كل ما يخص الفوبيا من الدم الهيموفوبيا أو الخوف من الدم (بدون صور دم)

الخوف من الدم أمر شائع وعادي بالنسبة للكثيرين ولكن عندما يصل الخوف من تلك القطرات إلى حد الإغماء فلا يكون أمر عاديّ أبدًا! عندها تحديدًا نكون أمام الهيموفوبيا أو الفوبيا من الدم أو ببساطة الخوف المبالغ فيه من الدم.

إذا كان منظر الدم أو مجرد التفكير فيه قادرًا على جعلك تشعر بالقلق والرعب وحتى الإغماء فأنت تعاني من الهيموفوبيا! لست وحدك فالكثيرين يعانون منها أيضًا ولكن لا بد من معرفة الأسباب والأعراض وطريقة التعامل معها، لذا إليك كل ما يخص الهيموفيليا أو الفوبيا من الدم.

ما هي الهيموفيليا أو الفوبيا من الدم؟

الهيموفيليا أو الفوبيا من الدم هي عبارة عن حالة خوف مبالغ فيه من الدم تتضمن أعراض جسدية ونفسية عديدة يمكن أن تصل بك حد الإغماء أو الشعور الغثيان وارتفاع ضغط الدم وغيرها…

في الوقت نفسه هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من القلق والخوف تجاه منظر الدم أو رائحته ولكن بالنسبة لمن لديهم الهيموفوبيا فالأمر أقوى وأكثر حدة والأعراض تتخذ اتجاه متطرف شديد جدًا!

يمكن أن يكون الخوف من الدم هو خوف ناتج عن نوع آخر من الفوبيا مثل: الخوف من الموت، الخوف من المرض، الخوف من الإصابات والخدوش وغيرها…في المقابل يمكن أن يكون هو بحد ذاته المشكلة النفسية التي تعاني منها والتي يمكن أن تتطور إلى أنواع أخرى من الفوبيا مثل: الفوبيا من الحقن، الفوبيا من الجروح، والحوادث، وحتى الموت…. كل ذلك بسبب الخوف من التعرض ومواجهة الدم.


تأثير الفوبيا من الدم

على الرغم من اختلاف تأثير الهيموفوبيا على حياة الأشخاص إلا أنها ستبقى نوع الفوبيا الأكثر مواجهة فالجميع معرضون بشكل أو بآخر للتعامل مع قطرات الدم أو حتى التعامل مع كمية أكبر منه.

فإن كنت شخص تعمل في مجال الطب والتمريض فأنت معرض كل يوم وفي كل وقت للتعامل مع المرضى والتعامل مع الدم بشكل مباشر، أيضا لو كان لديك أطفال فيمكن أن يصابوا بأذى كأن يتعرضوا للسقوط وتًخدش ركبهم وبالتالي أنت كذلك سوف تواجه الدم!

يمكن أن يأخذ تأثير الفوبيا من الدم منحى أكثر خطورة على حياتك وذلك عندما تتجنب القيام بالعمل أو تتجنب مواجهة أطفالك أو حتى تتجاهل زيارة الطبيب أو الحصول على الحقن والأدوية وما إلى ذلك….


أعراض الخوف من الدم أو الهيموفوبيا

كغيرها من أنواع الفوبيا الأخرى والتي تشتمل جميعها على أعراض جسدية ونفسية، وتختلف هذه الأعراض من حيث الحدة بين شخص وآخر وبين موقف وآخر، ويمكن أن تبدأ بمجرد التفكير في الدم أو مشاهدته في الصور أو مقاطع الفيديو في التلفاز أو الإنترنت أو من خلال التعامل المباشر مع الدم، وبشكل عام تشتمل الأعراض الجسدية على:

  • صعوبة في التنفس.
  • تسارع دقات القلب.
  • ألم أو ضيق في الصدر.
  • ارتجاف الجسم.
  • الشعور بالدوار.
  • عدم القدرة على الحركة.
  • اضطرابات في الجهاز الهضمي.
  • الغثيان.
  • القيء في بعض الأحيان.
  • التعرق الشديد.
  • الشعور بالحرارة أو السخونة.
  • الإغماء.

أما عن الأعراض النفسية فهي تشتمل على:

  • الشعور الشديد بالقلق والخوف والذعر…
  • الشعور بالحاجة الشديدة لإنهاء الموقف والخروج منه بأي طريقة ممكنة.
  • الانفصال عن الواقع والشعور بأن ما تمر به غير حقيقي.
  • فقدان السيطرة.
  • الشعور كما لو كنت على وشك الموت.
  • الشعور بالعجز وعدم القدرة على التعامل مع الخوف.

الهيموفوبيا هي من أنواع الفوبيا الفريدة لأنها تنطوي في أعراضها على الاستجابة الوعائية المبهمة، ولكن ماذا تعني الاستجابة الوعائية المبهم؟ تعني احتمالية التعرض لانخفاض في معدل ضربات القلب والضغط نتيجة استجابة الجهاز العصبي الودي غير الإرادي اتجاه محفز خارجي وهو على سبيل المثال رؤية الدم.

وهذه الاستجابة بدورها يمكن أن تسبب الشعور بالدوار والإغماء، وذلك في 80% من الحالات، وهذا الأمر ليس شائعًا في أنواع الفوبيا المختلفة الأخرى.


يمكن أيضًا أن تظهر أعراض فوبيا الدم عند الأطفال، وهي في هذه الحالة تتمثل بـ:

  • نوبات من البكاء الشديد.
  • الغضب.
  • الخوف من البقاء وحيدًا وبشكل خاص في مكان يوجد فيه دم.

هل أنت تعاني من الهيموفوبيا؟

في حال كان لديك أدنى شك في أنك تعاني من رهاب الدم فلا بد من تحديد موعد مع طبيبك وإجراء التشخيص، ولكن اطمئن لأن الفحص والتشخيص لا يتضمن أي حقن ولا أي معدات طبيه ولا أي دم.

كل ما هناك هو أن الطبيب سوف يطرح عليك مجموعة من الأسئلة حول الأعراض التي تعاني منها وتواجهك، المدة الزمنية التي كنت خلالها تواجه تلك الأعراض والمواقف التي حفزت ظهورها… بالإضافة إلى معلومات عن التاريخ الطبي الشخصي والعائلي…

لذا تأكد من أن تخبره بكل الأعراض التي تمر بها وتعاني منها، بالإضافة إلى مناقشته وطرح عليه الأسئلة والاستفسارات التي تحتاج إلى معرفتها، فكل ذلك له تأثير إيجابي في العلاج.


أسباب فوبيا الدم

إن الخوف من الدم لا يكون بشكل واعي ويمكن أن يتمثل بجعلك مريضًا أي تأثيره يكون كاستجابة في الجسم ناتجة عن الجهاز العصبي الودي غير الإرادي، وتختلف الأسباب التي يمكن أن تكون خلف فوبيا الدم، وأهمها:

1 – علم الوراثة

يمكن أن تكون جيناتك هي السبب في شعورك بالخوف والذعر من الدم! هذا يعني أنك أكثر حساسية من غيرك اتجاهه، يمكن أن يكون أحد والديك أو كلاهما يعانيان من فرط الحساسية، ويمكن أن يكون أمر خاص بمورثاتك كطفرة جينية أنت وهذه هي طبيعتك.


2 – التربية

في حال كان أحد والديك أو كلاهما يعاني من فوبيا الدم فيمكن أن تكبر أنت ويتطور معك هذا الخوف ويتحول إلى فوبيا لديك أيضًا.

الأمر ليس معتمد فقط على معاناة أحد والديك أو كلاهما من الخوف اتجاه الدم فيمكن أن تكون ردود فعلهما في حالات مواجهة الدم مثل تعرضك لجرح معين أو حادث وغيرها هي السبب فانت تربط في عقلك أن الدم يتسبب بردود فعل شديدة عند الأهل مثل: الخوف والصراخ البكاء وغيرها… وهكذا تتطور لديك الفوبيا.

الأمر لا يتوقف هنا وإنما أيضًا في حال كان مقدم الرعاية أو والديك شديدا الحذر فهذا الأمر يمكن أن يولد رد فعل يجعلك أكثر قلقًا وخوفًا من مواجهة البيئة المحيطة بشكل عام وأحد الأمور التي قد تخشاها هي الجروح والدم والحوادث وما إلى ذلك…


3 – الصدمة النفسية

يمكن أن يكون السبب في الفوبيا من الدم لديك هو تعرضك لصدمة نفسية شديدة مثل المرور بحادث أو موقف أليم واجهت فيه الدم أو تعاملت معه مباشرة وكان له تأثير سلبي على نفسيتك.

قد يهمك: اضطراب ما بعد الصدمة … عندما يكون للتجربة القاسية أثر كبير عليك


4 – رائحة الدم

الدم يمتلك رائحة خاصة وقوية ولم يسبق لك أن تتعامل معها من قبل أي لم تشمها وبالتالي جهازك العصبي غير معتاد عليها وهذا ما يفسر حصول استجابة فيزيولوجية عندما تستنشق هذه الرائحة، وتظهرها مثل هذه الاستجابة بشكل خاص عند طلاب الطب أو التمريض الذين يتعاملون مع الدم للمرة الأولى في حياتهم الدراسية.


5 – الـ Feeling أو الشعور

وهو حال يصعب تعريفها بالكلمات ولكن يمكنني أن أقربها لك حتى تفهمها بدقة! لنتخيل أنك تشاهد فيلم أو تشاهد طبيب يعطي حقنة لمريض.

في حال تفاعلت مع الأمر وشعرت كما لو أنك أنت من يأخذ الحقنة وبدت عليك ردود فعل تمثل هذا الشعور فهذا هو بالضبط الفيلنج أو الشعور أي أنك تشعر بما حولك وما ترى وما يحدث كما لو أنه يحدث معك أنت، وهذا بالضبط يمكن أن يكون السبب الأساسي في الخوف من الدم.


متى يبدأ الشعور بالخوف من الدم أو متى تبدأ الهيموفوبيا؟

مختلف أنواع الرهاب تبدأ عادةً في مرحلة الطفولة، وفي الغالب فإن الرهاب لدى الأطفال يتمثل في الخوف من الظلام الخوف من الغرباء الخوف من الضوضاء وغيرها…

ومع تقدم الطفل في السن وتطور خبراته والتجارب التي مر بها فإن مخاوفه تتطور وقد تصبح متمثلة في الإصابات الجسدية أو النفسية وغيرها… ويحدث هذا في عمر يتراوح بين 7 و16 عام ويمكن أن تشتمل أنواع الفوبيا التي طورها الطفل على الهيموفوبيا.


علاج الفوبيا من الدم

عامةً يمكن ألا يكون علاج كل أنواع الفوبيا أمرًا ضروريًا وبشكل خاص في حال لم يكن يتعارض مع حياتك المهنية أو الاجتماعية، فمثلًا إذا كنت شخص يخاف من الثعابين فليس من المرجح أن تقابل ثعبان في حياتك كلها وبالتالي ليس عليك علاج الفوبيا في مثل هذه الحالة.

ولكن مع فوبيا الدم الأمر مختلف وخاصةً إن كان مجال عملك يتضمن التعامل مع الدم أو في حال كان رهابك من الدم يدفعك لتخطي زيارة الطبيب أو يؤثر على حياتك اليومية… عندها يكون من الضروري التعامل مع الأمر وإيجاد العلاج المناسب له.

ليس عليك القلق فالعلاج لا يعتبر أمر صعب أو مستحيل والخيارات العلاجية أمامك كثيرة وأهمها:

1 – العلاج بالتعرض

يتمحور حول تعرضك للشيء الذي تخاف منه فجلسات العلاج تتضمن التعامل مع الدم بشكل مباشر أو غير مباشر، أي يمكن أن يعرض الطبيب لك صور عن الدم أو مقاطع فيديو أو يطلب منك التعامل مع قطرات وعينات منه.

التعرض يكون تدريجي بإشراف الطبيب وبالتالي لا داعي للقلق ولكنه من أكثر أنواع العلاج فعالية ويمكن للنتيجة أن تظهر من الجلسة الأولى.


2 – العلاج المعرفي

في العلاج المعرفي يقوم الطبيب بتغيير وجهة نظرك وجعل أفكارك حول الدم أكثر واقعية وبالتالي أنت سوف تفهم أن هذه القطرات من الدم لن تؤذيك ولن تقوم بأكلك ولا تتسبب لك أي مشكلة ولا أي كارثة.


3 – تعامل مع الأعراض

إن أعراض الفوبيا من الدم مزعجة ويمكن أن تسبب الكثير من المشاكل كما أنها قد تتعارض مع حياتك اليومية لذا لا بد من أن تتعلم كيف تتعامل معها خلال فترة العلاج إلى حين الانتهاء منه تمام.

عادة التعامل مع الأعراض يتمثل بالتدرب على تنظيم التنفس ونقل الوعي من فكرة الخوف إلى فكرة أخرى مختلفة تمامًا، كذلك يمكن أن ينطوي على مجموعة من الأدوية المهدئة التي تساعدك في ضبط أعصابك والتحكم بأفكارك.


4 – التأمل والاسترخاء

التأمل والاسترخاء والتنفس العميق يمكن أن تساعدك في تنظيم أفكارك ونقل مشاعرك من التوتر إلى الراحة والهدوء وكذلك يمكن من خلالها أن تتعامل مع المخاوف لديك بجميع أنواعها وليس فقط الفوبيا من الدم.

قد يهمك: تعلم كيفية التأمل والاسترخاء لتتغلب على الاكتئاب والقلق النفسي


في النهاية إن أمر التعامل مع فوبيا الدم ليس بالمستحيل أو الصعب وأنت أكثر من قادر على ذلك تحدث إلى طبيبك والتزم بالعلاج ليس فقط لأجلك أنت بل حتى تحمي أطفالك أيضًا وتجنبهم الإصابة بالهيموفيليا فعلى الرغم من أن للمورثات دور كبير في ذلك ولكن السلوك المكتسب وطريقة التربية تلعب الدور الأكبر.

المزيد من أنواع الفوبيا:

المصادر

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله