صداع مع ألم في العين الصداع العنقودي الأسباب وطرق العلاج

موجات أو هجمات من الأوجاع والتي يتم وصفها بأنها صداع مع ألم في العين وعن سببها ومدى خطرها تود أن تعرف، شأنك كالكثيرين، و“كرم” واحد ممن يودون معرفة سبب هذا الصداع المرافق لألم في العين.

فيقول كرم: “في كل مرة أصاب بها بالصداع أشعر أن الألم يتخلخل رأسي وعيني، وأود لو أتمكن من ضرب رأس حتى يختفي هذا الألم، ويستمر هذا الوجع، ويتكرر خلال عدة أسابيع، وفي أحيان أخرى يختفي تمامًا، وكأنه غير موجود أصلًا، إن الأمر يدعو للقلق، فأنا لا أتمكن من تحديد السبب الذي يؤدي إلى جعلي أشعر بكل هذا الألم”.

هذا المقال هو دليلك للإجابة عن كل التساؤلات التي تتعلق بهذا الصداع، من السبب الكامن وراء هذا الوجع بالإضافة إلى مجموعة من العلاجات الفعالة.

صداع مع ألم في العين ... ماذا يعني؟

الصداع العنقودي

الصداع العنقودي؛ هجمات من الألم والتي تكون شديدة في بعض الأحيان، وتصيب جانب واحد من الرأس، كما أنها تمتد إلى العين، ويعتبر الصداع العنقودي من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى صداع مع ألم في العين مرافق له.

إن هذا الصداع يصيب شخص واحد من بين 750 شخص إلى 1000 شخص تقريبًا. ويمكن أن يصاب أي شخص وفي أي عمر بالصداع العنقودي، إلا أنه أكثر انتشارًا بين الذكور، كما يزداد احتمال الإصابة به بعد سن الـ 20 من العمر.

أسباب الصداع العنقودي

تربط الإصابة بالصداع العنقودي بطبيعة نشاط الجزء من الدماغ والذي يسمى بـ “تحت المهاد”، إلا أنه وحتى الأن لم يتم التوصل إلى سبب واضح يكون وراء الإصابة بهذا الصداع، لكن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من فرصة الإصابة به، وتلك العوامل مثل:

التدخين

يزداد احتمال الإصابة بالصداع العنقودي لدى الشخص المدخن، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يتبعون عادات خاطئة، كإدمان الكحول.

العوامل الوراثية

تزداد فرصة الإصابة بالصداع العنقودي لدى الأشخاص المنحدرين من أسرة يعاني بعض أفرادها منه، فللعوامل الوراثية علاقة واضحة مع الصداع.

نوبات الصداع العنقودي

لدى أغلب الناس الذين يعانون من الصداع العنقودي تكون النوبات متكررة خلال فترة معينة قد تصل إلى عدة أسابيع، ومن ثم تغيب هذه النوبات خلال فترات تالية قد تصل إلى عدة أسابيع أو أشهر، وأحيانًا إلى سنة. إلا أنه وبشكل عام تبدأ هذه النوبات بالتراجع وتصبح أقل ألمًا مع الوقت ومع العمر، لكن العلاج يكون موجه للحد من الأعراض وألم.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه النوبات تتكرر في أوقات متشابهة؛ أي أن تكرر هذه النوبات يكون بالوقت الذي حدثت فيه في اليوم السابق، كما أن فترات الراحة من النوبات أيضًا تكون متشابهة، فغالبًا ما تكون في فصلي الصيف والشتاء، بينما تعود النوبات في فصلي الخريف والربيع.

عوامل تزيد حدة النوبات

هناك بعض العوامل التي تزيد من حدة هذه النوبات ومعدل تكرارها، وهي ملخصة فيما يلي:

  • استنشاق روائح قوية كالعطور أو المنظفات أو الدهانات.
  • مواسم محددة من السنة (الربيع أو الخريف).
  • تناول الكحول، والتدخين.
  • التعب والإرهاق.

أعراض الصداع العنقودي

يصاب الشخص بنوبات الصداع العنقودي بشكل مفاجأ، وذلك يكون عبارة عن ألم شديد في جانب واحد من الرأس وغالبًا ما يتم وصفه بأنه حرقان أو ضجة وإزعاج في هذا الجانب، أو وخز، أو حتى ألم يشبه ألم الإصابة بضربة قوية على هذا الجانب من الرأس، وفي معظم الحالات يترافق هذا الصداع مع: ألم في العين أو المنطقة التي تحيط بها، بالإضافة إلى إزعاج قد يصيب المعدة في حالات نادرة.

وفي معظم الأحيان يتكرر هذا الألم في هذا الجانب من الرأس، ويشعر أغلب المصابون بأن تحريك الرأس يمكن أن يعطي مفعول في تخفيف الألم، وأحيانً قد يصل بهم الأمر إلى الرغبة بضرب رأسهم في الحائط وذلك بمحاولة منهم لتخفيف الألم.

مظاهر مرافقة للصداع

  • تهيج واحمرار في العين.
  • تهيج في الجفن وانتفاخه وأحيانًا تدليه.
  • ألم في اللثة والفك.
  • احتقان في الأنف، وأحيانًا مع سيلان.
  • ألم في الأذن.
  • دموع لا إرادية.

تزول هذه الأعراض بعد مدة تتراوح بين ربع ساعة إلى عدة ساعات، وفي خلال الأيام التي يتخللها هذه النوبات، قد تتكرر عدة مرات خلال اليوم الواحد.

استشارة الطبيب

في حال إصابتك بأعراض الصداع العنقودي وكانت تلك المرة الأولى التي تعاني من مثل تلك النوبات، أو في حال كان لديك شك حول الإصابة به، فيجب التوجه واستشارة الطبيب.

سيكون التشخيص من خلال سؤالك عن:

  • التاريخ العائلي للإصابة بالصداع العنقودي؛ وذلك لأن للعوامل الوراثية علاقة بالإصابة به.
  • الأعراض التي تعاني منها، وشدتها، وتكررها، ونمط هذا التكرر.
  • بالإضافة إلى الأعراض التي تعاني منها، فقد يحتاج الطبيب إلى فحص للدماغ لاستبعاد أي أسباب أخرى قد تكون السبب في ذلك.

التعامل مع الصداع العنقودي وعلاجه

في نوبات الصداع العنقودي لا يمكن لتناول أقراص المسكنات مثل الباراسيتامول أن تفي بالغرض وأن تخفف من الألم، بالإضافة إلى ذلك فإن مدى تأثيرها محدود، ويزول بعد القليل من الوقت، لذا تحتاج إلى طرق للتعامل مع نوبات الصداع أكثر تخصص، وذلك مثل:

  • حقن يصفها الطبيب والتي يمكن أن تعطيها لنفسك في حال الإصابة بنوبات الصداع.
  • العلاج بالأوكسجين: من الأشياء الفعالة؛ وهي أن تستنشق الأوكسجين النقي من خلال القناع المخصص.

من خلال هذه العلاجات فإن الألم سوف يزول في غضون ربع إلى نصف ساعة تقريبًا. أما عن العلاج فهو يكون من خلال اتباع تعليمات الطبيب والأدوية التي يصفها للمصاب، وفي بعض الحالات النادرة يمكن اللجوء إلى العمل الجراحي، إلا أنه وفي 20 – 10% من حالات الإصابة بالصداع العنقودي يكون هذا الصداع صداع مزمن.

صداع مع ألم في العين وليس الصداع العنقودي

في حال إصابتك بالصداع مع ألم في العين فليس السبب الوحيد وراء ذلك هو الصداع العنقودي، فيوجد مجموعة من الأشياء التي تسبب أعراض مشابهة للصداع العنقودي، وهي:

  • جفاف في العيون والمنطقة المحيطة بالعين.
  • اضطراب في البصر.
  • إصابة العصب البصري بالالتهاب.
  • التعب والإرهاق.
  • قلة النوم، وكثرة النوم.
  • نزلات البرد وما يرافقها من احتقان.

علاجات طبيعية لحالات الصداع مع ألم في العين

التدليك

يعمل التدليك على تنشيط وتحسين الدورة الدموية، ويكون ذلك في حالة الصداع مع الألم في العين من خلال تدليك الجهة الخلفية من الرقبة بخلاصة الزنجبيل، أو التدليك بزيت النعنع؛ وذلك يتم وفق حركات دائرية.

التغذية

يمكن علاج حالات ألم الرأس من خلال النقاط التالية:

  • اتباع نظام غذائي صحي ومتكامل.
  • عدم الإفراط في مضغ العلكة.
  • تجنب الأطعمة الباردة والمثلجة مثل: المثلجات والعصائر المجمدة.
  • عدم الإفراط في تناول التوابل.
  • التخفيف من كمية السكر التي يتم تناولها.
  • عدم تناول المنتجات التي تحتوي على مواد للحفاظ على الطعام.

عادات

يمكن لتغير العادات أن يؤثر بشكل إيجابي على الصداع والألم المرافق له، وذلك من خلال اتباع ما يلي:

ضبط ساعات النوم

يجب الانتظام والتنظيم فيما يتعلق بالنوم وساعاته، أي يجب تحديد وقت النوم والاستيقاظ وعدد ساعات النوم، والتي يجب ألا تقل عن الـ 7 – 8 ساعات. كما يجب أن يتم تركيز النوم خلال الليل، وعدم السهر الطويل.

حماية العين

يمكن أن يكون الصداع ناتج عن تعب ومشاكل في العين، لذا يفضل اتباع ما يمكن أن يحمي العين من التعب، وذلك بعدم إطالة التحديق في شاشات الهواتف والحاسوب، وعدم القراءة بضوء ضعيف. كما يفضل إجراء الفحص الدوري للعيون، ففي بعض الأحيان يكون الشخص الذي يعاني من الصداع يحتاج إلى وضع نظارات طبية.

له صلة:

استنشاق الهواء بعمق

يمكن للتنفس العميق أن يعالج الكثير من المشاكل التي يعاني منها الجسم، وذلك من خلال استنشاق الهواء في الصباح الباكر، واستنشاق الهواء بعمق يتم من خلال الأنف وبهدوء، إلى أن تشعر وكأن معدتك قد أصبحت غنية بالهواء النقي، ومن ثم إطلاق الزفير من خلال الفم.

يمكن أيضًا علاج الصداع بشل فوري من خلال استنشاق الهواء من خلال فتحة الأنف اليسرى، أي إغلاق فتحة الأنف اليمنى بالإبهام، واستنشاق الهواء بعمق لمدة عدة دقائق.

يفضل أن يكون وقت التنفس في الصباح الباكر بحيث يكون الجو متشبع بغاز الأوزون، كما أن الهواء ككل يكون أكثر نظافة، كما يمكن القيام بهذا التنفس في أي وقت أخر.

الماء

حديثًا أصبح هناك توجه كبير إلى ما يسمى “العلاج بالماء” وذلك من خلال الانتظام في شرب كميات معينة من الماء، وفي أوقات محددة، مع بعض العادات الأخرى المرافقة لهذا.

وبشكل عام لا يجب أن تقل كمية الماء التي يتم تناولها في اليوم عن 2 ليتر، كما يجب تناول كوب من الماء قبل تناول أي نوع من الطعام في الصباح.

له صلة: فوائد الماء المذهلة للجسم تعرف عليها

التمارين الرياضية

تساعد ممارسة التمارين الرياضية على تنشيط الجسم والدورة الدموية، كما يمكن للمشي في الصباح أن يكون من أفضل وأسهل أنواع الرياضة التي تعود بالفوائد ليس فقط على الصداع بل على الجسم ككل من مشاكل في القلب والضغط إلى الوزن الزائد والسمنة، والكثير غيرها من الفوائد.

لا ضرورة للقلق حيال الأمر، فالصداع المرافق لألم في العين غالبًا ما يكون آمن لا يسبب أي مضاعفات خطيرة، ولا يكون بسبب أشياء خطيرة، وباتباعك الطرق السابق ذكرها يمكنك التغلب عليه.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله