طريقة التخلص من حرقة وحموضة المعدة

هل تعلم أن المعدة تمتلك لغة خاصة تستطيع من خلالها التواصل معك باستمرار؟

لغة !؟ ما هي هذه اللغة؟؟

نعم لغة الشعور بالألم، حيث ترسل لك رسائل تشعرك بالألم، وهذا ما يدفعك للبحث عن السبب الذي يزعجها وعلاجه، فمثلًا عندما ترهقها بالطعام ترسل لك رسائل استغاثة تترجمها لك من خلال التجشؤ المتكرر، وضيق في التنفس، والشعور بحرارة في المريء.

كيفية التخلص من حموضة أو حرقة المعدة

فما هي هذه الحالة؟ وما هو التفسير العلمي لها؟ وما الإجراء الذي ينبغي اتخاذه للحد من تطورها؟

هذا ما يسمى بحرقة في المعدة أو حموضة المعدة: وهي عرض ناتج عن اضطرابات هضمية عرضية أو مرضية

سبب حدوث حرقة المعدة

زيادة كمية الأحماض التي تفرزها المعدة والتي تساعد على الهضم بالإضافة إلى زيادة كمية الأحماض العالية الناتجة عن نوعية الطعام يؤدي إلى حصول حرقة في المعدة أو ارتجاع الحامض المريئي.

كيفية التخلص من حموضة أو حرقة المعدة

 آلية حدوث الحموضة أو حرقة المعدة

حيث تفرز المعدة كمية من الأحماض تتناسب مع نوعية وجبة الطعام، فإذا كانت الوجبة عالية الأحماض (كالوجبة الغنية بالدهون) فتضطر المعدة لإنتاج كمية أكبر من الحمض، وتحتاج وقت أطول لهضم هذه المواد.

مما يؤدي إلى حدوث ضعف في العضلة العاصرة، وبالتالي ارتجاع الطعام إلى المريء مرة أخرى، وهو محمل بكمية من الأحماض لا تتحملها خلايا المريء، فيشعر المريض بحرقة في المعدة.

فعندما تحدث هذه الأعراض مع امرأة متزوجة أول ما تفكر به هو حصول الحمل، وعندما تحدث هذه الأعراض مع رجل مسن أول ما يفكر به هو الذبحة الصدرية، في حين أن سبب هذه الأعراض مشكلة هضمية، يمكن تفاديها باتخاذ بعض الإجراءات التي تختلف باختلاف سبب الحرقة:

حرقة المعدة العرضية

  • عند الشخص الطبيعي ذو المعدة الحساسة.
  • عند المرأة الحامل.
  • عند تناول أدوية تثير المعدة.

كيفية التخلص من حموضة أو حرقة المعدة

 حرقة المعدة عند شخص طبيعي معدته حساسة

عليه إتباع التعليمات التالية:

أولًا: إتباع نظام غذائي متوازن

يقصد بذلك التوازن في الوجبة بين الأغذية الحامضية والأغذية القلوية، ففي المعدة توازن بين الوسط الحامضي والوسط القلوي، وزيادة نسبة الوسط الحامضي يؤدي لحدوث الحرقة، ولتفادي حصول الحرقة ينبغي:

1 – الإقلال من الأطعمة العالية الحمضية مثل:

  • اللحوم الغنية بالدهون أو الوجبات الغنية بالدهون بشكل عام كالأطعمة المقلية.
  • المخبوزات عالية الدهون كالكعك والمعجنات.
  • المشروبات التي تحوي كافيين، مثل: القهوة والمشروبات الغازية، والكحول.
  • بعض الخضراوات، مثل: الفجل، الملفوف، الفلفل، الليمون الأخضر، البصل، الطماطم.
  • الأطعمة المتبلة بالبهارات والحارة.
  • الأطعمة المكررة والخل والمخلّلات.
  • صلصة الشواء.
  • النعناع.
  • الفراولة.
  • تناول الأطعمة منخفضة الحمضية، مثل: الحليب، الخبز، الرز، البطاطا، اللوز.

2 – تناول أطعمة عالية القلوية، مثل: الموز، البروكلي، الشوفان.

3 – تناول الحبوب الكاملة، والخضراوات الغنية بالألياف، والسمك، والدواجن منزوعة الجلد.

4 – الابتعاد عن الأطعمة المعلبة.

5 – هناك بعض الأطعمة تؤثر على بعض الأشخاص، مثل: الثوم، المكسرات، الخيار، فينبغي تجنب هذه الأطعمة.

ثانيًا: الإقلاع عن العادات الغذائية السيئة، مثل:

  • الإفراط في تناول الطعام: وهذا ما أوصى به نبي الهدى – صلوات الله عليه وسلامه – عندما قال: (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع).
  • الإكثار من تناول الأطعمة الدسمة.
  • السرعة في تناول الطعام: فتناول الطعام ببطء يساعد على مضغه بشكل أفضل، وهضمه بشكل أسرع.
  • عدم الالتزام بوقت معين لتناول الطعام: فلكل جسم ساعة بيولوجية خاصة به، فعندما يحين وقت الوجبة، تبدأ المعدة بإفراز العصارة الهاضمة، وهذا ما يسبب آلام في المعدة إذا كانت خاوية.
  • تناول الطعام في وقت متأخر من الليل، فذلك يؤدي إلى حالات عسر الهضم، ولذلك اتخذ هذه المقولة شعارًا لك (تناول الطعام، والناس نيام، يجلب الأسقام).
  • شرب الماء خلال وجبات الطعام: وهذا لا يعني الحد من كمية شرب الماء، بل ينبغي الإكثار من شرب الماء لأنه يقلل من تركيز حمض المعدة، ولكن ليس أثناء تناول الطعام.

ثالثًا: الالتزام بنمط حياة صحي

  • ممارسة الرياضة: فالرياضة تنشط الدورة الدموية، وبالتالي تؤدي إلى نشاط الجهاز الهضمي، وإتمام عمليات الهضم بشكل أسرع.
  • الإقلاع عن التدخين أو الحد منه قدر الإمكان: فالتدخين من المسببات الأساسية لحرقة المعدة، بل هو أحد أهم أسباب سرطان المعدة.
  • الابتعاد عن الألبسة الضيقة، وارتداء الألبسة المريحة التي لا تضغط على المعدة.
  • الجلوس بشكل صحي: فالانحناء على المعدة، والضغط عليها بعد تناول الطعام، يؤدي لحدوث حالات ارتجاع للطعام، عند الأشخاص الذين يعانون من حساسية في المعدة.
  • التزام الحمية الغذائية (الريجيم): للأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد، فالبدانة تؤدي إلى كسل في الجهاز الهضمي.
  • الابتعاد قدر الإمكان عن التوتر والحالة النفسية السيئة: فهناك ارتباط وثيق بين الحالة النفسية وإفراز حمض المعدة، حيث يزيد إفراز حمض المعدة في الحالات النفسية السيئة كالحزن والخوف والتوتر، ولذلك نلاحظ كثيرًا من الطلاب يعانون من آلام في المعدة أثناء فترة الامتحانات.
  • للتخفيف من حدوث حرقة المعدة، ممكن وضع وسائد أثناء النوم لإبقاء الرأس مرتفعًا عن الجسم.

حرقة المعدة بسبب الحمل

فهذه الحالة ترافق الحامل في بداية حملها، وسببها زيادة إفراز المعدة للحمض، ومما يزيد الطين بلة، الرغبة الشديدة لدى الحامل بتناول الأطعمة ذات الطعم الحامض كالليمون، فتعقّد بذلك مشكلتها بدلًا من حلها، ويمكن تفادي حرقة المعدة من خلال:

  1. إتباع نظام غذائي صحي.
  2. إتباع نمط حياة صحي.
  3. الإقلاع عن العادات الغذائية السيئة.

الوقاية من حموضة المعدة عند الحامل

ويمكن الوقاية منها من خلال إتباع عدة خطوات وقائية:

  • تزداد هذه الحالة في ساعات الصباح الأولى عند الاستيقاظ، فينبغي للحامل أن تجهز قطعة خبز، أو بسكوت سادة أمام سريرها تتناولها قبل القيام من السرير، تساعدها على امتصاص الحموضة الموجودة في المعدة.
  • تقليص حجم الوجبة، وتعدد الوجبات: فلا ينبغي أن تكون المعدة خاوية تمامًا عند الحامل، أو ممتلئة بشكل كبير.
  • شرب محلول العسل: ويمكن تجهيزه بأن تحل ملعقة من العسل في كأس من الماء، فالعسل له فوائد وقائية وعلاجية حيث يساعد على التئام التقرحات، إن وجد تقرحات في المعدة.

وهذا ما أكده سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الشريف: عندما جاءه رجل يشكو له ألمًا ألمّ ببطن أخيه، فقال له اسقه عسلًا، فعاد وقال لرسول الله سقيته العسل ولم يشف، فقال له اسقه عسلًا، وعاد مرة ثانية وثالثة ولم يشف بطن أخيه، فقال له رسول الله “صدق الله وكذب بطن أخيك” فسقاه العسل مجددًا فشفي.

ثمّ جاء العلم ليثبت كلام رسوله الله صلى الله عليه وسلم ويؤكده من خلال التجارب المخبرية، وبإمكانكم الاستزادة من هذا الموضوع من خلال متابعة آخر الأبحاث العلمية الأجنبية في موقع Pubmed من الرابط التالي (أضغط هنا).

  • تناول التمر فهو مفيد جدًا لمن يعانون من حرقة المعدة، وينبغي تناول من 3-7 تمرات.
  • شرب البابونج: وذلك من خلال وضع قرابة ملعقة ونصف طعام من البابونج في كأس ماء مغلي.

حرقة المعدة بسبب الأدوية

  • ينبغي الالتزام بالحمية لمدة أسبوعين.
  • تناول دواء يخفض نسبة الحموضة في المعدة.

حرقة المعدة المرضية

فهي نتيجة لعدة أمراض منها:

  1. التهاب في المعدة: الحموضة المركزة في المعدة لساعات طويلة تؤدي إلى حدوث التهاب في المعدة.
  2. قرحة المعدة: الالتهابات المتكررة في المعدة تؤدي إلى حدوث قرحة في المعدة.
  3. سرطان المعدة: القرحة المزمنة في المعدة والتي لا تعالج بشكل صحيح تؤدي إلى حدوث سرطان المعدة.
  4. فتق في الحجاب الحاجز.
  5. جرثومة المعدة

علاج حرقة المعدة المرضية

طبعًا تختلف طبيعة العلاج بإخلاف المرض المسبب للحرقة، ولكن بشكل عام يجب تناول:

  • أدوية خفض حموضة المعدة مثل “الاوميبرازول”.
  • المضادات الحيوية في حال الالتهاب
  • إتباع الحمية الغذائية: وهذه الخطوة العلاجية لا تقل أهمية عن العلاج الدوائي، بل ينبغي الالتزام بها لتخفيف حدة تهيج المعدة.

هل تعلم ما يميز المعدة والكبد عن سائر أعضاء الجسم؟؟

إن المعدة والكبد هما العضوان الوحيدان القادران على ترميم نفسيهما في حال تعرضا لالتهابات كيميائية، وليست جرثومية دون اللجوء إلى العلاج الدوائي، وذلك من خلال الالتزام بالحمية الغذائية.

أما في حال كان الالتهاب ناتج عن جرثومة، كجرثومة المعدة، فلابد من إتباع العلاج الثلاثي المكون من:

  • مثبطات مضخة البروتون: الاوميبرازول (Omeprazole).
  • مضاد حيوي: الايريثرومايسين (Erythromycin).
  • مضاد للجراثيم: الميترونيدازول (Metronidazole).

بالإضافة إلى تناول شراب إكليل الجبل الذي يعد علاجًا نوعيًا لجرثومة المعدة.

فينبغي عليك أخي القارئ أن تعير انتباهك لنداءات جسدك، وألا تتجاهل أي رسالة يرسلها إليك، وتبادر باستشارة الطبيب المختص، والأهم من ذلك هو أن تهتم بنوعية الغذاء الصحي، ونمط الحياة الصحي (فدرهم وقاية خير من قنطار علاج).

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله