دليلك المبسط عن مرض القوباء والقوباء المنطقية

يعتبر القوباء مرض عالمي، ومُعدي، حيث يُقدر بأنه حوالي 162 مليون طفل في جميع أنحاء العالم يعانون من القوباء في وقت واحد، وفي حال انتشرت القَوْباء، فهي تُسبب الكثير من الإزعاج، وكذلك عدم الراحة لدى المصاب بها، وتشمل الحكة القوية والتي تسبب قروحًا في الجلد. وعند شفاء هذه القروح، غالبًا ما يحدث تغيير في لون الجلد في مكان الإصابة.

وفي مقالنا سنتعرف على هذا المرض، والذي يعتبره الكثيرون من الأمراض الصعبة والمزعجة، وسنبين لكم، ما هو؟ وما هي أعراضه؟ وكيف يتم العلاج منه.

مرض القوباء

التعريف بمرض القوباء (Impetigo)

مرض القَوْباء، (Impetigo)، تلوّث في جلد الإنسان، ناجم عن جرثومة من الجراثيم العقدية، وعن جراثيم أخرى. وفي بعض الحالات ينتشر هذا التلوث، لدى الأطفال الرٌّضَّع، والأولاد، خاصةً في المدارس، حيث يصيب مختلف أعضاء الجسم، إلّا أنه في أغلب الأحيان يصيب منطقة الوجه، خاصةً حول الفم، والأنف، وفي اليدين، وفي منطقة العنق، وقد يظهر أيضًا في أمكنة أخرى من الجسم.

يُعد هذا المرض معديًا جدًا، وتنتقل العدوى به عن طريق التلامس، أو عند طريق استعمال الأغراض الشخصية لشخص مصاب بالمرض، مثل المناشف وأغطية الأسرّة وغيرها.

أعراض مرض القوباء

بالإمكان تشخيص القوباء من خلال: الطفح الجلدي المميز، والذي يظهر في البداية كنقاط حمراء صغيرة على الجلد، تتطور إلى نقاط صغيرة، تنفجر فينتج عنها غشاء يسيل منه سائل بلون العسل.

وينتشر هذا الطفح الجلدي عادةً بسرعة كبيرة، ويكون مصحوبًا بحكة قوية ومزعجة، خاصةً في فصل الصيف وفي الأجواء الحارة والرطبة تحديدًا.

الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بمرض القوباء

  • الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و5 سنوات، خاصةً الأطفال الذين يتواجدون في مراكز الحضانة، أو يلعبون بنفس مجموعة الألعاب، هم الأكثر عرضة للخطر.
  • الكبار والأطفال هم أكثر عرضة للخطر، إذا:
    • كانوا يعيشون في مناخ دافئ، ورطب.
    • من كان لديهم إصابة بمرض السكري.
    • من يخضعون لغسيل الكلى.
    • من لديهم نقص في جهاز المناعة، كالإصابة بفيروس نقص المناعة (الإيدز).
    • من لديهم أمراض جلدية مثل الأكزيما، والتهاب الجلد، أو الصدفية.
    • من كان مصابًا بحروق الشمس، أو حروق أخرى.
    • من لديهم عدوى، مثل القمل، أو الجرب، أو جدري الماء.
    • من كان مصابًا بلدغة من إحدى الحشرات.
    • الرياضة التي تنطوي على ملامسة الجلد بالجلد، مثل كرة القدم، أو المصارعة.
    • العمل، أو العيش في ظروف مزدحمة، ومتقاربة، يمكن أن يُعزز انتشار القوباء.
    • سوء النظافة يساعد على انتشار البكتيريا.

متى يجب الذهاب إلى الطبيب؟

من الجيد أن تذهب للطبيب، إذا كنت تشك بالإصابة بمرض القوباء، فهو الوحيد الذي سيوصف لك العلاج بالمضادات الحيوية للقوباء ليسرع في الشفاء، ويعمل على وقف انتشار العدوى بالنسبة لأفراد العائلة، أو غيرهم ممن يتواصلون معك.

مع العلاج، عادةً يشفى المصاب في 7 إلى 10 أيام، أما إذا كان لديه عدوى، أو مرض جلدي، فقد يستغرق العلاج وقتًا أطول للشفاء.

فمن المحتمل أن الطبيب يمكن أن يستطيع تشخيص القوباء من المظهر الخارجي، ولكن في الحالات الشديدة، قد يحتاج الطبيب لبعض التحاليل للدم، وللبكتريا.

طرق علاج القوباء

علاج القوباء يعتمد على مدى انتشار المرض، أو على شدة القروح، والبثور التي ظهرت:

العلاجات المنزلية

يمكن الشفاء من مرض القوباء، عن طريق بعض العلاجات المنزلية:

  • يوصى بتنظيف القروح، من ثلاث إلى أربع مرات في اليوم، والتأكد من غسل اليدين جيدًا، قبل وبعد علاج قروح القوباء.
  • تنظيف القروح بلطف بالماء الدافئ والصابون، ثم إزالة القشور من مكان تنظيف الإصابة بالقوباء.
  • إن تنظيف، وإزالة القشور من مكان القروح، يجب أن يتم بانتظام حتى تشفى القروح، وأن يتم تجفيف المنطقة، ودهنها بمرهم يحتوي على مضاد حيوي، ثم تغطية القروح بنعومة، باستعمال الشاش الطبّي.
  • يمكنك استخدام مرهم مضاد حيوي دون وصفة طبية، ثلاث مرات في اليوم، بعد تنظيف المنطقة. ثم تغطيته، لمنع حصول التهاب، بضمادة ناعمة معقمة، أو باستخدام الشاش الطبّي.
  • التنظيف قبل تضميد القروح، يُقلل من مستوى البكتريا على الجلد، على أن يتم ذلك بانتظام.

العلاج في عيادة الطبيب

  • في البداية يقوم الطبيب بفحص القروح، والاستيضاح حول التاريخ الطبي للعائلة، حول إصابة أحد بهذا المرض من قبل، أو أن الإصابة نتيجة العدوى من شخص مصاب من فترة قريبة بهذا المرض.
  • الطبيب، يصف للمريض، نوعًا من المضادات الحيوية، والذي يتم تناوله بالبلع عن طريق الفم، أو مرهمًا خاصًا من أنواع المضادات الحيوية (تحتوي على المادة الفعالة).
  • توصي جمعية الأمراض المعدية الأمريكية، أن يتم العلاج بالمضادات الحيوية الموضعية لمدة تتراوح بين 5 إلى 7 أيام للشفاء.
  • وإذا كان القوباء المصاب بها المريض، شديد، أو واسع النطاق، يوصى بالمضادات الحيوية عن طريق الفم، هذه المضادات تعمل بسرعة أكبر من المضادات الحيوية الموضعية، ومع ذلك لا تظهر بعض الدراسات أي فرق كبير في معدلات الشفاء بين المضادات الحيوية الموضعية، أو التي تُؤخذ عن طريق الفم.
  • وثمة أطباء يقررون إجراء قياس لضغط الدم، أو تحليل للبول، من أجل البحث عن علامات مبكرة تشير إلى حصول ضرر في الكليتين.

مضاعفات مرض القوباء

يمكن أن تحدث مضاعفات القوباء ولكنها نادرة نسبيًا، والبالغون معرضون بنسبة أكبر لخطر حصول المضاعفات.

من أهم مضاعفات مرض القوباء

  • تأثيره على الكليتين:

إن أشد ما يثير القلق من جراء الإصابة بهذا النوع من التلوث بهذه الجرثومة، هو الخشية من إصابة الكليتين بالتهاب، والذي يُسبب فشل بالكليتين، مما يؤدي إلى تغير لون البول ليصبح بنيًا داكنًا، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بآلام في الرأس، وارتفاع في ضغط الدم.

ولسوء الحظ، إن العلاج بالمضادات الحيوية (Antibiotics)، لا يؤدي إلى منع التهاب الكليتين، أو فشلهما، إلّا أنه قد يكون صحيحًا، في الحد من انتشار جرثومة القوباء، وانتقالها من الشخص المصاب، إلى أشخاص أصحاء.

  • التهاب الأوعية، والقنوات اللمفاوية.
  • الإنتان، عدوى بكتيرية في الدم.
  • الحمى القرمزية، عدوى بكتيرية نادرة تسببها التهاب القروح.

كيف يمكنك منع انتشار القوباء؟

  • الأطفال الذين يعانون من القوباء، يجب عليهم البقاء في المنزل حتى الشفاء.
  • ويجب على البالغين الذين يعانون من القوباء، والذين يعملون في المهن التي تنطوي على اتصال وثيق مع الآخرين، التحقق مع طبيبهم حول متى يجب عليهم العودة إلى العمل.
  • النظافة الجيدة هي رقم واحد من أجل الوقاية.
  • الاستحمام المنتظم، والغسيل اليدوي المتكرر، يساعد على خفض نسبة انتشار البكتيريا.
  • تغطية أي جرح في الجلد، أو لدغات الحشرات، لحماية المنطقة من الجراثيم.
  • إبقاء الأظافر مقلمة، ونظيفة.
  • لا تلمس أو تخدش القروح المفتوحة، لأن هذا يتسبب في انتشار العدوى.
  • غسل كل ما يُستخدم في تطهير قروح القوباء، بالماء الساخن، والصابون، ثم استخدام المواد المعقمة.
  • تغيير بياضات السرير، والمناشف، والملابس، كل يوم.
  • تنظيف وتعقيم أسطح الأدوات في المنزل، والمعدات، وألعاب الأطفال، التي قد تكون على اتصال مع الشخص المصاب بالقوباء.

ما هي القوباء المنطقية؟ وكيف يتم الشفاء منها؟

القوباء المنطقية، هي نوع آخر من أنواع مرض القوباء، وهي الأكثر شيوعًا عند البالغين، وقد يصاب بها كبار السن بسبب الإجهاد، أو لأسباب أخرى مختلفة.

والقوباء المنطقية، طفح جلدي مؤلم، ناتج عن فيروس. يظهر عادةً هذا المرض في منطقة صغيرة على جانب واحد من الوجه، أو الجسم.

من الشيء الجيد، أن معظم الأشخاص الذين يصابون بالقوباء المنطقية، من المؤكد أنه يتم شفائهم، وأن المرض لن يعود إليهم مجددًا.

أسباب القوباء المنطقية

القوباء المنطقية تحدث عندما يبدأ الفيروس الذي يسبب جدري الماء، بالظهور مرة أخرى في الجسم. فبعد الإصابة بجدري الماء، يتأثر الجسم، ويبقى المرض، إلى الأبد في سبات عميق. أما في حالات أخرى، فإن هذا الفيروس يعود للظهور، لسببٍ ما.

وإن تناول بعض الأدوية قد تؤدي إلى استيقاظ الفيروس، وتسبب طفح القوباء المنطقية، ولم يتم إلى الآن معرفة سبب حدوث ذلك؟ ولكن ما يجب معرفته هو أن الفيروس يصبح نشطًا مرة أخرى، مما يُسبب القوباء المنطقية، وليس جدري الماء.

هناك لقاح للقوباء المنطقية، وخاصة للأشخاص الذين تجاوزوا 50 عامًا، وهذا الإجراء، يُقلل من فرصة الإصابة بالقوباء المنطقية.

أسباب الإصابة بمرض القوباء المنطقية

الشيخوخة

كلما تقدم الإنسان بالعمر، فإن نظام المناعة لديه يصبح أقل كفاءة، ويصبح الجسم عُرضة لمهاجمة المواد الغريبة، أو الضارة، مثل السموم، والبكتيريا، والخلايا السرطانية.

فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)

الذي يجعل الجسم عُرضة للمرض أكثر من 25 مرة، من الحالات العادية.

ضعف النظام المناعي

إن ضعف النظام المناعي في الجسم، يؤدي إلى القوباء المنطقية، وهذا شائع في الناس الذين يخضعون للعلاج الكيميائي، أو المنشطات، أو الأدوية التي تعطى لمنع رفض الجسم للأعضاء المزروعة.

الاجهاد البدني والعاطفي

عندما يتم التشديد على الجسم، بالإجهاد الجسدي، أو العاطفي، فإنه ينتج بعضًا من المواد الكيميائية، التي يمكن أن تمنع الجهاز المناعي من العمل بشكلٍ صحيح.

العلاج الكيميائي

إن الأشخاص الذين يستخدمون العلاج الكيميائي، أو العلاج الإشعاعي، يضعف لديهم الجهاز المناعي والذي يتسبب بالقوباء المنطقية.

أعراض القوباء المنطقية

أعراض القوباء المنطقية التي تستدعي الذهاب إلى الطبيب، تحدث على مراحل:

  • في البداية قد يكون لدى الشخص المصاب صداع، أو تكون لديه حساسة للضوء، كما لو أن هذا الشخص لديه انفلونزا.
  • وبعد فترة، قد يشعر بحكة، أو وخز، أو ألم في منطقة معينة، وهو المكان الذي قد يحدث فيه الإصابة بالطفح بعد بضعة أيام.
  • والطفح يتحول إلى مجموعة من البثور، مليئة بالسوائل، ومن ثم تزداد، ويستغرق الشفاء من البثور من أسبوعين، إلى أربع أسابيع، ومن الممكن أن تترك ندبات.
  • بعض الناس قد يصابوا بطفح بسيط، والبعض الآخر لا يحصل له اي طفح جلدي على الإطلاق.

كيف يتم التعامل مع القوباء المنطقية؟

  • يتم التعامل بمرض القوباء المنطقية، باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات، والأدوية المخففة للألم، التي تساعد الطفح الجلدي الخاص بالشفاء بشكلٍ أسرع، وتكون أقل إيلامًا
  • الرعاية المنزلية الجيدة أيضًا، يمكن أن تساعد على الشفاء بشكلٍ أفضل، وأسرع.
  • رعاية الجلد والقروح، والحفاظ عليها نظيفة، وتناول الأدوية الخاصة، وفقًا لتوجيهات الطبيب.

علاج القوباء المنطقية

لا يوجد علاج حقيقي للقوباء المنطقية، ولكن يُعتبر العلاج المبكر لهذا المرض من الأمور التي تساعد على تخفيف الأعراض:

  • يمكن تقليل خطر العدوى، عن طريق الحفاظ على الطفح نظيف، وجاف قدر الإمكان.
  • استخدام الملابس غير اللاصقة، حتى لا تلصق بالبثور، وهذا سوف يقلل أيضًا من خطر انتقال الفيروس للآخرين، وارتداء الملابس الفضفاضة التي تُساعد في الحد من تهيج الطفح الجلدي، والشعور بالراحة.
  • لا تستخدم أبدًا المضاد الحيوي الموضعي، لأنها من الممكن أن يطيل مدة الشفاء.
  • اتصل بطبيبك، على الرغم من أن أعراض القوباء المنطقية غالبًا ما تكون خفيفة في المرحلة الأولى، لكن ينبغي أن يتم التدخل الطبي في أقرب وقت ممكن، واستخدام الأدوية الخاصة كمضاد للفيروسات، والتي تمنع تكاثر فيروس القوباء المنطقية، وذلك لأناه تقلل من خطر حصول أي مضاعفات، وأي ألم أثناء مرحلة نشاط الفيروس.
  • استخدام غسول خاص، فهو يساعد في تبريد وتهدئة الجلد. ويمكن لتخفيف الحكة استخدام مضادات الهيستامين (للحساسية).

كيف تنتشر القوباء المنطقية؟

القوباء مرض معد للغاية، حيث ينتشر عبر الاتصال المباشر بمريض مصاب بالتهاب الجلد، أو ملامسة أي شيء لمس جرح متقيح ومفتوح.

لا يمكن أن تنتشر القوباء، باستخدام نفس الفراش، أو الملابس الداخلية، أو الملابس، والمناشف، ولعب الأطفال، أو المعدات الرياضية، إلا إذا كان صاحبها مصابًا بالمرض بالذات.

بعض العلاجات الطبية البديلة

استخدام الثوم:

نقطع فص من الثوم، ثم نُدلك به مكان الإصابة، حتى نمنع التقيح والحبوب من الانتشار بسرعة.

استخدام الصبار:

نقوم بدهن المكان المصاب بالقوباء، بعصارة نبات الصبار عدّة مرات في اليوم.

استخدام العسل:

نُدلك المكان المصاب بشمع العسل الصافي، المضاف إليه بعض قطرات من الخل.

تناول شراب الجنسنج:

فهو يُعتبر منشط للجسم، ويزيد من مناعته، ومقاومته للأمراض.

الجزر:

نخلط كمية من مفروم جزرتين، مضاف إليها ملعقة صغيرة من زيت الخروع، وندهن به المكان المصاب.

الحليب:

ندهن مكان الإصابة بالحليب الذي يسيل من فروع أشجار التين عند قطعها، بمعدل ثلاث مرات في اليوم.

الزعتر الأخضر:

نأخذ بعض من أوراق الزعتر الأخضر الطازج، ونطحنها جيدًا ليصبح لدينا معجون، نضعه على مكان الإصابة بالقوباء.

كلمة أخيرة

  • إذا كنت تستخدم المضادات الحيوية الموضعية، للمعالجة، فإن القروح تبقى معدية، حتى تشفى تمامًا من النزف، وتجف.
  • أن المضادات الحيوية عن طريق الفم، يمكن أن يكون لها آثار جانبية أكثر من المضادات الحيوية الموضعية، مثل حدوث الغثيان.
  • النظافة الجيدة هي المفتاح الأساسي في منع انتشار القوباء.
  • يجب على الأطفال الذين يعانون من القوباء البقاء في المنزل حتى الشفاء، لمنع انتشار العدوى، للأطفال الأصحاء.
  • قبل تناول الأدوية يرجى قراءة التعليمات على العبوة، أو طلب المشورة من الصيدلي.
شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله