طرق تحسين الدورة الدموية وزيادة نشاط الدم في الجسم

قبل أن نتطرق إلى طرق تحسين الدورة الدموية لنلقي نظرة أولًا إلى ماهية الدورة الدموية، حيث هناك نوعين من الدورة الدموية: الدورة الدموية الصغرى والدورة الدموية الكبرى، وهما عمليتان متعاكستان، حيث في الصغرى يتم نقل الدم بين القلب والرئتين وينقل معه الأوكسجين طبعًا.

أما في الدورة الدموية الكبرى أو الدورة الجهازية كما تعرف أيضًا، يتم نقل الدم المحمل بالأوكسجين من القلب إلى باقي أنحاء الجسم من خلايا وأعضاء حتى يقوم كل جزء من الجسم بوظيفته.

طرق تحسين الدورة الدموية وزيادة نشاط الدم في الجسم

ما أسباب ضعف الدورة الدموية؟

هناك عدة أسباب تؤدي إلى ضعف الدورة الدموية ويغدو الشخص بحاجة إلى تنشيطها وبالتالي البحث عن طرق تحسين الدورة الدموية لديه، ومن هذه الأسباب

  • النظام الغذائي الذي لا يحتوي على العناصر الضرورية للدورة الدموية وأهمها فيتامينات B وحمض الفوليك يؤدي إلى ضعف في نشاط الدم.
  • عدم حصول الجسم على الكميات الكافية من الماء، حيث عدم التوازن بين الكميات التي يفقدها والتي يحصل عليها من الماء تؤدي إلى ضعف الدورة الدموية.
  • بعض أمراض القلب تؤدي إلى ضعف في نشاط الدورة الدموية مثل النوبات القلبية واضطراب ضغط الدم والقصور القلبي.
  • أمراض السكر أحد أسباب ضعف نشاط الدورة الدموية لدى الكثير من الأشخاص.
  • أمراض الغدد وخاصة أمراض الغدد الدرقية والكظرية، أو فقر الدم، أو الاضطرابات العصبية قد تكون مسؤولة عن ذلك بشكل ما.
  • في حال فقدان الجسم لكميات كبيرة من الدم في الحوادث مثلًا التي تتسبب بالجروح والنزيف أو عند التبرع بالدم.
  • الأضرار في الجسم الناتجة بمرور الزمن من التدخين وتراكم الدهون وقلة الأنشطة البدنية أو عدم ممارسة الرياضة.

هذه هي أبرز أسباب ضعف الدورة الدموية في الجسم.

أعراض ضعف الدورة الدموية في الجسم

هذه العلامات والأعراض تظهر عادةً على الأشخاص الذين يكون لديهم ضعف في نشاط الدورة الدموية، في حال ظهور هذه الأعراض أو بعض منها عليك يجب أن تلجأ إلى طرق تحسين الدورة الدموية في جسمك والتي سنأتي على ذكرها لاحقًا في هذا المقال.

التنميل أو التخدير وخاصة في أطراف أصابع القدمين واليدين من أبرز علامات ضعف الدورة الدموية، بالتأكيد جميعنا قد ينتابه شيء من هذا القبيل بين الحين والأخر، ولكن الأشخاص الذين لديهم ضعف في دورتهم الدموية سيشعرون بذلك أكثر من المعتاد.

نوبات من الدوخة والصداع وبشكل متكرر تحصل للأشخاص الذين لديهم ضعف في الدورة الدموية، وذلك نتيجة عدم وصول الدم بالشكل التام إلى كامل أعضاء الجسم وخاصة الدماغ مما ينتج عن ذلك خلل في جهاز التوازن ونوبات من الصداع.

جفاف في البشرة في حال لم يصل إلى الخلايا الجلدية التغذية السليمة والمتمثلة هنا بالدم المحمل بالأوكسجين فأنه تفقد البشرة القدرة على المحافظة على رطوبتها المعتادة، ويظهر شكل من الجفاف على الجلد وقد يرافقه حكة أيضًا.

اضطرابات في الهضم في حال وجود ضعف في الدورة الدموية للجسم فأنه ينتج عن ذلك إضرابات في جهاز الهضم مثل حالات الإمساك، وذلك لأن جهاز الهضم بحاجة إلى تدفق الدم إليه بشكل سليم حتى يقوم بدوره كما يجب.

تساقط الشعر وذلك نتيجة عدم وصول التغذية الكاملة إلى بصيلات الشعر مما ينتج عنه شعر ذو بصيلات ضعيفة سريع التساقط.

 برودة الأطراف إن لاحظت برودة في أطراف القدمين واليدين وتغير ألوانهم إلى الأبيض أو الأزرق فأن ذلك من أعراض ضعف الدورة الدموية لديك.

الهالات السوداء حول العين إضافة إلى بعض مشاكل العيون الأخرى يمكن أن تكون إشارة إلى ضعف نشاط الدورة الدموية في الجسم.

ضعف في القدرات العقلية مثل بطء الاستجابة في الأنشطة الذهنية أو ضعف الذاكرة قد يكون نتيجة ضعف نشاط الدورة الدموية حيث لا يصل الدم المحمل بالأغذية والأوكسجين إلى الدماغ بصورة كاملة.

طرق تحسين الدورة الدموية

تنشيط الدورة الدموية ليس بالأمر الصعب، بل يمكن لأي شخص يلاحظ على نفسه أعراض ضعف الدورة الدموية في جسمه أتباع بعض من هذه الطرق التي يمكن من خلالها تحسين نشاط الدم في الجسم وإعادة ضخ الدم بقوة إلى أجزاء الجسم كافة.

تنشيط الدورة الدموية بالرياضة

تعد الرياضة من أفضل الوسائل على الأطلاق لتحسن الدورة الدموية في الجسم وحث القلب على ضخ الدم إلى كل أنحاء الجسم وبالتالي قيام كل جزء بوظيفته بأفضل صورة، إضافة إلى الفوائد الأخرى التي ستحصل عليها من الرياضة من قبيل اللياقة البدنية والحد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والشرايين والتخلص من الدهون وغير ذلك من فوائد الرياضة.

في حال لم تكن تمارس الرياضة من قبل يمكنك البدء بتمارين رياضية خفيفة كالمشي والجري لفترات قصيرة إضافة إلى بعض تمارين الذراعين، ثم الانتقال تدريجيًا إلى تمارين تتطلب المزيد من الجهد مثل الجري لمسافات أبعد وغير ذلك من التمارين.

حيث كل التمارين الرياضية تساعد في تنشيط الدورة الدموية في الجسم، وينصح عادةً الأطباء بممارسة التمارين الرياضية في الصباح الباكر في الهواء الطلق إن أمكن لأن ذلك سيكون أفضل للجسم من ممارسة الرياضة في أماكن مغلقة أو في النادي.

أطعمة تنشط الدورة الدموية

هناك العديد من الأطعمة التي يمكن اللجوء إليها لزيادة حركة الدم في الجسم ومن هذه الأطعمة

الحمضيات

يعد البرتقال والليمون وغيرها من الحمضيات من الأطعمة التي تنشط الدورة الدموية بسبب غناها بفيتامين C المغذي لجدران الشعيرات الدموية؛ مما يعزز تدفق الدم إلى أعضاء الجسم المختلفة، فضلًا عن إنها من المواد التي يسهل هضمها. يمكن إضافة شيء منها للسلطة أو تناولها كعصير أو كفاكهة بعد الوجبات الرئيسية.

الحبوب

مثل الشوفان والقمح والشعير والبرغل وغيرها من الحبوب أو المواد الغذائية المستخلصة منها تعد خيار جيد لتنشيط الدورة الدموية في الجسم، وتنظيف الدم من السموم المتواجدة به وبالتالي سهولة جريانه في الشرايين والأوردة، ينصح عادةً بتناول مثل هذه المواد في وجبة الإفطار لتمد الجسم بالطاقة والحيوية لبقية اليوم.

الزنجبيل

معروف عنه احتوائه لخصائص وفوائد صحية مذهلة منذ القدم، فبالإضافة إلى كونه ما زال يستخدم كمسكن للآلام، يساهم أيضًا في تحسين الدورة الدموية وزيادة نشاطها، ويساعد أعضاء الجسم في امتصاص الأكسجين والأغذية من الدم ويزيد من مرونة المفاصل.

بذور اليقطين

أحيانًا يبدو من الصعب الاعتقاد بصحة ما تحمله هذه البذور الصغيرة من فوائد لأجسامنا، فهي غنية بالكثير من الفيتامينات والمعادن لعل أهمها فيتامين E الذي يحمي أنسجة الجسم ويعطي مزيد من المرونة للأوردة والمفاصل، أما بالنسبة للدم فبذور اليقطين تمنع تخثر الدم وبالتالي الجلطة وتعزز نشاط الدورة الدموية وخاصة في القدمين؛ مما يجعلها خيار مناسب للأشخاص الذين تتطلب أعمالهم الوقوف أو المشي لفترات طويلة.

الثوم

الذي يعد عنصر لا غنى عنه في معظم أطباقنا الغذائية يحوي قيم غذائية عالية للجسم. فهو يساعد في تخليص الدم من السموم ويمنع تراكمها – أي الدماء – في الأوردة إضافة إلى إنه مضاد حيوي. يمكن تناول فص من الثوم على معدة فارغة صباحًا مع كأس من الماء.

الكركم

من الأغذية التي تعتبر منشطة للدورة الدموية بشكل ممتاز وتساهم في تقليل مستوى الكوليسترول في الدم.

البطيخ

من الأغذية التي تحد من الترسبات في الأوردة والشرايين بسبب غناها بالليكوبين، مما يعزز ذلك نشاط الدورة الدموية.

المكسرات

تناول أنواع مختلفة من المكسرات يساعد في بقاء الدورة الدموية عند المستوى المثالي، خاصة تلك الأنواع الغنية بفيتامينات A – B – C – E والحديد والمنغنيزيوم.

الشاي الأخضر

والذي يعتبر مضاد أكسدة جيد يحتوي على الكثير من الفوائد لعل أهمها زيادة نشاط الدورة الدموية، حيث يساعد على توسيع الأوعية الناقلة للدم مما يحسن الجريان والتدفق. ينصح بشرب أثنين إلى ثلاثة أكواب من الشاي يوميًا.

تنشيط الدورة الدموية عبر المعالجة المائية

للماء خصائص علاجية عدة بحسب آراء الأطباء في هذا الشأن، فهو يمد الجسم بالطاقة وبإمكانه حفظ حرارة الجسم، تسهيل وزيادة تدفق الدم في الشرايين، ويساعد في الحد من آلام المفاصل وغير ذلك من الفوائد.

يمكن استخدام المياه بعدة طرق لهذا الهدف، حيث يمكن استخدام الماء البارد الذي يزيد من انقباض الأوعية الدموية ويساهم في زيادة تدفق الدم إلى أعضاء الجسم للقيام بوظائفها.

كما يمكن استخدام الماء البارد الذي يساعد في الاسترخاء وتوسع الأوردة الدموية ووصول الدم إلى كل خلايا الجسم. كما يمكن استخدام الماء الفاتر أيضًا وهو المفضل لتنشيط الدورة الدموية وتحسين عمل أجهزة الجسم للقيام بوظائفها.

ويتم تنشيط الدورة الدموية بالمعالجة المائية عبر الاستلقاء في حوض المياه وغمر كامل الجسم لفترة من الوقت وتكرار ذلك عدة مرات على مدار الأسبوع مع الاستمرار في هذا النمط لعدة أسابيع حتى ملاحظة التحسن في نشاط الدورة الدموية.

ارتداء الألبسة المناسبة

بعض الألبسة يمكن أن تساعد في تحسين نشاط الدورة الدموية وزيادة تدفق الدم إلى أجزاء الجسم المختلفة. كما أن بعضها الآخر يساهم في ضعف نشاط الدم.

عادةً ما ينصح الأطباء بتجنب ارتداء الألبسة الضيقة لفترات طويلة والتي تسبب احتباس الدم في مناطق معينة في الجسم أو في الأوردة والشرايين. مثل ألبسة الجينز الضيقة والتي تعيق نشاط الدورة الدموية.

وينصح في الاستعاضة عن الألبسة الضيقة بالألبسة الواسعة والفضفاضة التي تسمح للدم بالجريان بصورة طبيعية دون أن تسبب إعاقة.

حافظ على حرارة الجسم في الشتاء

عادةً ما نشعر في الأجواء الباردة ببرودة أطراف القدمين واليدين إضافة للأنف، وهذا يحصل بسبب برودة الأوعية التي تنقل الدم إلى تلك الأطراف.

طبعًا ذلك ليس بالضرورة أن يكون إشارة إلى مشاكل في الدورة الدموية، ولكن قد يكون علامة على بدء تصلب الشرايين في الأطراف وخاصة القدمين وذلك يعيق نشاط الدورة الدموية، لذا من الضروري المحافظة على دفء الجسم في الأجواء الباردة لضمان استمرار تدفق الدم وجريانه.

وللمحافظة على حرارة الجسم في الأجواء الباردة يمكن ارتداء عدة طبقات من الثياب شرط أن تكون واسعة ولا تسبب ضيق أو ضغط على الجسم، أو يمكن للحركة أن تمنحنا شيء من الدفء أيضًا، أو البقاء في أجواء دافئة قريب من المدفئة مثلًا.

تجنب التدخين

كما ذكرنا في البداية فأن التدخين قد يكون أحد الأسباب الرئيسة لضعف نشاط الدورة الدموية؛ لذا تجنب التدخين من الطرق التي كثيرًا ما يوصى بها لضمان استمرار جريان الدم بالصورة الطبيعية.

حيث يمكن للتدخين أن يزيد الضغط على جدران الأوعية الدموية وبالتالي يرفع من معدل ضغط الدم، وكذلك يسبب ضيق في الأوردة مما يعيق سهولة جريان الدم. ومن أضرار التدخين الأخرى للدورة الدموية إنه يجعل الدم أكثر تخثرًا.

تنشيط الدورة الدموية بالمساج

إحدى أبرز طرق تحسين الدورة الدموية هو المساج، تأثير المساجات على الدورة الدموية شبيه إلى حد ما بالأنشطة الرياضية، حيث يحسن عمل الأوعية الدموية في نقل الدم.

أثناء المساج يجب أن تكون حركات التدليك تجاه القلب مباشرة، ويوصى بالتدليك بالزيت أثناء المساج، يمكن استخدام زيت الزيتون أو زيت جوز الهند أو زيت اللوز.

رفع الساقين للأعلى

رفع الساقين باتجاه الأعلى لبعض الوقت ليس فقط يساهم في زيادة نشاط الدورة الدموية، بل يساعد على الاسترخاء. حيث يساعد ذلك على تخفيف الضغط عن الأوعية في الساقين.

يجب أن ترفع الساقين لمستوى أعلى من القلب لتخفيف الضغط عن الأوردة وتحسين جريان الدم، كما يساعد على التخلص من أي تورمات في القدمين.

يجب أن تبقى الساقين للأعلى نحو عشرين دقيقة، مع تكرار العملية عدة مرات في اليوم.

شرب المياه

أعضاء الجسم يجب أن تبقى رطبة حتى تستطيع القيام بوظائفها على أكمل وجه. يجب شرب نحو ثماني أكواب من المياه يوميًا للمحافظة على نشاط الدورة الدموية ومساعدة الجسم على التخلص من السموم الموجودة فيه.

تجنب الملح

معظمنا يعرف إن الإكثار من تناول الأطعمة المالحة مضر للصحة، حيث يمكن أن يزيد من ارتفاع ضغط الدم ويسبب النفخة. وكذلك أظهرت الدراسات إن الملح له تأثير سلبي على نشاط الدورة الدموية في الجسم، حيث يمكن أن يؤدي إلى صعوبة نقل الأوعية للدم وجريانه فيها.

ولا يكفي فقط تجنب إضافة الملح الزائد إلى الطعام، بل أيضًا لا بد من تجنب الأطعمة التي تحتوي في الأصل على كميات زائدة من الملح، مثل الكاتشب والأطعمة المعلبة.

تجنب الضغط

الضغوط التي تتسبب بها الكثير من أمور حياتنا اليومية منها المهنية والعائلية والاجتماعية لها الكثير من التأثيرات السلبية على الصحة بما في ذلك الدورة الدموية.

تجنب مصادر الضغوط والإجهاد النفسي له دور كبير في تحسين نشاط الدورة الدموية وزيادة جريان الدم وتدفقه، العديد من الأنشطة يمكن أن تساعد في الحد من الضغوط منها قضاء بعض الوقت بصحبة العائلة، أو الخروج مع الأصدقاء والضحك كذلك.

كلمة أخيرة

من المحتمل جدًا أن تواجه مشاكل صحية في حياتك بما في ذلك مشاكل تتعلق بنشاط الدورة الدموية في الجسم، ولأسباب مختلفة في الغالب ستكون خارج إرادتك وليس من السهل التحكم بها، وبالتالي سيفرض عليك الأمر التعامل مع مثل هذه الحالات.

وما يجب أن تتذكره دائمًا إن مثل هذه الأمور لا يجب أن تكون مقلقة بالنسبة لك أو تسبب لك مزيد من التوتر، حيث فقط ببعض التغييرات البسيطة بأسلوب حياتك أو روتين يومياتك يمكن معالجة الأمر، وحتى من دون زيارة الطبيب.

فقط خذ ما ذكرناه هنا فيما يخص طرق تحسين الدورة الدموية في الجسم في الحسبان في حال ظهرت عليك أي من أعراض ضعف الدورة الدموية والتي أيضًا ذكرناها هنا على أمل أن تكون الأمور على ما يرام.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله