أسباب وأعراض ارتفاع ضغط العين

هل جرّبت يومًا أن تضع يدك على عينك وتشعر بإحساس الفاقد لبصره؟

هل جلست ذات يومٍ تفكر بإحدى أعظم النعم ألا وهي نعمة البصر التي نملكها وكثيرًا ما نهملها ولا نوفيها حقها من الاهتمام والرعاية؟

نعم إنها نعمة البصر التي تفضّل الله بها علينا وحُرم منها الكثير، وقد يكون سبب هذا الحرمان غير معروف فيكون فقد البصر منذ الولادة، أو نتيجة حادث معين تعرض له الشخص وفقد على إثره بصره.

كما أنه من الممكن أن يكون سبب فقدان البصر هو مرض ارتفاع ضغط العين الذي سوف نتحدث عنه في مقال اليوم والذي يصيب العين ويبدأ بسيطًا ثم يتدرج في خطورته حتى يصل بالشخص إلى حرمانه من بصره.

فما سبب ارتفاع ضغط العين؟ وما الأعراض التي تدل عليه؟ وما هي طريقة العلاج؟ تفضل معنا بقراءة المقال التالي الذي سوف يقدم لك الإجابات المناسبة على هذه الأسئلة.

أسباب وأعراض ارتفاع ضغط العين

تعريف مرض ارتفاع ضغط العين

ويطلق عليه عدة أسماء مثل مرض ” الجلوكوما ” أو مرض ” الزرق أو الماء الأزرق ” أو ” الماء الأسود “، وهو عبارة عن ارتفاع في ضغط العين بسبب تجمع السائل الداخلي الشفاف المغذي للعين بنسبة ترتفع عن النسبة الطبيعية. حيث إن هذا السائل يجب تصريفه كل فترة من خلال زوايا موجودة في العين مسؤولة عن ذلك هي زوايا التصريف لكن تأخر أو عدم تصريف هذا السائل هو الذي يؤدي إلى مرض ارتفاع ضغط العين وبالتالي تلف الأعصاب البصرية والإصابة بفقدان البصر الجزئي أو الكامل.

ويتم قياس ضغط العين بالـ (ملم / زئبقي) حيث يتراوح ضغط العين الطبيعي بين 10 إلى 20 ملم زئبقي، أما إذا ارتفع عن هذه النسبة عندها فنحن في مواجهة مرض ارتفاع ضغط العين.

أسباب مرض ارتفاع ضغط العين

إن السائل الداخلي الموجود في العين يتجدد باستمرار حيث يتم التخلص منه عن طريق زوايا تصريف ليتكون من جديد داخل العين مرة أخرى. لكن زوايا التصريف هذه قد يحدث فيها خلل في تصريف السائل فترتفع نسبة السائل في العين وتسبب ضغط عليها وهذا يؤدي إلى التأثير على الأعصاب البصرية المتصلة إلى درجة إتلافها وهذا ما يسمى ب (جلوكوما الزاوية المفتوحة). وفي حالات أخرى يحدث انسداد في زاوية التصريف ولا تستطيع عندها تصريف السائل الداخلي في العين فيبقى متجمعًا فيها دون تصريف مما يسبب ارتفاع الضغط على العين وهو ما يسمى ب (جلوكوما الزاوية المغلقة). وفي كلتا الحالتين من مشكلة ارتفاع ضغط العين فقد يؤدي التأخر في تشخيص الحالة ومعالجتها إلى العمى الكلي أو الجزئي لدى الشخص.

أعراض مرض ارتفاع ضغط العين

إن ارتفاع ضغط العين بحالتيه من الممكن أن يؤدي إلى جملة من الأعراض نذكر منها:

  • ألم شديد وصداع في الرأس.
  • الضبابية في الرؤية وتشوش العين.
  • ألم شديد يصيب العين.
  • رؤية الضوء على شكل ألوان قوس قزح مجتمعة.
  • ضعف في الرؤية الجانبية.
  • احمرار يصيب بياض العين.
  • عندما تسوء الحالة من الممكن أن يفقد المريض القدرة على الرؤية الجانبية فيبدأ النظر بالضعف والانحسار من أطراف العين إلى مركزها وفي النهاية قد يصل المريض إلى فقدان البصر الكلي أو الجزئي.

تشخيص مرض ارتفاع ضغط العين

في البداية قد لا يظهر مرض ارتفاع ضغط العين واضحًا إلا عند فحص البصر لدى طبيب العيون، حيث يقوم الطبيب بقياس الضغط الداخلي للعين (باستخدام مقياس توتر العين)، كما يقوم بفحص النظر لدى المريض، وفحص الأعصاب البصرية وزوايا التصريف المسؤولة عن هذا المرض، كما يمكن أن يسأل الطبيب عن الأمور التالية:

  • الشعور بألم في العين أو احمرارها من وقت لآخر.
  • نوبات من الصداع والألم الشديد في الرأس.
  • التعرض سابقًا لمشكلة ارتفاع ضغط العين.
  • مشاكل في الرؤية أو أمراض سابقة في العين مثل قصر البصر.
  • تناول بعض الأدوية والعقاقير التي قد تسبب اضطراب في مستوى الضغط في العين.
  • عوامل وراثية في هذا المرض كإصابة أحد أفراد العائلة بارتفاع ضغط العين.
  • الإصابة ببعض الأمراض التي من الممكن أن تؤثر على ارتفاع ضغط العين مثل أمراض القلب ومرض السكري.
  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم في الجسم بشكل عام.

علاج مرض ارتفاع ضغط العين

من الممكن أن يتدرج العلاج حسب الدرجة التي وصل لها المرض من الخطورة، ففي البداية من الممكن إعطاء المريض قطرات العين ليقوم بأخذها باستمرار وانتظام لكن قد يتسبب البعض منها بآثار جانبية على العين والرؤية غير محمودة. كما يمكن أخذ بعض أنواع الحبوب معها لإعطاء نتيجة أفضل، مع التنبيه إلى ضرورة مراجعة الطبيب بشكل دائم وإجراء الفحوصات والمراجعة الدورية المنتظمة وإبلاغه عن أي مشكلة قد تنشأ عن استخدام القطرات أو الأدوية وعن كل مرض قد يصيب الشخص والأدوية التي يستخدمها لعلاج هذه الأمراض (فقد يكون هناك احتمال تأثير هذه الأدوية على الضغط الداخلي للعين).

ولقد تطور علاج ارتفاع ضغط العين حتى أصبح من الممكن علاج هذا المرض باستخدام الليزر، وفي حالة عدم الجدوى أو حالة المريض السيئة يمكن القيام بالعمليات الجراحية حيث يتم فتح أو توسيع زوايا التصريف حال انسدادها أو عدم قدرتها على التصريف بشكل مناسب.

وفي حال وصول المريض إلى حالة فقد البصر الجزئي أو الكلي فإن العلاج المقدم لا يعيد البصر المفقود، لكنه يعمل على الحفاظ على ما تبقى منه في حال الفقد الجزئي وتفادي الوصول إلى مرحلة الفقد الكامل للبصر.

وفي النهاية يجدر التنبيه والتذكير بأهمية الفحص الدوري للعيون عند الطبيب المختص حتى في حال عدم وجود أية مشاكل واضحة، لكن الهدف هو دوام الاطمئنان على صحة وسلامة العين، ذلك أن العين عضو حساس جدًا ومهم جدًا لذا ينبغي عدم إهماله والمحافظة على نعمة البصر التي أودعها الله لدينا.

شاهد الفيديو التالي لمعرفة المزيد حول أسباب ارتفاع ضغط العين

https://youtu.be/a-k-dB9aB5M

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله