الهرمونات هي عبارة عن مواد طبيعية تقو الغدد بتكوينها حيث تقوم بإفرازها خلايا خاصة وكمياتها حسب احتياج الجسم والهرمونات لها طبيعة كيميائية معينة.
فعندما تحدث لخبطة لإفراز الهرمونات في الجسم أو يحدث عدم انتظام في إفرازها فهناك عدة أسباب لهذا سوف نتناولها بالتفصيل وكيفية علاجها.
والغدد المسئولة عن إفراز الهرمونات هي الغدد الصماء وهي:
- الغدة النخامية
- الغدة الكظرية
- الغدة الدرقية
- الغدد التناسلية
- الغدة الصنوبرية
- الغدد الجار درقية
- الغدة الزعترية
وتعتبر أهم هذه الغدد هي الغدة النخامية تعد بمثابة الأم لجميع الغدد لأنها مسئولة عن تنظيم عمل كثير من الغدد في الجسم.
ما هي الهرمونات التي تفرزها كل غدة وما وظيفتها؟
1 – الغدة النخامية
هي غدة تقع في تجويف الجمجمة ولها السيطرة الأكبر على باقي الغدد لأنها المسئولة عن إفراز عدة هرمونات وهذه الهرمونات تؤثر على باقي الغدد لذلك إذا حدث بالغدة النخامية خلل سوف تتأثر باقي الغدد.
والغدة النخامية عبارة عن ثلاثة فصوص: وهما فص أمامي وفص أوسط وفص خلفي، ويعتبر الفص الأمامي والخلفي هما المسئولان عن هرمون النمو وهرمون الحليب عند السيدات والهرمونات المسئولة عن الغدد التناسلية ومسئول أيضا عن القشرة الكظرية.
بينما الفص الخلفي فهو مسئول عن تخزين الهرمونات التي تفرزها الهيبوثلامس مثل الهرمون المسئول عن إدرار البول.
2 – هرمونات الغدة النخامية
- هرمون [FSH] وهذا الهرمون المسئول عن تكوين البويضات عند النساء فهو المسئول أيضا عن إفراز هرمون الأستروجين فعند فحص هذا الهرمون يساعد في اكتشاف أساب عدم انتظام الدورة الشهرية عند الإناث أو عدم حدوث الإخصاب وذلك لأنه هام أيضًا في مراحل تكون الحيوانات المنوية خاصة المرحلة الأولى.
وينخفض هذا الهرمون إذا حدث خلل في إفراز الغدة النخامية ويزداد عند السيدات خلال مرحلة سن اليأس.
- هرمون [LH] المسئول عن تحفيز إنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجال وعن تكوين البويضات لدى النساء.
- هرمون البرولاكتين وهو الهرمون المسئول عن إنتاج الحليب عند المرأة ويتم إفرازه من الفص الأمامي للغدة النخامية.
ويرتفع إفراز هذا الهرمون بعد الولادة مباشرة حتى يعمل على إنتاج الحليب لإتمام عملية الرضاعة ويتم الفحص لهذا الهرمون في الحالات الآتية:
- حدوث تأخر أو غياب للدورة الشهرية لدى المرأة.
- خلل في إفراز الحليب عند الرضاعة.
- ضعف إنتاج الحيوانات المنوية أو عدم انتظام إنتاج البويضات.
وتعتبر الغدة النخامية أيضا المسئولة عن النمو والسيطرة على التمثيل الغذائي وعند حدوث أي خلل بها يؤدي إلى خلل في عملية النمو.
3 – الغدة الدرقية
توجد الغدة الدرقية أمام القصبة الهوائية وهي تعتبر في شكلها مثل الفراشة ولا تأخذ اللون الأحمر ولكنها تتخذ اللون البني المحمر وهم عبارة عن فصين وبهم خلايا خاصة تسمى الخلايا الكيسية وهذه الخلايا تعتبر المسؤولة عن إفراز هرمونات الغدة.
وهذه الغدة تعتبر من الغدد الصماء الذي تفرز الهرمونات في الدم مباشرة دون الحاجة إلى قنوات.
4 – هرمونات الغدة الدرقية
تقوم الغدة الدرقية بإفراز هرمون الثايرويد الذي ينقسم إلى نوعين وهما هرمون الثيروكسين وهرمون ثالث يود الثيرونين وتقوم هذه الهرمونات بالآتي:
- زيادة اخذ الأكسجين من الجسم مما يعمل على زيادة حرارة الجسم وبالتالي فإنها تزيد من عمليات الأيض.
- كما أنها تعمل على امتصاص الجلوكوز من الأمعاء مما يزيد من نشاط الكبد لتحطيم مادة الجلايكوجين وزيادة مادة الأنسولين في الدم.
- تقوم بزيادة تركيز هرمون النمو وهرمون والأدرينالين والكورتيزون.
- تزيد من قوة انقباض عضلات القلب وزيادة عدد نبضاته.
- تعمل أيضا هرمونات الغدة الدرقية على زيادة تحلل العظام مما يزداد كمية الكلسيوم في البول وأيضا يزيد في الدم.
- يعمل هرمون الثيروكسين على انتظام حركة الأمعاء لذلك فانه يؤدي إلى الإسهال عند زيادته والى الإمساك عند نقصانه.
5 – الغدة الكظرية
تعرف الغدة الكظرية أيضا بالغدة الفوق كلوية نظرًا لوجود كل منهما فوق كل كلية وكل غدة منهم تتكون من جزئيان الأول خارجي ومعروف بالسم القشرة الكظرية والأخر داخلي ويعرف باسم لب الكظر.
ولكل منهما شكلها الخاص فالغدة التي تقع في الجهة اليمنى تكون مثلثة الشكل بينما التي تقع في الجهة اليسرى تكون هلالية الشكل.
ويقوم الجزء النخاعي في الغدة الكظرية بإفراز هرمونين لهما تقريبًا نفس الوظيفة والتركيب الكيميائي وهما هرمون الأدرينالين وهرمون النور أدرينالين ويقومان بإعداد الجسم لحالات الطوارئ والمقصود بحالات الطوارئ هي حالات كالخوف والقلق والاضطرابات النفسية التي تصيب الإنسان.
فإذا شعر الإنسان بتلك الحالات فتعمل هذه الهرمونات كالتالي:
- تمنع الحركة الدودية للأمعاء وخاصة العضلات الملساء بها.
- ضخ كميات كبيرة من الدم إلى العضلات وذلك بزيادة عدد ضربات القلب.
- زيادة كمية الشهيق والزفير مما يسمح بوجود كمية كبيرة من تدفق الأكسجين إلي الدم.
- زيادة كمية السكر في الدم وذلك عن طريق تحويل جلايكوجين الكبد إلى جلوكوز لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة له لمواجهة أي خطر.
- يساعدان على انقباض الأوعية الدموية في البطن وبذلك يتجه الدم إلى العضلات أو الأمكنة التي تحتاج إلى مواجهة حالة الطوارئ.
6 – الغدد التناسلية
والغدد التناسلية تختلف في الإناث عن الذكور فلكل نوع له الغدد الخاص به وتختلف أيضًا في الهرمونات التي تفرزها ووظيفتها.
وتتحكم الغدة النخامية في إفراز الهرمونات التي تقوم بإفرازها هذه الغدد.
ففي الذكور تقوم الخصيتين بإفراز هرمون التستوستيرون وتقوم هذه الهرمونات بالتأثير على صفات الذكورة وإنتاج الحيوانات المنوية بالذكر.
وفي الإناث تقوم المبايض التي توجد على جانبي الرحم بإنتاج هرموني الأستروجين والبروجيستيرون كما أنها مسئولة أيضًا عن إنتاج البويضات.
وأيضا هذه الهرمونات تعتبر المسئولة عن ظهور الصفات الأنثوية مثل نمو الثديين ونزول الطمث.
وإذا حدث أي قصور في هذه الغدد فذلك قد يؤدي لقصور في الإنجاب لدي الذكور والإناث فعند الذكر يقل إنتاج الحيوانات المنوية المسئولة عن حدوث الإخصاب لدي الأنثى وعند المرأة فيمكن أن يحدث لها اضطرابات في الدورة الشهرية وحدوث عملية التبويض.
7 – الغدة الصنوبرية
هي غدة في حجم حبة البازلاء ولها لون رمادي يميل إلى الاحمرار وتقع أسفل الدماغ في الجمجمة خلف الغدة النخامية وتقوم بإفراز هرموناتها في الدم مباشرة.
وتقوم الغدة الصنوبرية بإفراز مادة الميلاتونين وذلك عند تعرض الجسم للظلام أي انه يتم إفرازه في أوقات الليل.
فالغدة الصنوبرية هي التي تتحكم في نفسية الإنسان وتقوم بعملية تنظيم الوقت لديه وأيضا تتحكم في الرغبة الجنسية.
وتتأثر هذه الغدة بالضوء عن طريق العين وما بها من ممرات عصبية ويعتقد البعض أنها لها علاقة ببلوغ الحلم عند الذكور.
ويقوم أيضا هرمون الميلاتونين التي تفرزه الغدة الصنوبرية على توقف الأمراض السرطانية في جسم الإنسان وتحسين جهاز المناعة.
ويطلق عليها اسم “العين الثالثة” لأنها تقع في وسط الدماغ من الخلف ويعرف الهرمون الذي تقوم بإفرازه “هرمون الظلام”.
8 – الغدد الجار درقية
تتكون من أربعة فصوص توجد على جانب الغدة الدرقية فهذه الغدد المسئولة عن تنظيم مستوى الفوسفات والكالسيوم في الدم فتقوم تلك الغدد بإفراز هرمون الباراثيرويد الذي ينظم مستوى الكالسيوم والفوسفات في الدم.
فعند زيادة كلا من الفوسفات أو الكالسيوم في الدم فتثار هذه الغدد وتقوم بالاتجاه إلى أماكن معينة في جسم الإنسان كالأمعاء والعظام لتنظيم امتصاص تلك العناصر.
9 – الغدة الزعترية
توجد هذه الغدة اعلى القلب عند القصبة الهوائية وهذه الغدة تكون كبيرة عن الأطفال وحجمها يقل بمرور الوقت خاصة في سن المراهقة لأن حجمها يقل عند نضج الغدد التناسلية.
وتقوم الغدة الزعترية بإفراز هرمون “ثيمون” الذي يعمل على بناء الخلايا الليمفاوية في الجسم مما يساعد في تنظيم عمل جهاز المناعة لدى الإنسان.
ويعتقد البعض أن الغدة الزعترية لها علاقة بتعلم الأطفال اللغة.
ومما سبق نجد أن هرمونات الجسم متعددة ويتم إنتاجها من أكثر من غدة في جسم الإنسان فأحيانا تحدث لهذه الهرمونات لخبطة أو اضطرابات في إفرازها وهذه اللخبطة تختلف أسبابها عند الرجال عن النساء.
أسباب لخبطة الهرمونات
- التدخين الذي له أثار ضارة خاصة على الرجال فالتدخين قد يؤثر على إنتاج هرمون التستوستيرون مما يؤدي بهم إلى مشكل في الإنجاب.
- التعرض للإشعاعات الضارة أو المواد الكيميائية مما يؤثر على معظم هرمونات الجسم.
- إتباع نظام غذائي غير سليم وتناول الأطعمة غير الصحية فجميع الأطعمة المصنعة وتناول الدهون الكربوهيدرات قد يتسبب في إحداث خلل في إنتاج بعض الهرمونات بالجسم.
- التقدم في السن فهناك بعض الهرمونات التي تتأثر بالسن فيقل إنتاجها مع تقدم العمر مثل هرمون الأستروجين والبروجيسترون لدى النساء.
- وسائل منع الحمل وذلك لأنها تحتوي على هرمونات مصنعة تعمل على إيقاف عملية التبويض لدى النساء.
- المرور بحالات نفسية سيئة مما يتسبب في اختلال في إنتاج الهرمونات بالجسم وذلك لأن الحالة النفسية تؤثر على هرمونات الجسم بصفة عامة.
- إصابة بعض الغدد بالأمراض مما يؤدي بقصور في عملها ويؤثر على إنتاج الهرمونات التي تقوم بإفرازها.
طرق الوقاية والعلاج من لخبطة الهرمونات
- الابتعاد عن التدخين أو التقليل منه قدر المستطاع.
- تناول الأطعمة الصحية والابتعاد عن الأطعمة المشبعة بالدهون الكربوهيدرات.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام فهي تعمل على تجديد الدورة الدموية بجسم الإنسان وتساعد على الخفض من توتره.
- عدم تناول وسائل منع الحمل لفترات أطول من اللازم حتى لا تسبب للجسم الكسل عن إنتاج الهرمونات بصورة طبيعية.
- عدم التعرض للإشعاع أو المواد الكيميائية والمنظفات التي تحتوي على الكلور لأن لها أثار سيئة على الجسم.
ومما سبق نجد ألا يعد هرمون أكثر أو أقل أهمية من الأخر فجميع الهرمونات الذي يفرزها الجسم لها أهمية بالغة ووظائف حيوية لا يمكن الاستغناء عنها.
ويجب أن نلتزم بطرق الوقاية من حدوث أي لخبطه بها لأن التهاون ولخبطة الهرمونات يؤدي إلى مشاكل بالغة في صحة الإنسان هو في غنى عنها.
وإذا حدث قصور بأي من الغدد التي تقوم بإفراز تلك الهرمونات فهذا يؤدي بالإنسان إلى مشاكل وأمراض بالغة وبعضها يصعب الشفاء منها.
فسبحانه وتعالى جعل لكل شيء وظيفة وخلق كل شيء بقدر فيجب على الإنسان الاهتمام بصحته والانتباه إذا حدث له أي تغيير في صحته العامة.