ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

لا بد وأن مر على مسامعنا كلمة ضغط الدم مرتفع او ضغط الدم منخفض، تلك العبارات التي يتحدث بها الكثير من الناس، على الرغم من عدم إدراكهم الصحيح للمعنى العلمي الدقيق لها.

لذلك، وفي مقالنا هذا سنتحدث عن هذه المشكلة المنتشرة عند غالبية الناس وبالأخص النساء الحوامل، ارتفاع ضغط الدم، ما هو؟ وما مدى خطورته على الحامل والجنين معًا؟ وهل هناك طرق فعالة للوقاية والحماية منه؟

ارتفاع الضغط أثناء الحمل

ما هو ارتفاع ضغط الدم؟

يُعرف بأنه القوة التي تدفع دم الإنسان في الشرايين الدموية، بحيث تنتقل فيها تغذية جميع أعضاء الجسم من الدم الذي بحاجة إليه كل عضو، وهو ما نطلق عليه بالدورة الدموية.

والدورة الدموية تبدأ بالتزامن مع عضلة القلب وانقباضها، بحيث يندفع الدم بشكلٍ قوي من القلب إلى الشريان الأبهر، وهو أضخم شريان من شرايين الجسم، وبعدها ينتقل الدم إلى باقي شرايين جسم الإنسان، مما يُسبب ما يُسمى انبساط القلب، وتعود هذه العملية من جديد في القلب، بدورة دموية أخرى.

قياس ضغط الدم

لقياس ضغط الدم هناك جهاز خاص بذلك، حيث يُقسم ضغط الدم عند قياسه إلى:

ضغط دم انقباضي

وهو حين يندفع الدم بقوة من الشريان الأبهر إلى القلب، حين ينقبض القلب، ويكون القياس عند الشخص السليم حوالي 130 مليمتر زئبقي.

ضغط دم انبساطي

  • وهو عندما ينتقل الدم من الشريان الأبهر، إلى باقي شرايين الجسم المنتشرة في أعضاء الجسم، حين يرتاح القلب بين كل نبضة من النبضات، ويكون قياس ضغط الدم للشخص السليم حوالي 80 مليمتر زئبقي.
  • ونقول عن شخص أنه مصاب بارتفاع ضغط الدم عندما يتجاوز الضغط الانقباضي عنده على 140 مليمتر زئبق، ويزيد الضغط الانبساطي عنده على 90 مليمتر زئبقي.

وارتفاع الضغط يصيب الرجال والنساء، ويمكن معالجته باتباع الحميات، وبالعقاقير الطبية، ولكن ماذا لو أن المرأة الحامل أصيبت بارتفاع ضغط الدم؟

أنواع ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

يوجد نوعان لارتفاع الضغط عند المرأة الحامل:

ارتفاع ضغط الدم المزمن

وهو من الأمراض التي يُصاب بها الرجال والنساء على حدٍ سواء، ويُكتشف هذا المرض ويُعرف أسباب الإصابة به خاصةً لدى النساء قبل الحمل، ويمكن أن يُعالج بحيث نتحكم به، في فترة الحمل وبعد فترة الحمل.

ارتفاع ضغط الدم في فترة الحمل

وتُصاب بهذا المرض حوالي 8% إلى 10% من النساء الحوامل، حيث يظهر هذا المرض أثناء فترة الحمل.

يرتفع ضغط الدم في الفترة الأولى من زيارة الحامل للطبيب المختص، حيث يرتفع الضغط الانقباضي عند الحامل في الأشهر الأولى للحمل حوالي 30 مليمتر زئبقي، ويرتفع ضغط الدم الانبساطي حوالي 15 مليمتر زئبقي.

وبعد هذه الفترة وببلوغ المرأة الشهر الرابع من الحمل، يتجاوز ارتفاع ضغط الدم الانبساطي عند المرأة الحامل ليصل إلى 89 مليمتر زئبقي.

وتترافق مع ارتفاع الضغط، زيادة البروتين في البول أو ما يُسمى (الزلال)، وتتورم قدمي الحامل وساقيها.

ارتفاع ضغط الدم المؤقت أثناء الحمل

من الممكن أن تُصاب المرأة الحامل بارتفاع في ضغط الدم لديها، في فترة الأسابيع الأخيرة من حملها، بدون وجود أي أعراض تشعر بها.

كيف تعرف الحامل أنها مصابة بارتفاع ضغط الدم؟

تظهر أعراض ارتفاع ضغط الدم عند المرأة الحامل أثناء الحمل، جملةً واحدة، أو تظهر بعض الأعراض دون غيرها، وخاصةً في الأسابيع الأخيرة من فترة حملها، وهذه الأعراض هي:

  • صداع في الرأس شديد جدًا.
  • تتغير الرؤية عند الحامل، مع التشويش في الرؤية، كما قد يحدث فقدان للبصر بشكلٍ مؤقت.
  • آلام في البطن.
  • غثيان وأحيانًا يصل إلى القيء.
  • الشعور بالدوخة.
  • يكثر لديها التبوُّل بشكلٍ مستمر.
  • زيادة في الوزن بشكلٍ مفاجئ، وبشكلٍ غير عادي، وذلك نتيجة احتباس السوائل في جسمها.
  • ظهور انتفاخ في جسم الحامل، في منطقة الوجه، وبالأخص في اليدين، وهذا ما نسميه بالاستسقاء، وهو يحدث نتيجة احتباس السوائل في الجسم، مما يؤدي إلى شعور الحامل بثقل في جسمها بشكلٍ عام، ويُسبب لها التعب وقلة الحركة.

أسباب ارتفاع ضغط الدم الحملي

لم يتوصل العلم إلى الآن إلى معرفة الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم لدى المرأة الحامل، ولكن يُمكن أن يعود السبب إلى:

  • السمنة الزائدة لدى الأم الحامل.
  • من الممكن أن يكون التاريخ الطبي العائلي للمرأة سببًا قويًا لإصابتها بارتفاع الضغط أثناء الحمل، كإصابة سابقة للحامل نفسها، أو إحدى قريباتها، كالأم، أو الجدة.
  • تجاوز سن الحامل 35 عامًا أو أكثر.
  • إصابة المرأة بمرض السكري، أو أي مرض من أمراض الكلى.
  • ارتفاع الضغط لدى المرأة قبل الحمل.
  • الحمل عند المراهقات، أو الصغيرات في السن.
  • الحمل الأول للمرأة.
  • وجود التهابات في الأوردة الدموية.
  • الحمل بالتوأم، أو تعدد الأجنة.
  • الأمراض التي قد تُصيب المشيمة، مثل نقص التروية الدموية للمشيمة.
  • قد تكون هناك مشاكل في الجهاز المناعيّ.
  • تغذية الحامل تكون غير صحية ومنتظمة.

آثار ارتفاع الضغط عند الحامل

إن ارتفاع ضغط الدم لدى المرأة الحامل يُسبب خطر عليها وعلى الجنين، فيما لو أن الطبيب المختص أهمل الوضع. ومن أهم الأعراض التي تصاب بها المرأة الحامل عند ارتفاع الضغط لديها:

  • قصور في وظائف الكليتين لدى الأم الحامل.
  • حدوث تكسر في كريات الدم الحمراء.
  • ينخفض وزن الجنين عند الولادة.
  • يؤدي إلى الولادة المبكرة، أو قد يؤدي إلى موت الجنين.
  • نقص في الصفائح الدموية لدى الحامل.
  • حدوث ارتفاع في أنزيمات الكبد.
  • حدوث هبوط في القلب.
  • إصابة الحامل بنوبات تشنج.
  • يتعرض الجنين لقصور في النمو، وهذا قد يهدد حياته.
  • حدوث التشنج النفاسي، وهو مشكلة تعتبر خطرة على الأم والجنين معًا، وتُصاب بها المرأة الحامل في أواخر فترة الحمل، حيث يرتفع ضغط الدم عندها، مترافقًا مع زيادة البروتين في البول، وصداع شديد، وآلام في البطن، وعدم وضوح في الرؤية، مع حدوث تشنجات، وتغيرات في دم الحامل، وهذه الإصابة يمكن أن يكتشفها الطبيب المختص من خلال بعض التحاليل والفحوص المخبرية.
  • تسمم الحمل، وتصاب بهذا المرض، النساء اللواتي لديهن ارتفاع في ضغط الدم قبل فترة الحمل، والتسمم الحملي لا يؤثر على ضغط الدم ويرفعه فقط، بل يؤثر على الكليتين، والكبد، وحتى على المخ. ولا يوجد سبب في ارتفاع ضغط الدم أو الإصابة بتسمم الحمل. ولكن غالبية النساء تكون لديهن المشكلة تكمن في المشيمة، وفي الطريقة التي يصل فيها الأوكسجين والعناصر الغذائية من الأم للجنين، عبر المشيمة.

الوقاية من مضاعفات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

تستطيع المرأة الحامل أن تتجنب ارتفاع ضغط الدم، واتباع نظام يحميها من هذا المرض عبر اتباع ما يلي:

  • تكون الوقاية بمراقبة ضغط الدم قبل فترة الحمل، وخاصةً للمرأة التي تنوي أن تحمل.
  • إذا كانت المرأة مصابة قبل فترة الحمل بارتفاع في ضغط الدم، وأرادت الحمل، يجب عليها أن تعالج ضغط الدم لديها ليصل إلى المستوى الطبيعي.
  • من الممكن تغيير نوعية الأدوية التي تتناولها الأم المصابة بضغط الدم قبل الحمل، بما يتناسب مع صحتها ولا يضر بصحة جنينها.
  • على المرأة الحامل أن تقوم بالمراجعة المنتظمة، والدورية لعيادة الطبيب المختص برعاية الحوامل.
  • على الحامل تجنب التدخين وشرب الكحول.
  • ممارسة الرياضة بانتظام، ولكن الرياضة التي تتناسب مع وضعها كحامل، تحت اشراف مختصين في هذا المجال.
  • أن تُكثر الحامل من شرب الماء بشكلٍ متوازن.
  • تُنصح الحامل بنقع قدميها في الماء الدافئ، من أجل تحريك الدورة الدموية، وبالتالي للتسريع في التخلص من الأملاح المترسبة.
  • في حال كانت التي تريد الحمل مصابة بالسمنة، فعليها العمل على إنقاص وزنها، قدر المستطاع، لتتجنب مضاعفات السمنة.

كيف يتم تشخيص إصابة المرأة بارتفاع ضغط الدم؟

متابعة المرأة الحامل

  • يتم تشخيص الإصابة، من خلال فحوصات البول، وقياس ضغط الدم المنتظم للمرأة الحامل.
  • فمن خلال فحص البول، تُظهر التحاليل ارتفاع في نسبة البروتين، مما يكون دليلًا على ارتفاع الضغط، وخاصةً إذا صاحبه ظهور انتفاخ في اليدين، والوجه، وهذا ما يُشخصه الطبيب المختص، من خلال مراقبة المرأة الحامل، مراقبة دائمة، ومتابعة قياس ضغط الدم لديها، في حال شكّ بوجود أعراضه.
  • ومن الضروري متابعة الفحوصات بشكلٍ منتظم طيلة فترة الحمل، لتجنب المضاعفات، فالطبيب المختص يطلب من الحامل، القيام بفحوصات البول، وقياس ضغط الدم لديها بشكلٍ دوري، لتقييم مستوى البروتين في البول (الزلال)، وتنظيم ضغط الدم لديها، لأن وجود زيادة في البروتين في البول، هو دليل على القصور في عمل الكليتين، بحيث يدل على عدم قيام الكليتين بالوظيفة بشكلٍ جيد.
  • وفي حال تبين بشكلٍ مؤكد إصابة الحامل بارتفاع ضغط الدم، فيوصي الطبيب المختص، بأن تُجري الحامل عدد من الفحوصات للتأكد من مدى انتظام وظيفة الكليتين والكبد، وفحص كمية الصفائح الدموية لديها، وثباتها بالمستوى الطبيعي.

متابعة الجنين

يقوم الطبيب المختص بمتابعة الفحوصات للجنين، ومراقبة نموه، بالتصوير بالأمواج فوق الصوتية، ومتابعة حركته في فترة محددة، ومتابعة نبضات قلبه من خلال الحركات التي يقوم بها في رحم أمه، وهناك عدة فحوصات طبية، تُبين فيما إذا كان الجنين يحصل على ما يحتاجه من الغذاء والأوكسجين.

علاج ارتفاع الضغط عند الحامل

علاج ارتفاع الضغط المزمن

يتابع الطبيب المختص معالجة المرأة الحامل، والمصابة بارتفاع الضغط قبل فترة الحمل. بنصح المرأة الحامل بأن تستمر في تناول الأدوية الخافضة للضغط في فترة الحمل، ويتم تناول الأدوية التي لا تضر بالجنين، والطبيب المختص يقوم بتغيير الدواء للمرأة الحامل بحيث يكون أكثر أمانًا للأم وجنينها، مع المتابعة بانتظام، ومتابعة الجنين ونموه، حتى لا تحدث أية مضاعفات.

وينصح الطبيب المختص السيدة الحامل أن تنام على الجانب الأيسر، وذلك حتى لا يضغط الرحم على الأوعية الدموية الكبيرة عندها، ولتزيد من كمية الدم الذي سيُغذي الجنين عن طريق المشيمة.

علاج ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

إذا كانت الأم والجنين بحالة حرجة

كارتفاع شديد في ضغط دم الحامل، أو تأثر نمو الجنين في الرحم، أو أن كمية البروتين في البول عند الحامل زائدة، فمن الممكن اللجوء إلى الولادة المبكرة، لإنقاذ حياة الأم والجنين، ومن خطورة ارتفاع ضغط الدم الشديدة.

إذا كانت الحالة مستقرة عند الأم والجنين

عندها يجب مراقبة وضع الأم والجنين، وفي حال ازدادت الأعراض، وأصبحت حرجة، من الممكن ادخال الأم الحامل إلى المشفى لمراقبتها، واتخاذ الإجراءات اللازمة، وبشكلٍ مباشر.

إذا كانت كانت المرأة الحامل في الشهور الأولى من الحمل

إذا كانت المرأة الحامل في الشهور الأولى من الحمل وأصابها ارتفاع في ضغط الدم، فالحل لا يكون بالولادة المبكرة، وإنما باتباع الارشادات التالية:

  • تلتزم الفراش من أجل الحصول على كمية كافية من الراحة، مما يعطي الجنين فترة لإتمام نموه.
  • إعطاء الحامل الأدوية المناسبة لخفض ضغط الدم، بما لا يضر بها وبالجنين على حدٍّ سواء.
  • اتباع نظام غذائي خاص، يقلل من الأطعمة التي من الممكن أن تُسبب في ارتفاع ضغط الدم، وتزيد من البروتين في البول.
  • التقليل من تناول الملح.
  • اللجوء إلى الولادة المبكرة، في حالة ازدياد الخطورة على المرأة الحامل، ولو كان ضحيتها الجنين في الأشهر الأولى.

أخيرًا …

من أجل أن تكوني أكثر اطمئنانًا على وضعك الصحي، وسلامة جنينك، استشيري طبيبك المختص، وخذي الاستشارة، والنصائح التي يقدمها، وانتظمي بكل ارشاداته، حتى يكون حملك بأمان، وتصلي إلى ولادة سليمة، وطفل صحيح معافى.

اقرأ أيضًا:

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله