئة على تسريع علاج الالتهاب بالإضافة إلى التخفيف من الأعراض: الانتفاخ – الحكة والألم، أما الكمادات الباردة فتخفف من: الاحمرار – الحكة – الألم، ويتم استخدامها وفق الخطوات:
- تسخين ماء نظيف مقطر إلى أن يصل إلى درجة حرارة مناسبة (فاتر يمكن للبشرة تحمله) – أما بالنسبة للكمادات الباردة فيتم وضع ماء بارد في وعاء مناسب مع قطع من الثلج.
- باستخدام قطعة من القماش النظيف الناعم يتم تطبيق الكمادات.
- التأكد من استخدام قطعة قماش مختلفة لكل عين.
3 – كمادات الشاي – الأخضر أو الأحمر
يتميز الشاي الأحمر والأخضر بقدرته على علاج الالتهاب وحماية الخلايا الجلدية من التلف، والأهم أنه طريقة مثالية للتعامل مع إغلاق الجفون والتصاقها، ويمكن أن يأخذ شكل كمادات دافئة أو ساخنة:
- في حال كنت تريد تطبيق كمادات دافئة فيتم نقع أكياس الشاي في ماء دافئ، أما الكمادات الباردة فيتم وضع ظروف الشاي في ماء بارد مع قطع من الثلج.
- يتم تطبيق أكياس الشاي على المنطقة المحيطة بالعين لبضع دقائق، وتكرار الأمر.
4 – زيت شجرة الشاي
يتم خلط بضع قطرات من زيت شجرة الشاي مع القليل من زيت الزيتون ومن ثم يتم تطبيق الخليط باستخدام قطن تنظيف الأذن على الجفون والمنطقة المحيطة بالعين مع التأكد من إغلاق العين وعدم وصوله إلى داخلها، من شأن هذا العلاج التخفيف من: الاحمرار – الحكة – الألم – الجفاف.
قد يهمك: فوائد زيت شجرة الشاي للشعر
5 – الألوفيرا – هلام الصبار
إلى جانب علاج الالتهاب بشكل سريع فالألوفيرا تضمن ترطيب العين والجلد المحيط بها والتخلص من الحكة والحماية من التقشر، ويتم تطبيقها من خلال تدليك لطيف لتلك المنطقة بالقليل من الهلام.
6 – التوقف عن استخدام مستحضرات التجميل
قد تزيد بعض مستحضرات التجميل من حدة الأعراض وخاصة في حال كانت هي السبب في الالتهاب بالإضافة إلى أهمية التأكد من نظافتها حتى لا تتحول إلى أدوات تنقل العدوى فيما بعد، لذا لا بد من التوقف عن تطبيق مستحضرات التجميل على الجفون والمنطقة المحيطة بها طوال فترة العلاج.
الوقاية من التهاب الجلد حول العين
هل يوجد أهم من الوقاية؟ بالطبع لا، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالالتهاب وكل ما يضمنه من أعراض مزعجة أما عن طريقة الوقاية فهي في النقاط التالية:
- التأكد من تنظيف الجلد المحيط بالعين بالماء النقي.
- التعامل بلطف مع البشرة حول العين خلال تطبيق المراهم والكريمات ووصفات العلاج.
- التأكد من كل ما يتم تطبيقه على البشرة من كريمات ومستحضرات تجميل ومكوناتها، ومن نظافة الأدوات المستخدمة.
هذا كان كل ما يخص التهاب الجلد حول العين والطرق الطبيعية في العلاج والوقاية، وما عليك الآن إلا التأكد من تطبيقها وعدم تجاهل أهمية زيارة الطبيب واتباع إرشادات الوصفة، ومن ثم القيام بالفحوص الطبية الشاملة بشكل منتظم.
قد يهمك: ما هي أسباب وأعراض و علاج التهاب العين عند الأطفال وطرق الوقاية منه؟
