إنَّ معظم الأشخاص الذين يخضعون لعمليات جراحية قد يعانون من الجروح التي ترافقهم بعد العملية، وهذا ما يسبب لديهم مشاكل نفسية وجسدية أيضًا.
بعض الأشخاص يلجؤوا إلى وضع مراهم موضعية وتناول الأدوية لعلاج تلك الجروح، والبعض الآخر قد لا يحبذون ذلك، لذا يقوموا بالبحث عن علاج آخر من خلال الطب البديل أو ما يسمى طب الأعشاب لالتئام الجروح الناجمة عن تلك العمليات.
هنالك أبحاث ودراسات عديدة أجريت من أجل اكتشاف أفضل الأعشاب والمنتجات الطبيعية التي تساعد على التئام الجروح، وهذا ما سنتعرف إليه من خلال الموضح أدناه.
ما هي الأعشاب التي يمكن أن تسرّع عملية التئام الجروح؟
هنالك أعشاب ومنتجات طبيعية موجودة في المنزل يمكن استخدامها لتسريع عملية التئام الجروح الناجمة عن العمليات الجراحية أو الجروح الناجمة عن أي حدث ما. إليك التالي:
هلام (جل) الصبار
إنَّ احتواء الصبار على الجلوكومانان يساعد جدًا على تسريع عملية الشفاء، لأن مادة الجلوكومانان تعمل على تجديد الخلايا، كما أنَّها تعزز من إفراز الكولاجين الطبيعي في الجسم، بالإضافة أيضًا إلى أنَّ هلام الصبار غني بالمعادن والفيتامينات.
أشارت مراجعة منهجية في عام 2019 إلى أنَّ الألوفيرا تساعد على تسريع عملية التئام الجروح، بالإضافة أيضًا إلى أنّها تحافظ على رطوبة البشرة وسلامتها وتقلل الالتهابات.
يمكن الحصول على هلام الصبار عن طريق فصل جزئي الورقة عن بعضهما البعض، ثم كشط الهلام من داخلها.
العسل
استخدم العسل في علاج الجروح منذ ألاف السنين، حيث العسل يعد مضاد فعال تجاه الفطريات والبكتريا الضارة، كما أنّه مضاد للأكسدة أيضًا، وبسبب ذلك ساعد العسل على تسريع عملية التئام الجروح.
أشارت مراجعة في عام 2016 إلى أنَّ العسل ساعد جدًا على التئام الجروح بشكل سريع، وذلك بعد تجربة أجريت على مجموعة من الحيوانات، كما أكدت أيضًا أنَّه ساعد على تثبيط نمو البكتريا الضارة وقلل من تكوين الندبات بشكل واضح.
لكن هنالك دراسة أخرى ذكرت أنّه قد يسبب بعض الالتهابات أثناء دهنه على الجروح، فإذا حدث أي رد فعل تحسسي بعد دهن العسل على الجرح، حينها يجب وقفه على الفور. عمومًا توصي بعض الدراسات وضع العسل على الجروح الطفيفة.
من الأفضل دهن العسل بواسطة شاش مُعقَّم وتضميد مكان الإصابة جيدًا.
الثوم
إنَّ الثوم يعد فعال جدًا في تطهير وتسريع التئام الجروح، حيث يحتوي الثوم على مادة الأليسين (بالإنكليزية: Allicin) وهي مادة مضادة للبكتيريا الضارة والجراثيم، كما يعمل على تقليل الالتهابات.
أشارت مراجعة في عام 2020 إلى أنَّ الثوم أثبت فاعلية قوية في التئام الجروح، وذلك بعد تجارب سريرية عديدة، كما أكدت أنَّ الثوم المعمر يعمل على التئام الجروح بشكل أسرع مقارنةً بالثوم التقليدي.
وفقًا لدراسة أجريت في عام 2018 على مجموعة فئران أظهرت أنَّ الثوم ساعد على التئام الجروح بشكل أفضل، وذلك من خلال استخدام مرهم موضعي يحتوي على 30% ثوم، حيث عزز الثوم نمو الخلايا الليفية بشكل فعال.
تعد الخلايا الليفية مهمة جدًا في إصلاح الأنسجة، وهذا ما جعل الثوم يساعد على التئام الجروح بشكل سريع.
أظهرت آخر دراسة أجريت، مقارنة بين الثوم والفازلين فيما يتعلق بالتئام الجروح، ووجدوا أنَّ الثوم تفوق بشكل كبير جدًا على الفازلين في تسريع عملية الالتئام.
تحذير: قد يسبب الثوم الطازج تهيجًا في البشرة، حيث لا ينصح ببقاء الثوم على البشرة لأكثر من 20 دقيقة. إليك بعض النصائح التي يمكن اتّباعها عند استخدام الثوم على الجروح:
- مزج 3 فصوص من الثوم في خلاط كهربائي مع كوب واحد من الخل، ثم ترك المزيج لمدة ثلاث ساعات.
- تنظيف مكان الإصابة جيدًا بواسطة مطهر، ثم وضع المزيج على شاش مطهر ودهنه على الجزء المصاب.
يدهن المزيج مرتين يوميًا. إذا حدث أي رد فعل تحسسي أو شعرت بالحرقان، حينها يجب غسل مكان الإصابة بالماء البارد على الفور، ولا تعاود استخدام المزيج مرة أخرى.
البصل
يعد البصل مشابه للثوم، حيث يحتوي أيضًا على مركب الأليسين، لكن ما يميز البصل أنَّه لا يسبب تهيجًا للجلد.
يتم تقطيع قطعة واحدة من البصل إلى جزئين ووضع واحدة فقط في خلاط كهربائي مع إضافة العسل الصافي، بعد ذلك يتم دهن المزيج على مكان الإصابة. يمكن تكرار العملية 3 مرات يوميًا.
تحذير: لا يترك البصل على الجرح لأكثر من ساعة.
الكركم
يساعد الكركم على التئام الجروح، وذلك لاحتوائه على مادة الكركمين، حيث تتمتع تلك المادة بخصائص تجعل الكركم قادر على محاربة الفطريات والبكتريا المضرة، كما أنَّه يقلل من الالتهابات.
في عام 2016 أشارت المراجعات إلى أنَّ مادة الكركمين المتواجدة في الكركم ساعدت على التئام الجروح بشكل واضح، وتفسير ذلك بأنَّ مادة الكركمين تعمل على تعزيز إنتاج العوامل التي تساعد على عملية الشفاء والالتئام.
أشارت إحدى المراجعات في عام 2019 إلى أنَّ مادة الكركمين عززت من إنتاج الكولاجين الطبيعي في مكان الإصابة.
لاستخدام الكركم يتم خلط ماء دافئ مع الكركم ومزجهم جيدًا حتى يتم الحصول على عجينة متماسكة، ثم وضع العجينة على مكان الإصابة بواسطة شاش مُعقَّم وتضميده جيدًا.
لا ينصح باستخدام الكركم على الجروح العميقة.
زيت جوز الهند
يعد زيت جوز الهند مضاد للبكتيريا الضارة والجراثيم، ذلك لاحتوائه على مادة مونولورين (بالإنكليزية: Monolaurin)، هذه المادة هي حمض دهني، ومن المعروف أنَّ الأحماض الدهنية التي تتواجد في الزيوت النباتية تساعد جدًا على التئام الجروح بشكل سريع. يستخدم زيت جوز الهند أيضًا لمنع انتقال العدوى.
في عام 2010 أجريت دراسة على بعض الفئران ووجدت أنَّ الفئران الذين استخدم لهم زيت جوز الهند تم التئام جروحهم بشكل أسرع مقارنةً بالفئران الذين لم يُستَخْدَمْ لهم زيت جوز الهند.
أوراق الموز
اُستخدمَتْ أوراق الموز منذ القدم حيث كانت تعرف بأنَّها معقمة وتعمل على تقليل الالتهابات.
تستخدم أوراق الموز على الجرح بعد وضعها في خلاط كهربائي وخلطها جيدًا حتى يتم الحصول على عجينة. يمكن تكرار هذه العملية في أي وقت، فلا تسبب رد فعل تحسسي أو أي ضرر نتيجة الاستخدام المتكرر.
أعشاب أخرى
هنالك بعض الأعشاب الأخرى التي يمكن تجربتها لتسريع عملية التئام الجروح، وهي:
- أوراق التوت، تحتوي أوراق التوت على فيتامين B وC بكميات عالية.
- عشبة الأذريون، هذه العشبة مضاد فعال للأكسدة، كما أنّها تعمل على تعزيز الدورة الدموية.
- الشاي، تحتوي عشبة الشاي على مضادات للبكتيريا الضارة، كما تقلل الالتهابات أيضًا.
- البابونج، فالبابونج يعمل على محاربة الجراثيم وتقليل الالتهاب.
خلاصة الكلام
إذا كنت لا تريد استخدام الأدوية العلاجية لتسريع عملية التئام الجروح الناجمة عن العمليات أو الناجمة عن حدث ما، فيمكن استخدام الأعشاب الطبية لتسريع عملية الالتئام.
لا ينصح باستخدام العلاجات الطبية التي تم ذكرها على جميع الجروح، بل يمكن استخدامها على الجروح الطفيفة فقط، حيث استخدامها على الجروح العميقة قد يسبب بعض المشاكل الصحية.
في حال ظهور أي أعراض بعد استخدام إحدى العلاجات الطبية، حينها يجب وقف الاستخدام على الفور، ويمكن استبدالها بأعشاب أخرى، لكن إذا استمرت تلك الأعراض حين ذلك ينصح بمراجعة الطبيب المختص لتقديم المشورة الطبية الصحيحة.
يمكن تجربة العلاجات المذكورة أعلاه بأنفسنا لمعرفة ما يناسب بشرتنا وأجسامنا.
