كيف تتحول لمدمن أي شيء في عشر خطوات فقط

قررت للمرة الثانية أن أقدم لكم مقالة هزلية بعد المقالة الأولى والتي كانت تحمل عنوان، (مجموعة من الحيل النفسية التي ستوصلك للفشل بكل سهولة)، أما هذه المرة فسأحدثكم عن موضوع كيف تتحول لمدمن من خلال تلك الخطوات السحرية التي تجعل منك مدمن لأي شيء وذلك في عشر خطوات فقط.

وفي عصرنا الحالي كل شيء طاله التطور حتى الإدمان تطور كثيرًا فأصبحنا نسمع عن إدمان المخدرات الرقمية، وإدمان مشاهدة الأفلام الإباحية، والكثير من الأشياء، وقديمًا قالوا أفضل عادة ألا يكون لك عادة، ولكننا للأسف أصبحنا الآن لنا عادات كثيرة ولعل أحدثها إدمان الإنترنت والفيس بوك.

كيف تتحول لمدمن أي شيء في عشر خطوات فقط

ما السر وراء فكرة كيف تتحول لمدمن

الفكرة هنا أني وجدت ومن خلال تخصصي أنه هناك العديد من العوامل المشتركة بين الإدمان عمومًا مهما أدمن الشخص، سواء مخدرات عضوية أو صناعية كالترامادول أو أفلام إباحية أو حتى عادة سرية، كلها وجوه لنفس العملة ألا وهي الإدمان.

والعامل المشترك الأهم هو مادة تعرف بالدوبامين تلك المادة الساحرة القاتلة والتي فتكت بالكثير من الشباب، تلك المادة وظيفتها بكل بساطة أن تربط بين أي شيء تواظب على تناوله أو تتعاطاه أو تشاهده والسعادة، فيهيأ للعقل من فرط الربط أن هذا الشيء هو ذاته مصدر السعادة مما يُحدث الإدمان.

كيف تتحول لمدمن أي شيء في عشر خطوات فقط

ومهم جدًا عزيزي القارئ أن تعلم أن للإدمان دائرة، كلما دخلت فيها كلما تملكتك تلك المادة التي تتعاطاها أو العقار أو الفيلم أو المخدر الرقمي، وبالتدريج تضعف إرادتك إلى أن تصل لمرحلة ليس فيها استمتاع بالإدمان وبالرغم من ذلك أنت ما زلت مستمر على تعاطي العقار أو المخدر المعين. والإدمان لا دين له ولا يُفرق بين شيء وغيره والمدمنين لهم صفات مشتركة ومنها.

الانعزال

فالانعزال هو سمة المدمنين على أي شيء، فبالطبع هو لكي يمارس إدمانه لا يصح ولا ينبغي أن يفعل هذا أمام الناس خوفًا على مكانته الاجتماعية أو المهنية، وقد يصل الأمر للانعزال عن الأهل والأصدقاء وهذا في المراحل المتقدمة من الإدمان.

كيف تتحول لمدمن أي شيء في عشر خطوات فقط

طلب المزيد

فالمدمن دائمًا يطلب المزيد والفكرة هنا أن القدر الذي قد كان يحقق متعة في السابق لم يحققها الآن لذلك هو يحاول الوصول لنفس المستوى من المتعة وللأسف يظل في هذه الدائرة المفرغة من محاولة البحث عن المتعة حتى يصحوا في يوم ويجد نفسه في مركز دائرة الإدمان.

البعد عن طريق الله

بالطبع فالمدمن جزء كبير من تركيزه ينصب ناحية المادة المخدرة أو العقار موضوع الإدمان، فهو في الغالب لن يجد وقت ولا صحة كي يقف بين يدي الله ليصلي مثلًا، كما أنه لو كان يتعاطى مخدرًا عضويًا كالحشيش أو البانجو فهو بذلك مغيب العقل ولا تجوز له صلاة، حتى يفيق.

تأنيب الضمير

فالمدمن دائمًا يشعر بتأنيب الضمير والأذى الشديد بعد تناول الجرعة المخدرة، والشاب الذي يمارس العادة السرية أكثر من يعرف هذا الشعور، ذلك الشعور بالنفور تجاه كل شيء بعد وقوعه للمرة الألف في ممارسة العادة السرية، وبالطبع تأنيب الضمير هذا يؤثر على كل جوانب شخصية المدمن.

اضطرابات النوم

ولأنه مرهون بالمخدر أو العادة التي يواظب عليها فهو في الغالب لا يحافظ على عادات نوم صحية وسليمة لذلك تجده مجهد الجسم وتجد السواد أسفل عينية واضح جدًا، وصعب جدًا أن ينام ليلًا فالليل له وجاء من عيون الناس والأهل، ويستحيل أن ينام لمدة خمس ساعات متصلة.

الصحبة السيئة

في الغالب تجد لديه صحبة سيئة وفي الغالب هي من جرأته على ممارسة تلك العادة أو الوقوع في شرك الإدمان على اختلاف صنوفه، لذلك من ضمن أهم الطرق العلاجية الفعالة في الإقلاع عن الإدمان أن يفارق تلك الصحبة السيئة، والتي بفراقها لن يجد مؤيِدًا له فيما يفعل.

الاستعباد

بالطبع فتعاطيك لمخدر أو معاقرتك لعادة بعينها قد يبدوا في البداية ممتع لك ولكن بعد مرور الوقت وبعد الولوج في دائرة الإدمان ستصل إلى مرحلة أن تكون للأسف عبدًا لغير الله وستكون عبدًا لمادة مخدرة أو عادة سرية أو فيلمًا إباحيًا أو حتى نغمة تحدث بداخلك نشوة من نوع خاص.

كيف تتحول لمدمن أي شيء في عشر خطوات فقط

القلق الدائم والاكتئاب

فأنت في مرحلة انتظارك للإشباع أو في مرحلة عدم القدرة على الإشباع في توتر، والصراحة أن هذا التوتر هو الهدوء الذي يسبق العاصفة، فالتوتر في المراحل المتقدمة من الإدمان سيكون صعب جدًا وعالي للغاية، فقط لأنك مع تعاطيك لنفس المخدر أو ممارستك لنفس العادة لم تعد مستمتعًا أصلًا.

تدني نظرة المدمن لذاته

طبيعي جدًا بعد كل تلك الذلات التي يمر بها المدمن أن يحدث له تدني واضح في مستوى تقديره لذاته، وتتدنى لديه صورة ذاته، فيصير شخص لا يُعتمد عليه في أي شيء والأخطر من هذا أنه هو يعرف هذا، فتسوء الحالة أكثر فأكثر.

ضعف التركيز

فكيف لشخص يتعاطى نوع من المخدر أو يواظب على عادة معينة تستعبده أن يكون كامل التركيز ففي الغالب تركيزه يكون مشتتًا في إشباع تلك الرغبة أو العادة أو جرعة المخدر التي بدونها سيكون في حالة أقرب للجنون، وقد يقتل أعز الناس إليه ليحصل على المال، وقد يضحي بمستقبله العلمي.

قلة مستوى الإنتاجية

بالطبع هو لم يستطيع بعد كل تلك الرحلة من المآسي أن ينتج كما كان في سابق عهده والمشكلة الأكبر تظهر لدى من يعملون في مهن تتطلب مجهودًا عضليًا، هم في الغالب لو لم يفيقوا من إدمانهم سيتحولون في القريب العاجل لطاقة معطلة وبالتالي تتدهور حالتهم الأسرية والزوجية وبالطبع يحدث طلاق.

كيف تتحول لمدمن أي شيء في عشر خطوات فقط

شرح لخطوات كيف تتحول لمدمن

والحقيقة أني أستعنت في كتابتي لتلك المقالة بأحد أهم الأعمال الكارتونية والتي تعبر عن الإدمان، تحديدًا إدمان الإباحية ألا وهو فيلم Nuggets وهو فيلم كارتوني من إنتاج شركة Filmbilder ولمن يحب مشاهدة الفيلم أولًا قبل تفنيده إليكم فليشاهده من خلال الرابط التالي.

وبعد أن شاهدت الفيلم القصير المدة إليك تفنيد كل هنة وصورة في ذلك الفيلم من خلال تلك الخطوات العشر والتي بها تكون مدمنًا لا محالة.

مجرد أخذ فكرة

وكما يقول البائعين المصريون في السوق “خُد فكرة واشتري بكره” بالضبط كما يفعل الشخص المقبل على تجربة الإدمان في بداية خطواته الأولى، فقط ينظر للفيلم الإباحي، فقط يقف مع شخص يتعاطى نوع من المخدرات، فقط لا يغض البصر ويتساهل مع فكرة أن “العين تزني وزناها النظر”.

مجرد تجربة واحدة

وهنا يبدأ المدمن في خطواته الأولى والتي يبدأها بالذي هو شر، وهو توهم العصمة فهو يرى للأسف أنه أكبر من أن يقع في شرك الإدمان هو فقط سيجرب تلك العادة أو هذا النوع من المخدر ويتوهم أنه بكل تأكيد سيستطيع أن يترك تلك العادة أو هذه الجرعة من المخدر.

لحظة النشوة الأولى

وتحدث تلك اللحظة التي لن تتكرر بنفس قوتها، لحظة النشوة الأولى تلك اللحظة التي تتدفق فيها تلك المادة المعروفة بالدوبامين للدماغ، مما يؤدي لتك الحالة من السعادة الغير مبررة والذي بدوره يدفع الشخص لإكمال التجربة وتكرار المحاولة.

تجربة ثانية وانفلات الإرادة

وفي تلك التجربة الثانية يعود المدمن لتلك العادة أو ذلك النوع من المخدر طمعًا في الوصول لنفس الحالة من السعادة والنشوة، وبالطبع هو هذه المرة أعلن أمام نفسه أنه منفلت الإرادة وأنه غير قادر على السيطرة على نفسه، ولكن هذه المرة تقل المتعة ولكن قليلًا.

تجربة ثالثة ومتعة أقل جدًا

وهنا يستمر مسلسل سلب الإرادة فهو قرر للمرة الثالثة أن يتعاطى ذلك النوع من المخدر أو قرر ممارسة تلك العادة، وهنا تحدث المفاجأة الأولى وهي أن رصيد المتعة قل جدًا عن المرات السابقة، وهنا قد يحاول الشخص زيادة الجرعة طمعًا في الوصول لنفس المستوى من النشوة.

تجربة رابعة وبمتعة وقتية جدًا

وهنا تنحسر المتعة والنشوة الخاصة بمادة الدوبامين فهو تعود عليها جدًا، أو بالأحرى تعود على تلك الجرعة البسيطة من المادة المخدرة أو موضوع الإدمان، وهنا يضطر الفرد المدمن إلى زيادة الجرعة لكميات كبيرة جدًا طمعًا في الوصول لمزيد من الدوبامين.

الوصول للإدمان

وهنا نقطة النهاية ويستمر الفرد في التعاطي وهو لا يعرف لماذا يفعل هذا، وتتملكه المادة أو العادة الفلانية تمامًا وتظهر عليه العلامات الجسدية بصورة كبيرة وينعزل بعيدًا عن الناس.

التعاطي رغم عدم القدرة على الاستمتاع أصلًا

وهنا مرحلة أسميها مرحلة الذُل فهو مستمر على التعاطي بالرغم من كونه غير مستمتع بالمرة، فهو تعود على فكرة البحث عن المتعة حتى وإن لم يصل لها.

الانهيار الكامل في القوى البدنية

وهنا تنهار القوى البدنية للمدمن نهائيًا ويصل لحالة من الإنهاك الجسدي العام تمهيدًا للمرحلة العاشرة والأخيرة، والكارثية بكل تأكيد والتي ينتهي فيها المدمن.

عدم القدرة على التعاطي من الأساس

وهنا لم يستطيع الفرد الاستمرار في التعاطي فقدراته البدنية لم تعد تتحمل أن يتعاطى كميات من المخدرات أو لم يبقى لديه رصيد صحي يسمح بممارسة عادة بعينها، وهنا مرحلة قد تنتهي بالاكتئاب والقلق التام وفي الغالب تنتهي بالوفاة.

وفي نهاية تلك المراحل أرجوا ألا أكون سوداويًا لدرجة كبيرة في سردي لتلك المراحل ولكنه للأسف واقع مر به كثيرًا من الناس، وأنا قدمت تلك المراحل بالتفصيل الممل عسى أن يقرأها أحد المدمنين ويعرف أين هو بالضبط من تلك المراحل لعله يرجع، ويتوب لله عز وجل.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله