الصداع عند الأطفال – ما هو؟ وما هي أسبابه وأنواعه؟

الصداع، هو عباره عن ألم في الرأس يحدث بسبب تمدد الأوعية الدموية مما يؤدي إلى ضغط في الأنسجة الرخوة والأعصاب. يكون في العادة بين المتوسط والشديد وتختلف الأسباب التي تؤدي إلى حدوثه، والتي يمكن أن تكون نفسية أو جسدية أو مرضية.

هذه المشكلة تصيب جميع الفئات العمرية ولكن تختلف بعض الأعراض بين البالغين والأطفال مما قد يؤدي إلى اختلاف التشخيص وخاصةً الأطفال غير القادرين على التعبير.

ما هو الصداع عند الأطفال؟

الصداع لدى الأطفال شائع بشكل عام ولكن ليس شديدًا. مثل البالغين، يمكن أن يصاب الأطفال بأنواع مختلفة من الصداع، بما في ذلك الصداع النصفي أو الصداع الناتج عن الإجهاد. يمكن أن يعاني الأطفال أيضًا من صداع يومي مزمن.

في بعض الحالات، يحدث الصداع عند الأطفال بسبب عدوى أو مستويات عالية من التوتر أو القلق أو صدمة بسيطة في الرأس. من المهم الانتباه إلى أعراض الصداع لدى طفلك ورؤية الطبيب إذا تفاقمت أو حدثت بشكل متكرر.

أسباب الصداع عند الأطفال

شكاوى الصداع موجودة منذ الطفولة ولم تتوضح الأسباب التي تؤدي إلى حدوثه لذلك يتمحور التشخيص حول عدد من المقابلات مع الأطفال لتحديد نوع الصداع ومنشأه سواء كان عاطفي أو مرضي أو جسدي او وراثي.

بين كل خمسه أطفال يصاب طفل واحد بالصداع. والفتيات أكثر عرضة للصداع من الفتيان بثلاث مرات، ممكن أن يكون هناك محفزات بيئية أو جسدية تؤثر على الطفل والتي تصيبه بالصداع مما قد يؤدي إلى التأثير على أداء الطفل مستقبلًا كالتغيب عن المدرسة والابتعاد عن الاختلاط مع رفاقه وممارسة الأنشطة المختلفة.

عمومًا يصاب الأطفال بالصداع بسبب:

  • تغيرات في وضعية النوم أو زيادة ساعات النوم أو نقصانها.
  • اتباع نظام غذائي غير متوازن، أو قلة تناول الوجبات، أو الصداع الذي ينجم من تناول المثلجات.
  • نتيجة حدوث تشنج عضلي أو القيام بنشاط بدني.
  • الخمول والكسل.
  • الإصابة بالجيوب الأنفية أو التهاب الأذن.
  • زيادة تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالمشروبات الغازية.
  • ظهور التسنين الأولي والذي يسبب ألام في الأسنان.
  • التفكير الزائد، القلق والتوتر ونوبات خوف.
  • استنشاق مواد كيميائية ضارة كأكسيد الكربون.
  • التوتر النفسي أو التعب أو الإجهاد.
  • وجود مشاكل في الرؤية.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ونادرًا جدًا ما يحدث نتيجة ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة (ورم في المخ).
  • وقد أظهرت دراسة حديثة أن مضغ العلكة في كثير من الأحيان يمكن أن يؤدي إلى الصداع لدى المراهقين.

إذًا الأسباب الرئيسية يكون منشؤها:

نفسي:

وهو الصداع الناجم عن القلق أو التوتر أو الرهاب يصيب الأطفال ويختلف سبب حدوثه من طفل لآخر وغالبًا ما يكون سببه زيادة التشنج في عضلات الكتف والرقبة، طبعًا هذا الصداع لا يتأثر بفرط النشاط، ولا يؤدي إلى الغثيان أو القيء.

جسدي:

وهو الصداع الناجم عن إصابة جسدية والتي يمكن أن تكون حوادث تؤدي إلى ارتجاج ونزيف في الدماغ أو تعنيف جسدي كالضرب، يؤدي هذا النوع من الصداع إلى غثيان وقيء واختلال في التوازن.

مرضي:

وهو الصداع الذي قد يكون ذو منشأ مرضي متعلق بالعدوى كالبرد أو الأنفلونزا أو التهاب الأذن أو التهاب السحايا، أو الخراجات والجلطات الدماغية، والذي يؤدي إلى دوخة وقيء وفقدان الوعي وغيبوبة.

أنواع الصداع عند الأطفال

الصداع اليومي أو المزمن:

يطلق اسم الصداع اليومي غالبًا على الصداع النصفي أو التوتري الذي يمكن أن يستمر لأكثر من نصف شهر وبشكل يومي.

الصداع النصفي:

النوع الأكثر شيوعًا من الصداع هو الصداع النصفي والذي غالبًا ما يكون وارثي، يكون منشأه في مقدمة الرأس ويسبب نوبات متكررة تتراوح مده النوبة بين ساعتين لأربع ساعات تزداد مع ازدياد المجهود ويرافقه غثيان أو قيء وألم ووخز في الرأس والشعور بالضيق وحساسية من الصوت والضوء والحركة رؤية غير واضحة.

يرغب المصاب بساعات نوم أطول وبوضعه بغرفة هادئة ومظلمة. غير ذلك يمكن أن يكون ناجم عن عدوى بالبرد أو التهابات أو الجيوب الأنفية أو الإجهاد البصري أو تناول مسكنات ألم والتي لا تحتاج إلى وصفة طبية.

الصداع التوتري:

أيضًا يعتبر الصداع الأكثر شيوعًا عند الأطفال حيث يصاب به 50% من طلاب المدارس ممكن أن يستمر الألم لأيام بين المتوسط وشديد الألم يبدأ ببطء ويزداد تدريجيًا يشعر حينها الطفل بالضيق أو كمن يضع خوذه على رأسه.

ممكن أن يكون منشأه منزلي كالتعرض للضرب أو الخوف، مجتمعي كالتعرض للتنمر والرهاب أو فرط باستخدام الأجهزة الإلكترونية.

الصداع العنقودي:

غير شائع عند الأطفال الذين دون العشر سنوات يدوم بين 15 دقيقه و3 ساعات، يحدث فجأة من مرة إلى ثماني مرات في اليوم ويدوم لمده طويلة تصل لأسابيع وشهور، يسبب ألم ووخز بجانب واحد من الرأس؛ ذو إحساس حارق يتمركز في العين وما حولها يرافقه تدميع أو سيلان أو احتقان أنفي.

الصداع المرتد:

صداع منشأه الإفراط في تناول الأدوية الحاوية على مسكنات لتسكين الألم يبدأ مبكرًا ويمتد طوال اليوم يختلف شكل الألم من يوم لآخر.

صداع الرعد:

نوع من أنواع الصداع يكون سريع وشديد أقصى فترة له 5 دقائق ويمتد في منطقة الرأس كالرعد، يجب على الأطفال الذين يعانون من هذا النوع من الصداع إجراء فحوصات فورية في حالات التهاب السحايا والجلطات والخراجات الدماغية.

متى يتوجب زيارة الطبيب؟

تختلف أعراض وأسباب الصداع عند الأطفال فبعضها بسيط ممكن أن يتم التعامل معها منزليًا إذا كانت ذو منشأ نفسي عبر الاستماع للأطفال، والبعض الآخر شديد يرافقه أعراض قوية وغير محمولة ومستمرة مترافق بدوخة وغثيان وقيء، وعدم القدرة على النوم في الليل وحمى وفقدان الوعي وشلل وتنميل.

لذا من المهم تلقي الرعاية الطبية الطارئة عندما يكون الصداع:

  1. يظهر فجأة وبشكل مكثف.
  2. يرافقه إعاقة وظيفية عصبية: فقدان التوازن، خدر، مشكلة في الرؤية، تلعثم في الكلام.
  3. يرافقه الغثيان والقيء المستمر.
  4. ظهور أعراض حمى أو ألام في الرقبة.

كيف يتم تشخيص الإصابة بالصداع عند الأطفال؟

لمعرفة من أين يأتي الصداع لطفلك، من المحتمل أن يقوم الطبيب ببعض الإجراءات:

التاريخ السريري للصداع. سيطلب منك الطبيب ومن طفلك وصف الصداع بالتفصيل لمعرفة ما إذا كان هناك نمط أو محفز مشترك. قد يطلب منك أيضًا الاحتفاظ بدفتر خاص لتسجيل كل التفاصيل حول صداع طفلك، مثل التردد وشدة الألم والمحفزات المحتملة.

الفحص البدني. يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني يتضمن قياس طول الطفل ووزنه ومحيط رأسه وضغط الدم والنبض، ويفحص عينيه ورقبته ورأسه وكتفيه وعموده الفقري.

الفحص العصبي. يتحقق الطبيب من أي مشاكل في الحركة أو التنسيق أو الحساسية.

إذا كان طفلك بصحة جيدة وكان الصداع هو العَرَض الوحيد، فلا حاجة عادةً إلى إجراء المزيد من الاختبارات. ومع ذلك، في حالات قليلة، يمكن أن تساعد عمليات التصوير الأخرى في إجراء تشخيص أو استبعاد الحالات الطبية الأخرى التي قد تسبب الصداع. هذه بعض الاختبارات:

التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي لإنتاج صور تفصيلية للدماغ. تساعد فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الأطباء في تشخيص الأورام والسكتات الدماغية وتمدد الأوعية الدموية والأمراض العصبية وغيرها من تشوهات الدماغ. يمكن أيضًا استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لفحص الأوعية الدموية التي تمد الدماغ بالدم.

التصوير المقطعي المحوسب (CT)

يستخدم إجراء التصوير هذا سلسلة من الأشعة السينية الموجهة بالكمبيوتر لتوفير صورة مقطعية لدماغ طفلك. يساعد هذا الأطباء على تشخيص الأورام والالتهابات وغيرها من المشاكل الطبية التي يمكن أن تسبب الصداع.

البزل القطني (البزل الشوكي)

إذا اشتبه طبيبك في أن حالة مرضية موجودة مسبقًا لدى طفلك، مثل التهاب السحايا الجرثومي أو الفيروسي، هي التي تسبب الصداع لطفلك، فقد يوصي بإجراء بزل قطني (البزل الشوكي)، يتم إدخال إبرة رفيعة بين الفقرتين في أسفل الظهر لإزالة عينة من السائل النخاعي الذي سيتم تحليله في المختبر.

كيفية الوقاية من الصداع عند الأطفال؟

كل طفل يعاني من الصداع يأخذ علاج يختلف عن الآخر حسب نوع الصداع وسببه لذلك يجب التدقيق في التشخيص لأن التشخيص الخاطئ أو أخذ أدويه غير مناسبة ممكن أن يعود على الدماغ بالألم الدائم.

يمكن الوقاية منه من خلال ممارسة الرياضة كالجري والمشي والسباحة بحيث ممكن تعبئه وقت الأطفال بالتنشيط البدني بدلًا من الخمول واستخدام الأجهزة الإلكترونية لأوقات طويلة. التغذية النفسية من خلال التحاور مع الأهل الاستشارات المدرسية كزيارة المرشدة التربوية بشكل دوري وطلب المعونة وحل المشكلة.

التغذية الجسدية كتناول كمية مناسبة من الماء بالإضافة إلى تناول الفواكه والخضراوات الطازجة والتخفيف من المأكولات المحفوظة والمعلبة.

في النهاية …

يجب إتباع الطرق المناسبة لكل حالة فالوقاية تقينا من ظهور أعراض الصداع عند الأطفال، ويجب استشارة الطبيب فورًا عند اشتداد الألم. ودمتم أنتم وأطفالكم بصحة وعافية.

شارك المعلومة؛ فالدال على الخير كفاعله