تأثير تغير المناخ على البيئة والكائنات الحية

من المرجح أن يؤدي تغير المناخ والاحتباس الحراري إلى انقراض عددٍ كبيرٍ من الأنواع خلال هذا القرن، تقول الهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ أن ارتفاع درجات الحرارة على كوكب الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية قد يؤدي إلى انقراض 20 – 30 بالمئة من الأنواع، وإذا ارتفعت درجات الحرارة درجتين مئويتين، فإن كل البيئات على الأرض سوف تتأثر.

تأثير تغير المناخ على الأنواع

فيما يلي بعض الأمثلة على الأنواع التي تأثرت بسبب تغير المناخ:

النمور البرية

يوجد الآن في العالم حوالي 3200 نمر يعيش في البرية، يعود السبب في انخفاض أعداد النمور إلى الصيد الجائر وفقدان الموائل، ويبدو أن التغير المناخي وتزايد درجات الحرارة على كوكب الأرض سيؤدي إلى زيادة حرائق الغابات التي تعيش فيها النمور.

النمور الثلجية

تعيش النمور الثلجية في جبال الهملايا، وقد أدى التغير المناخي والاحتباس الحراري إلى تقلص مساحة الموائل التي تعيش فيها وبالتالي عزلها عن بعضها البعض، وانخفاض أعداد الفرائس التي تتغذى عليها.

وحيد القرن الأسيوي

يعيش هذا الحيوان كبير الحجم في السهول الفيضية في شمال الهند ونيبال، هذه السهول تعتمد بشكلٍ أساسي على الرياح الموسمية التي تجلب الغيوم المحملة بالأمطار، وقد أدى التغير المناخي إلى موجات الجفاف أو أمطار غزيرة وفيضانات أثرت بشكلٍ مباشر على الغطاء النباتي الذي تتغذى عله حيوانات وحيد القرن الأسيوي.

إنسان الغاب

إنسان الغاب هو حيوان معرض للانقراض بسبب إزالة الغابات والصيد غير القانوني، كما أنه يعاني من مشكلة في تأمين الغذاء بسبب عدم انتظام هطول الأمطار.

الفيل الإفريقي

أدت التغيرات المناخية إلى عدم انتظام هطول الأمطار وأصبحت الأمطار تهطل بغزارة وتسبب الفيضانات في بعض الأحيان فيما تكون الهطولات قليلة وتؤدي إلى الجفاف في أحيانٍ أخرى، ويبدو أن هذا التغيير يؤثر بشكلٍ مباشر على الفيلة الإفريقية التي تحتاج إلى تناول كميات كبيرة من النباتات وشرب الكثير من المياه.

الدب القطبي

ارتفعت درجات الحرارة في القطب الشمالي بسرعة أكبر من ارتفاعها في أي منطقة أخرى من العالم، ويؤدي ذلك إلى ذوبان الجليد الذي تعيش عليه الدببة القطبية، وقد أدى هذا الذوبان إلى عزل الدببة عن بعضها البعض وأصبح من الصعب التقاء الإناث والذكور للتزاوج، كما أن هذه الدببة أصبحت تحتاج لقطع مسافات أطول من أجل الحصول على الغذاء.

طيور البطريق

تعيش هذه الطيور في القارة القطبية الجنوبية، وكما هو الحال مع الدب القطبي، يؤدي ذوبان الجليد إلى صعوبة في تكاثر هذه الطيور أو الحصول على غذاء.

البفن الأطلسي

البفن الأطلسي هو طائر صغير الحجم ذو شكل جميل، يمكن رؤيته حول المملكة المتحدة في فصل الصيف، يهاجر هذا الطائر من أجل التكاثر، لكن التغير المناخي يجعل من الصعب تحديد موعد بداية ونهاية موسم الهجرة، وبالتالي قد تصل هذه الطيور إلى أماكن تكاثرها في الوقت الخطأ.

اقرأ أيضًا: متى يكون الحيوان مهدد بالانقراض؟

تأثير تغير المناخ على المناطق القطبية

عادةً ما يكون تأثير تغير المناخ أكبر في المناطق القطبية التي توجد على الأطراف الشمالية والجنوبية لكوكب الأرض.

تغير المناخ في القطب الشمالي

خلال المئة عام الماضية، ارتفع متوسط درجات حرارة الهواء في منطقة القطب الشمالي بمعدل 5 درجات مئوية، أدى هذا إلى ذوبان جزء كبير من الغطاء الجليدي، والذي لا يمكن تعويضه، يؤثر ذلك بشكل مباشر على مستوى المياه في كل أنحاء الكوكب، كما أن له تأثير على الكائنات الحية التي تعيش في القطب الشمالي، ما جعل الكثير من الأنواع معرضة لخطر الانقراض.

تغير المناخ في القطب الجنوبي

يحتوي القطب الجنوبي على 90% من كمية المياه العذبة الموجودة على كوكب الأرض، وتبلغ مساحته حوالي 14 مليون كيلومتر مربع، هذه الكمية الضخمة من الجليد تلعب دورًا أساسيًا في المناخ، حيث تعكس الأشعة الشمسية إلى الفضاء وتساهم بذلك في تنظيم درجة حرارة الكوكب، لهذا السبب، يعتقد العلماء أن ذوبان القليل من الجليد الموجود في القطب الجنوبي سيؤثر بشكل مباشر على درجة الحرارة في كل أنحاء الكوكب، وسيؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح كل البحار والمحيطات.

تأثير تغير المناخ على المحيطات

المحيطات على كوكب الأرض تمتص كميات كبيرة جدًا من غاز ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي فهي تمنع وصول هذا الغاز إلى الغلاف الجوي، لكن حرق المزيد من الوقود الأحفوري يؤدي إلى زيادة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في المحيطات مما يجعلها حمضية أكثر، وهذا له تأثير سلبي على الكثير من الأنواع.

على سبيل المثال، يتوقع العلماء أنه إذا ارتفعت درجة حرارة المحيطات بمقدار 1.5 درجة مئوية، فإن ذلك سيسبب فقدان 70 – 90 في المئة من الشعاب المرجانية على الكوكب، وإذا ارتفعت درجة حرارة المحيطات بمقدار درجتين مئويتين، فإننا قد نفقد كل الشعاب المرجانية، وهذا يشكل كارثة حقيقية بالنسبة لنا نحن البشر، فحوالي مليار شخص يعتمد في غذائه على الأسماك التي تعيش في أماكن الشعاب المرجانية.

اقرأ أيضًا الحيّد المرجاني العظيم – أشهر المعالم السياحية في أستراليا

تأثير تغير المناخ على الغابات

الغابات على كوكب الأرض مهمه للغاية لأنها تمتص كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون وهو المسبب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري، كما أن الغابات تشكل بيئة تعيش فيها ملايين الأنواع النباتية والحيوانية.

من المحتمل أن تتأثر الغابات الموجودة في المناطق شبه القطبية شمال الكره الأرضية بتغير المناخ أكثر من غيرها، كما أن الغابات الاستوائية مثل غابات الأمازون قد تشهد انقراض الكثير من الأنواع التي تعيش فيها.

تأثير تغير المناخ على المياه العذبة

يؤدي التغير المناخي إلى عدم انتظام هطول الأمطار، مما يسبب حدوث الفيضانات وموجات الجفاف، وعادة ما يؤدي ارتفاع درجة حرارة الهواء إلى وجود كميات أكبر من الرطوبة في الغلاف الجوي، وبالتالي هطول الأمطار بغزارة وحدوث فيضانات مدمرة وكارثية.

الأنهار والبحيرات هي المصدر الرئيسي لمياه الشرب الذي يستخدمه البشر والحيوانات، وقد أدى تغير المناخ إلى عدم انتظام كمية المياه الموجودة في هذه الأنهار والبحيرات.

في المناطق الجبلية، يسبب الاحتباس الحراري ذوبان الأنهار الجليدية، هذه الأنهار الجليدية في جبال الهملايا تغذي الكثير من الأنهار الضخمة مثل النهر الأصفر ونهر الغانج التي يعتمد عليها أكثر من مليار شخص كمصدر رئيسي لمياه الشرب والزراعة والصرف الصحي وتوليد الطاقة الكهربائية.

المصدر

آثار تغير المناخ، الصندوق العالمي للحفاظ على الطبيعة

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله