كيف تصبح ذكيًا .. وهل يمكن ذلك؟

عندما تقرأ عنوان المقال قد يتبادر إلى ذهنك السؤال التالي: أليس الله خلق لكل إنسان قدرات عقلية محددة، فهل نستطيع نحن البشر أن نغيرها، أو أن نصنع من أنفسنا أشخاص أذكياء؟!

بالطبع ستكون إجابتنا نعم، يستطيع كل واحد منا أن يعمل على تنمية قدراته العقلية وتعزيزها وتنشيطها ليرفع من نسبة الذكاء الموجودة لديه، وهذه النسبة هي التي ستختلف من شخص لآخر مع اختلاف البيئة الراعية لها. فما هو معنى الذكاء بشكل محدد؟ وكيف تصبح ذكيًا ؟ وما الوصفات التي تساعدك على ذلك؟ هذا ما سوف تتعرف على إجابته عند قراءتك للمقال التالي.

ما هو الذكاء؟

شغل موضوع تحديد معنى الذكاء الكثير من العلماء في العصور السابقة، فراح بعضهم إلى تعريف الذكاء على أنه هو القدرة على مواجهة المشكلات وحلها، ومنهم من عرفه على أنه القدرة على التكيف مع البيئة المحيطة، كما يرى بعض العلماء أن الذكاء هو القدرة على القيام بالأعمال بكفاءة وبأسرع وقت وأقل جهد وتكلفة، أو القدرة على سرعة التعلم.

إلى أن توصل العلماء في النهاية إلى أن الذكاء ليس مفهوم محدد ثابت أو مجرد، بل هو مجموعة من القدرات والاستعدادات التي تكون موجودة لدى الإنسان، والقابلة للتطور والنمو بفعل التعلم والتدريب.

وتختلف هذه القدرات في نوعها، فقد تكون في مجال الأدب وكتابة الشعر والروايات والنثر، وبذلك يمتلك الشخص ذكاءً لغويًا، أو تكون لدى الشخص قدرات موسيقية في تأليف الألحان الموسيقية والتمييز بينها، وبذلك يمتلك هذا الشخص ذكاءً موسيقيًا، أو يمتلك الإنسان قدرات في الحساب الذهني الرياضي وحل المسائل الرياضية، وبذلك يمتلك هذا الشخص ذكاءً رياضيًا، وغيرها من أنواع الذكاء، مثل الذكاء الاجتماعي وهو القدرة على إقامة علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين والانفتاح على المجتمع، والذكاء العاطفي وهو القدرة على التعاطف مع الآخرين وفهم مشاعرهم، والذكاء المكاني وهو قدرة الشخص على التمييز بين الأماكن وحفظ الخريطة المكانية وتحديد المواقع وغيرها من أنواع الذكاء كالذكاء الحركي، والذكاء البدني، والذكاء الفضائي، والذكاء الشخصي.

لذلك يجب على كل إنسان أن يميز نوع الذكاء الذي يتمتع به، ويعمل على تنميته وتطويره لديه بالتعلم والتدرب والتغذية الصحية وممارسة التمرينات الرياضية وغيرها من الخطوات التي سنتحدث عنها في الفقرة التالية.

هل يمكن تنمية الذكاء؟

يخلق الله تعالى كل إنسان وهو يحمل عوامل واستعدادات وراثية من عائلته، ومن هذه الاستعدادات هي الاستعدادات العقلية، فيكون حظ بعض الأشخاص منها أكبر من حظ أشخاص آخرين، إلا أنه هناك العديد من العوامل التي تساعد الإنسان على تنمية هذه الاستعدادات وزيادة درجة الذكاء، أو أن يهملها الإنسان فتبقى على ما هي عليه دون تطوير أو تحفيز، وهذا ما أشارت إليه الكثير من الدراسات حول ذلك والتي أكدت بشكل واضح على دور البيئة التي يعيش فيها الإنسان في تنمية الذكاء ورعايته.

ففي إحدى الدراسات التي أجريت على أخوين توأم حقيقي لهما نفس الاستعدادات الوراثية العقلية، تم رعاية أحد الأخوين في بيئة مختلفة عن البيئة التي عاش فيها الأخ الثاني، فإحدى البيئتين كانت راعية ومحفزة للذكاء، أما الثانية على العكس، وقد أظهرت النتائج الفرق الواضح في درجة ذكاء كل من الأخوين لصالح البيئة الراعية والداعمة للذكاء، وهذا ما يؤكد أهمية البيئة المحفزة للذكاء على تنميته وتطويره لدى الأشخاص.

كما أن تعلم الإنسان وتدربه لتنمية مهاراته العقلية يرفع من نسبة ذكائه بشكل كبير، وبالتالي فإن الذكاء ليس قدرة ثابتة محددة لدى الإنسان، بل هو مجموعة قدرات يستطيع تعزيزها وتنميتها وتطويرها طوال فترة حياته.

خطوات بسيطة تعلمك كيف تصبح ذكيًا:

على الرغم من تعدد أنواع الذكاء وتنوعها ووجود طرق محددة لتطوير كل منها ، إلا أن هناك قواعد وخطوات عامة لتنمية الذكاء بشكل عام مهما كان نوعه، وهذه الخطوات هي:

الألعاب والتمارين العقلية:

كيف أصبح ذكيا

إن العناية بتطوير المهارات العقلية هي إحدى طرق الوصول للذكاء، وذلك من خلال اللعب بالألعاب الفكرية التي تحتاج إلى مهارات عقلية للنجاح بها كالشطرنج مثلًا، كما أن حل الكلمات المتقاطعة والمسائل الرياضية ينمي القدرات والمواهب العقلية ويزيد من نسبة ذكاء الإنسان.

القراءة:

كيف أصبح ذكيا

حيث تعد قراءة الكتب العلمية والأدبية وكتب الثقافة، بفهم ووعي أحد عوامل تنمية العقل وزيادة نشاطه. لذلك ينصح بقراءة كتب متنوعة باستمرار، وتحليل مضمونها ومناقشتها مع الآخرين.

اتباع نظام غذائي صحي:

هناك مجموعة من الأطعمة التي تساعد على تحسين وظائف المخ وتنشيط عمله، مثل السبانخ والجوز والطماطم والسمك والتوت، وغيرها، كما أنه لا بد من تناول أطعمة صحية متنوعة تحتوي على مختلف العناصر والمواد والفيتامينات والدهون التي يحتاج لها العقل في عمله.

ممارسة التمرينات الرياضية:

حيث يقول المثل: العقل السليم في الجسم السليم، ففي هذا المثل بيان لأهمية ممارسة التمرينات الرياضية لصحة العقل، وتطوير المهارات الحركية والعقلية معًا، فالأشخاص الرياضيون هم أقل عرضة من غيرهم للإصابة بالأمراض العقلية. ومن هذه التمرينات رياضة المشي والجري، واليوغا، وتمارين التنفس، وغيرها.

الصيام:

حيث تشير الدراسات إلى أن تناول الطعام بكثرة يؤثر سلبًا على قيام العقل بوظائفه، لذلك ينصح بتقليل كميات الطعام المتناولة، والقيام بالصوم من فترة لأخرى.

تعلم لغة جديدة:

كيف أصبح ذكيا

إن تعلم لغة جديدة يحتاج من الإنسان أن يعمل قدراته العقلية واللغوية لحفظ اللغة الجديدة واستخدامها، وهذا ما يؤدي في النهاية إلى تحسين القدرات العقلية وتقوية الذاكرة بشكل دائم.

حفظ القرآن الكريم:

يساعد الحفظ على تحفيز الذاكرة وتنشيط عملها، لذلك فإن أفضل ما يمكن أن يقوم به الإنسان لذلك هو حفظ القرآن الكريم، مما يساعد على قوة ذاكرته ووقايته من الإصابة بمرض الزهايمر.

التفكير والتحليل:

كيف أصبح ذكيا

إن قيام الإنسان بالتفكير في الكلام الذي يسمعه أو يقرؤه، وتحليل المواقف والأفكار، وطرح الأسئلة حولها، والبحث عن الحقائق، كل هذا يحفز عمل العقل، ويجعله في حالة نشاط دائم ويبعد عنه الخمول والكسل.

النوم الكافي:

إن كثرة السهر وقلة النوم يؤثر سلبًا على مختلف أجزاء الجسم بما فيها العقل فيعمل على إتلاف خلايا الدماغ، فالعقل كما باقي الجسم يحتاج إلى فترة راحة وهي الفترة التي ينام فيها الشخص، لذلك فإن قلة النوم وعدم حصول الإنسان على ساعات النوم الكافية (8 ساعات يوميًا على الأقل) يضعف من عملية التركيز وقدرة العقل على قيامه بعمله.

الثقة بالنفس:

كيف أصبح ذكيا

إن ثقة الإنسان بنفسه تعطيه دافعًا كبيرًا وحافزًا للتفكير وطرح الأسئلة وخوض النقاشات المنقطية، والتعبير عن الأفكار ومحاولة القيام بها، كل هذا يعزز القدرات العقلية وينميها ويرفع بالتالي من درجة ذكاء الشخص.

وصفات لزيادة درجة الذكاء:

خلطة الحليب والزعفران:

تتكون هذه الخلطة من مزج ملعقة كبيرة من العسل مع كوب من الحليب الطازج، وبعض أعواد الزعفران، لتتشكل لدينا خلطة يتم تناولها كل صباح لتنشيط عمل العقل وتقوية الذاكرة.

خلطة الكمون والزنجبيل:

نقوم بإحضار ملعقة كبيرة من العسل ونخلط معها نفس المقدار من مسحوق الزنجبيل، وملعقتين كبيرتين من مسحوق الكمون، ثم نحرك هذه المكونات مع بعضها، ونأخذ منها ملعقة كبيرة كل يوم لتنمية المهارات العقلية وتحفيزها.

عصير الأناناس مع الجزر:

نقوم بضرب حبة من الأناناس مع حبتين من الجزر في الخلاط الكهربائي، حتى نحصل على عصير فعال لتقوية الذاكرة وتنشيط عملها.

خلطة الكرنب مع الليمون:

يتم تحضير هذه الخلطة بالبدأ بطبخ الكرنب أولًا، ثم يتم عصر ليمونة، وخلط العصير على الكرنب ومزجهما جيدًا، ثم القيام بتناول كوب من هذه الخلطة كل يوم، فذلك يساعد على وصول الأكسجين والدم إلى الدماغ، مما يحسن من عمله وينشطه.

كوكتيل فواكه مشكلة:

يتكون هذا الكوكتيل من ضرب حبة من الموز، مع حبة من الرمان والأناناس، وملعقة كبيرة من العسل بالخلاط الكهربائي، ثم إضافة قرابة 8 حبات من اللوز والجوز والبندق، وخلط كل هذه المكونات مع بعضها لنحصل على كوكتيل مفيد جدًا لعمل الدماغ، وتقوية عملية التركيز والحفظ، عند تناول كوب من هذا الكوكتيل كل يوم.

ما هي الأطعمة التي تساعد على زيادة الذكاء؟

كيف أصبح ذكيا

إن الطعام بشكل عام يمد الدماغ بالطاقة التي يحتاج إليها ليقوم بعمله، إلا أن هناك مجموعة من الأطعمة التي تتميز باحتوائها على مواد مغذية بشكل خاص للدماغ، وهذه الأطعمة هي:

النعناع: يمتاز النعناع بأنه مهدئ فعال للأعصاب، كما أنه يحفز الذاكرة ويقويها، ويقي من الإصابة بمرض الزهايمر.

الشوكولاته الداكنة: تحتوي الشوكولاته السوداء على مضادات للأكسدة تجعل منها أحد أفضل الأطعمة للوقاية من شيخوخة الدماغ.

المحار: إن تناول المحار يرفع من نسبة الزنك في جسم الإنسان، مما يساعده في تطوير العمل العقلي، وتقوية الذاكرة.

القرفة: تلعب القرفة دورًا مهمًا في معالجة الزهايمر والأمراض العقلية، فهي تقوي عملية التركيز لدى الإنسانن وتزيد من قدرته على الحفظ والتذكر.

الجوز: إن تناول الجوز يحسن من القدرات العقلية لدى الإنسان، كما أنه يقوي الذاكرة بفضل احتوائه على أحماض الأوميغا الدهنية.

البيض: وذلك بفضل احتوائه على البروتين الضروري لعمل الدماغ.

الكبدة واللحمة الحمراء: تساعد كل من الكبدة واللحمة الحمراء على حصول الدماغ على الأكسجين والدم اللازم له للقيام بعمله، بفضل احتوائهما على البروتين والحديد.

الفواكه التي تحتوي على فيتامين ج: مثل المشمش والعنب والمانجا، وغيرها، لأنها تحتوي على مواد غذائية تنمي من قدرة الشخص على التركيز.

الحبوب: تعطي الحبوب للجسم الطاقة التي يحتاج إليها في بناء خلاياه، ومنها خلايا الدماغ، لذلك فإن تناول الحبوب يساهم في بناء خلايا المخ وتطوير عمله.

الزبيب.

الكيوي.

الخوخ.

لبان الذكر.

الفراولة.

العسل.

زبدة الفستق.

الذرة الصفراء: تحتوي الذرة الصفراء على فيتامين B6 – B12 اللذين يعملان على تقوية الذاكرة وقدرة الإنسان على الإدراك والتركيز.

الخضار ذات الأوراق الخضراء: مثل البقدونس والسبانخ والقرنبيط، لأنها تحتوي على حمض الفوليك الذي يساهم في زيادة قدرة الإنسان على التفكير والتركيز.

الأفوكادو: إن احتواء الأفوكادو على الأحماض الدهنية الأوميغا 3 يساعد في نقل الدم إلى الدماغ، وبالتالي تطوير وتحسين قدرته على القيام بوظائفه.

الحليب كامل الدسم: حيث يتميز الحليب باحتوائه على الأوميغا 3، التي تلعب دورًا مهمًا في نمو خلايا الدماغ، وتحسين عملية الإدراك لدى الإنسان.

القهوة: تحتوي القهوة على الكافيين الذي ينشط عملية الإدراك والتركيز، بالإضافة لاحتوائها على المعادن والبروتين والسكريات التي تمد الدماغ بما يحتاج إليه لعمله، ولكن كل ذلك يجب أن يكون في الحد المسموح به، وعدم الإفراط في تناولها حتى لا نحصل على التأثيرات الجانبية السلبية لها.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله